الحاجة زكية.. رمز الطيبة والحنان...

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 14:29
المحور: سيرة ذاتية
    

الحاجة زكية.. رمز الطيبة والحنان...

بقلم/ عبد السلام الزغيبي

....قصة أمرأه ليبية عاشت بيننا وتوفاها الله علي نقاء وسريره وطيبه....

انها الحنونة زكية بنت سيدي فرج الزغيبي، وهي بمثابة اختي الكبيرة، تزوجت من المرحوم مصطفى مفتاح العود، وعاشت معه ايام هانئة سعيدة وتقاسما نفس الخصال من طيبه وحنان واخلاصهما للحياة الاسرية، وعاشا حياتهما كمثل حياة أي أسرة ليبية متوسطة الحال مستورة يكافحان معا من اجل حياة أسرية كريمة لهما ولاولادهما الثلاثة..

كان المرحوم مصطفى يعمل كفني في مؤسسة الكهرباء، عندما كانت محطتها القديمة في شارع الاستقلال ( جمال عبد الناصر ) ،يعمل ويكد طول النهار من اجل لقمة عيش شريفة لاسرته ،وعاشت هي معه اينما طابت الحياة في بيوت بالايجار حتى استطاع بعرقه وجهده ان يشتري قطعة ارض في منطقة رأس عبيدة، بني فيها بيتا بقى لاولاده من بعده..

وكانت الحاجة زكية لا تبخل على اطفالها الثلاثة بالحب والحنان، ورغم أميتها فقد حرصت على حثهم لمواصلة تعليمهم حتى تخرج اكبرهم عوض من المرحلة الثانوية والتحق بسلاح الدفاع الجوي وارسل لاستكمال دراسته العسكريه التخصصيه الي جمهورية يوغسلافيا ،وترفع في رتبه العسكريه حتى وصل لرتبة عقيدا في الجيش الليبي، وعمل عبد الباسط ( الذي اسماه والده بهذا الاسم عشقا وحبا للمقرئ المصري عبد الباسط عبد الصمد) في عدة اعمال حتى انشى في السنوات الاخيره مع بعض شركائه مصنع خاص به، وعملت حليمة في البنوك الليبية حتى ارتقت اعلى المناصب الاداريه والماليه..

كانت الحاجة زكية مشهورة في اوساط العائلة والاقارب بطيبتها الشديدة وتسامحها وحنانها الدافق وكان الجميع يحبها ويقدرها للتواصل الاجتماعي الذي تحرص عليه وكانت تحب اجواء الفرح والرحلات الخلويه "الزرادي" وكانت تقوم بجمع شمل الاسرة وتحرص على ذهابنا بشكل مستمر الى رحلات منتظمة الى شحات وسوسه ورأس الهلال، وزيارة الاولياء في المناسبات الدينيه ، مثل سي سويكر وسي مرعي بمنطقة جردينه جنوب بنغازي بواسطة قطار السكه الحديديه او بالسيارات ، وكانت ضحكتها المميزة الصادقه في نهايتها تختلط بادموع التي تملاء عينيها . وطريقة استعدادها عند التقاط صور فوتو غرافية لها وهي تحرص علي اظهار نفسها باناقة ملابسها وابتسامتها وسط افراد العائلة مصدر فرح وسرور لنا نحن الصبيان..

في هذا الشهر الكريم.. شهر رمضان شهر التوبة والغفران ، ندعو لها بالرحمة والمغفرة ونطلب من المولى عز وجل ان يدخلها جناته الواسعة، وان يبارك في اولادها واحفادها، ويعوضنا عن غيابها بتذكرها والتمسك بتواصل ترابطنا ولم شمل العائلات التي بفضل الله لازالت تتزاور وتتجمع يملؤها الود والمحبه والالفه التي ندعوا الله ان تدوم وتستمر للاجيال القادمه..

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات