أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - -أثر الحورية - لنص يخطف الدهشة ويتوارى !














المزيد.....

-أثر الحورية - لنص يخطف الدهشة ويتوارى !


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5153 - 2016 / 5 / 5 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


" القرصنة الأدبية تبدأ في المنزل"

"بدايةً، يجب على الجميع أن يشتري هذا الكتاب للأسباب الجمالية الآتية:
. أولًا، لأنى أعلم أين توجد أجمل قطعة قماش لفستان ذهبي بمبلغ 300 دولار فقط في محل في شارع الثاني و الأربعين،
و أيضًا، إذا اشتراها عدد كافٍ من القراء ,هناك خاتم من البلاتين،
و أيضًا إذا اشتراها عدد كبير من البشر , زوجي يحتاج إلى معطف شتاء كبير، بالرغم من أن معطفه كان جيد للثلاث سنوات الأخيرة... و يبدو لى أنه في صفحة ما , لاحظت مقاطع من مذكراتي القديمة - التى اختفت في منتهى الغموض, بعد زواجي بفترة قصيرة، و أيضًا بدت مقاطع من رسائل، بالرغم من تصحيحها، مألوفة. في الحقيقة، يبدو أن سيد فيتزجيرالد – أعتقد هذه الطريقة التي يكتب بها اسمه - " يؤمن بأن القرصنة الأدبية تبدأ في المنزل".

هذا ما كتبته "زيلدا " زوجة الكاتب "سكوت فيتزجيرالد" بناء على طلب الناشر من أجل أن تثير حماس القراء و ,لترويج رواية زوجها المعنّونّة ب "الجميلة والملعون " .ولكنها اثارت الإستياء !!!
,,,,هذه التلميحات باستخدام زوجها لمذكراتها و وصفها "بالقرصنة التي تبدأ من البيت "
تثير تساؤلات جديدة - قديمة بين الخط الفاصل بين التأثر والتاثير وبين السرقة أو السطو أو الإغارة ومرادفات تلك الكلمة التي لا تنضب .
فما الفرق بين التأثر والتأثير؟ والسرقة!
وهل يمكن أن يقع كاتب تحت تأثير نص ما ,لدرجة التشرب مثلا , بحيث يعيد صياغته بداخله , ويخرج وكأنه مولود جديد أنجبته أحشاءك !!
,,,, كثيرة هي النصوص التي نتمنى لو أننا أصحابها , هذا النص الخارق الذي يجعلك تقف مذهولا أمامه كأنه عروس بحر ذهبية , ظهرت فجأة وتركتك في نشوة الترقب , هل فعلا هذا ما يبدو عليه النص متلبسا بالإغراء والإثارة , مقدما لك وجبة فاخرة من نصوص الكلمات والمعاني الرائقة ,لا بل قد يكون نصا محلى بالسكاكر اللذيذة -بما يخاتله لك النص من معاني وتفسيرات جميلة قابلة للتذوق في كل مرة .
ما أقصده ,,,أن ثمة نصوص أنجبها ذلك الارتباط الجذري للكلمة , حيث أن هناك من يقع تحت شهوة نص لا يمكن الفكاك منه , بل يتلبسه ويتشربه و يشعر إنه خاص له , مثل هذا النص الخارق , هو نص قاتل لكل كاتب يقع في عشقه , حيث يستحوذ عليه ويندمج به , لدرجة إنك تشعر بالوحدة ,فيما لو أنفصلت عنه مجبرا تحت محكمة ما يسمى سرقة النصوص ,وقيل لك حينها بأنه مجرد تأثر عميق بنص عريق وأنت قد سطوت عليه
فمن يملأ وحدتك حينها!!!
وإذا ما كنت مطلعا على الأدب العالمي بفعل إمتلاكك ناصية تلك للّغات الأجنبية فأن حظوظك بملاقاة حورية البحر هناك - كبيرة جدا , بل وربما تسحبك معها للغوص في بحر تلك البلاد , وهذا يحيلنا لدراسة مدى تأثر ممن يجيدون لغات عدة ويطلعون على ثقافات أخرى, فما أدرانا أن كاتوا يتشربون نصوصها أو يسطون على ممتلكات حروفها ونحن لا ندري !!!
فعملية التأثر بالقراءات المترجمة أو قراءات الأصل بلغته الأم واردة وقد تشكل تهمة لكاتب معروف بإطلاعه على آداب اللغات الأخرى , مثل أن تقرأ لشاعر ياباني بعضا من الهايكو فتقلده , أو تعلق بذهنك مفردة استخدمها فيلسوف من القرن السابع عشر , فتتشربها روحك كالأسفنج و تعتصرها في داخلك ,فتظهربشكل "حكمة مثالية " في أشعارك
فهل هذا يحدث !!!
يقول" جوزيف شو "(1): من أكثر المشكلات تعقيدا في مجال دراسة التأثير , مشكلة القطع بما إذا كان التأثير مباشرا أو غير مباشر, فمن الممكن أن يجلب أحد المؤلفين , تأثير مؤلف أجنبي, ويدخله في التراث الأدبي ,ثم يحدث أن يتغذى هذا التأثير بنسبة كبيرة على المؤلف الوطني )
وهذا يحيلنا لمحاكمة الوعي أو عدمه حيث أن إشكالية الوعي تبدو واضحة في مجال التأثر , فما هو المعيار الذي يوقف الذاكرة أو ينظم أعمالها ,بحيث لا تعمل دمجا أو إرتباطات ذات معنى بداخلها لمفردة ما ,ألح فيها المتذوق الأدبي, على إدماجها في ذاته !!!
يقول بهذا الشأن "الدريدج "عن مسألة الوعي هذه قائلا : " : يمكن أن يتأثر مؤلف ما , بأجزاء من أعمال مؤلف آخر, دون أن يكون على وعي بسلفه هذا كفنّان ,أو دون أن يكون على وعي بأعماله في مجموعها".
,,,,, فهل ينساق هذا القول على الروائي فيتزجيرالد - بعد أن أرته زوجته الشابة "زيلدا" مذكراتها الشخصية ، فأخذ منها بعض الأجزاء حرفيًا!!.
جاء أيضا في تعريف "أولردج "(2)عن – التأثير- ," بأنه شيء يوجد في عمل مؤلف ما , ما كان ليوجد فيه ,لو لم يقرأ المؤلف .عمل سابق".
وهذا يحيلنا لقول آخر في قرصنة سكوت . حيث يقال إنه في خاتمة "هذا الجانب من الجنة،" تم أخذ مناجاة نفس البطل الرئيس" أموري بلاين في المقبرة من مذكراتها مباشرةً. فهل هذا تأثير أم سطو أم سرقة لمتاع الزوجة الأدبي !
فما دام الحديث عن النقل الحرفي , فهذا لا يجعل العمل بريئا , حيث لم تنفع مصطلحات مثل التناص أو التداخل النصي كما عرفته رائدة التناص " جوليا كريستيفا " (3) التي عرفت تلك الحالة بأنها انفتاح النص على نصوص أخرى، وتشربه لها على مستويي الشكل والمضمون. في تبرئة ساحة سكوت حيث بدأت فعليا- "القرصنة في المنزل" .ولكنها تركت على ما يبدو المجال لما يسمى "بأثر الحورية "والإدهاش قائما في عملية التأثر الخطفي , لنص خارق لا يمكنك الإمساك به .




المراجع :
1)) عز الدين مناصرة , النقد الثقافي المقارن , ط1 (عمان: دار مجلاوي للنشر. 2005)
عن التأثر والتقليد صفحة 162
(2) مرجع سابق –عز الدين مناصرة –صفحة 163
(3) فريد زاهي ,علم النص ,ط2 ,(دار توبقال: الدار البيضاء ,1997 ).





#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولتي الروائية
- بالقراءة ,,, انت تعيش الحياة في مكان آخر
- - جميعنا نمتلك حكايات تخصّنا، لكن معظمنا لا يقدم على كتابتها ...
- حقيقة بطل الرواية الجيدة !
- بدون أي حكمة
- الرواية والصناعة البصرية
- نريد مائة عام من العزلة ليصبح لدينا مكتبة للمكفوفين
- رسالة الى المعلم الأول - أصنع الشغف لطلابك
- كلمتك الحرّة بمواجهة - الديستوبيا-والمدينة الفاسدة
- كلمتك في مواجهة -الديستوبيا -والمدينة الفاسدة
- الإسترخاء ,, رحلة تأمل ,,,, و إنتفاضة يوغا صامتة
- هايكو الحب الياباني
- محاكمة للذات الأنثوية - أنت ياسيدتي - سبب توارث التخلف
- سأتكلم عن الحب , بمحبة اقل ,,,,,
- يمه القمر على الباب , ولا تمل بوجهك عن حماري وحمار الحكيم
- الرقص في المكتبة
- قصة قصيرة - توبليرون g400 - الأبيض-
- العادية الجميلة بذوق إمرأة ريفية
- قطار منتصف الليل
- ترمي بشرر ,,,


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - -أثر الحورية - لنص يخطف الدهشة ويتوارى !