أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد علي الماوي - لنفرق بين التناقضات العدائية والتناقضات صلب الشعب















المزيد.....

لنفرق بين التناقضات العدائية والتناقضات صلب الشعب


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 00:19
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لنفرق بين التناقضات العدائية والتناقضات صلب الشعب
"يقول لينين :"ان الديالكتيك بمعناه الاصلي هو دراسة التناقض في صميم جوهر الاشياء" وكثيرا ما اسمى لينين هذا القانون جوهر الديالكتيك كما اسماه لب الديالكتيك...واذا فهمنا جميع هذه القضايا (المتعلقة بهذا القانون) حق الفهم استطعنا ان نفهم الديالكتيك المادي ...وهذه القضايا هي: النظرتان الى العالم وعمومية التناقض وخاصية التناقض والتناقض الرئيسي والطرف الرئيسي للتناقض والوحدة والصراع بين طرفي التناقض ومركز التعادي في التناقض"
(في التناقض-ماو)

ان الأشياء في الطبيعة وفي المجتمع دائما هي في حالة وحدة وتضاد في آن واحد ولولا هذا التضاد لما حصل التطور.
ففي المجتمع مثلا تفرز البنية الاقتصادية تشكيلات اجتماعية على اساس طبقي ، فالمجتمع ككل وحدة واحدة منسجمة وفي نفس الوقت تتصارع داخله الأضداد، فالمجتمع هو في حالة تضاد داخلي. هذا التضاد الداخلي الذي هو جوهر الديالكتيك هو المحرك الأساسي ، لأن هذا التضاد هو الذي يؤدي بالنهاية إلى حدوث التغيرات الاجتماعية كنتيجة للصراع الطبقي في داخل المجتمع
ويمكن ملاحظة التضاد داخل الجسم السياسي لأي مجتمع حيث تتواجد تيارات تتصارع فيما بينها للهيمنة على السلطة السياسية. فهناك يمين ليبرالي او اخواني بكل تفرعاته وهناك يسار اشتراكي ديمقراطي بمختلف تشكيلاته الاصلاحية وهناك يسار ثوري بكل تناقضاته الداخلية، وكذلك العديد من المنظمات الفرعية غير الحكومية او "المستقلة" وتشكل هذه الحركات وحدة صلب المجتمع الواحد وهي في الان نفسه في حالة صراع دائمة ويمثل هذا الصراع محرك التغيير .
وفي هذا الاطار العام نحاول فهم التناقضات التي تشق المجتمع العربي وتحديدا تونس لان فهم هذه التناقضات يمكننا من ضبط الحلول المناسبة لحلها بعد التفريق بين التناقضات الاساسية والتناقضات الرئيسية ثم الثانوية اذ في كل مجتمع هناك تناقض او تناقضان اساسيان تمسح مرحلة باكملها نجد من ضمنها تناقضا رئيسيا وعدة تناقضات ثانوية فهناك التناقضان الاساسيان في مرحلة التحرر:ال أ- التناقض بين الامبريالية وعملائها من جهة والأمة العربية المضطهدة من جهة ثانية.
ب- التناقض بين الفلاحين الفقراء وباقي الجماهير الشعبية الغفيرة من جهة وملاكي الأراضي الإقطاعيين المتحالفين مع الامبريالية من جهة ثانية.
ويتضمن هذا التناقض عدة تناقضات اخرى صلب الامبريالية وصلب الرجعية نفسها فنجد التناقض بين المعارضة والائتلاف الحاكم وصلب المعارضة نفسها ثم التناقضات الثانوية في صلب الشعب وصلب الحركة الثورية عموما ودون فهم كل هذه التناقضات وطبيعتها والتأثير المتبادل التي تمر به في فترات معينة فانه لايمكن تحديد المهام المناسبة في كل فترة.
ولايمكن تناول الموضوع بمعزل عن طبيعة العصر والتناقضات التي تشقه والتي وقع تحديدها من قبل الحركة الشيوعية -الاممية الثالثة ثم تراث الحزب الشيوعي الصيني زمن ماوتسي تونغ.
1- التناقض بين الامبريالية والشعوب والامم الامضطهدة

اكدت الاحداث في كل من افريقيا وامريكا الجنوبية واسيا ان هذا التناقض الاساسي الذي يحكم العصر كما حددته الحركة الشيوعية هو تناقض رئيسي في الان نفسه كما اثبتت الانتفاضات العربية وماتلاها من مناورات واحتواء ان هذا التناقض هو المحرك الرئيسي حاليا لعجلة التاريخ.
ما هو الطرف الرئيسي في هذا التناقض حاليا؟ انه مع الاسف الشديد المعسكر الامبريالي (من امريكا الى اوروبا مرورا بروسيا والصين) لان المعسكر الامبريالي وتحديدا امريكا واوروبا تمكنتا من تحويل وجهة الانتفاضات من انتفاضات ضد الاستعمار الجديد الى صراع بين العملاء الذين وقع اعادة الاعتبار اليهم في كل من تونس ومصر والعراق وسوريا... وذلك يرجع اساسا الى ان الشعب المنتفض بصفة عفوية يفتقد لقيادة سياسية شعبية وانعكس ذلك مباشرة على التناقض بين الامبرياليات والاحتكارات كما هو الحال في سوريا بحيث اصبح الصراع واضحا بين امريكا وحلفائها –السعودية وقطر وتركيا والكيان الصهيوني- وبين الامبريالية الروسية وحلفائها ايران والنظام السوري وحزب الله
مع تزكية صينية.ويهدف هذا الصراع الامبريالي الى تهميش مطالب الانتفاضات والحيلولة دون بروز قيادة ثورية ترسم للمنتفضين طريق التحرر.
أ-- عملاء الامبريالية
لقد رحل بن علي من جراء تطبيقه الحرفي لتوصيات صندوق النقد الدولي ويسلك الائتلاف الحاكم الان-رغم التناقضات التي تشق مكوناته والمرتبطة بمختلف الدوائر الاستعمارية- نفس السياسة اللاوطنية, لذلك فهو لايحكم البلاد لان جوهر الخيارات الاقتصادية والسياسية يتم رسمها من قبل الصناديق النهابة لذلك نقول ان هذا الائتلاف عميل وهو وصف موضوعي لان هذا الائتلاف يخدم مصالح الامبريالية ويخرب الاقتصاد الوطني ويعادي مصالح الشعب.وقد ادت هذه العمالة الى انتفاضة الخبز سابقا والى انتفاضة الحوض المنجمي وانتفاضة 10 ديسمبر وستتسبب في انتفاضات لاحقة لان الوضع الموضوعي متفجر والغضب الشعبي في تصاعد.
ان التناقض بين الائتلاف الحاكم وبين الشعب تناقض عدائي لايمكن حسمه اذا كما تفعل بعض اطراف المعارضة عن طريق مشاريع الانقاذ المقدمة لان مثل هذه المشاريع لاتخرج عن السياسة العامة المتبعة من قبل النظام وان هدفها الحقيقي اللهث وراء المزيد من المقاعد صلب مؤسسات النظام.
ان المعارضة البرلمانية تحاول استغلال تناقضات الائتلاف الحاكم لتحسين مواقعها وذلك لايعني انها تقف الى جانب الشعب فالمعارضة التي شاركت في الحوار الوطني وطبلت لشفافية الانتخابات التي قاطعها شباب الانتفاضة ودافعت عن المصالحة مع من نهب الشعب وقمعه لعقود ان مثل هذه المعارضة لايمكن لها ان تكون في صف الشعب.
لذلك فان التناقض بين الائتلاف الحاكم ومن يتعامل معه تناقص لايحسم بالانتخابات والحوار الوطني ولابالتداول السلمي على السلطة واختيار نهج الوفاق مع من باع البلاد ورهن العباد.
ان التناحر الرجعي على السلطة بين النهضة والنداء والتفكك الذي يشهده النداء والصراعات التي تنخر النهضة لاعلاقة لها بمصالح الشعب انه مجرد تناحر على من يقدم اكثر تنازلات للدوائر الامبريالية ويقدر على التحكم في الاحتجاجات الشعبية كما ان المعارضة الكرتونية التي تحاول ركوب الاحتجاجات موافقة جوهريا على نفس الخيارات اللاوطنية رغم مزايداتها الكلامية.
ان تفكك صفوف الرجعية "الحاكمة" وتواصل تناحرها يسمح للجماهير الغاضبة بمزيد من الاحتجاج والنضال من اجل تحسين ظروفها المعيشية غير ان هذا الاحتجاج يظل عرضة للاحتواء والمزايدة من قبل الاطراف الرجعية او المعارضة الكرتونية في ظل غياب قوى ثورية قادرة على استغلال تناقضات الرجعية.
إن الصرع امبريالية/شعب رغم كل الإجراءات الوقائية ورغم كل مناورات الامبريالية والرجعية يظل قائم الذات وتصبح التنظيرات حول انتهاء عصر الصراع الطبقي مجرد خرافة لان المقاومة تظل صامدة رغم التعتيم الإعلامي وهي تكذب دعاة الاستسلام والوفاق الطبقي. إن تصاعد الغضب الشعبي وتعدد التحركات الاحتجاجية وإن كانت عفوية في بعض المناطق يعكس توتر الأوضاع على كل المستويات وهو ما يعني احتداد التناقض بصفة موضوعية وتدل كل الإحصائيات على أن القطيعة تتعمق باستمرار بين الأقلية الحاكمة –عملاء الامبريالية-وبين عمال العالم وشعوبه المضطهدة من جراء سياسات النهب المفضوحة والصفقات المريبة التي تتم ضد مصالح الشعوب.
إن مثل هذه الأوضاع لن تؤدي إلى إرساء "المجتمع المدني" الذي تريد الامبريالية نحته على قياس مصالحها رئيسيا ومصالح أعوانها ثانويا وذلك باعتماد قوة السلاح حينا وبث الأوهام حول إمكانية إجراء انتخابات حرة بالقانون السائد وبإشراف سلطة عسكرية بوليسية حينا آخر.
لقد بينت الأحداث أن الانتخابات في أشباه المستعمرات وإن اتخذت أجواء الاحتفالات والأعراس فهي مهزلة يقع ضبط نتائجها مسبقا باعتماد المال السياسي الفاسد فالبرلمانات التي تنبثق عنها تزكي جوهر الاملاءات الاستعمارية الجديدة ولا تصّوت ولو مرة واحدة على قانون يخدم مصلحة الشعب أو يدافع عن حرمة البلاد. وبالرغم من افتضاح أكذوبة صندوق الاقتراع العديد من المرات (مثال الفليبين-هايتي-موريتانيا-الجزائر-مصر-تونس...) فان الفرق الانتهازية تواصل بث الأوهام حول إمكانية استفادة الشعب من هذا التوجه وفق القانون الجاري به العمل وهي تعمد إلى:
- خلط الأوراق و طمس النضال الوطني بتقديم التناقضات العدائية كتناقضات في صلب الشعب تحسم بالطرق السلمية وهكذا يتم حشر الرجعية العربية في صف الطبقات الشعبية وتبرير عملية التنافس معها في انتخابات غير عادلة بالمرة.
-البقاء أساسا ورئيسيا في إطار المسموح به من طرف الاستعمار الجديد فيقع استبدال مرحلة التحرر بمرحلة "الحريات السياسية"كمرحلة ضرورية في انتظار تغير موازين القوى حسب رأي البعض وهو ما يعني ضمنيا إمكانية إحراز الحريات السياسية في ظل أنظمة لاوطنية لن توفر ابسط الحريات للشعب.
-بث الغموض حول الديمقراطية والتحدث عنها في المطلق بمعزل عن عملية التحرر فهناك الديمقراطية البرجوازية والديمقراطية الاستعمارية الجديدة المفروضة على العديد من العملاء خاصة الأكثر تخلفا منهم وهناك الديمقراطية الشعبية التي تمنح الحرية للشعب كما سبق للإنسانية أن شهدت ديمقراطية أسياد العبيد وديمقراطية الإقطاعيين والملوك.
ان الفرق الانتهازية تريد أن يلدغ الشعب مرارا من نفس الجحر وأن يبقى سجين النظام الاستعماري الجديد الطرف العميل الذي يخول له تقرير مصير الشعوب وفق توصيات اسياده .
غير أن احتداد التناقض بصفة موضوعية غير كاف لوحده لتحويل الحركة العفوية إلى حركة لذاتها فبدون حزب شيوعي ماوي تظل الحركة العفوية منزوعة السلاح قابلة للاحتواء طالما لم تفرز الحركة الثورية حزبا قادرا على رسم البرنامج الثوري والتقدم في تجسيد الخط العام والارتقاء بوعي الحركة و تجربتها.إن تحول الفكر من هيبة الأفكار إلى هيبة المؤسسات الحزبية يساهم في القطع مع عقلية البرجوازي الصغير بكل ما فيها من حرفية وحلقية واهتمامات شخصية. ويعي الاستعمار الجديد خطر التحام الفكر الشيوعي والطرح الوطني الديمقراطي بالطبقات الشعبية لذلك تراه يستنبط كل الأساليب من اجل عزل الثوريين من جهة وإبقاء الجماهير تتخبط في واقع الفقر والتخلف تحت التأثير الرجعي أو الإصلاحي الانتهازي ويعتمد في ذلك كل الوسائل بما في ذلك الاندساس في الاطراف المعارضة والتاثير في توجهاتها السياسية والتسبب في الانشقاقات المتعددة
إن تجارب الحركة الشيوعية قصيرة جدا مقارنة بأنظمة استغلال الإنسان للإنسان وهي رغم قصرها سجلت دروسا لا يمكن الاستغناء عنها نذكر من بينها لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية ولا وجود لحركة ثورية بدون تنظيم ثوري فتأسيس التنظيم الثوري هو المهمة المركزية المطروحة على كل شيوعي وعلى الشيوعيين عموما مهما كان عددهم.

ب- القوى الشعبية
تتكون القوى الشعبية في مرحلة التحرر الوطني من عدة طبقات من عمال وفلاحين فقراء ومتوسطين ومن حرفيين وتجار صغار وموظفين وحقوقيين...ومن الطبيعي ان نجد عدة تشكيلات سياسية او نقابية تتحدث باسم هذه الطبقة او تلك ومن الطبيعي ان تبرز صراعات عدة في صفوف الشعب من المفروضي ان تحل بالحوار والنقد البناء.غير ان الوضع الحالي بفعل التركة التاريخية معقد بعض الشيئ فنجد اتحاد الفلاحين الذي يهيمن علية النظام ونجد العديد من التجار والصناعيين الصغار ضمن اتحاد الاعراف ونجد العمال تحت سيطرة البيروقراطية النقابية وبالرغم من وجود احزاب جديدة(أكثر من 200 حزبا) فان الفرز الطبقي لم يحصل بعد.
واذا استثنينا كل الاحزاب المعبّرة عن الطبقات الحاكمة والاحزاب السائرة في ركابها فكيف يمكن التعامل مع الاحزاب التي تطرح نفسها كمدافع عن الطبقات الشعبية والتي تنتمي اغلب عناصرها الى البرجوازية الصغيرة؟
لقد اختارت اغلب الاحزاب هذه النهج البرلماني وقبلت بما يسمح به النظام وحصرت نشاطها في الاطار القانوني وفق قانون الاحزاب الذي وافقت علية بعلاته وسعت بكل مالديها من جهد الى المشاركة في الانتخابات التشريعية (والبلدية لاحقا) علّها تغنم بعض المقاعد كما رفعت قياداتها شعار تحقيق الجمهورية المدنية-الاجتماعية-
ان التعامل مع هذه الاحزاب يخضع للمبادئ التالية: عدم معاداة الشيوعية والاشتراكية- مناهضة الامبريالية ومن يمثلها محليا وعربيا- الوقوف الى جانب الشعب في كل تحركاته من اجل التحرر.فاذا نصت برامجها على هذا التوجه واثبتت ممارستها صحة اقوالها فتصبح التناقضات معها غير عدائية تحل بالصراع والنقد- مع التأكيد على ضرورة التفريق دوما بين القيادات والقواعد لان العديد من هذه القيادات تخادع قواعدها وتحبك الدسائس مع الائتلاف الحاكم من اجل عزل او محاصرة القواعد المناضلة لذلك لابد من خوض الصراع دون هوادة حتى تكون قواعد هذه الاحزاب على علم بحقيقة المواقف السياسية التي تحاول القيادات تمريرها.
انه من الصعب جدا في ظل الاوضاع الحالية ان تنحاز هذه الاحزاب كليا الى جانب الشعب خاصة ان النواة الصلبة التي يمكن لها تجميع الطبقات المضطهدة على تناقضاتها واستغلال التناقضات الرجعية , ان مثل هذه النواة وتحديدا حزب الطبقة العاملة-غائبة ولازالت ضعيفة وغير مؤثرة في مجرى الصراع الطبقي والنضال الوطني.
ج- القوى الثورية
شهدت القوى الثورية عدة انقسامات خاصة منذ الانقلاب الابيض في 7نوفمبر 1987 بحيث انسلخ البعض والتحق بالمجتمع المدني واثر انتفاضة 10 ديسمبر 2010 وقعت محاولات التوحيد من جديد مع بعض الاطراف لكنها لم تصمد طويلا وانظم البعض الى الاحزاب القانونية وفق قانون الاحزاب في حين رفض البعض الاخر اللاتحاق بالمجتمع المدني وسنخصص نصا في هذا الموضوع كتتمة لملخص الحركة الماركسية اللينينية الماوية ما بعد الانتفاضة نبين فيه انشقاق البعض وموافقته على قانون الاحزاب وسد البعض الاخر باب الحوار اثر نقدنا لاطرحة الاسلام السياسي الوطني والانحراف القومجي واتهامنا بالثورجية وبعدم تخصيص الشيوعية على الواقع العربي.
ان انسلاخ العديد من الوجوه من الطرح الوطني الديمقراطي والتحاقها بالمجتمع المدني اثّر سلبا على تطور الحركة الثورية عموما ولم يبق الى حد الان الا تشكيلات سياسية اقل من عدد اصابع اليد الواحدة.
فهل مثل هذه المنظمات قادرة على قلب موازين القوى والتاثير في مجرى الصراع الطبقي,وهل انها مستعدة نظريا وعمليا لفتح الحوار فيما بينها من اجل تأسيس حزب الطبقة العاملة؟ هذا ما سنسعى اليه من خلال وضع مهمة توحيد العناصر الشيوعية الماوية في المقام الاول ودفع الصراع بين الخطين من اجل فرز خط سياسي في تناغم تام مع برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية المطروح للنقاش والتحيين حسب المستجدات العالمية والعربية والمحلية.
فهل ستستجيب هذه الاطراف الى النداء وهل ستعقد العزم على توفير الارضية الايديولوجية والسياسية ام انها ستواصل في النشاط الفئوى وتتجاهل ضرورة الصراع من اجل فرز كوادر بروليتارية تضمن استمرارية العمل الثوري؟
اذا استثنينا الطرف الذي يدافع عن حزب الله والاسلام السياسي الوطني فان الاطراف المتبقية مدعوة الى خوض الصراع ضد التوجهات الشرعوية ووهم التحول عبر الانتخابات في اشباه المستعمرات وإن توصلنا عبر الصراع الرفاقي الى اتفاقات مشتركة فان مستقبل الحركة الثورية سيكون مشرقا وسنساهم فعليا ومباشرة في مجرى الصراع الطبقي والوطني.
وبالمناسبة ندعو الرفاق الماويين الى التحلي بروح رفاقية عالية وتقبل النقد والرد عليه دون تشنج ونبذ نزعة الانشقاق والسعي الى الوحدة في مصلحة الجماهير الكادحة ضحية السياسات الرجعية وحماقة الانتهازية.
"ان الصراحة و الاستقامة صفتان سياسيتان لا بد لكل شيوعي أن يمتلكها كما يوضح ذلك الرئيس ماو :"على الشيوعي أن يكون صريحا، صافي السريرة ،مخلصا ،عظيم الهمة و النشاط،يفضل مصالح الثورة على حياته،و يخضع مصالحه الشخصية لمصالح الثورة.وعليه لأن يتمسك فى كل زمان و مكان بالمبادئ الصحيحة و يخوض النضال بلا كلل أو ملل ضد جميع الأفكار و الأفعال الخاطئة... ."("ضد لليبرالية"[م2،ص42]) فمنذ اليوم الذى يدخل فيه الى الحزب يجب على الشيوعي أن يسخر كل حياته الى قضية الحزب لذلك على الشيوعيين أن يكونوا صريحين ومستقيمين سياسيا و أن يصروا على الاصداع بآرائهم السياسية علنيا وأن يناضلوا ضد كل المظاهر السيئة و كل الاتجاهات الخاطئة .أما على مستوى المنظمة فيجب عليهم فيما يخص أسلوب عملهم أن لا يتصرفوا كساسة برجوازيين وأن لا يحبكوا المؤامرات و الدسائس ." (المعرفة الاساسية للحزب –شنغاي 1974)


محمد على الماوي
27 ماي 2016 تونس



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر النهضة وفق توصيات اجتماع باريس
- حقيقة -الاوطاد- في تونس
- في ذكرى انتفاضة الحوض المنجمي 2008
- توجهات تكتيكية (نداء الشعب)
- التكتيك الانتهازي للجبهة الشعبية -تونس-
- تونس:ضد الاستقطاب الثنائي-من أجل خيار شعبي
- تونس- انتفاضة الحرية والكرامة
- لابديل عن برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية
- كيف يحاول افاكيان التحريفي تمرير نظرية التحّول السلمي؟
- المادية الجدلية أقوى من هذيان أفاكيان التحريفي
- شطحات أفاكيان -الفلسفية-
- -الخلاصة الجديدة- ليست الا تحريفية في ثوب جديد
- بوب افاكيان,الإبن المدلل للبرجوازية يحرف الماوية
- لابد من معاقبة الرجعيين-ماو تسي تونغ-
- 1 ماي يكشف التملص من الهوية الشيوعية
- دفاعا عن الماوية وضد الدغمائية التحريفية
- موضوعات حول المسألتين الوطنية والكولونيالية
- المسألة التنظيمية-مقتطف-
- تونس: الترويكا تجدد نفسها
- المرأة تتحدى مجلس الشورى


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد علي الماوي - لنفرق بين التناقضات العدائية والتناقضات صلب الشعب