أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - ما حَملهُ غبار يثرب من مهيمنات المعنى إبان الغزو /الفتح مازال فعالاً ويتجدد















المزيد.....

ما حَملهُ غبار يثرب من مهيمنات المعنى إبان الغزو /الفتح مازال فعالاً ويتجدد


عبد الجبار خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حَملهُ غبار يثرب من مهيمنات المعنى إبان الغزو /الفتح مازال فعالاً ويتجدد
عبد الجبار خضير عباس
لا مناص من إنزياحة كبرى عن فروض مقاسات الفقه البدوي للإسلام، علينا بقراءتنا الحضارية العراقية، لا بد التحرر من الاستعمار الفكري الذي بات جاثماً ويتجدد و(يتمدد) في بلاد الرافدين، وكأنه لعنة أبدية، لا بد الخلاص من أيديولوجية التخويف من النار ومعادلها حور العين، حيث حبسوا عقولنا بنص البداوة لفهم الله والإسلام، على وفق رؤية محصورة بين البعير وبوله ومفازات حرب البسوس فمساحة الفكر المتاحة هي التفكير بمفاضلة الانتساب للقحطانية والعدنانية وبطولات عنتر بن شداد الأسطورية المنسجمة مع عقل عقيم مسترخي ومتكاسل. يقرأ العالم عبر السيف، وذبح العقل، وتقديس نصوص رثة، تقدس النقل والتاريخ وفرضوا علينا أن نقدس جميع تلك الشخصيات حتى لو كان سيفها يتقاطر دماً من ذبح العراقيين، ويقسم أن يجعل من دمائهم نهراً. سخروا من العراقيين لأنهم يقرؤون ويكتبون إذ إن أطفالهم ينتظمون في حلقات الدرس المدرسي منذ آلاف السنين وكان أئمتهم في غالبيتهم من الأجانب لأنهم لا يقرؤون، وحين رأوا أهل العراق يزرعون قالوا هؤلاء قوم سيوفهم مساحيهم... أي أنهم عدّوا مهنة الزراعة، مهنة وضيعة كمن ينظر لمهنة الزبال حالياً –الزبال في اليابان مهندس نظافة- وباقي المهن المشابهة متأثرين بهذا المهيمن الفكري الذي فعل فعله في السلوك الاجتماعي، وجعلهُ يخضع لتراتبية تقييم اجتماعية فرضها المنتصر، والى زمن قريب كان العراقيون تحت تأثير أفيون هذه البلادة، فظهرت تراتبية اجتماعية للمفاضلة بين المهن أثرت على الزراعة، لأن من يعمل في زراعة الخضراوات يوصف (بالحساوي) والعامل في هذا الحقل ترفض العوائل تزويجه من بناتها، وتأثرت الصناعة بسبب سخريتهم من الحائك وهو شمله الرفض بالتزويج، وانحصرت مهنة صناعة القوارب والمعاول وصياغة الذهب وشبكات الصيد بالمندائيين، وإلى حد قريب كان معظم صاغة الذهب في العراق من الصابئة، فترسخت هذه الثقافة في اللا شعور، وهناك الكثير من الحكايات والقصص بهذا المعنى، تعبر عن سريان مفعول هذا المصل العفن الساخر من حضارة عمرها أكثر من 7 آلاف عام! وهذا يعد أحد أسباب الهجرة الكبيرة للفلاحين نحو بغداد بعد ثورة 1958 إذ إنهم لا شعورياً وجدوا الفرصة للهروب من وضاعة مهنتهم، فتحولت الأرض الزراعية إلى بور وتريفت المدينة. وتماهى العراقيون مع هذه الثقافة فتسابقوا نحو الانفراد بالسلطة والثروة، لأنها تدفع نحو أعلى السلم التراتبي، ومن بيده السلطة يخضع الجميع إلى أرادته ولحاظ ذلك هو عدم اهتمام الحكومات المتتابعة بالزراعة والصناعة، فظل الاقتصاد العراقي اقتصاداً ريعياً ونحن في الألفية الثالثة. وهو عكس ما نراه في العالم المتمدن حيث هناك الصناعة والزراعة والحاكم يعمل موظفاً للطبقة الرأسمالية.. عموماً بعد هذا الغزو الأعظم، تفشت متلازمة ستوكهولم إذ من تحول إلى خدمة السلطان أو من تخلى عن دينه من اليهود، والصابئة، والمسيحيين بعد فصول الذل والهوان الذي أذاقه لهم الغزاة جعلهم أكثر قسوة في تعاملهم مع أبناء جلدتهم دفاعاً عن الحاكم وأكثر طاعة له، وإن جلدهم على مؤخراتهم حتى لو كان عبد وحشياً...وهو ما يفسر وقوف العراقيين في الجنوب والوسط بالحرب ضد البريطانيين لمدة ثلاث سنوات، وهم يحاربون بريطانيا العظمى لأنها كافرة، لذلك انخرطوا بالدفاع عن الدولة العثمانية التي مارست القسوة بأعلى صنوفها معهم ولاسيما عند الحروب إذ يهجمون على المدن والقرى ويمسكون بهم مثلما يمسكون بدجاجهم، وبقراتهم، وبغالهم خدمة للسفر برلك، وعند مشاهدتهم لفتاة جميلة يأخذونها معهم ليضيفوها إلى خزينهم من المحظيات. ذل ما بعده من ذل، وكان الباشوات، وكبار الضباط إذا غضبوا من محظياتهم، يذيقوها صنوف العذاب ثم يرمون بها إلى نهر دجلة...لكن لمتلازمة ستوكهولم مفعولها السحري فجعلتهم يتناسون ذلهم كله...
رمال يثرب لم تتركنا لحالنا عسى أن نستعيد ذاكرتنا الرافدينية المغيبة فهي دائماً ما تهب مع غفلة الزمن، تتجدد وتتمدد ففي العام 1790 هجم الوهابيون في الفتح/ الغزو (الثانية) فاحتلوا مناطق من العراق، مارسوا الذبح، والنهب، عبر غزوات متكررة حتى إنهم هاجموا عانة في العام1801 ولاقت ما لاقت منهم ذبحاً ونهباً وفي ذروة جرائمهم هجموا على كربلاء في العام 1802 قتلوا الآلاف من أهلها، لم يتركوا شيخاً، أو امرأة، أو طفلاً إلا وقتلوه، وسرقوا هدايا الإمام الحسين ع من النفائس وقلعوا الذهب من السقوف، والجدران، ودمروا الزخارف، وكعادتهم سرقوا السجاد. يقول عالم الاجتماع علي الوردي:" لقد الصقَ الوهابيون نزعة التكفير لكل من عاداهم وأعطتهم الحجة لقتال المخالفين لهم، ولولاها لما تهافتت القبائل البدوية على الدخول في الدعوة، وأبدت فيها ذلك الحماس المنقطع النظير، فالبدو الذين قامت ثقافتهم الاجتماعية على الغزو والنهب منذ قديم الزمان، لا يمكن أن يتركوا ذلك ما لم يجدوا مجالاً آخر يعوضهم عنه على وجهٍ من الوجوه، والواقع أن الدعوة الوهابية أشغلت البدو بغزوٍ أوسع نطاقاً وأكثر غُنماً مما كانوا اعتادوا عليه من قبل، إنها فتحت أمامهم المجال لغزو البلاد المجاورة بدلاً من غزو بعضهم بعضاً، فأنثالوا على تلك البلاد يغنمون منها ما لم يكن يحلمون بهِ في غزواتهم السابقة، وذلك بالإضافة إلى ما سوف يفوزون بهِ من غنائم كبرى في جنة الفردوس !" والآن في الفتح/الغزو (الثالثة) عصفت رمال يثرب عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، والاختباء خلف عناوين مختلفة، فدائماً البطريركية تجدد نفسها مع الزمن، لذلك هذه المرة توارت خلف ستار إعلامي، فغذت هذه الغزوة بالرجال من الجزيرة، والمتماهين معها تحت عنوان داعش وأمدتهم بالمال، والسلاح، والتعاون مع دول إقليمية داعشية، لذلك لا غرابة من سلوك داعش التي ظلت وفية لغبار يثرب في الذبح، والنهب، وتخريب المدن، وتحطيم الآثار والحضارة، فما حدث في كربلاء مدينة الحسين ع حدث في نينوى حيث سرقوا نفائس وهدايا النبي يونس ع، وحطموا الكنائس وسرقوا نفائسها وهداياها, وكذلك فعلوا مع معابد الإيزيديين... السؤال الكبير متى يتم فك الارتباط مع رمال يثرب. ليعود العراقي لانتمائه الرافديني من دون الرؤى المسبقة المفروضة، ويصطلح الزمان مع المكان، إذ إنها الطريقة الوحيدة لعبور الطائفة والقومية نحو العراق الأمة...



#عبد_الجبار_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقف ذاكرة علي بدر الحضارية في رواية الوليمة العارية
- كتاب من العنف إلى التراحم..المصالحة من رحم المستحيل
- إزاحات المعنى ومتغيرات المفهوم في (طائر القصب)
- قصف المملكة للمواقع الآثارية ...الصمت العالمي المخجل
- مقاربة نقدية...السنن التي قهرت المدينة
- خضير ميري ينقر ما تبقى من قمح أيامه وحيداً
- فك الارتباط برمال يثرب ...استعادة الذاكرة العراقية
- حضارة وادي الرافدين اختراع بشري نقض نظرية الكائنات الفضائي ...
- رمال يثرب...حمار الناعور
- تناصات توراتية.. ملحمة كلكامش (الجزء الثاني)
- تناصات توراتية ..ملحمة كلكامش (الجزء الأول) عشتا ...
- الآخر .. المختلف .. الغير مقاربة مفاهيمية
- خنزير غسيل الأموال .. منْ يعلق الجرس في رقبته؟!
- علي الوردي ..ذم صبغة الحزن في الاغنية
- تفاحة انيوتن
- قراءة في كتاب الفيليون
- سردية عراقية أم صناعة ذاكرة؟
- تصحيح السرد .. خلل السردية الكبرى
- فاجعة الاربعاء
- قرة العين..


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار خضير عباس - ما حَملهُ غبار يثرب من مهيمنات المعنى إبان الغزو /الفتح مازال فعالاً ويتجدد