فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 18:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
کثيرة و متعددة القواسم المشترکة التي تجمع بين المقاومة الايرانية و الثورة السورية، لکن من بين أهمها و أخطرها إنهما إضافة الى مواجهتهما لأسوء نظامين دکتاتوريين قمعيين في المنطقة، فإن هناك تحالف إستثنائي و مصيري بين النظامين موجه في خطوطه العامة ضد شعبي البلدين خصوصا و شعوب المنطقة عموما.
النظام الديني المتطرف في طهران، والذي هو غني عن التعريف بماهيته و معدنه الدموي القمعي و بمعاداته للإنسانية، وجد في النظام السوري الذي بني من أساسه على مرتکزات القمع و التصفية و الابادة و السجون و التعذيب و الاعدام، خير حليف له يمکنه الاعتماد عليه و الوثوق به و الانطلاق معا لتنفيذ المخططات المشترکة المشبوهة التي تستهدف السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، ولم يکن معلوما لأحد مدى و مستوى التحالف القائم بين النظامين حتى إندلاع ثورة الشعب السوري ضد نظام الدکتاتور بشار الاسد في عام 2011، حيث رمى نظام الملالي في إيران بکل إمکانياته و قواه الى جانب النظام السوري في سبيل الحيلولة دون سقوطه.
تحالف النظامين المبني على الشر و العدوان و تقويض السلام و الامن و الاستقرار و التعايش السلمي، کان ولايزال مصدرا و منبعا لنفث سموم التطرف الاسلامي و الارهاب، وکما إن النظام الديني المتطرف في إيران و خلال حربه الضروس ضد المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي سعى و بمختلف الوسائل و الاساليب للنيل منهما و تشويه سمعتهما و تأريخهما النضالي المشرف، فإن نظام الاسد إتبع نفس النمط ضد قوى الثورة السورية بعد أن قام نظام الملالي بتلقينه الاساليب و الوسائل غير المشرفة جملة و تفصيلا، وقد کان الهدف الاکبر الذي إبتغاه نظام الاسد من خلال حربه ضد قوى الثورة السورية هو عزلها عن المجتمع الدولي و إيجاد مسافة بينهما بحيث تحول دون دعمها و تإييدها و مساعدتها، لکن ولأن المقاومة الايرانية کانت تدرك و تعلم من خلال تجربتها المريرة مع النظام الايراني مايخطط له هذا النظام و النظام السوري ضد قوى الثورة السورية، فقد أخذت المقاومة الايرانية عهدا على نفسها بأن تبادر من خلال مٶ-;-تمراتها و تجمعها السنوي الى دعوة ممثلي و مندوبي الثورة السورية للحضور اليها و طرح قضية الشعب السوري و نضاله من أجل الحرية و الديمقراطية و الانعتاق من الدکتاتورية.
الحقيقة التي يجب أن لاتخفى على أحد أبدا هو إن للمقاومة الايرانية و لقوى الثورة السورية طريق واحد يقود الى الحرية و الديمقراطية و السلام کما إنهما يمتلکان عدو مشترك لايمکن للشعبين(الايراني و السوري)، أن يهنئا و يرتاحا إلا بالقضاء على هاتين الدکتاتوريتين و إسقاطهما.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟