أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - إختطاف البرلمان














المزيد.....

إختطاف البرلمان


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شتان بين نواب إعتصموا داخل البرلمان ومتظاهرين إقتحموه؛ بذريعة أنه بيت الشعب وهم من يمثله، وليس من حق أحد الجلوس وتنصيب نفسه، والعبث وتعطيل السلطات، وأن إختلف الطرفان في كل شيء؛ إلاّ أنهم إتفقوا على ظاهر دعوى الإصلاح، وواضح تعطيل العمل المؤسسي.
إذا كان البرلمان بيت الشعب وغطاء شرعي للنظام السياسي؛ فكيف يمكن حل مشاكل بيت محترق في فوضى التناقضات، وكيف تستر عورة سنوات، وقد فتقتها مصالح الذات؟!
من يُشاهد تراشق النواب بقناني الماء، ورشق رئيس الوزراء من برلمانية؛ قد لا يلوم مَنْ خدعته الشعارات وإعتقد أن التغيير الوزاري سوف يحل مشاكله المتراكمة، وحفزته تلك التصرفات على الإعتداء على البرلمان وتكسير المحتويات وتجاوز الحريات، ولكن لا تعني مبرراته سبب كافياً لتجاوز الشرعية وهيبة الدولة، ومن يطلب الإصلاح، فأنه قرار صعب في ظل فوضى التناقضات السياسية، وقرار مصيري لا يمكن إتخاذه بعصبية أو شخصية وطاعة عمياء دون تروي، والصالح من يسلك الوسائل الدستورية والقانونية.
أصبح الإصلاح مطلب شعبي لا يمكن لأحد نكرانه، ولكنه إستغل كما هي الدولة بالإنتهازيين والعائدين الى الواجهة بثوب الإصلاح ومطالب الشعب، من ساسة عهدنا إستعداهم لإحراق العراق من أجل مصالحهم الشخصية، وهاهم يتحدثون بنبرة ثأرية مغلفة، ولنسأل هل بالفعل تخلصوا من كتلهم ورؤوساء قوائم؛ إذن ليفتحوا ملفات المشاريع الوهمية والموازنات المسروقة، ومن وقع ومن وافق، وما عاد الشعب ينتفع من صراخهم، ولا يتحمل جلد الفقراء خداع أكثر.
إن إختزال الإصلاح بالتغيير الوزاري؛ فهو كذبة كبرى وإحتيال على الإصلاح وإشغال الشارع بعيد عن جوهرة مشاكله المتراكمة، وزاد مآل أدعياء الإصلاح من برلمانيين وساسة خدجعوا المتظاهرين لتمرير مشاريع ضيقة، ومحاولة فرض الواقع تحت التهديد، ودخلنا في مشكلة إعمق بالبحث عن الشرعية وتهديد هيبة الدولة والسعي لإختطاف البرلمان، ولم يعد لدى المواطن؛ تميزاً بين من يركب موجة الإصلاح، ومن لديه مشروعاً إصلاحياً، وضاع الإصلاح بين ثارات نواب من رئيس الوزراء، وتوجيه الشعب ضد البرلمان بتحميل الأخير ملفات الفساد التنفيذية للحكومات السابقة.
بين الإصلاح والخراب؛ ألف شعار ووسيلة خداع، ومحاولات جدية لكسر هيبة مجلس النواب والنتيجة إفشال التجربة الديموقراطية.
المرحلة تتطلب الحزم والحسم في إتخاذ المواقف، وكشف غطاء المسترين بالإصلاح، وتشكيل تحالف عابر للمكونات؛ يستطيع تمرير التشريعات والإجراءات الإصلاحية، وتحويل الأفكار الى واقع ملموس؛ بعيداً عن الإنتقائية والإستغلال وإستغفال الشارع، ومهما طرحت مشاريع مشوشة ومشوبة بالشبهات؛ فلن تقف أمام مشروع العراق، وأن التجربة أن بعض الفاسدين يحاولون إشاعة الفساد ونشر الفوضى، وإثارة الزوبعات للإختفاء عن المحاسبة، ولكن الإصلاح لا يأتي إلاّ بتشخيص دقيق ووضوح بوصلة وخطوات مدروسة في فترات زمنية محسوبة؛ لا عن طريق برلماني يطلب ثأراً شخصياً، أو منفلت يبحث عن فرصة إنتهازية؛ أختلفا في كل شيء، وإتفقا على تجاوز الشرعية وهيبة الدولة وفرض الإرادة المشبوهة بالقوة وإستغلال الإصلاحات.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنتظرنا معركة في البرلمان
- مصل الإصلاح من سم الفساد
- الحلول عند علي
- هل يفكرون بالإصلاح فعلاً؟!
- الأهم من الإصلاح السياسي
- الباب المفتوح في الأزمات
- كفاءات أُسقطت بسبب الإنتماءات؟!
- إذا أراد العبادي حكومة بعيدة عن المحاصصة
- كلاب الفلوجة في بروكسل
- الرابح الأكبر من التغيير
- الحاجة لدراسة الديموقراطية
- دولة القانون والمتبقي من سيادة الدولة
- جار الخضراء المزعج بين الحكيم والصدر
- ضرورة الإجتماع وضرب الدولة العميقة
- مزاد تحت تهديد السلاح
- الإصلاح بإستقلالية الهيئات
- أين نحن من الإصلاح ؟
- الإعلام المزيف في ساحة سهلة الإختراق
- مَنْ جَمَعَ التحالف الوطني
- التأثيرات الإقتصادية لخفض حرق الغاز


المزيد.....




- مقارنة بين جيشي الهند وباكستان.. أيهما أقوى عسكريًا؟
- من مليونين إلى 10 ملايين سائح دولي.. ما سر النمو السياحي الم ...
- بموقف مشابه لما حدث مع بوش الإبن.. رشق الرئيس الكيني بالحذاء ...
- إيران تكشف عن الصاروخ الباليستي الجديد -قاسم بصير-
- عاصفة رملية شديدة تغطي بغداد
- الأردن.. فيضانات مفاجئة تضرب مدينة البتراء الأثرية
- القضاء الإداري يؤجل النظر في طعن محمد عادل على منعه من أداء ...
- القسام: استهدفنا دبابتين وجرافة عسكرية بقذائف -الياسين 105- ...
- الفلبيني السائر على نهج البابا فرنسيس... هل ينتخب مجمع الكرا ...
- لهذه الأسباب.. العطلة مفيدة جدا لصحتك الجسدية!


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واثق الجابري - إختطاف البرلمان