أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - طفولتي الروائية














المزيد.....

طفولتي الروائية


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


هذه طفولتي الروائية
لم يحدث أن أصبح أحدهم شهيرا أو وصل لدرجته من الشهرة بدون البدايات , ودائما البدايات متواضعة كما هو معروف, لذا سنجد من يتنكر لأعماله الأولى أو يتمنى لو إنها غير منشورة أو ربما يتجاهل وجودها ولا يقوم بطباعتها مجددا و وقد لا يأتي على ذكرها في مقابلاته اللاحقة , وكأن تلك الأعمال الأولى التي يتبرأ منها عار شخصي يمسه أو مأزق وجودي يلوث تاريخه الجديد .
هل من الممكن فعليا - أن نجد مؤلفا شهيرا يقول عن عمله الأول
هاكم عملي الأول .إنه طفولتي الأولى ولا أخجل منه , وهذا ما كنته , وهذا ما أصبحت عليه .ولكن ما نجده أن هناك من يتبرأ من تلك البدايات, فيتنكرون لأعمالهم الأولى!!
ومن الذين تنكروا لأعمالهم الأولى " جورج اوريل " عن روايته " إبنة القس" التي صنفت في تلك الأزمان , بأنها رديئة جدا . و جورج أورويل لمن لا يعرفه صحفي بريطاني - اشتهر بمهارته الصحفية في تمسيد شعر قطته للوراء , كرمز لكل من يحصل على شهرته بإثارة المشاكل , وجورج صاحب مزرعة الحيوان الشهيرة - ليس هذا اسمه الحقيقي ,فقد اشتهر باسمه المستعار , حيث أن اسمه الحقيقي "أريك آرثر بلير " ولكن لما تنكر لها
فلذلك قصة حتما غير كلمة جدا - كونها رديئة جدا !

و هناك الشاعر الفرنسي "مالارميه" صاحب قصيدة " رمية نرد الشهيرة و الذي إنتقد كتابيه :
" الكلمات الإنجليزية و "الآلهة القديمة " في رسالة إلى فرلين عام (1885) قائلا : " لقد كتبت في أوقات الضيق أو لشراء زوارق غالية الثمن أعمالا مستنكرة , ومن الأفضل أن الاّ نتحدث عنها.
وهذا يحيلنا لحاجة الكاتب للمال , فيكتب ما لا يرضى عنه لأنه يحتاج للمال , كما فعل الروائي الروسي ديستوفاسكي -الذي اجبر على كتابة عمل روائي كامل في مدة شهر واحد فقط وتسليمه للناشر الذي قام بشراء ديونه. وإن لم ينجح في ذلك، كل عمل نشر سابقاً وكل عمل سيكتب لاحقاً سيكون ملكاً حصرياً للناشر. وقد ارسل ديستوفسكي في وقت لاحق لصديقه فرانجيل , قائلا له : "لقد بعت لشيلوك هذا الزمان رطلا من لحم قلبي "
أما عربيا فلا أحد ينسى رواية "أشواك " الصادرة عن " دار سعد "عام 1947والتي كتبها سيد قطب في بداياته وتبرأ منها بعد تحوّله إلى مصلح اجتماعي وديني فلم يصدر منها سوى طبعة وحيدة لم تتكرر بسبب منع طباعتها من قبل الإخوان المسلمين فيما بعد .
والسؤال الحائر الذي يفرض نفسه " لماذا ينكر الكاتب بداياته ويحاول طمس ماضيه!!
هل يتنكر أحد ما لبدايات عشقه للحرف و مدارج طفولته في عالم الأدب , أعتقد أن ذلك التصرف يندرج تحت باب
ما يسمى الشجاعة الأدبية , والتي قد لا يملكها أديب أو كاتب كصفة ملازمة له , فليست الشجاعة في القول والفعل وساما يعلق على الصدور عند الأدباء ولا نجدها عند غيرهم فإختيارات البطولة تبقى حسب الأهواء وحسب القناعات فربما وجدوا أن تلك الأعمال لاترقى للأدب ولكن هذا لا يمنع كونها طفولته الأولى , فهل ننكر طفولتنا من أجل إستحسان الآخرين , فالشجاعة كصفة منتقاة , متذبذبة ومراوغة وغير صادقة أحيانا , ونقصد بالشجاعة الأدبية - بمعنى أن يصرح الأديب بأعماله قائلا :"
هذه طفولتي الروائية
نعم , إنها طفولة ركيكة وحائرة وساذجة !أعرف ذلك
و لا يهم .
وهذه رواية نضجي
نعم ,إنها رواية خبرتي مع القلم في رحلته و نسغ إحساسي القوي للأشياء.كما عشتها !
وهذه رواية عمري كله ,
هاكم , إنها بين أيديكم .
وهذه رواية موتي .
هل يمكن أن نسمع بذلك !!!



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالقراءة ,,, انت تعيش الحياة في مكان آخر
- - جميعنا نمتلك حكايات تخصّنا، لكن معظمنا لا يقدم على كتابتها ...
- حقيقة بطل الرواية الجيدة !
- بدون أي حكمة
- الرواية والصناعة البصرية
- نريد مائة عام من العزلة ليصبح لدينا مكتبة للمكفوفين
- رسالة الى المعلم الأول - أصنع الشغف لطلابك
- كلمتك الحرّة بمواجهة - الديستوبيا-والمدينة الفاسدة
- كلمتك في مواجهة -الديستوبيا -والمدينة الفاسدة
- الإسترخاء ,, رحلة تأمل ,,,, و إنتفاضة يوغا صامتة
- هايكو الحب الياباني
- محاكمة للذات الأنثوية - أنت ياسيدتي - سبب توارث التخلف
- سأتكلم عن الحب , بمحبة اقل ,,,,,
- يمه القمر على الباب , ولا تمل بوجهك عن حماري وحمار الحكيم
- الرقص في المكتبة
- قصة قصيرة - توبليرون g400 - الأبيض-
- العادية الجميلة بذوق إمرأة ريفية
- قطار منتصف الليل
- ترمي بشرر ,,,
- يا غوث


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - طفولتي الروائية