أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد















المزيد.....

ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 4139 - 2013 / 6 / 30 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ســـتّة أجراءات ... كـفيلـة بالقضاء على الفساد ...!

لم يبق أحــد من المسؤولـين و النوّاب و الكـُـتاب لم يلـعن الفساد و يـُسهب في توصيفـه ... جميعنا ضد الفساد من رأس الهرم الى أخمص الشعب .. من هو الـفاسد أذن ..!! لابد ان يكون هناك من يكذب ، ولابد أن يكون هناك مَـن يتستــّر على الفساد ...!
لا أريد هنا أن أتهم أحــد بعينهِ .. لأن الأتهامات و الفضائح أزكمت الأنوف .. المهم أن نـجد الحل .. الفساد سرطان من النوع الذي يمكن معالجـته ، أذ ليس كل السرطانات مـُـميتة ..!
سـأنطلق من حقيقة قالها و يقولها الجميع أيضاً وهي أن الفساد يـُغذّي العنف و الأرهاب .. وأن العنف و الأرهاب يـُشجّع و يحمي الفساد ..! وبناءاً عليه فأن محاربة العنف و الأرهاب تستوجب محاربة الفساد ، والعكس صحيح أيضاً ..! طوال الزمن الفائت لم نشهد أجراءات و تدابير فعـّالة و حاسمة لمكافحـة الفساد من قبل السلطات الثلاث القضائية و التنفيذية و التشريعية ، تــُشير الى جــديـّة في هذا الأتجاه .. الأسباب كثيرة و العلل كبيرة ..! ولكن أذا ما أردنا فعلاً تطويق مرض الفساد و صولاً الى تحجيمــهِ ومن ثم القضاء عليه ، لابد من أجراءات أستثنائية و جادّة أساسها الأرادة الحقيقـية و الصادقـة لفعل ذلك ..!
يمكن تقسيم الأجراءات المطلوبـة الى نوعين : آنـي و مستقبلـي أو علاجـي و وقائـي ، والتقسيم مبنـي على جوهــر أسباب تغلغل الفساد في مفاصل الدولـة و المجتمع .. والتي سأحاول الأشارة لها ضمن الأجراءات المقترحــة ...!
-;- الأجراءات الآنــيـّة ( العلاجــية ) :
1- فك أرتباط جميع مكاتب المفتشين العموميين بكافـة كوادرها و مستلزماتها و ربطها مباشرة بـهيئـة النزاهــة .. أذ لا يمكن تصوّر أن مكتب المفتش العام يستطيع القيام بدوره و مهمته على الوجـه الأكمل وهو مرتبط أدارياً و مالياً و لوجستياً بالوزارة أو الدائرة الحكومية التي يتواجــد فيها .. من حيث رواتب منتسبي المكتب و علاواتهم و حوافزهم و أيفاداتهم و تجهيزات البنية التحتية للمكاتب .. لأنه في هذه الحالة سيكون أسيراً لمن يمنح هذه المتطلبات سواءاً الوزير أو وكيل الوزير أو المدير العام وحتـى مدير القسم .. هذا الأرتباط يخلق تشابك مصلحـي بين مكتب المفتش العام و مسـئولي الدائرة المعنية ، وبالتالي يضع قيوداً مادية و معنوية و مصلحية على حرية مكتب المفتش العام في أداء دوره و واجبـه.

2- تعديل قانون العقوبات الخاص بقضايا النزاهــة بالشكل الذي يكون أحد أهم الروادع لممارسة الفساد .. وذلك باستحداث مادة ( أربعـة فساد ) على غرار مادة أربعة أرهاب .. أي تكون عقوبة الأعدام لكل من تثبت عليه التهمة من مستوى مدير عام فما فوق ( بسبب مستوى الثقة و الصلاحيات الممنوحـة لهم ) ... و بالسجن المؤبد لمستوى مسؤول شعبة الى مدير قسم .. و السجن عشرون عاماً لمن هو دون ذلك ...! على أن تـُطبـّق هذه العقوبات بأثر رجـعي وبدون أستثناءات ...! لأن عقوبات قضايا الفساد المعمول بها حالياً مُـثيرة للسخرية ولا يمكن لها أن تردع فاسداً ..!
( لنتصوّر لو أن أثنين أو ثلاثة من الفاسدين تم تطبيق هذه العقوبات عليهم .. ألا ينخفض مستوى الفساد مباشرة بنسبة لا تقل عن 50 – 60 % ) ...!!!. فمَـن امـِن العقاب .. أسـتسهلَ الفساد .

3- ألغاء المادة القانونية التي تمنح الوزراء صلاحية منع أستجواب أي من منتسبي الوزارة بخصوص قضايا الفساد ألاّ بموافـقـتـه ...!! وهذه المادة كانت سبباً في تقييد فعاليـة هيئة النزاهـة و القضاء معاً .. لو أفترضنا أن الوزير فاسد و متواطـئ مع بعض موظفيه .. فكيف سيـُحاسَب هـؤلاء ...؟ .

4- تحرير القضاء من أي سطوة أو تأثير سوى القانون ... مع منح القـُـضاة رواتب و مـُخصصات أستثنائية تحول دون تعرّضهم لضغوط مادية و معيشية .. أضافــة لتوفير الحماية الكافية لهم و لعوائلهم .

-;- الأجراءات المستقبلية ( الوقائية ) :

1- لو تمعّنا قليلاً باسباب الفساد .. لوجدنا ان احــد أهم أسبابها هو فقدان الكرامـة و عزّة النفس لدى المواطن العراقي عموماً ... وهذه لها أسباب كثيرة يطول شرحها ولكن يمكن أختصارها بجملة عوامل أهمها : الحروب و الحصار المجرم على الشعب و الأحتلال و حملات السلب و النهب التي أعقبت ذلك ثم القتل المجاني و الطائفية و الجوع و الحرمان و عجز الدولة عن تحقيق مصالح الناس و أمنهم و متطلباتهم ...الخ و عندما يفقد المرء كرامـته و عـزّة نفسه يـُـبيح لها أن تكسر القواعد الأخلاقية و السلوكية و حتى الدينية ... الأنهيار في منظومـة القيم الأخلاقية و السلوكية بدأ بشكل صارخ خلال فترة الحصار و ما تلاها ... أذن لكي يسترجع المواطن شعوره بعـزة النفس و الكرامــة .. يجب على أجهزة الدولة و مؤسساتها القيام بسلسة أجراءات تحفظ كرامة المواطن و تـُشعـِره بأهميته و قيمته ، و بان الدولـة هي لـهُ و لخدمــته ...!
وهذا الأمــر يتطلب أن يتفـّهم جميع العاملين في أجهزة الدولـة أن ( الدولة في خدمة المواطن ) سواءاً أجهزتها العسكرية أو المدنية .. وان كرامة و حقوق المواطن فوق كل أعتبار آخــر .. سواءاً بالمعاملات أو بالأجراءات أو بالتسهيلات .. وما شابه ، لكـي يشعر المواطن الموظف و غير الموظف أن هذه دولته بحق و هذا وطنه بحق .. وعندها سيكون مواطن أيجابي من ناحية أحترامــه لنفسه و تجـنـّـب الزلل في سلوكـه العام .. و سينتج عن ذلك أيضاً حرصـه على الممتلكات العامـة و تطبيقه للقوانين و التعليمات و تشيع روحية الألــفة و التعاون بين الناس .

2- تطعيم الأجيال القادمــة بلقاح مرض الفساد ..! عن طريق أعادة النظر بكتاب ( التربية الوطنية ) الذي يجب أن يحتوي على الفصول التالية و التي تعتبر من ضرورات العصر الحالي :
-;- - فصل كامل عن الفساد بأنواعــه .. يكون مكتوب بطريقة سلسة و حسب المرحلة العمرية للطلاب ومـُعزز بالأمثلة و الشواهد و القصص .
-;- - فصل كامل عن النزاهـــة و معانيها وأبعادها الأخلاقية و السلوكية و الدينية
-;- - فصل كامل عن حقوق الأنسان .. من بداياتها الى وقتنا الحاضر .
-;- - فصل كامل عن الديمقراطية .
-;- - فصل كامل عن الوطن و المواطنة و الروح الوطنية .
-;- - يمكن أضافة فصول أخــرى مـُـعززة للفكرة.
وهنا يجب ان يبدأ تدريس كتاب التربية الوطنية هذا من الصف الأول أبتدائي و لغاية السادس أعدادي .. ولو طـُبقت هذه الفكرة بالشكل السليم المطلوب ... لن نحتاج لتكرارها في المرحلة الجامعية .. لأن الطالب يكون قد حصل على مناعــة جيدة جداً من طاعون الفساد و أمثالـه.
ملاحـــظة : ( غالبية الأفكار الواردة أعلاه سبق وأن نشرناها في مقال في الصحف المحلية منذ عام 2005 ، و كررناها عام 2007 و عام 2011 ..! و حصلنا على تكريم معنوي و مادي من هيئة النـزاهــة بموجبها ) .

هيـثم القـيـّم
[email protected]



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق
- كل طائفي مُتعصّب هو مجرم .. بالنتيجة ..!
- تظاهرات السنة والشيعة .. وضحكات أردوغان - نجاد - حمَد .. علي ...
- ما هي قصة حقوق الأنسان ..؟
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي -2-
- هل كان الربيع العربي ... مقدمة للخريف الأسلامي
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 13 -
- مشاهد عراقية ... بعيداً عن السياسة - 12-
- مشاهد عراقية -11-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -9-
- مشاهد عراقيّة .. بعيداً عن السياسة - 8 -
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -6-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -5-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما -2-
- الرقم و الوقت .. أين نحن منهما
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -4-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -3-
- مشاهد عراقية .. بعيداً عن السياسة -2-
- مشاهدات عراقية .. بعيداً عن السياسة -1-


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد