أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - ورود من بُستان العَلمانية .. - ( 1-2 )














المزيد.....

ورود من بُستان العَلمانية .. - ( 1-2 )


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 16:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورود من بُستان الـعَلمانية ... ( 1 - 2 )

1- الصراعات :

في النظام الـعَـلماني تـُخنق أي فـرصة أو أحتمالـية لأي صراعات دينيّة / طائـفية / عـِرقية / عقائديـّة في المجتمع ..!
لأن لا فروق أو تفاضل بين المواطنين بسبب عِـِرق أو جنس أو دين أو طائفة أو لون أو مستوى ، فلا صراع بين طائفة و أخرى ، و لا بين دين و آخر ، و لا بين عـِرق و نظيره ، الجميع لهم نفس المساحة مِن الـحرّيـة المـَحميـّة بالـقانون .. و الجميع أحرار فيما يـؤمنون و يعـتـنقون .. و لا يُـسمح لـطرف أن يـفرض مُـعتقداتـهِ و قـناعاتهِ على الآخـرين بالأكراه أو بالـعُـنف ..!

و الدولـة لا تتبـنـّى رسمياً أي دين أو طائفة .. على حساب الأديان و الطوائف الأخرى .. و هذا يحول دون أستخدام السلطة و رموزها للدين و الطائفة ، لـتبرير أخطائها و خطاياها و أنحرافاتها بأسم الدين أو الطائفة ، أو تحت غطائهما ..! ولا يسمح في نفس الوقت للسلطة الـدينية و ممثليها و رموزها .. باستغلال السلطة و مؤسسات الدولة و مرافقها ، لمآربهم الشخصية و أهوائهم و مصالحهم المادية ..!
بعبارة أخرى دولـة مواطـنة تتعامل مع الجميع بالتساوي على أساس مواطنتهم و وفق القانون ، لا على أي أساس آخـر ..!
----

2 - الـعَلمانية .. و الأباحية :

من ضمن وسائل مُحاربة المنهج الـعَلماني التي أشاعها و يردّدها باستمرار مُعارضوها ، و يحاولون ترسيخها في أذهان الناس .. هي أن العلمانية ( تدعوا ) للأنحلال الخُلـقي و الأباحية ..! و يستشهدون بذلك في ملابس النساء في الدول العلمانية أو أن النساء معروضات في ( الـفترينات ) لغرض الجنس ..؟؟
وهم بهذا يلعبون على وتر حسّاس عند العقل الأسلامي / المُجتمعي ، وهو موضوع ( الـشرف و الغيرة ) ..! و يبدوا لي أن هذا هو الـوتر الأخير الذي يعزفون عليه نغماتهم النشاز ..! أذ لم يتبّـق من ( مثالب ) يأخذونها على العلمانية سوى اللعب على هذا الوتر ..!
---
الدولة العلمانية أو المنهج العلماني في أدارة الدولة يفصل بين العام و الخاص في شؤون الناس أو المواطنين .. بمعنى أن الدولة تأخذ على مسؤوليتها ومن واجباتها ، أدارة الشأن العام للمواطن .. كالأمن و الخدمات و الدفاع و التعليم و الصحة و الرعاية الأجتماعية و الكهرباء و الطرق و تنظيم المرور .. ألخ و تنظّم كل ذلك بقوانين و تشريعات تُلـزِم جميع المواطنين بها دون تمييز ..! و تترك الشأن الخاص للمواطن هو مَن يٌـقرّر و يختار شؤونه الخاصة مثل اللبس و الزّي و الأكل و الشرب و السفر و أختيار السكن و المهنة و التخصّص و النشاط الأجتماعي و العلمي و العلاقات الأجتماعية ، و الديانة و الطائفة و طقوس و متطلبات هذه الديانة و الطائفة ، و حرية الأعتقاد و الفكر و حرية اللا تديّن و الألحاد ..! بشرط أساسي أن لا تتعارض كل عناوين الشأن الخاص مع قوانين و تعليمات الشأن العام ..! لأن الشأن العام مُلك للجميع ، و الشأن الخاص مُـلك للمواطن ..! من هنا نرى في الدول العلمانية مَن تعمل رائدة فضاء و مَن تعمل عاهرة ..! و نرى مَن تلبس حجاب و جُبـّـة و مَن تلبس تنورة قصيرة أو شورت في الشارع ..! و مَن هي مؤمنة بدين معيّن و مَن هي مُلحدة ..! لأن هذا يدخل في نطاق اختيارها و حريتها الـشخصية .. و ليس شيئاً تفرضـهُ الدولة العلمانية أو تطلبهُ من المواطنين أو تُـلزِم أحد بأن يمتهن المهنة الفلانية أو يلبس اللبس الـفلاني .. كما يروّج مُعارضي الـعَلمانية ..!
مع ملاحظة هامة ان كل تفاصيل الحرّيات و الشأن الخاص يجب أن لا تتقاطع أو تتعارض مع الذوق العام و الآداب العامة التي صاغها المجتمع و الناس لحياتهم وفق منظورهم و قناعاتهم .. أي أنك لا ترى مثلاً في الدول العلمانية امرأة تمشي عارية تماماً في الشارع .. و ستجد مباشرة أن الشرطة ستأخذها أو تحجزها ، لأن سلوكها هذا خارج الآداب العامة أو السلوك المُتعارف عليه مجتمعياً في هذه الدولة أو تلك ..! و لذلك نجد الأختلافات في العديد من التفاصيل بين علمانية أمريكا و علمانية السويد مثلاً .. أو علمانية فرنسا و علمانية تركيا ..! تبعاً للأختلافات المجتمعيّة و الـقيميّـة بينهم ..!!
و عليه لا يتصوّر أحد أن المنهج العلماني في دولنا كالعراق مثلاً سيكون نسخة مُستـنسخة عن النموذج الكوري أو الدانماركي أو البريطاني ..! بل المجتمع العراقي و الناس و الأعراف ، سيضعون ملامح الآداب العامة و أشتراطات الذوق العام و القيَم الأخلاقيـة التي يرونها مناسبة لهم ، دون أن يكون هناك أي تعارض مع المنهج العلماني في أدارة الدولة والمجتمع ..!!
--------------------------------------





#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجز عن خلفية العلاقة بين تنظيم الأخوان المسلمين و حزب الدعو ...
- تقديس الأنثى في الميثولوجيا الأولية ...
- كلام من الضرور أن يُقال
- ميثولوجيا الطوفان في الحضارات القديمة ..!
- موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد
- رؤية لأحداث اليمن
- المختصر المفيد في موضوعة الدولة العلمانية و الدولة الدينية
- أما آن الأوان ...
- لماذا الدولة العَلمانية هي الحل
- كلام لابد أن يُقال ... في ذكرى أربعينيّة الأمام الحسين
- مشكلة الوزارتين ( المُقدّستين ) ..!
- هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً ..؟
- النظام العلماني .. هو الحل
- نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات
- متى تنتهي مظلومية الشيعة أذن
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد - 2 -
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد
- ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - ورود من بُستان العَلمانية .. - ( 1-2 )