أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - أه .. يا مدرستي القديمة.....














المزيد.....

أه .. يا مدرستي القديمة.....


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 02:19
المحور: سيرة ذاتية
    


أه .. يا مدرستي القديمة.....

بقلم/ عبد السلام الزغيبي

اليوم وصلني خبر سئ وهو سقوط مبنى مدرسة القدس الواقعة في وسط مدينة بنغازيالقديمة، وانا عندي مع هذه المدرسة، ذكريات حميمة، مثل غيري من رفاق المدرسة، الذين درسوا فيها سنوات المرحلة الابتداية التي تعتبر من اجمل ذكريات المراحل الدراسية لما بها من براءة وعفوية وصدق..

هذه المدرسة كانت عن حوش عربي كبير نسبيا، هدم في نهاية السبعينات تقريبا، وعلى انقاض هذه المدرسة وفي نفس قطعة الارض تم بناء مدرسة جديدة تمت تسميتها بمدرسة( القدس)، أي تم اقامة مبنى جديد مكان البناء القديم..وانا لا ليس لدي اعتراض على الاسم، ولكن كنت افضل ان تحتفظ المدرسة باسمها القديم ( اللواحي) وهو اسم الشارع الذي تقع فيه المدرسة، وتسمى مدرسة جديدة اخرى باسم القدس..

في مدرسة اللواحي (القدس لاحقا) الابتدائية، كانت سنوات التكوين الاولى والخوف من المجهول، والتعرف على عالم جديد، نلبس الزي المدرسي( القرنبولي) ونتأبط الشنطة الجلدية. المدرسة كانت عبارة عن حوش عربي مقسم الى حجرات، وبه فناء صغير، كان هناك فطور يومي (خبزة وتن، خبزة وحلوة شامية) نتاوله في فترة الاستراحة، الى جانب حليب الباكوات، والكتب المدرسية المطبوعة والاقلام وباكو الالوان والحبر مجانا.. والتمتع بالسحلب الساخن في الشتاء من سي حسين بن صريتي في سوق سي علي الوحيشي. وكان هناك العقاب لمن يأتي متاخرا( جلادي ساخنات في يوم بارد) من العصا مسعودة، واللي يبلد جلده يأخذ خمسة بدلا منها...

مازلت اتذكر، الناظر المربي الفاضل رجب النيهوم، وأول يوم حضرت للمدرسة خائفا مرعوبا برفقة والدي... من المعلمين، اتذكر الاستاذ يوسف... معلم مادة الحساب، والاستاذ محمد المقوب... والاستاذ بلقاسم الوداني، والشطيطي. ومن التلاميذ، أتذكر، فوزي فطنة، بوبكر بوعود، لامين الفزاني، توفيق بن علي، ناجي الفلاح، حمد الفزاني، رشيد عبد الصمد، رمضان المفصكل، احميده هشيمه، احميده احنيش، ادريس وابراهيم امساعد، احميده البراني، نوري المستيري، احميده بن سعود، عوض وحسين خليف، رجب بورقيد، ونيس الرعيض، حسن التركي، علي الجحاوي، نجيب الطرابلسي، جمال عبيده، جمال البسيوني، وغيرهم..

مدرستي الصغيرة القديمة، التي قضينا فيها اجمل ايام العمر، كانت جدرانها تزدحم بالذكريات وفنائها الصغير تعلوا به الضحكات.....وصعب على الانسان، ان يرى مدرسته تهدم، وقد خرج من بين فصولها، المهندس والطبيب والمعلم والطيار، والصحفي، دائما ما يشدني الحنين اليها، أن ألعب فيها ...ان أعاقب فيها ...أن أجلس على مقاعدها الخشبية، ان المس سبورتها وطباشيرها، واشتاق لسماع جرس الاستراحة وساعة انتهاء اليوم الدراسي ( التسريحة)..

ذاكراتي حتى الان لم تفقد ما خزن بها أثناء الطفولة وسنوات الدراسة الاولى،فكم مرة أغمضت عيني فتذكرت الطريق الذي كنت أسلكه من بيتنا في شارع العقيب إلى مدرستي بشارع اللواحي مرورا بشوارع البزار وقصر حمد والرعيض.

كانت أياما تنبض بالحياة والبراءة و الحب والمودة، اتذكرها ويشدني الحنين لتلك الأيام، أفكر بتلك الوجوه التي كنت اقابلها كل صباح ، أين هم الآن يا ترى؟.. منهم من غادرنا ؟ و منهم من مازال يصارع ويكافح بشرف في هذه الحياة.

بعد غياب سنوات طويلة التقيت مع البعض منهم، في فناء المدرسة الجديدة، التي اقيمت على انقاض المدرسة القديمة، وها هي المدرسة الجديدة تتحول الى حطام، بعد ان تدمرت اركانها وتهدمت معها ذكريات سنين طويلة، مثلها مثل اشياء كثيرة تهدمت في حياتنا، ولكن الامل يبقى قائما في النهوض من جديد، لبناء وتشييد ما هدمناه بايدينا...



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكاية باختصار... الأبالسة الصغار يرثون أبليس
- الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
- ما ننساه زمانا عدى..*
- مالطة حيطه في البحر...وليبيا خشت في الساس
- استراحة في موناستراكي...أقدم أحياء مدن أوروبا
- بنغازي قالت كلمتها...
- فرحة العيد في بنغازي زمان
- حكاوي بنغازية...سفنز بالدحي...
- الى أين تسير اليونان ...اليورو أم الدراخما؟؟
- الماضي يعيش في حاضرنا
- رمضان في سوق الحوت..بنغازي
- رمضان في بنغازي زمان...
- سيزيف الليبي..
- من يحرك عرائس الأراجوز؟؟
- كان يا مكان في قديم الزمان...
- الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء
- صباح الخير مدرستي...
- محمد موسى...حكاية شارع من بنغازي
- أين المرأة العربية؟؟
- الحاج موسى ..موسى الحاج


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - أه .. يا مدرستي القديمة.....