أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - هذيك الأيّام؛ مارون عبّود أبو محمّد !














المزيد.....

هذيك الأيّام؛ مارون عبّود أبو محمّد !


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران : هذيك الأيّام؛ مارون عبّود أبو محمّد !
إلى الصديق س.
اتصل بي الصديق س. سائلا: هل صحيح أنّ مارون عبّود اختار لابنه اسم "محمّد" ؟ أمس كنّا في سهرة، فذكر أحد الأصدقاء ذلك. أنا أيضا سمعتُ الحكاية من قبل، ولا أعرف هل هي واقعة أكيدة فعلا، أم هي فولكلور وطني في مقاومة التعصّب الديني والمذهبي ؟ طبعا أنا مع الحكاية، لذا لم أعترض، لكنّي أسألك لأعرف الحقيقة، وإن كنتُ شخصيّا مع الحكاية، أميل إلى تبنّيها في وجه متشرذمي آخر زمان..
إلى الصديق السائل أقول أوّلا إنّ الحكاية صحيحة وتاريخيّة فعلا. مارون عبّود سمّى ابنه محمّدا، بل نظم قصيدة يفسّر فيها تسمية ابنه باسم النبيّ العربيّ محمّد. لكن دعني قبل إيراد القصيدة تلك كاملة، لك ولمن يهمّه الأمر في هذه الأيّام الغبراء، أقدّم لها بفذلكة تاريخيّة قصيرة. لا تنسَ أيضا أنّ مارون عبّود لم يُعرف شاعرا، وقصيدته هذه أشبه بمنافيست شرح فيه موقفه العروبي مفصّلا.
بين دعاة العروبة الأوائل، في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كان كثيرون من المسيحيّين الذين كفروا بالتقسيم الديني في الإمبراطوريّة العثمانيّة، إلى مسلمين وأهل ذمّة، لا يساوون المسلمين، نظريّا على الأقلّ، في الحقوق والمواطنة. من دعاة العروبة هؤلاء كان الشاعر الوطني الشهم وديع البستاني (1888-1954). أفردنا للبستاني فصلا كاملا في كتابنا " نظرة جديدة على الشعر الفلسطيني في عهد الانتداب"، فلا حاجة إلى تكرار ذلك هنا. مع ذلك لن أدع المناسبة هذه تمرّ دونما إيراد أبيات من "المولديّة الثالثة" في ديوانه الكبير الذي سمّاه "الفلسطينيّات" :
هم فرّقونا بالحدود وقسّموا / ولسوف يجمعنا ولو كرهوا الغدُ
حيّوا البلادَ تحيّةً عربيّةً / وتديّنوا ما شئتمُ وتعبّدوا
لكنّه وطنٌ إذا حيّاكمُ / كتفا إلى كتف فخرّوا واسجدوا

مارون عبّود (1886-1962) أيضا ينتمي إلى ذلك الرعيل الطيّب من دعاة العروبة الأوائل، وقصيدته التي نوردها هنا، رغم أنّه لم يكن شاعرا، تحمل الروح ذاتها، والقيم ذاتها، ولا يسعنا إذ نقرؤها اليوم غير الترديد : رزق الله على تلك الأيّام، حين كنّا نعرف أنفسنا أنّنا عرب فحسب، ناسين أدياننا وطوائفنا. قصيدة مارون عبّود كاملة:

مارون عبّود: ابن مارون سميّ للنّبي
عشت يا ابني، عشت يا خير صبي / ولدته أمه في رجبِ
فهتفنا واسمُهُ محمدٌ / أيها التاريخ لا تستغربِ
خَفّفِ الدهشةَ واخشعْ إن رأيتَ ابنَ مارونٍ سميّاً للنبي
اُمّه ما ولَدتْهُ مسلماً / أو مسيحياً ولكن عربي
والنبيُّ القرشيُّ المصطفى / آية الشرق وفخر العربِ
يا ربوع الشرق أصغي واسمعي/ وافهمي درساً عزيز المطلبِ
زرع الجهلُ خلافاً بيننا / فافترقنا باسمنا واللقبِ
فالأفندي مسلمُ في عرفنا / والمسيحيُّ خواجه ، فاعجبِ
شغلوا المشرق في أديانةِ / فغدا عبداً لأهل المغربِ
يا بُنيّ اعتزَّ باسمٍ خالدٍ / وتذكّرْ ، إن تعشْ، أوفى أبِ
جاء ما لم يأِتهِ من قبلهِ / عيسويٌّ في خوالي الحِقبِ
فأنا خصمُ التقاليد التي / أ لقتِ الشرقَ بشرّ الحَرَبِ
بخرافاتِهِمِ استهزئْ وقلْ: / هكذا قد كان من قبلي أبي
وغداً يا ولدي، حين ترى / أثري متّبَعاً تفخر بي
بكَ قد خالفتُ يا ابني ملّتي / راجياً مطلعَ عصر ذهبي
عصر حرية شعبٍ ناهضٍ / واتحادٍ لبقايا يعرُبِ
حبّذا اليوم الذي يجمعنا / من ضفاف النّيل حتى يثربِ
ونحيّي علمَاً يخفقُ فوقَ منارات الورى والقبَبِ
ليته يدرك ما صادفتُهُ / عندما سمّيتُهُ من نصبِ
لو درى في المهدِ أعمال الألى/ حركتهم كهرباءُ الغضبِ
لأبى العيش وشاءَ الموت في / أمّةٍ عن جِدّها في لعبِ
كم وكم قد قيلَ ما أكفرَه / سوف يُصلى النارَ ذات اللهبِ
إن يشنّعْ بابنهِ لا عَجَبٌ / فهو غِرٌّ كافرٌ لا مذهبي
لا تصدّقْ قولَهم يا ولدي / إنّ فيما قِيل كلَّ الكذبِ
إنّ حبّ الناس ديني وحياةُ بلادي باتّحادٍ أربي
فكتابي العدلُ ما بين الورى / في بلادٍ هيَ أمُّ الكتبِ
فاتّبعْ يا ابني أباً ابغضَهُ / وجفاهُ كلُّ ذي دينٍ غبي
فهمُ آفةُ هذا الشرقِ مذْ / حكموهُ بضروبِ الرعبِ
جعلوا الأديانَ معراجَ العلى / ومشَوا في زهوهمْ في موكبِ
شرّدوا أحمد عن مضجعه / فسرى ليلتَهُ في كربِ
ودهوا عيسى لما علَّمهُ / وهو لولا كيدهم لم يُصلبِ
فإذا ما متُّ يا ابني في غدٍ / فاتّبعْ خطوي تفزْ بالأربِ
وعلى لحديَ لا تندبْ وقُلْ / آيةً تزري بأغلى الخُطبِ
عاش حراً عربياً صادقاً / وطواه اللحدُ حراً عربي!!

[email protected]



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل الافتراضي !
- وحدي ؟!
- هذيك الأيّام: ماذا سيقولون في القرية؟!
- غسلا للعار ؟!!
- هوامش للغتنا المعاصرة 2
- هل استقى شوقي حكايته من الفولكلور اللبناني ؟!
- هل المبالغة، أيضا، من عاداتنا وتقاليدنا؟!
- هكذا بالحرف !
- عبق الذكريات
- رجال حملوا السلّم بالعرض !
- “هذيك الأيّام”
- في سنة واحدة؛الثلج في موسم والعنب في موسمين!
- ألسنا خير أمّة في النحو أيضا ؟!
- ندماء الباذنجان !!
- صلاح جاهين، شاعر الثورة الناصرية(1930 – 1986)
- رائد الزجل المصري، بيرم التونسي (1893 – 1963)
- بين نارين، بين وحشين !!
- نصراني طبعا !
- -هذيك الأيّام-: المدرسة الأولى... البيت!
- نحو أُسلوب عصري، وسليم


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - هذيك الأيّام؛ مارون عبّود أبو محمّد !