أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رويدة -1-














المزيد.....

رويدة -1-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 12:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رويدة هذا الصباح
لا تزال ذاكرتي تعصف برويدة مع أنّني لم أرها، فقط كنت وزوجي محامين مسّخرين لها من قبل المحكمة لها كون الموكل لا يملك ثمن توكيل محام . حضرت جلسة المحاكمة مرّة واحدة. ثم امتنعت عن الحضور فأصبح زوجي هو من يحضرها.
منذ المرّة الأولى التي ظهر المتّهم في محكمة الجنايات. عرفت أن رويدة لا حق لها في الحياة ، ولا في الدّفاع عن حقّها بالحياة، لكن زوجي أكمل القضّية، وعندما انتهت جلب لي دفتر مذكرات رويدة وأشيائها المحجوزة ، في كلّ يوم كنت أعود إلى المذكرات أقرأها كاملة. ثم أقول لماذا جرى معي ما جرى. كنت أنسى أنّ تلك المذكرات ليست لي ، وباعتبار أنّني كتبت عدّة مقالات في الماضي عن الموضوع. لن أكرّر الكلام، وبخاصة أنّنا بعدها كلفنا بقضية كريستين الطفلة غير شرعية لامرأة من زواج غير شرعي ، والتي أنجبت بدورها طفلة بنفس طريقة أمّها ، وهي تبيع نفسها للرجال من أجل ثمن الحليب. في بيتهم المكوّن من غرفة واحدة على طرف نهر الجغجغ ، والذي كان يضّج بتعريفك بالسّبب الذي يدفع النّساء لبيع أنفسهنّ . هاتان الطّفلتان ضحيّة المجتمع، والفقر، وآلاف القصص تأتي من مدينة واحدة. قصص منسية تماماً لأنّ أصحابها طردوا من المجتمع، فلا ينتهي العار عندما يفسل الشّرف بالقتل، بل يزداد ، يأتي بعد الغسل السّجن، والطلاق، والتّشرد، ويبقى العار راكضاً خلف من غسله يعيّره به، وينفي صفة الرّجولة عنه لأنّ الرجولة هي في الحماية، وليس في الغسل.
الموضوع هو عن رويدة التي ماتت، التي لم تخلق، التي هربت من الظلم، التي تسّلمها أمير حرب فأشبعها قهراً ، والتي بقر بطنها تحت صرخات الله أكبر، أو يا حسين.
. . .
جميل تفتّح الورود في الربيع.
براعم الزهور، براعم الطّفولة
وقبل أن يبدأ الشّباب . نفور
مثل الرّياحين نثور
تضطرب فينا الأنثى
هي بداية الرّيح
بداية الأفول
يموت الأمل في ربيع حلم
يصبح الشّباب عبئاً
الموروث قيداً
الطفولة ضرباً من الوهم
. . .

تبتسم لنفسها وهي ذاهبة إلى المدرسة.
"حضّرتُ بعض الطّرائف سوف أرويها لصديقاتي.
لا أستطيع التّوقف عن الضّحك. تقول لي معلمة الرّياضيات أن "الضحك بلا سبب من قلّة الأدب"
أحبّ المدرسة ، أجد فيها حياتي، عندما أعود إلى المنزل أشعر أنّ العالم كئيب ، أبي لا يضرب أمّي إلا في حضوري. يعمل في بيع الخضار على عربة، وزجاجة الكحول في الأسفل ، بينما يبيع للنّاس يشرب شّفة ، يمسح فمه بطرف كمّه ، يبتسم للدّنيا، عندما يعود للمنزل يكون شبه غائب عن الوعيّ. يضرب أمّي، أحياناً يضرب نفسه. يقول لي أنت مثل أمّك ،ومثل أخوالك مجرّد فتاة غبيّة . أُخرِج أخي الصغير أحياناً من المنزل كي لا يبكي. لا أستطيع أن أساعد بقية إخوتي, بعد شهرين سوف أصبح في السّدسة عشر من عمري .
عندما أذهب إلى المدرسة أنسى ما جرى البارحة . علاماتي جيدة إلا في مادة الرّياضيات. قلت للمعلّمة أن تشرح لي مسألة في الهندسة أجابتني: لو أردت أعطيك درساً خصوصياً . لم تشرح لي. صديقاتي يذهبن إلى بيتها يأخذن الدروس الخصوصيّة . قالوا لي لا نفهم منها شيئاً .
أرغب أن أتعلم، وأحصل على وظيفة، وفي أوّل مرتب أحصل عليه سوف أرسل أمي وأبي في رحلة لمدة شهر ، أصالحهما.
عندما ينام أبي أستيقظ، أدرس طوال الليل، وأنام بعد مجيئي من المدرسة كي لا تعكّر أمي مزاجي. كأنّها تنتظر عودتي كي أجلي وأنظف المنزل. في بعض المرات أبكي ، أرى نفسي مجرّد خادمة. لماذا تنجب أمّي سبعة أطفال إن لم تستطع إدارتهم."
. . .
مهلاً على الأيّام
سوف تكبرين أيّتها الجميلة
اضحكي الآن
الضحك نسرقه من الزّمان
ينتهي وقته يوماً
ينتهي بأسرع من البرق
لا تأمني الحياة
لماذا أنت هنا؟
اهربي إلى مكان آخر
قد تموتين هنا

هكذا تقول العرّافة
اهربي
أسرعي
لكّنها لا تعرف طريقة للهروب أيتها العرّافة
ولا طريقة تكبر فيها
تسجّل أنوثتها على الدّروب
ترحل
لا يذرف أحداً دمعه عليها
يتّهمون أنوثتها
كانت فاجرة
وكان الجاني مجبور
. .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهمٌ حولَ الحبّ
- زهر اللّوز -20- النّهاية
- زهر اللّوز -19-
- زهر اللّوز -18-
- زهر اللّوز -17-
- زهر اللّوز -16-
- زهر اللّوز -15-
- زهر اللّوز -14-
- زهر اللّوز -13-
- زهر اللّوز -12-
- زهر اللّوز -11-
- زهر اللّوز -10-
- زهر اللّوز -9-
- زهر اللّوز -8-
- زهر اللّوز -7-
- زهر اللّوز -6-
- زهر اللّوز -5-
- زهر اللّوز -4-
- زهر اللّوز -3-
- زهر اللّوز -2-


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رويدة -1-