حسن الطيب
الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 17:16
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
قد نتفق مع اللهجة المتداولة ان الارهاب صنيعة ولعبة الدول العظمى وورقة مربحة وهذه اللغة لها انصارها بين الجمهور العربي بشكل واسع لانها تجعلك تشعر بالراحة بعد ان رميت هزائمك وانكساراتك وخيباتك على مسرح المؤامرة والمخططات الخارجية وتغنيك عن جهد المثابرة للبحث عن المعوقات والاسباب الرئيسية التي تكمن وراء افة الارهاب في مجتماعتنا المنتحرة ثقافياً .
ولكن عزيزي المسلم هل كلفت نفسك لمتابعة ماتبثه الفضائيات الدينية ؟ أو هل كلفت نفسك لقراءة النصوص القرأنية والتعاليم وما نقله الرواة والمشايخ عن اسلام محمد والغزوات والفتوحات والاحداث التاريخية عن الصحابة والقادة والفاتحين؟ الكارثة التي تلازم هذه الامة انها وفي هذا العصر مازالت نأخذ المعلومة أما من المنهج الدراسي أومن رجل الدين ، الذي يحاول ان يجمل بيت آيل للسقوط تحت أسم الرحمة والاصلاح والاعتدال احيانا. نحن نحتاج أن نناقش الجذور والثقافة الماضوية التي انتجت هذه الكوارث والامراض ونتوقف عن الرومانسية والتنصل والتجميل والتلميع والاجترار ونبحث عن جذور الارهاب والبيئة التي يتغذى منها والبنية الثقافية الفاسدة النشطة منذ القرون الغابرة والتي لم تتوقف من عملية انجاب الجراثيم القاتلة في جسد البشرية التي مازالت نشطة وفعالة في ضخ هرمون الكراهية والقتل والعنف وعدم تقبل الاخر.
لقد جعلت نظرية المؤامرة الامة الاسلامية أمة تائهة وليس لها اي مخزون ثقافي او نخبة تنويرية تفترش الارض امام قيام انظمة ديمقراطية او تؤهلها لرؤية الاحداث التاريخ من زاوية منفلتة من قبضة السائد والعقل الجمعي وتحلل وتنتقد وتفكك.
داعش يحتل ثلث العراق وسوريا وليبيا وهو مايوفر فرصة للاطلاع على وحشية التاريخ والماضي السوداوي وفرصة للتوقف عن التنصل والتقاعس والبحث عن الاسباب والمعالجات الحقيقية التي يجب ان تذهب باتجاه النقد الجريء للموروث والنص ولاهوت الكراهية أولاً .
الارهاب وجد حليفا له يوفر له مبررات الوجود من سياسات فاشلة انتهجتها الانظمة العربية الطائفية والاستبدادية والفاسدة تتكسب من وجود الارهاب والانقسام المجتمعي ليسوقوا نفسهم مجاهدين ومناضلين وحماة وهم اقرب لشغل وظيفة حفاري قبور في زمن الموت المقدس .
ليس هناك اي فارق بين الارهابين والانتهازيين النفعيين وليس هناك اي نهضة وتنمية وسلام وتعايش مالم يتم نقد الفكر الديني والاقرار بمباديء العلمانية وابعاد الدين عن الدولة والمؤسسات .
#حسن_الطيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟