أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - من التحرير والتوحيد إلى الكنتنة














المزيد.....

من التحرير والتوحيد إلى الكنتنة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل وصول شرارة ثورة الربيع العربي إلى سوريا كان لي صديق ماهر فنياً، رشيق البنية ومحب للرقص الاستعراضي، ولكنه لم يكن لا قريباً من السلطة يوماً، ولا كان من المنتمين لأي تنظيم سياسي يستطيع تعويمه أو المساهة في تحقيق حلمه، إذ كان حلمه أن يُشكل فرقة استعراضية توازي فرقة كركلا في بيروت، ولكن من دون الالتفات الى قدراته المالية والبشرية واللوجستية، أو دراسة المشروع الضخم بمنطق الواقع والممكن، وغالباً ما كنتُ أقول له: دعك من الأحلام الكبيرة وابدأ بالمنطقي والمعقول والذي تقدر عليه، حتى تتدرج مع الزمن نحو حلمك الشبيه بالمستحيل، ولتخليصه من وهم التشبه بكركلا كنت أؤكد له بأن سوريا كدولة غير قادرة على أن تنشئ فرقة بمستوى كركلا، فكيف أنت الذي لا تملك شروى نقير ستكون قادراً على ذلك؟.
عموماً فالذي ذكرني بذلك الصديق هو ما صرّح به قائد قوات حماية سنجار سرحد شنكالي لوكالة(كوردبريس)الايرانية للانباء: وقوله بأنهم يريدون تنفيذ مشروع مماثل لما هو موجود في المناطق الكردية بسوريا، أي نظام الكانتونات المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي.
ويبدو جلياً أن قول سرحد لم يأتِ من فراغ إنما هو مستل بتمامه وكماله من أفكار وكلمات رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي عقب اعتقاله دعا صراحةً إلى نبذ فكرة الدولة الكوردية القومية، والمطالبة بالإدرة الذاتية الديموقراطية أي نظام الكانتونات، المشروع المأخوذ عن أفكار عالم روسي يهودي حسب قول الكاتب الكردي جان كورد، وأوجلان كما هو واضح لا يدعو أقوام المنطقة أي الأتراك والعرب والفرس لحل دولهم القومية، إنما يُطالب الكرد بالتخلي عن الطموحات القومية والوطنية المشروعة لشعب كوردستان.
وبما أن ذاكرتنا لم تثقب بعد لذا نتذكر جيداً بأن هذا الحزب كانت شعاراته ولعدة سنوات مثل المناطيد تطير عالياً في سماء وتصورات أعضائه ومريديه ومخيال عامة الناس، ومنذ ما يزيد عن عشرين سنة كنا بسوريا وكلما التقينا بقيادي أو كادر أو نفر من أنفار حزب العمال الكردستاني كان يبادر بالقول: أن مسعود بارزاني يريد المخترة، أي الجماعة كانوا يعتبرون الحكم الذاتي الذي عمل عليه البارزاني بمثابة المخترة، بينما هم فكانوا يطالبون بما هو أهم وأكبر وأعظم، حيث كانت شعاراتهم الطنانة والرنانة هي تحرير وتوحيد كردستان، انتبهوا جيداً تحرير وتوحيد، هذا الشعار الذي لا يشبه إلّا شعارات حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو شعار يكاد يكون خرافي، سريالي بل وتعجيزي مقارنةً بامكانيات الحزب المذكور، وشبيه جداً بأحلام صديقنا الذي كان بوده أن ينشئ فرقة استعراضية ضخمة مثل فرقة الكركلا من لاشيء، وكأن علاء الدين ومصباحه سيكونا عند اللزوم طوع بنانه وبنان قادة حزب العمال الكردستاني.
ولكن تبقى المفارقة الأهم هي أن صاحب (مشروع المخترة) حسب أقوال أنصار المدرسة الأوجلانية هو متجه الآن نحو الاستقلال، مع أنه ظل واقعياً ولم يزنر خواصر أعضاء حزبه بديناميت اليافطات الضخمة، وناضل ضمن الظروف المتاحة، ولم يزرع الأوهام الكبيرة في عقول أعضاء حزبه أو عموم الناس في الاقليم، ولم يعمل يوماً إلّا وفق إمكانياته وإمكانيات شعبه، ولا رفع شعاراً كبيراً لا يستطيع تحقيق 10% من مضمونه، بينما جماعة الشعارات الهلامية والفضفاضة فتنازلوا بكل سهولة عن طموحات شعبهم مع كل ما ضحوه في سبيل تحقيق مضامين تلك الشعارات، واليوم راحوا يركنون مع أحلامهم العظيمة تلك بجوار مصطبة الادارة الذاتية التي أعلنها رئيس أحد روافد حزب العمال الكردستاني في سوريا أي فرع صالح مسلم، وهي الادارة الشبيه بنظام الحكم في إدارة المقاطعات التي كان معمول بها أثناء الخلافة العثمانية في عموم هذه المنطقة.
إذاً فحزب العمال الكردستاني وبعد تقديمه لعشرات الآلاف من القرابين من أجل التحرير والتوحيد، وبعد تدمير الجيش التركي لآلاف القرى والمدن في المناطق الكردية بتركيا، يبدو أنه تواضع أخيراً في مطالبه وغدا مقتنعاً بفكرة العودة الى نظام الإدارات الذاتية المُحاكية والمماثلة نوعاً ما لتجربة الولايات العثمانية!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد دوران كالكان ورهطُه؟
- عكاكيز الملالي في قنديل والسليمانية
- توفيق عبدالمجيد: الهدف مما جرى ويجري في حلب هو إفشال مفاوضات ...
- بموازاة مجازر الأسد
- دوز خورماتو والهلال الشيعي
- اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد
- حساسية وتزاحم الهويات في سوريا
- حول ملف 1 أيار
- الاتحاد الديمقراطي وسياسة الإلهاء مجدداً
- المثقف عندما لا يقرأ
- المُعارضة وتشبهها بالسلطة
- عبدالحكيم بشار: القضايا المصيرية للبلاد ليس من الجائز تداوله ...
- قرابين الاتفاق التركي الاوروبي
- (حوبو) و(مونشهاوزن) وأنصار أوجلان
- عندما يكون القذافي أنموذجاً للاحتذاء به
- الأسد ونظامه البعثي لا يعترفان أصلاً بوجود شعب وقضية كردية ف ...
- جناية حامل الأوزار
- تركيا وأبوابها المفتوحة/ المغلقة أمام النازحين
- صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء
- الجعفري و ماخوس و البانادول


المزيد.....




- بركان كيلاويا يدخل مرحلة نشاط متسارع.. ثوران جديد وشيك في ه ...
- أكثر من نصف طلاب بولندا يرغبون بالدراسة خارج البلاد بحثًا عن ...
- -العدالة لـ لورينتس-.. مظاهرات بألمانيا ضد مقتل شاب أسود برص ...
- عشية إحياء الذكرى العاشرة ل13 من نوفمبر، التهديد الإرهابي لم ...
- ما تداعيات سقوط بوكروفسك على الحرب في أوكرانيا؟
- إصابة مصورة في وكالة رويترز وعدد من الفلسطينيين في هجوم شنه ...
- بنبض أوروبا: بعد شراء مقاتلات إف35، بلجيكا تكتشف أن سماءها ض ...
- كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟
- زوبعة تخلف 6 قتلى ومئات الجرحى ودمارا شبه كامل لبلدة برازيلي ...
- إسرائيل تجدد توغلها في القنيطرة السورية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - من التحرير والتوحيد إلى الكنتنة