أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - كلام من الضرور أن يُقال














المزيد.....

كلام من الضرور أن يُقال


هيثم القيّم

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة ذكرى أربـعينيـّة الأمام الحسين - ع –
-------------
كلام مِن الضروري أن يٌـقال ...!!

يتكرّر المشهد سنوياً ، و في العراق تحديداً منذُ أثنا عشر عاماً .. و يتكرّر معـه الأخذ و الـرد و الجدل و السجال حول طبيعة و طريقة أحياء ذكرى واقـعة الـطف ..!
و ينقسم السِجال بين فُـُسطاطين في الـوسط الشيعـي : الأول ينشطر الى نوعين ، نوع يتمسّك بالشعائر و الطقوس و الممارسات التي تـُرافق أحـياء الـذكرى ، و منها الممارسات الغريبة و الشاذّة و خصوصاً التي طرأت على المشهد خلال السنتين الأخيريتـيَن .. بـِعناد و تحدّي مصدرهُ طائفـي صـِرف مَـبني على فكرة ( نحنُ موجودين .. غصباً على اليرضى و الما يـرضـى ..! ) ، و خلفـيّة هذا الموقف فيها بُـعدين .. تاريخي يتعلـّق بما عاناه أتباع المذهب الشيعي على مدى مئات السنين ، مِن تهميش و ظلم و تقـتيل و أقصاء .. بدءاً مِن أستلام يـزيد بن معاوية للخلافـة وراثـةً عن أبيه معاوية بن أبي سفيان .. الى منتصف الخمسينات من القرن الـعشرين ..!
و الـبُـعد الآخر هو التخندق الطائفي الذي أنتعش و استشرى بعد 2003 .. و بـروز طبقـة تـجـّار السياسة و تـجـّار الشورجة و تـُـجـار المذهب ، الـلذين يعتاشون على تنشيط و دعم هذه الطقوس و الممارسات بالكيفية التي تجري فيها ..!
النوع الثاني مِن الفسطاط الأوّل هو الذي يتبع بـوعـي أو دون وعـي رؤية التـشيّيع الصفوي لـقضـيّة الحـُسين ، التي حوّلت ثورتـهُ و تضحياته .. الى مأساة و نكـبة تستوجب النواح و العويل و حسب ..!
-
الفسطاط الثاني : هو موقف عُـقلاء الشيعة و مُـثّـقـّفيها و حتى من البسطاء و عديد مِن رجال الدين الشيعة .. هؤلاء يرون في الحسين ثورة تستوجب الأخذ بمعانيها و أهدافها و عِـبرها .. بدلاً عن قشورها و شكلـّياتها المُتـمثــّـلـة بالممارسات الغريبة و الشاذة .. و التي هي أصلاً دخيلة على التشيّيع العلوي ، كالتطبير و اللطم و التلطيخ بالطين و الضرب بالسوط و نطح الحيطان و الزحف و آخرها الرقص على ألـ DG ..!
-
مِن المفارقات التي يغفل عنها الكثير مِن أهل الـفسطاط الأوّل و البعض من أهل الفسطاط الثاني .. هي أنهم دائماً ما يستشهدون بأقوال لرموز عالمية معروفة مِن أنحاء العالم مثل غاندي و مانديلاً و غيرهم ، و أِشادتهم بهذه الرموز تأتي من نظرتهم الى حركة الحسين باعتبارها مناراً للثورة على الظلم و الفساد ...! لكنهم أي أهل هذا الموقف يتعاملون في نفس الوقت مع الحُسين على أنـهُ ( مُـلك شيعي صـِرف ) ..! في الوقت الذي يجب التعامل معها كثورة ضمن التراث الثوري العالمي .. و أعتبار الحسين رمز عالمي و ليس شيعي خاص ..! هذا التوجه أفـقـَـدَ ثورة الحسين الصفة العالمية .. بينما لو تصرّفوا بالطريقة التي أشرنا لها .. لكانت رايات الحُسين مرفوعة في كل أنحاء العالم كرمز للثورة مِن أجل الحق و العدل ..!
-
لو تناولنا الموضوع مِن زاوية أخرى .. لوجدنا أن التشيّيع الصفوي قد حـوّل الحسين من بطل مُـنتصر بوقفـتهِ .. الى مهزوم مُـنكسر .. و مِن صاحب قضيـّـة .. الى قضـيّة مظلوم .. يستدعي العويل و النحيب عليه و الحزن على عطشـهِ و قطع رأسهِ و سبي نسائه ..! غافلين عمداً و خـُبثاً عن أنّ تفاصيل و مآسي مجريات موقعة الـطف قد وقعت .. و أصبحت من التاريخ ، و لا ينفع قضيـّة الحُسين بشئ العويل عليها أو نزف الدماء أو ما شابه ..! و الأهم التعتيم على المعانـي الكبيرة لـوقفة الحسين و أستعدادهِ للتضحية والشهادة في سبيل مقارعـة الـظلم و الأنحراف و الفساد ، و التي هي ما يجب التركيز عليها و أستذكارهاً .. لأخذ العِبر و من ثمّ تجسيدها عملياً على أرض الواقع .. و على طول السنة .. و ليس في موسم الذكرى فقط ..!
ختاماً أقول لكي نـنصُر الحسين حقاً و لكي نحترم وقفـتهُ و تضحياتـهِ و لكي يصبح رمزاً عالمياً بحق ... علينا أن ننـظر للحسين كبطل تاريخي يستحق الأعجاب و الأحترام و التمجيد ... لا أن ننـظر لـهُ كمسكين مظلوم قـُـطّعت أوصالهُ في مواجهة جيش يزيد الذي يفوقه عدداً و عدّة .. و بالتالي يستـحقّ النحيب و الـعويل ، و بطرُق مُشينة و استعراضية مُثيرة للأشمئزاز في أغلبها ..!
فـلو لطمنا مليون سنة لن نخدم قضيـّة الحُسين بشيئ .. لكن لو رفعنا ظـلماً عن مظلوم واحـد ، أو حاربنا فاسداً واحداً ، أو حقـقـنا عدلاً في قضـيّة واحده .. سـنُـحيي ذكر الحسين بفخر و أعتزاز .. خيراً ألـف مـرّة مِن كل الصخب و التهريج الـذي يحصل ...!!
هيـثم الـقـيّم
مستشار ثقافي / منظمة بلاد السلام لحقوق الأنسان
مستشار أعلامـي / مؤسسة التضامن للصحافة و النشر



#هيثم_القيّم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثولوجيا الطوفان في الحضارات القديمة ..!
- موجزحول أشكاليّة العلاقة بين العَلمانية و الألحاد
- رؤية لأحداث اليمن
- المختصر المفيد في موضوعة الدولة العلمانية و الدولة الدينية
- أما آن الأوان ...
- لماذا الدولة العَلمانية هي الحل
- كلام لابد أن يُقال ... في ذكرى أربعينيّة الأمام الحسين
- مشكلة الوزارتين ( المُقدّستين ) ..!
- هل لازال شعار ( الأسلام هو الحل ) صالحاً ..؟
- النظام العلماني .. هو الحل
- نظام الكوتا النسائية .. و نتائج الأنتخابات
- متى تنتهي مظلومية الشيعة أذن
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد - 2 -
- مناقشة قانون التقاعد الموحد الجديد
- ستة أجراءات كفيلة بالقضاء على الفساد
- لن ينصلح حال البلد .. مالم ينصلح حال البرلمان
- ثقافة التصفيق
- كل طائفي مُتعصّب هو مجرم .. بالنتيجة ..!
- تظاهرات السنة والشيعة .. وضحكات أردوغان - نجاد - حمَد .. علي ...
- ما هي قصة حقوق الأنسان ..؟


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم القيّم - كلام من الضرور أن يُقال