الفلوجة لن يطول تحريرها.

سلمان داود الحافظي

الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعرف مدينة الفلوجة الواقعة في غرب العاصمة العراقية بغداد, انها من اكثر المدن العراقية التي شيدت فيها الجوامع, وكان المتوقع ان يكون معظم سكانها الاقرب الى الله والكثر تسامعا وسلام, لكن المشاهد الدموية الوحشية التي شهدت في ساحاتها خلال ال12 عام الماضية, جعلت من معظم العاراقيين ينظرون لها انها عاصمة الارهاب العالمي , فما من ارهابي محترف الى ومر بتلك العاصمة ليتغذى من تطرفها , وليتعلم فنون القسوة والذبح وصنع العبوات وتفخيخ العجلات والقتل بالمسدسات الكاتمة, مدينة كان يمكن لها ان تكون سيدة الاعراف والتقاليد العشائرية الحسنة , فعلى محيطها تسكن واحدة من اشهر القبائل العربية طيبة وتسامح وشجاعة وكرم , انها قبيلة ( المحامدة) التي يعو نسبها الى عمرو بن معدي يكرب الزبيدي, وهو واحد من اشهر فرسان العرب شارك في فتوحات اسلامية ويقال انه استشهد في معركة القادسية , لسنا هنا في موضوع العشائر ولمن تعود لكننا اردنا القول ان اغلب سكان الانبار هم قبائل عربية اصيلة, كيف سمحوا للتطرف والارهاب ان يعشعش في معظم مدنهم ؟ هل خدعوا بمن حملوا لهم تلك الافكار الوحشية ام ان السياسة غير الحكيمة وسوء التعامل والتهميش هي عوامل جعلتهم يلجأون الى منقذ وحشي؟
مصطفى العذاري ذلك الجندي البطل الذي جرح وبقى يقاوم الدواعش على اسوار الفلوجة, مازالت مشاهد اعدامة الوحشية وتعليق جثمانه الطاهر عالقة في اذهان معظم العراقيين وبالخصوص من يتولون عمليات التحرير من ضباط ومراتب. مصطفى العذاري الذي استشهد غدرا بطريقة لا تمت الى اعراف الحروب باية صلة , فقوانين الحروب منذ الازل الجريح يعالج ويبقى اسيرا لا يقتل, الفلوجة رغم انها تضم الالف المغلوب على امرهم الا انها باتت المدينة الاكثر دموية في العراق وربما العالم, فعندما يذكر اسمها تذكر المفخخات والاحزمة الناسفة والاغتيالات التي راح ضحيتها عشرات الالاف في بغداد والمحافظات, الساعات القادمة ربما ال 72 ساعة ستعلن ساعة الصفر لتحرير الفلوجة من دنس داعش, وبالتاكيد تحريرها يعني الكثير للقيادات الامنية وللاوساط الشعبية , عسكريا سيبعد الخطر عن بغداد ومدن الوسط والجنوب وخاصة وخاصة المدسات في كربلاء والنجف والكاظمية, وشعبيا سيكون سكان تلك المدن اكثر طمانينة واستقرار نتيجة الخلاص من مصدر المفخخات التي ارعبتهم سنوات طويلة.
ليلة امس اتصل بي مقاتل من اقاربي يستعد للمشاركة في تحرير الفلوجة, متواجد في احد معسكرات التدريب على مشارف الكرمة والفلوجة, اخبرني ان حجم التحشيدات العسكرية في محيط الفلوجة لم يسبق له مثيل. قوات من جهاز مكافحة الارهاب والرد السريع التابع لوزارة الداخلية , فرق عسكرية متواجدة منذ سنوات في محيط الفلوجة وقصباتها, فصائل المقاومة الاسلامية بدر وعصائب اهل الحق والنجباء وكتائب حزب الله , والتي استعدت وجهزت باسلحة وصواريخ واشركت مقاتلين من الطراز الاول حتى بينهم استشهاديين, من يشاهد التحشيدات العسكرية الكبيرة على مشارف الفلوجة, بالتاكيد سيتوقع ان حسم معركة تحرير الفلوجة لن يطول كثيرا بعد اعلان ساعة الصفر, لان كمية النار التي ستصب على الفلوجة من خلال مئات الصواريخ وقذائف المدفعية وحتى الصواريخ الارتجاجية اضافة الى سلاح الجو, ستزلزل الارض تحت اقدام الدواعش الذين تطاولوا كثيرا في اجرامهم وقتلهم للابرياء , نعم انها معركة من نوع خاص كونها تستهدف مدينة رعت الارهاب لسنوات طويلة, مدينة صدرت الموت لجيرانها من المدن العراقية وتسببت بحرمات عشرات الالاف من الاباء,
تحية اجلال وتقدير لكل المقاتلين الابطال في قواتنا المسلحة البطلة بكل صنوفها ضباطا ومرانتب ومنتسبين , وهم يستعدون لتحرير الفلوجة من عصابات داعش الاجرامية واعادتها الى حضن الوطن , تحية عرفان وثناء الى كل افراد فصائل المقاومة الاشداء الذين وضعوا الارواح على الاكف دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات.

#سلمان_داود_الحافظي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل