أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - إضاءة على نص الشاعر كريم عبد الله (( فنارات........ تشق عباب الغدر)) بعنوان (( ضوء يلهب العيون !!!)) بقلم الشاعرة سلمى حربه















المزيد.....

إضاءة على نص الشاعر كريم عبد الله (( فنارات........ تشق عباب الغدر)) بعنوان (( ضوء يلهب العيون !!!)) بقلم الشاعرة سلمى حربه


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


إضاءة على نص الشاعر كريم عبد الله (( فنارات........ تشق عباب الغدر))
بعنــــــــــــــوان (( ضــــوء يلهــــــب العيـــــــــون !!!))
بقلم الشـــــــــــاعرة سلمى حربه
الشاعر العراقي المبدع كريم عبد الله ....وفنارات مفرداته ...هي ضوء يلهب العيون
يفتتح الشاعر كريم عبد الله فناراته :
((فنارات....... تشق عباب الغدر ))
في عباب بحر الغدر الغائر بكل ما يحتويه من يأس وعتمة وخذلان.. هناك فنارات لا تنطفئ ولا تنتهي أبدا !!!ويقصد بها ثورة الامام الحسين وتراجيدية الحدث وهول ومأساتها ونتائجها على تاريخنا المعاصر !!
عنوان قصيدته ...
فنارات ...تشق عباب الغدر !!!
عنوان القصيدة بحد ذاته صادم تنبثق منه دهشة لماعة تجبرك على فتح كل حواسك للإيغال بنصه الزاخر بكل ألوان المفردات الشهية .........
ثم يفتتح قصيدته ويقول
((مُذْ أربعونَ والقلوب لدى الحناجرِ تشدُّ إزارها ـــ بحبالِ الصوتِ حولَ أشلاءِ شمسٍ تنثلمُ!!))
فالحناجر محرومة تنشد الخلاص لكن من شمس مكلومة منثلمة وهنا يشير الى ثورة الحسين وهي كشمس تلتف حولها الحناجر وتشد أزرها بضوئها لكنها شمس وضوء عانى من الخيانة والظلم ومع ذلك فالناس متعلقين بتلك الحبال يريدون الخلاص الذي هو متعلق بضوء تلك الشمس لكن الشمس منثلمة وهذه مأساة بحد ذاتها !!
((تقلّدَ المجدَ جسدٌ هشّمتهُ رماح الخرافةِ خرّتْ الأحقاد في أخاديدِ أزمانٍ يعلوها زَبَد متحجرةُ تحتَ عباءةِ صحراءٍ يلفحها صديد))
في هذا المقطع يرتفع الإيقاع وتتفتح القصيدة رويدا رويدا ويصف شاعرنا كيف أن رماح الخرافة هشمت ذلك الرمز الخالد من عبق الخيانة والحقد تعالت وتعالى زبد أزمانها أحقاد متحجرة مستترة تحت عباءة الجاهلية وصديد خراجها هو من هشم تلك الجذوة للحب والسلام
يتابع الشاعر

((لمْ تزلْ أصواتُ السنابكِ متأرجحةً في نفوسٍ أضرمتْ فيها الخيانةَ لوعةً للأنينِ أبواباً في الصدورِ هناكَ مشرعةً))
وهنا يسترسل الشاعر في وصف المعركة بين الحق والباطل وكيف أن أصوات السنابك أي حوافر الخيل ما تزال متأرجحة في نفوس عانت من الخيانة والظلم وكان الأنين سيد الموقف هناك في صدور مشرعة له
((أيّتها الراياتُ المنكّسة في سروجِ الخيلِ أيّتها العواصفُ الحمقاءَ غطّتْ تسابيحكِ الرمالَ ))
وهنا يناجي الشاعر الرايات التي نُكِست بذلك الليل الدامي في سروج الخيل وتلك العواصف الحمقاء التي غطت تسابيحها الرمال من هول ما حدث !!

تقنية بالوصف والإيغال برسم صورة الحرب والمعاناة بالغة الروعة والجمال
((أيّها المخزيّونَ في بطونِ التواريخِ المزيّفة
مِنْ خرائبِ السبيّ لا حتْ رؤوسُ الظفرِ في موكبٍ هزيلٍ تلكزهُ ذكرياتٌ ثقيلة))

ما حدث في ثورة الإمام الحسين لم يكن انتصارا لهم بل كان خزي تاريخي هذا ما وصفه الشاعر بهذا المقطع وكيف أن مواكب السبي وخزي ما حدث ليس بظفر أو انتصار على الإطلاق
((تهبُّ الريحُ تسيّرها تدوّنُ توقف العقارب
أزاحتْ غشاوةَ ليلٍ كانتْ رابضة قبلَ الأوانِ تركتْ سيفاً على قارعةِ الوحول ))

يصف شاعرنا في هذا المقطع ما حدث بعد هول المعركة وكيف سار موكب السبايا حيث توقف نبض العقارب.. توقف الزمن لان هذا الحدث أحدث شرخا في تاريخنا الماضي وأثر تأثيرا كبيرا على تاريخنا المعاصر ......
((حشودٌ هائلةٌ تركبُ التاريخَ منْ جديدٍ تودُّ غسلَ العطشِ بمرشّاتِ الدموع تستقبلُ الحوراءِ تطرّزُ ثوبها بالولاءِ))

تنتهي المعركة باستشهاد الإمام الحسين ومن معه ،وسبي نسائه ويستذكر الناس هذا الحدث الجلل بالدموع الغزيرة والحزن الشديد .....
أن مغزى هذا الحدث المروع وهذه المعركة هي أنها ثورة تبقى خالدة لن تُنسى بمأساتها ورمزيتها .. هذه الحشود تستقبل الحوراء السيدة العظيمة زينب عليها السلام ومأساتها وبتلك الطقوس ...تطرز ثوب الولاء لآل البيت ..تزحف الجموع حول عطشهم وجروحهم ..يطببون ما حدث وليتهم يفعلون !!!

((تلمُّ الدنيا مسرّاتها تزحفُ حولَ الجروح حسرةً تلتقطُ تشهقُ بها الشموع تتأوهُ مجرّحةً تقيّدها هاويةً ترتّل للرحيل
يوظف شاعرنا هنا خياله الجامح الجميل بوصف الألم في ذلك الليل الغريب ومواكب السبي ممتزجة مع مواكب الحشود وذلك الوجع من الغربة والرحيل المضني
وحسرات مجروحة كان الصبر هو الجدار الذي حمل هموم هذا الوجع الآسر
((/ ينعقُ غرابٌ بأعماقِ الغربةِ ترجمُ وجهَ الأفقِ المبلّلَ بالخمرِ))

وينعق غراب (وهو نذير شؤم لدى العرب) بوجه الغربة التي عاشتها السيدة زينب ومن معها في مواكب السبي حتى أن الأفق كان حزينا مبللا
بالخمر أي أن لونه احمر قان دموي !!

((ضيّعَ الفرات صوتَهُ المبحوحَ وتحجّرتْ أمواجهِ ونخيلهِ أمسكتْ عنْ رطبٍ أضاعَ دربَ السلالِ متكسّراً يعوي لوّثتهُ زمجرات حُبلى بالخناجرِ))
يتابع الشاعر وصفه للمأساة بربط حاذق للحدث في جمل متناسقة والصور أبدع في تصويرها حيث يقول أن
الفرات قد ضيع صوته الذي كان مبحوحا وأمواجه قد تحجرت !! ..والنخيل حتى النخيل أصبح عاقرا بلا رطب ولا سلال تلم رطبه من هول الحدث !!!
يا له من وصف عبقري للوجع وربط المأساة بأرضها ومكانها فهذا الفرات وهذه نخيل العراق قد أصابها التحجر والعقم فقد لٌوث بخناجر الغدر وأصابه الهذيان من عظمة المصيبة !!!
((سترحلُ ويأتي العشّاقَ يولّونَ شطرَ الفجر تخفقُ الرايات في صدورٍ تنشقُّ عنْ سفينةٍ تفتحُ ذراعيها لرهبانٍ يقتحمونَ منافذَ الخوفِ))

وهنا يصف الشاعر الجموع العاشقة للإمام الحسين وراياتهم ترفرف وصدورهم وقلوبهم مفتوحة وهم كرهبان لا يخشون شيئا يقتحمون كل خوف وكل صعب...
وبعد .... ))
هل سيغلق النهارُ أبوابَ الخطيئةِ وعطشُ الفجيعةِ مشنوقاً على الحرابِ ورهانُ الثأرِ منحوتاً فوقَ غيمةٍ زاحفة .... ؟))

هل سيغلق النهار أبواب الخطيئة !!!
يا له من تساؤل!!! إذ يتساءل الشاعر ترى هل سيغلق نهار آت أبواب خطيئة لن تمحى ،وعطش تلك الثورة ارتوى بدماء زكية دماء أهل بيت الرسول !!
وهل سيبقى الثأر محلقا في سموات غطتها غيوم سوداء زاحفة إلى ليل طويل قد يطول برغبته للخروج ...
قصيدة ملحمية وصور شعرية تتفتح كمروج أمامك وأنت تقرأ كل مقطع أو جملة
لقد أعطى الشاعر كريم عبد الله ثورة الحسين بنصه هذا قصة صورية متقنة الصنع من ناحية المفردات ورصف الجمل الشعرية بتلك الحرفية الجميلة التي قلما ينجح شاعر بتصويرها هكذا ....
أن نصوص الشاعر المبدع كريم هي نصوص مميزة فهو يمتلك أسلوبا خاصا به
واني اذ أتشرف بالدخول في أحدى أجمل قصائده وما قال في ثورة الإمام الحسين
عليه السلام ... أٍتمنى للشاعر المبدع كل التوفيق والإبداع دوما ...........

الشاعرة
سلمى حربه
البصرة
18/12/2014
النص
فناراتٌ ... تشقُّ عبابَ الغدرِ
مُذْ أربعونَ والقلوب لدى الحناجرِ تشدُّ إزارها ـــ بحبالِ الصوتِ حولَ أشلاءِ شمسٍ تنثلمُ
تقلّدَ المجدَ جسدٌ هشّمتهُ رماح الخرافةِ خرّتْ الأحقاد في أخاديدِ أزمانٍ يعلوها زَبَد متحجرةُ تحتَ عباءةِ صحراءٍ يلفحها صديد
لمْ تزلْ أصواتُ السنابكِ متأرجحةً في نفوسٍ أضرمتْ فيها الخيانةَ لوعةً للأنينِ أبواباً في الصدورِ هناكَ مشرعةً
أيّتها الراياتُ المنكّسة في سروجِ الخيلِ أيّتها العواصفُ الحمقاءَ غطّتْ تسابيحكِ الرمالَ أيّها المخزيّونَ في بطونِ التواريخِ المزيّفة
مِنْ خرائبِ السبيّ لا حتْ رؤوسُ الظفرِ في موكبٍ هزيلٍ تلكزهُ ذكرياتٌ ثقيلة تهبُّ الريحُ تسيّرها تدوّنُ توقف العقارب
أزاحتْ غشاوةَ ليلٍ كانتْ رابضة قبلَ الأوانِ تركتْ سيفاً على قارعةِ الوحول مبتوراً بلا قبضةِ حقٍّ أزهقتهُ
الأشرعةُ المنهكة تعرفُ طريقَ المضاجعِ والخطواتُ المرقّعاتِ عادتْ لمنابعِ العشقِ تلوذُ مستوحشةً تحجُّ بطوافها الأخير
حشودٌ هائلةٌ تركبُ التاريخَ منْ جديدٍ تودُّ غسلَ العطشِ بمرشّاتِ الدموع تستقبلُ الحوراءِ تطرّزُ ثوبها بالولاءِ
تلمُّ الدنيا مسرّاتها تزحفُ حولَ الجروح حسرةً تلتقطُ تشهقُ بها الشموع تتأوهُ مجرّحةً تقيّدها هاويةً ترتّل للرحيلِ
تديرُ المواجعَ تسندها على جدارِ الصبرِ ينعقُ غرابٌ بأعماقِ الغربةِ ترجمُ وجهَ الأفقِ المبلّلَ بالخمرِ
ضيّعَ الفرات صوتَهُ المبحوحَ وتحجّرتْ أمواجهِ ونخيلهِ أمسكتْ عنْ رطبٍ أضاعَ دربَ السلالِ متكسّراً يعوي لوّثتهُ زمجرات حُبلى بالخناجرِ
سترحلُ ويأتي العشّاقَ يولّونَ شطرَ الفجر تخفقُ الرايات في صدورٍ تنشقُّ عنْ سفينةٍ تفتحُ ذراعيها لرهبانٍ يقتحمونَ منافذَ الخوفِ
وبعد ....
هل سيغلق النهارُ أبوابَ الخطيئةِ وعطشُ الفجيعةِ مشنوقاً على الحرابِ ورهانُ الثأرِ منحوتاً فوقَ غيمةٍ زاحفة .... ؟



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيولٌ عجفاء تهصرُ ذاكرةَ البكاء
- أحفنُ عطورَ الجسدِ مِنْ ليلٍ ورديّ
- كريم عبد الله العكيلي بقلم / اميرالبيان العربي د. فالح نصيف ...
- منشارٌ على قارعةِ الحكاية
- تغريدة الشعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي ...
- بكارثةِ الفَقدِ . أزيزُ رصاصها ينهمرُ
- سماواتكِ الناهدة ... فتاوى ملغومة
- الأغتراب العنيف ... / أرّخَ سباتي القادم
- التاريخُ عاهرةٌ . شواهدُ القبورِ الكثيرةِ تفضحها
- يجرّسُ صوتها .. في قشعريرةِ الغياب
- يوميات مخرج في مستشفى الرشاد للامراض النفسية الحلقة الثالثة ...
- قراءة في قصيدة كريم عبد الله -الكونكريتية بين اللغوي والغراف ...
- ( ترچية ٌ )* على جدارِ صمتٍ ملوّنٍ
- لا حدودَ لاشتهاءِ ياقوتكِ
- حلمٌ .... معضوضَ الشفاه
- اطلالة على نصّ (( الشوارع تحيض تمسح أحذية الغزو )) بقلم الاس ...
- قميصكِ الورديّ يجهلُ أبجديةِ الألم
- كتبت الناقدة والفنانة التشكيلية / خيرة مبروكي .. / من تونس
- غازيةٌ أنتِ بامتياز
- صندوقُ الفرجةِ ( قصيدة بوليفونية متعددة الأصوات )


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - إضاءة على نص الشاعر كريم عبد الله (( فنارات........ تشق عباب الغدر)) بعنوان (( ضوء يلهب العيون !!!)) بقلم الشاعرة سلمى حربه