أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - النظام العلماني .. هو الحل














المزيد.....

النظام العلماني .. هو الحل


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



النظام الـعلمانـي .. هو الـحل ..!
يــُستفـَـز الكثير من المسلمين المُـتـزمـتين عند سماع مـفردة ( العـَـلمانية ) ، و يستنفرون أجهزتهم الدفاعية و الهجومـية عندما يجري النقاش و الحوار بشأنها .. مُـستندين في هذا الموقف الى عاملـين : الأول هو الصورة المترسبة في أذهانهم أو الـتي يرونها عن الدول العلمانية .. من الأنفتاح و الحرية و الأباحـية .. بالطبع يتغافـلون عن باقي الفضائل و الميّـزات ..! و الثاني هو حملات التخويف و التـنـفير التي يشنـّها شيوخ المنابر و خطباء التهريج و العديد من المواقع الألكترونية و القنوات الفضائية الموجـّـهة .. من العلمانية و شرورها .. و جُـلّ تركيزهم يكون على الجانب الجنسي و جانب الـعـُري ..!
دون أن يـُـكـلـّف أحدهم نفسهُ عناء البحث و التقـصـّي و فهم العلمانية بعقل مفتوح و فهم أيجابياتها و سلبياتها كما هـي ..!
النظام الـعلماني أساساً هو ليس عـقيدة تـتنافس مع الـدين لأقصاءهِ و الحلول محلـّهِ .. العلمانية هي أسلوب حياة أو نظام حياة يضمّ تحت جناحـه كل الأديان و المذاهب و كل الأعراق و المِلل ..!
النظام العلماني يفصل ما بين الـشأن الـعام و الـشأن الخاص ... الشأن العام من أختصاص النظام أو الحكومـة ، و الشأن الخاص من أختصاص الـفرد .. بمعنى أن الحكومة توفـّر الأمن و الخدمات و التعليم و الصحة و القانون و الحرية للجميع بالتساوي .. للمسلم و المسيحي و الصابئي و اليهودي وألأيزيدي و للعربي و الكردي و التركماني ، و توفـّر هذا الأمـن و الخدمات للجامع و الكنيسة و الدير و المدرسة و الملـهى و المسرح و الجامعة و البار على حدّ سواء ..! و تحمي حـرّية الجميع في خياراتهم الدينية و المذهبية .. أو اللادينية و الألحادية معاً ...!
الشأن الخاص هو حريتك و حرية عائلتك الشخصية في أعتناق ما تشاء و في أن تــُمارس طقوسك الدينية كما تشاء ، و أن تلبس ما تشاء .. و تــُـصـلـّي كما تشاء ... كل ذلك تحت حماية سلطة القانون .. بشرط أن لا تأكل حـريـّـتكَ هذه من جرف حريات الآخــرين .. ولا تــفرض مـُـعتقداتك و أفكارك على الآخــرين قسراً أو عــنوةً ..!
هذا يعنـي أن لا تكون الدولـة ملـوّنة بلون ديني محدّد ولا بلون عـِرقـي مُـحدّد .. بعبارة أخرى لا تسير على منهج ديني معـيّن يستتبع بالضرورة أن تكون على منهج طائفي معيـّن .. و هذا سيؤدّي حتماً الى التعارض و الأصطدام بمناهج الأديان و الطوائف الأخرى ..!
و هنا تضمن الدولة العلمانية المساواة الكلية بين كل المُـتديـّـنين بمختلف مذاهبهم ، واللامتدينين والملحدين أيضاً. تدافع عن حريتهم المطلقة في إيمانهم أو عدم إيمانهم (حريّــــة الضمير) وتحترمها و تحميها بحق و بقوة الـقانون ...!
و لعلّ أحّد أبرز ما حققه مفهوم العلمانية على الصعيد الحضاري و على صعيد السلم الأهلي و المجـتمعـي هو انهاء الصراعات والإضطهاد الطائفي والحروب الدينية في الدول التي ترسَّخَ فيها هذا المفهوم ، فعلى سبيل المثال نـتذكُّر الخلافات الصدامية بين البروتستانتية والكاثوليكية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا ، والحروب الدينية الطاحنة التي سبقت عصر العلمانية ..! صارت هذه الحروب والصراعات مستحيلةً اليوم في المجتمعات العلمانية بفضل المساواة المطلقة بين الجميع ..!
في النظام الـعلماني لا أحـد يجبرك على اعتـناق دين معيـّن أو مذهب معيـّن أو فكـر معيـّن .. ولا أحــد يـُجبرك على أرتداء ملابس معينة أو نـزع ملابس معينة ..!! هناك مئات الآلاف من العوائل المسلمة التي تعيش في دول علمانـية لم تتخـلـّى عن دينها ولا عن ملبسها ولا عن تقاليدها ..!
لابد أن نـُشير الى مسألة هامـة أن تطبيقات العلمانـية تختلف و تتـكيـّـف وفق طبيعة الدول و المجتمعات .. و حتى بين الدول الأروربية هناك تباين في بعض التطبيقات بين دولـة و أخرى ... و هذا يـُرشدنا الى أن ليس علـينا أن نستنسخ تجربـة علمانية من ألمانيا أو أمريكا مثلاً ، لنــُطـبّـقها على مُجتمـعـنا حرفـياً .. هي نظام مـرن يمكن صياغـتهُ و تكـيّيفـهُ وفق سياقاتنا الأجتماعية و الثقافـية ..!
خلاصــة الأمـر نقول للمـســلمين المُـتزمـّـتين أن الـعلمانية هـي وسيلة مُـتحـضـّرة لتنظيم الحياة .. و في نفس الـوقت تـضع لك حلاً لـمأزق عقائـدي و حياتي ، ذلك هو الصراع الداخـلي و أحياناً التناقض ، بين مُـتطلبات الحياة .. و مـتطلبات الآخـرة ..!
أغـلب الأحيان أن تـفكير المـسلم المتزمت يدفعـهُ لتسخير و تـجييّـر مُـتطلبات الحياة الدنيا لـحساب الـفوز بمكاسب الآخـرة ..! و بالتالي فهو مُستعد لأن يسحق حياتهُ الدنيوية و يتحـمّل الحرمان و الـعوز و الظلم و الـقـهر و الـذل و العذابات ، على أمـل نيـل منافع الآخـرة ..!
النظام العَـلماني يُـوفـّر الـفرصة لكي تنال الأثنين ... حياتك الدنيوية .. و حياتك الأخروية .. أن تعيش بكرامة و سلام و سعادة و حرية .. تعمل و تــُـنتج و تـُسعد نفسك و الآخـرين و تكون حياتك مُـثمـرة .. و في نفس الوقت تمارس حريتك الدينية و طقوسك التعبـّـديـة و تــُرضي ربـّـك .. و بذلك تــربح الـدنيا و الآخــرة مـعاً ...!!

هيـثم الـقـيّم
[email protected]
مستشار أعلامـي / دار التضامن للصحافـة و النشر
مستشار ثقـافـي / منظـمة دار السلام لـحقوق الأنسان
كاتـب صـحفـي



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات
- متى تنتهي مظلومية الشيعة أذن
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد - 2 -
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد
- ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق
- كل طائفي مُتعصّب هو مجرم .. بالنتيجة ..!
- تظاهرات السنة والشيعة .. وضحكات أردوغان - نجاد - حمَد .. علي ...
- ما هي قصة حقوق الأنسان ..؟
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي -2-
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 13 -
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 12-
- مشاهد عراقية -11-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -9-
- مشاهد عراقيّة .. بعيداً عن السياسة - 8 -
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -6-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -5-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما -2-


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيثم القيّم - النظام العلماني .. هو الحل