أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عفيف إسماعيل - وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-














المزيد.....

وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 11:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مسامرة سودانوية*

رحل عن عالمنا إلي الضفة الآخري في أواخر أغسطس الماضي الشاعر المصري الكبير حسن بيبومي، الذي عرفه الشعب السوداني عبر صوت المغني المبدع "مصطفي سيد أحمد" عندما إجتزأ مقاطع من نصه الشهير" ثلاثة ورقات من أشجار يحيي" في رثاء صديقه القاص المصري المعروف "يحيي الطاهر عبد الله" ، واطلق عليها أسم أغنية "عجاج البحر" .

كل عظماء البشرية تقول سيرهم الملهمة، إنهم يفعلون كل ما هو خارق ببساطة مذهلة، لا شك ان الشاعر حسن بيومي أحد هؤلاء القلائل الذين تضيق لديهم المسافة في بين الفكرة والتطبيق لدرجة التلاشئ، في إنسجام إنسانوي ينتمي للذين يصنعون المستقبل بقوة. لم توقفه عن ذلك سنوات الأعتقال الطويل، ولا المرض المزمن، ولا الأهمال المنظم من قبل الدولة في دكتاتورياتها الممتدة في كافة أشكالها ما بعد إستقلال مصر. ظل الشاعر حسن بيومي مناضلاً في الصفوف الأمامية لشعبه، دائماً منحازاً في كل كتاباته للفقراء والمسحوقين، ويحلم لهم بغد أفضل، ينضح ذلك من كل كتاباته التي أهمها مجموعته الشعرية الأولي "مذكرات شاهد عيان" التي كتب عنها في مقدمتها الكاتب المصري الكبير عبد الرحمن الخميسي قائلاً:

" من قطرات الدم والدمع وصيحات الحب والاستنكار ونبضات اليأس والأمل.. يغترف شاعرنا حسن بيومي شعره.. إنه ينسج من الوجدان الخاص وجداناً عاماً مدعماً بالصور الفنية ونابضاً بالأحساس الصادق ومنطلقاً من كل قيد يثقل خطى الشعر. بأسلوبه المتميز وبوسائله الشعرية الخاصة ينقل الشاعر أحاسيسه الصادقة إلي القارئ".

وللشاعر حسن بيومي آثار متفرقة من مساهماته الموسوعية، فإلي جانب الشاعر هناك حسن بيومي الباحث، والمترجم، ولعل أهم كتبه في ذلك ترجمته وتحقيق لـ كتاب "ل.أ. سيمينوفا" "تاريخ مصر الفاطمية"، وكتب الشاعر حسن بيومي في جزء من المقدمة :

" وضح تماماً من خلال ممارسة الحكام والخلفاء طوال هذه الحقبة التاريخية، هؤلاء الذين يتشدقون بآيات القرآن ويسعون لتأسيس المذاهب الفقهية ويشجعون جامعي الأحاديث، والمفسرين، مستعينين بترسانة هائلة من رجال الدين، وضح تماماً مدى عجزهم عن تحقيق ما جاء في هذه الآيات والمواعظ والأحاديث من عدل ومساواة، او حتي محاولة الإرتقاء باحوال الناس البسطاء وسد حاجاتهم الضرورية اللازمة للإعاشة".

لقد رحل الشاعر حسن بيومي وترك لنا الحبر يئن في المحابر،والبندقية مدفونة في مكان ما بصعيد مصر. ترك لنا أجمل قصائده، وهي سيرة الشاعر حسن بيومي الفلاح المشاغب الذي فعل ما يمليه عليه ضمير المثقف من اجل تشرق شموس العدل والحق والمساواة، ليس في مصر فقط بل في كل الوطن العربي ، وتمتد أحلامه الأممية لكل البشرية. وقد انطلقت صرخته المعبرة تقول:

وأبني في عيون الشمس مملكتي تناديكم

نسوراً تعشق الترحال في الآفاق تبغي الكون حريه

فأن شئتم تعالوا الآن نرقص رقصة البدء

ونحلم ان نمد الكف نحو الشمس بالدفء

تعالوا أيها الجوعي

تعالوا أيها الفقراء.

* مسامرة سودانوية العنوان الثابت للمقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل في صحيفة"المهاجر" التي تصدر عن منظمة "يارانايل" باستراليا



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحده
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت
- الرنة المفقودة
- ميلاد
- إنه علي حق!
- نيرفانا
- محمد إبراهيم نُقد.. واسطورة الإختفاء.. أو حقاً إنه حقلاً من ...
- خذوا
- مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية
- طرف الغثيان
- لوحة
- ظافرون
- لكننا!
- وحدها
- حرب
- زرياب
- الحصاحيصا 21 أكتوبر 1964
- جغرافيا
- الخريف يأتي مع صفاء


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عفيف إسماعيل - وداعاً.. شاعر -عجاج البحر-