أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الليبي واليهودي والخنزير..



الليبي واليهودي والخنزير..


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يحكي ان رجلا يهودىا فقيرا، ذهب الى الحاخام يشتكى من أنه يعيش هو وأسرته حياة بائسة فى غرفة واحدة تضمه مع امه وزوجته وسبعة من الاطفال.

استمع الحاخام جيدا لقصة اليهودي الفقير وبدلا من ان يقوم بحل مشكلتة، أعطاه خنزيراً وأمره أن يبقيه معهم فى الغرفة لمدة أسبوع ووافق الرجل وخلال الأسبوع تحولت الغرفة إلى جحيم ، حيث كان الخنزير يلعب ويمرح فى الغرفة فيأكل الطعام ويصدر أصواتاً مزعجة ويقضى حاجته فى غرفتهم علاوة على أنه كان يمشي عليهم وهم نائمون، وبعد إنتهاء الأسبوع ذهب الرجل ومعه الخنزير الى الحاخام واشتكى من الوضع الذى ازداد سوءا، فأخذ الحاخام الخنزير وقال للرجل اذهب الى غرفتك وتعال لي غداً ففعل الرجل وفى اليوم التالى ذهب الرجل المسكين الى الحاخام وقال له: لقد أصبحت حياتى غاية فى الروعة فالغرفة نظيفة ونمنا أنا وأسرتى فى هدوء تام ، شكراً لك لأنك قمت بحل مشكلتى.

الحل الذي اختاره الحاخام زاد من وضع الرجل سوءا، حتى جعله يرضى بالأمر الواقع، ونجح فى ذلك رغم أنه لم يقم بحل المشكلة من الأساس وهي الحياة البائسة التي كان يعيش فيها.

قرأت هذه القصة في الماضي اكثر من مرة، لكن هذ المرة اشعر انها مختلفة لانها معبرة بما يدور حولنا وما نعاني منه، مما يجعلني اتساءل..

لماذا علينا أن نختار بين طريقين لا ثالث لهما ( السيء أوالأسوأ؟)، أليس من حق هذا الرجل أن يحقق حلمه البسيط في السكن في منزل اوسع يعيش فيه بشكل آدمي يحفظ كرامته مع أسرته ؟

حكاية الحاخام والخنزير، تمثل حالتنا في ليبيا الآن.. عندما قامت ثورة فبراير اشترك فيها جل الناس وخاصة الشباب الذين دفعوا ثمناً باهظاً من دمائهم حتى تمكنوا من التخلص من حكم القذافي. وشهدت أول سنتين حالة من الارتياح و التفاؤل ببداية عصر جديد تتحقق فيه الحياة الكريمة والعدالة لكل الليبيين.

لكن الأمور في السنة الثالثة تدهورت وسادت الفوضى بسبب الانفلات الامني وما تبع لك من اغتيالات وتفجيرات، جعلت المواطن غير آمن على نفسه وعرضه، لدرجة دفعت الليبيين الى تمني العودة الى ماكانوا سابقا فيه رغم مرارته وقسوته، تماماً كما حنَّ اليهودي الفقير الى حياته البائسة في حجرة واحدة مع اسرته الكبيرة قبل دخول الخنزير الى بيته.

هل هذا هو قدر الشعب الليبي، ان ينتهي من معاناة، ليدخل في دوامة؟؟؟

ليس من حق أحد إحباط الناس وتسفيه أحلامهم و أمانيهم ليجعلهم يتحسروا على السيء ويرضوا بالهوان ويتمنوا المرَّ خوفا مما هو أمرَّ منه..

من حق المواطن الليبي العيش بحياة محترمة ، ورغبته في تحسين أحواله ليست جريمة تستحق اخضاعه لتجربة تجعله يندم على تفكيره يومًا في الارتقاء وعلى طموحه في حياة أفضل ويدفعه دفعًا لأن يتحسر ويترحم على تلك الأيام التي سبقت دخول الخنزير إلى حياته، فيصير كل همه ومنتهى أمله وغاية حلمه أن تعود تلك الأيام وترجع غرفته إلى ما كانت عليه حتى لو كانت ضنكًا وشظفًا..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أه .. يا مدرستي القديمة.....
- الحكاية باختصار... الأبالسة الصغار يرثون أبليس
- الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
- ما ننساه زمانا عدى..*
- مالطة حيطه في البحر...وليبيا خشت في الساس
- استراحة في موناستراكي...أقدم أحياء مدن أوروبا
- بنغازي قالت كلمتها...
- فرحة العيد في بنغازي زمان
- حكاوي بنغازية...سفنز بالدحي...
- الى أين تسير اليونان ...اليورو أم الدراخما؟؟
- الماضي يعيش في حاضرنا
- رمضان في سوق الحوت..بنغازي
- رمضان في بنغازي زمان...
- سيزيف الليبي..
- من يحرك عرائس الأراجوز؟؟
- كان يا مكان في قديم الزمان...
- الحرب رهان خاسر للمنتصر والمهزوم على السواء
- صباح الخير مدرستي...
- محمد موسى...حكاية شارع من بنغازي
- أين المرأة العربية؟؟


المزيد.....




- الهند تحذر من -عواقب إنسانية- لرسوم ترامب على تأشيرة العمالة ...
- بمشاركة أربعين سفينة.. -أسطول الصمود- يواصل الإبحار نحو قطا ...
- إسرائيل تطلب من ترامب الضغط على مصر بسبب -تعزيزات عسكرية-
- البيت الأبيض: هيمنة أمريكية على مجلس إدارة تيك توك في الولاي ...
- سوريا: مقتل سبعة مدنيين جراء قصف شنته قوات حكومية في شمال ال ...
- لوموند: الاعتراف بدولة فلسطين ضرورة لتفادي حرب لا نهاية لها ...
- ما رسائل نتنياهو من التصعيد بالضفة الغربية؟
- -ما وراء الخبر- يناقش رسائل التصعيد الإسرائيلية بالضفة الغرب ...
- مطار بروكسل يلغي الأحد 50% من الرحلات المغادرة بسبب الهجوم ا ...
- في حال إعادة فرض العقوبات الأممية.. إيران تهدد بهذا الإجراء ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الليبي واليهودي والخنزير..