أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - وحده














المزيد.....

وحده


عفيف إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


صاحو به من هنا
وهناك
(نريد أن نري وجه "حنظله")
(نريد أن نري وجه "حنظله")
(نريد أن نري وجه "حنظله")
لم يجد "ناجي العلي" بداً غير أن يرسم "نجيب السر" حياً
ويطلقه بأرص كانت تُسمي في قديم الخرائط "كوش"
حتي لا يتعرف عليه أحد..
اتقنا معاً حرفة مخادعة الخليقة
والتخفي
والزوال
وحرقة الأسرار المعلنة..
وكعادة كل الآلهة
نسي "ناجي العلي" ما صنعت يداه
وذاب في فتنة الخلق والتكوين
حتي
الرصاص..
إمعاناً في المخاتلة
لم يكن وجه "حنظله"/ أقصد وجه "نجيب السر"
يحمل ملمحاً أو جيناً وراثياً واحداً ينسبه إلي " ناجي العلي"
غير ذاك النحول الشفيف
وتلك الضحكة الماكرة
التي مازالت تشغل الأبدية عن دائرية الوقت
وتورث الأنبياء من بعده طاقات الحب
الحلم
والإحتمال..
أو
أن تري ظهره
وهو يقف طيلة النهار بإستقامة عشقية في باحة طلابية
وخشوع ينتمي إلي ديانات منقرضة لا تجل إلا الإنسان
معلقاً لافتة أمامه كتب عليها بخطوط إبتدعها هواة الجمال والتميًّز

أُعلن أنا "نجيب السر" إضراباً مفتوحاً عن الطعام ، تضامناً مع الطلاب المعتقلين بكلية الهندسة بـ"عطبرة".

ضحك الثوريون أولاً
من "حنظله الحالم
الذي مازال يؤمن بدور الفرد في التاريخ!!
وقالوا بين قهقهاتم الساخرة:
يا له من دنكشوتي وبرجوازي عجول
لم يشف بعد من وسواس طي المراحل ..
عرابو التنظيمات السياسية الأليفة في لقاءاتهم المتشابهة
لم ياخذ الأمر بينهم أكثر من دقيقة واحدة في التداول
وقالوا بصوت حاسم:
لم يشركنا في شئ
وحده أختار
وحده مسئول
ولم يجهروا
وحده يموت!!
أما عرافو الظلام المستنير
كانوا كالسيف في إحترازهم الإستباقي
حين قالوا:
اخمدوا الجمرة قبل أن تشتعل
ادفنو الفتنة في مهدها
وهكذا
إمتطي "حنظلة" من احد مخلفات الإنجليز النافعة دابة حديدية صدئة
ولعن بصوته الصارخ كل قطارات "عطبرة" التي صارت لا تؤدي مباشرة
كما في الزمان القديم
إلي
"الحصاحيصا"
وفي شوارعها الخاملة
صار يشاكس الأطفال
والعصافير
وباعة الصحف
ومحترفو جلسات الظلال
ومجندو الخدمة العسكرية الإلزامية
ويرمي بقصدية الضياع هنا
وهناك
قصاصات قصائد غير مكتملة
وذات نهار خاوِ حتي منه
من غير ان يستعين كعادتة باصبعين تسندان شفته السلفي كي تصوب نحو الأرض بدقة
بصق في الهواء كل الخسران خلف رذاذ أكبر كرة تبغ رديئة الصنع لم يتخمر عطرونها بعد
وإمتطي مرة أخري دابة حديدية
وكانت هذه المرة، عصرية، وتطير
إلي
ما وارء البحار

وهناك
أدرك"حنظلة" بانه غريب
وكما يفعل الغرباء دائماً
علق عمره كله علي مشجب الأمنيات الشاحبة
وأدار ظهره للعالم إلي الأبد.



#عفيف_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة في زنزانة*
- بشرى حسن فرحان أو ملك الصمت
- الرنة المفقودة
- ميلاد
- إنه علي حق!
- نيرفانا
- محمد إبراهيم نُقد.. واسطورة الإختفاء.. أو حقاً إنه حقلاً من ...
- خذوا
- مصطفي سيد أحمد ظاهرة إبداعية كونية
- طرف الغثيان
- لوحة
- ظافرون
- لكننا!
- وحدها
- حرب
- زرياب
- الحصاحيصا 21 أكتوبر 1964
- جغرافيا
- الخريف يأتي مع صفاء
- دوامات التجاعيد والريح


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عفيف إسماعيل - وحده