أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي















المزيد.....


هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان الربـيع العــربي .. مُــقدّمــة للخريف الأسلامــي ...؟
سيناريو الصراع السُـني – الشــيعي القادم ... ( 1-2 )
عند أنطلاق شرارة التغييـّر من سيدي بوسعيد على يد التونسـي محمد بو العزيزي رحمه الله .. أستبشرنا خيراً وقـُلنا ها قد بدأت صحوة الشعوب العربية بعد سبات طويل وصبر طويل على أنظمتها القمعية الظالمــة والفاســدة .. وأخذتنا فورة العواطف والتعاطف مع الشعوب المقهورة على يد أنظمتها المـُـعمـّرة .. وعندما رحلَ أول الأنظمـة في تونس ونجحت حركــة الأحتجاجات السلمية فيها ، كــرّت السبـحــة فتساقط نظام حسني مبارك وبعده نظام القذافي ومن ثم نظام على عبد الله صالح في اليمن .. وحَصل تغيير في المغرب .. وفي الطريق نظام الأسد ومن ثم ستجري تغييرات في لبنان .. و سيأتي الدور على بعض دول الخليج ولكن ليس الآن ...!!
بالطبع لا يمكن أن ينكـر أحــد دور الشعوب وتضحياتها في حركة التغيــيّر التي حصلت .. وأنها كانت بمثابـة المـقوَد والوقود .. المـقوَد الذي أدار حركة التغييـّر ... والوقود الذي أحترق نتيجة التغيير .. فسقط مئات الشهداء على طريق الحرية والعدالة والكرامـة .. وسيسقط المئات من الضحايا على نفس الطريق في باقي الدول التي تنتظر التغيير ...!! والسؤال الخطير هنا من الذي كان يمسك بالمقوَد ...!
كما يـُقال العـــِـبرة بالخواتيم .. فأن الذي حـصل في المغرب وتونس وليبيا ومصر واليمن وما يجري في سوريا يجعلنا نتوقف لنعيد قراءة المشهد بشئ من العقلانية والتروي ...! النتائج التي آلت أليها ما اطلـَق عليه ( ثورات الربيع العربي ..! ) تؤشر حالة غريبة وغير منطقية ..أذ أن مـَن قام بالتغيير ودفع الثمن من دمائه هم بالدرجــة الأولــى فئة الشــباب أو ما ســُمـّي حينها ( شباب الفيسبوك ) .. تــُساندهم الطبقات المقهورة والمـُتعطـّشة للحرية وبعض الأحزاب والشخصيات الليبرالية ... ولكن في جميع بلدان التغيير لم يبرز الى واجهة المسؤولية أو الحـُكم من هو محسوب على الشباب أو من كان معهم ..!
الذين تسـلـّموا الحـُكم في جميع هذه الدول هم تيارات وأحزاب أسلامــية (ســـُـنيـّة ) تتراوح ما بين المـُتطرفة والمـُعتدلة ..من المغرب بعد حل البرلمان وأجراء أنتخابات جديدة مروراً بتونس وليبيا ومصر واليمن .. وفي سوريا السلفيين والأخوان هم من يتصدر الواجـهة بدعم قطري – سعودي – تركـي لا ينكره أحـد ..! السؤال الذي يطرح نفسهُ بقوة هنا : كيف يـُمكن لعقولنا أن تستوعب أن صهاينة تل أبيب وصهاينة الأدارة الأمريكية يــُمكن أن ترضــى أو تـتفرّج على صعود هذه الجهات الى سدة الحـُكم ..في الوقت الذي يقول فيه المنطق أن هذه الأحزاب والتيارات ووفقاً لبرامجها وأدبياتها هي مـُعادية لأسرائيل وأمـريكا.. أذن لابد أن هناك ( ســر ) آخـر وراء هذا المشهد المـُلتبس ...!!
من ناحية أخرى بدأ كما هو معروف ومنذ سنوات فتح الملف النووي الأيراني .. وقامت الولايات المتحدة والغرب وأسرائيل ، ولا يزالون بتناوب الأدوار في الضغط على أيران تحت يافطـــة البرنامج النووي الأيراني .. والضغط يتخذ أشكال متعددة منها السياسي والدبلوماسي ومنها المالي والأقتصادي .. وبين الحين والآخــر يبرز من بين ثنايا هذه الضغوط ، التلويح بالهجوم العسكري .. تارة لضرب المواقع النووية .. وتارة لضرب مراكز القوة العسكرية ... وهكذا .. الأخطر في سياق هذه اللعبة المزدوجــة هو دفع أيران الى سباق تسلـّح .. وهو ما حصل .. يؤدي الى هدفين : أولهما تقوية أيران عسكرياً وثانيهما أستنزافها أقتصادياً ...! تقوية أيران عسكرياً لكي تكون المُــكافئ ( الشيعي ) للمد (الســُـني ) الذي أحدثه ويــُحدثه ( الربيع العربي ) ..! مع مراعاة غض النظر واللامبالاة عن تحرّك بعض التجمعات السكانية الشيعية الموزعــة في عدد من الدول العربية والأسلامية تحت تأثير عاصفة التغييرات في المنطقة أو بتحريض ودعم أيراني .. مثل اليمن والسعودية والبحرين وافغانستان ولبنان وباكستان ومصر ..! كل ذلك من أجل خلق توازن قوة بين الطرفين لكي لا يقوى طرف على غلبة الطرف الآخــر .. وبالتالي عندما تكون الكفتيين شبه متعادلة من حيث القوة والأمكانيات ، يكون أستنزافهم أكثر فعالية وجدوى ..! والغرض من أستنزاف أيران أقتصاديا هو لجعلها ضعيفة داخلياً ومرشـّحة لتحركات داخلية من باقي الطوائف و من القوميات غير الفارسية والتي تــُشكـّل نسبتها مجتمعة من مجموع السكان حوالي 50% .. عندها ستكون أيران في وضع لا تــُحسد عليه وستكون بالتأكيد بحاجة الى الدعم والأسناد من الخارج عند حدوث أية مواجهة مع محيطها ( السُــني ) .. وعليه ستكون الولايات المتحدة ومن معها مــُمسـِكة بخيوط اللـُعـبة ..!
ما يجري في سوريا حاليا حيث الصراع المحتدم بين المعارضة ( السنية ) والنظام العلوي المحسوب على ( الشيعة ) .. يمثـّل تجلياً واضحا لما سوف يحصل بالمستقبل في باقي دول المنطقة .. أذ لا يـُعقل أن ليس بأمكان الولايات المتحدة والغرب حل الموضوع السوري منذ مدة طويلة .. ولا يـُعقل أيضاً هذا الخراب والدمار ونهر الدم المفتوح بلا توقف ، وكأن الجميع مــُغيـّبين أو ربما مـُستـَـغفلين ..!! اطالة الحالة السورية بطريقة الكر والفر بين الطرفين .. له غايتين : دفع أيران للغوص في المستنقع السوري أكثر فأكثر .. كون سوريا ( الأسد ) تــُمثـّل حلقة الوصل بين أيران والمقاومة اللبنانية ومنها الى فلسطين ومصر والشمال الأفريقي .. مما يدفع أيران الى الأستماتة في دعم نظام الأسد من أجل بقاءه .. مـُقابل أستماتة قطر والسعودية وتركيا في دعم المعارضة السورية لغرض كسب المواجهة مع النظام ومن ثم أسقاطه من منطلق طائفي ..! والغاية الأخرى لأطالة المشكلة السورية هو الأيغـال في زرع الحقد والكراهية بين أطراف النزاع بعد أن تــعـمـّد بالدم والضحايا والمـُهجرين ... لكي تكون الأرضية النفسية والموضوعية جاهزة للتقسيم القادم ... نفس السيناريو الذي جرى في العراق عندما أُشعلت الحرب الطائفية ووقف الأمريكان ( يتفرّجون ) والأطراف والأدوات المحلية تـــُشجـّع حمــقى الســـُنة والشيعة على ذبح أحدهما للاخــر ..!! وستنتهي المشكله السورية حالما تــُستكمل خيوط اللعبة .. ويطمأن اللاعبون الكبار الى أن كل شئ يسير وفق ما مرسوم ..! رُبّ سائل يسأل : لماذا لم يجري أقتتال داخلي على الطريقة السورية في دول ( الربيع ) بأستثناء ليبيا واليمن ..؟ الجواب هو أنه لا يوجد شيعـة بحجم واضح في المغرب وتونس ومصر .. أما ليبيا فقد حصل التدخـّل الغربي العسكري عندما أدركت الولايات المتحدة والغرب أن المعارضة وحدها غير قادرة على أسقاط نظام القذافي ..! أذن لابد من التدخل العسكري لحسم الموقف لصالح المعارضة ... وفي اليمن فأن الحوثيين وهم شيعة كانوا بالأصل في حالة صراع مع نظام على عبد الله صالح .. فلا مجال لأشعال مواجهة سنية – شيعية في اليمن في حينها .. ولكن هذا سيحصل لاحقاً ...!!
لنتوقف قليلاً هنا .. ونعود الى الوراء بعض الشئ لغرض أستكمال الصورة ..!
1- في عام 1980 والحرب العراقية الايرانية مـُسـتـَعرة والتي ســُميـّت ( حرب الخليج الأولى ) صرّح مستشار الامن القومي الامريكي السابق ( بريجنسكي ) في عهد كارتر وصاحب كتاب قوس الأزمات وصاحب نظرية ضرب أسفل الجدار حيث قال : ( ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الان (1980) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الاولى تستطيع امريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس- بيكو ..! ) .. وقد حصلت الحرب فعلاً على خلفية موضوع الكويت ..!

2- عقب اطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون ).. بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك ( برنارد لويس ) بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والاسلامية جميعا ولكن كلاً على حدة .. من ضمنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وايران وتركيا وافغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الافريقي …الخ وتفتيت كل منها الي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية ، وقد ارفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت اشرافه تشمل جميع الدول العربية والاسلامية المرشحة للتفتيت .. ( الخرائط مرفقة مع المقال ).

3- في عام 1983 وافق الكونغرس الأمريكي بالأجماع وفي جلسة سرّية على مشروع الدكتور برنارد لويس ... وبذلك تم تـقـنين المشروع ، واعتماده وأدراجــه في ملفات السياسة الأمريكية الأستراتيجية للسنوات المقبلة.
من هو برنارد لويس :


هذا العـرّاب الصهيوني هو أعدى أعداء الأسلام على وجــه الأرض ... ومشروعه هو أخطر مشروع طـُرحَ في القرن العشرين لتفتيت العالم العـربي والأسلامـي من المغرب حـتى الباكستان ..!
ولد ( برنارد لويس ) في لندن عام 1916 ، وهو مستشرق بريطاني الاصل يهودي الديانة صهيوني الانتماء امريكي الجنسية ..
تخرّج من جامعة لندن 1936 وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ – الدراسات الشرقية / الافريقية.
كـَتب ( لويس ) كثيرا في تاريخ الاسلام والمسلمين وتـَداخل في تفاصيل التاريخ العربي والأسلامــي ، بحيث اعتـُبر مرجعا فيه .. فكتب عن كل ما يسيء للتاريخ الاسلامي مـُتعمدا .. كتب عن الحـَشاشين واصول الاسماعيلية والناطقة والقرامطة ، وكـَتب في التاريخ الحديث مـُسبغاً النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها دائماً في كتاباته .
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا عام 2006 قالت فيه : ( ان برنارد لويس المؤرخ البارز للشرق الاوسط وقد وفـّر الكثير من الذخيرة الايدلوجية لادارة بوش في قضايا الشرق الاوسط والحرب على الارهاب ، حتى انه يـُعتبر بحق مـُنظـّرا لسياسة التدخل والهيمنة الامريكية في المنطقة ، وأضافت الصحيفة : ان لويس قدم تاييدا واضحا للحملات الصليبية الفاشلة .. واوضح ان الحملات الصليبية على بشاعتها كانت رغم ذلك ردا مفهوما على الهجوم الاسلامي خلال القرون السابقة .. وانه من السـُخف الاعتذار عنها ) .

برنارد لويس هو صاحب مصطلح ( صراع الحضارات ) على الرغم من ان المصطلح ارتبط بالمفكر المحافظ صموئيل هنتينجتون .. فإن لويس هو من طـَرح هـذا التعبير اولا الى الرأي العام .. ففي كتاب هنتينجتون الصادر في 1996 يشير المؤلف الى فقرة رئيسية في مقال كتبه لويس عام 1990 بعنوان جذور الغضب الاسلامي قال فيها : ( هذا ليس اقل من صراع بين الحضارات .. ربما تكون غير منطقية لكنها بالتاكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي وحاضرنا العلماني والتوسع العالمي لكليهما ..! ) .
ألـّـف لويس عشرين كتابا عن الشرق الاوسط من بينها : العرب في التاريخ ، و الصدام بين الاسلام والحداثة في الشرق الاوسط الحديث ، و ازمة الاسلام ، و حـَرب مـُـندسـّة ، و ارهاب غير مقدس ... الخ

لم يقف دور برنارد لويس عند استنفار القيادات في القارتين الامريكية والاوربية وانما تعداه الي القيام بدور العراب الصهيوني
الذي صاغ للمحافظين الجدد في ادارة الرئيس بوش الابن استراتيجيتهم في العداء الشديد للاسلام والمسلمين .. وشارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الامريكي للعـراق ..!

في مقابلة اجرتها وكالة الاعلام مع لويس في 20/5/2005 قال بالنص :
( ان العرب والمسلمين قوم فاسدون مـُفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم .. واذا تـُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات .. ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم هو اعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية .. وفي حال قيام امريكا بهذا الدور فان عليها ان تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الاخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان .. وأنه من الضروري اعادة تقسيم الاقطار العربية والاسلامية الي وحدات عشائرية وطائفية .. ولا داعي لمـُراعاة خواطرهم او التاثر بانفعالاتهم وردود الافعال عندهم .. ويجب ان يكون شعار امريكا في ذلك : (( اما ان نضعهم تحت سيادتنا او ندعهم ليدمروا حضارتنا )) .. ولا مانع عند اعادة احتلالهم ان تكون مهمتنا المـُعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية , وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع ان تقوم امريكا بالضغط علي قيادتهم الاسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة لتـُـخـلـّص شعوبهم من المعتقدات الاسلامية الفاسدة , ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها .. قبل ان تغزوا أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها ) .

عندما دعت امريكا عام 2007 الي مؤتمر ( انابوليس ) للسلام .. كتب لويس في صحيفة – وول ستريت - يقول : ( يجب الا ننظر الى هذا المؤتمر ونتائجه الا باعتباره مجرد تكتيك موقوت .. غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الايراني وتسهيل تفكيك الدول العربية والاسلامية .. ودفع الاتراك والاكراد والعرب والفلسطينيين والايرانيين ليقاتل بعضهم بعضا ..! ).

مشروع برنارد لويس :

يرتكز مشروع برنارد لويس على مبدأ : تفتيت المجتمعات العربية والأسلامية عن طريق خلق صراعات عــِرقية ، دينية ، طائفيـّة ومناطقية ( عشائرية ) داخلية أي ضمن واقع كل دولة من هذه الدول ... يـُرافقها خلق توترات وبؤر أحتقان أقليمية بين هذه الدول طابعها طائفـي – عــِرقي ، تكون جاهـــزة للتفجير عند الحاجـــة ..! وهو نـُســخة مـُعدّلـة وتطبيقية لنظرية بريجنسكي ( ضرب أسفل الجدار ..! ) وملخصها : لكي تقضي على العدو أضرب في أسفل جداره .. فينهار الجدار كله ..! وأسفل الجدار هنا التركيبة العشائرية والطائفية والدينية والأثــنية والأجتماعية للدول ... والهدف هو أغراق هذه الدول في مشاكلها الداخلية وأستنزافها أقتصادياً واجتماعياً وسياسياً .. لكي لا تكون في أي وقت من الأوقات في المستقبل عامل تهديد أو أضرار بالكيان الصهيوني من جهة وبالمصالح الأمريكية والغربية من جهة أخرى ..! وبالتالي يبقى الكيان الصهيوني هو الأقوى في المنطقة .. ويبقى حارساً للمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة والتي تــُشكـّل عصب الحياة الأقتصادية لهم .. وبالخصوص امريكا التي لا تتورّع عن فعل أي شئ حفاظاً على أقتصادها وعملتها ( الدولار ) من الأنهيار ... وهذا ما سوف نتناوله في الجزء الثاني .
بعبارة أخــرى هو مشروع سايكس – بيكو جديد لتفتيت وتقسيم ماهو مــُقـسـّم أصلاً في سايكس –بيكو الأول .. ومن هنا نفهم عبارة كوندليسا رايس بالـ ( الشرق الأوسط الجديد ) ..!!

تفاصيل المشروع :


 العراق وسوريا ( خارطة رقم -1- )
تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين الى ثلاث دويلات :
1- دويلة شيعية في وسط وجنوب العراق .. تمتد من جنوب بغداد الى البصرة.
2- دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد.
3- دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل .. ثم تتوسع هذه الدويلة لتشمل أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقا ).

تفكيك سوريا الى أربعة أقاليم متمايزة عرقيا أو دينيا أو مذهبيا
1- دولة علوية شيعية على امتداد الشاطئ.
2- دولة سنية في منطقة حلب.
3- دولة سنية حول دمشق.
4- دولة الدروز في الجولان ولبنان وتشمل الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية.

 لبنان ( خارطــة رقم – 2 - )

تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية :
1- دويلة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس).
2- دويلة مارونية شمالا (عاصمتها جونيه).
3- دويلة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) تكون خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
4- بيروت الدولية (المدوّلة)
5- كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية .
6- كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
7- دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة).
8- كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.

 شبه الجزيرة العربية والخليج ( خارطة رقم – 3- )
إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط ..!
1- دويلة الإحساء الشيعية: وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين.
2- دويلة نجد السنية.
3- دويلة الحجازالسنية.

 شمال أفريقياً ( خارطــة رقم – 4- )

تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة :
1- دولــة البـربـر : وتكون على أمتداد دويلة النوبــة في مصر والسودان.
2- دويـلـة البوليساريو.
3- والباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس ولـيبيا.

 مــصر والسودان (خارطــة رقم – 5 - )


تفكيك مصر الى أربعة دويلات :
1- سيناء وشرق الدلتا تكون تحت النفوذ اليهودي ليتحقق حلم اليهود بدولة من النيل إلى الفرات.
2- الدولة النصرانية ( القبطـية ) : عاصمتها الإسكندرية وتــمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط ثم تتسع غربًا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية ، وقد تتسع لتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة : المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية و تكون عاصمتها أسوان و تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4- مصر الإسلامية : عاصمتها القاهرة وتشمل الجزء المتبقي من مصر ... ويـُراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها).
تفكيك السودان الى أربعة دويلات :
1- دويلة النوبة : المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية والتي عاصمتها أسوان.
2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي.
3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي : ( وهذه قد تحقـقـَت بالفعل ...!!).
4- دويلة دارفور : حالياً المؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة لكونها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.


 أيران وباكستان وافغانستان (خارطــة رقم – 6 - )
يكون تقسيم ايران وباكستان وافغانستان الى عشرة كيانات عــِرقية ضعيفــة :

1- كردستان.
2- أذربيجان.
3- تركستان.
4- عربستان.
5- إيرانستان
(ما بقى من إيران بعد التقسيم).
6- بوخونستان.
7- بلونستان.
8- أفغانستان
(ما بقى منها بعد التقسيم).
9- باكستان
(ما بقى منها بعد التقسيم).
10- كشمير.

تركيــــــــا :
انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها كما أشرنا أعلاه .

الأردن :
تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.

فلســــــطين : تــُبتلع كلها ضمن أسرائيل الكبرى.

اليمــــــــن :
إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية بشطريها الجنوبي والشمالي واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دويلة الحجاز.

لابــد من التذكير الى أن هذا المشروع الجهنمـي قد وضـِعـَت خرائطــه وخطوطــه العريضة في الثمانينات من القرن الماضــي .. وهو ليس بالضرورة ســيـُنفذ حرفياً .. ولكن الهدف نفسه باقي كخط أستراتيجــي للسياسة الصهيونية والأمريكية ومــِن ورائها الغربية .. وهذا لا يمنع من أجراء تعديلات هنا وتحويرات هناك على أصل المشروع وحسب مقتضيات تطوَر الأوضاع في المنطقة ، وربما تظهـر بعض المـُفاجـئات والتطورات الغير محســوبة .. ولو لاحظنا أن طبيعة المشروع فيها من المـرونــة والقدرة على التكيـيّف بما يكفي لاستيعاب مثل تلك المفاجئات من دون المساس بجوهر وهدف المشروع ..!

في الجزء الثاني سنحاول أسقاط حيثيات المشروع على ما جــرى ويجري في المنطقة .. لتكتمل أمامنا الصورة ... لـنرى هل كان الربيع العربي ربيعاً فعلاً ..! أم هو يتجــه ليكون خريفاً أسلامياً دامياً ...!! مالم ينتبه العقلاء من كل الأطراف ..!

هيــثم القــيّم
22 / 11 / 2012
[email protected]



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 13 -
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 12-
- مشاهد عراقية -11-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -9-
- مشاهد عراقيّة .. بعيداً عن السياسة - 8 -
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -6-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -5-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما -2-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -4-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -3-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -2-
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -1-
- اقليم الديوانية ... ومهزلة الديمقراطية
- لماذا لا يكون رئيس الوزراء العراقي شيوعياً
- الى رئيس الوزراء القادم ... عليك ب - بنك الوزراء-
- المتقاعدون ... في الأرض
- - العِراك- السياسي ... والهرولة نحو الأنتخابات العامة
- أنتخابات مجالس المحافظات ...قبل ... وأثناء ...وبعد
- نظام أدارة الجودة ... شهادة الآيزو ... وأثره في الأداء الأقت ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي