لااستغرب من أي فتوى تصدر, ولكن هل هي من الدين؟

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لااستغرب من أي فتوى تصدر, ولكن هل هي من الدين؟
السلام عليكم:
اشارت السيدة ماجدة منصور في مداخلة لها في مقال الكاتب سامي لبيب المعنون تأملات في الالحاد تحت الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=514644
الى فتوى كما تزعم افتى بها مفتي الديار السعودية وقالت انها فتوى طازجة جديدة يحث فيها هذا المفتي للزوج ألمسلم أكل لحم زوجته طبعا بعد قتلها قطعة قطعة- طبعا بعد الانفراد بها والابتعاد عن اعين الرقباء, كما فعل شاب ياباني احب فتاة ورفض اهلها تزويجها له فأتفق واياها على الهرب سويا لإاخذها الى منطقة مقطوعة في اعلي الجبال وهناك اقنعها ان حبهما في خطر والاولى لها وله لكي يدوم حبهما ان يأكل لحمها قطعة قطعة, فوافقته لانهم يؤمنون بتناسخ الارواح, ويبدو ان مفتي السعودية بوذي الاصل قبل ان يعتنق الاسلام, يؤمن بتناسخ الارواح.
لاشك ان هناك الكثير من الاعراف والتقاليد ادخلتها الشعوب ألى الاسلام وهي ليست من الدين وربما وافقها المشرع الديني لانها لاتمس صلب العقيدة او مايطلق عليه رجالات الدين الفقهاء المجتهدون تخصص الاستنباط الديني بأ أصول الدين, فمثلا موضوعة ختان الاناث التي هي ليست من اصول الدين والتي لايعمل بها كثير من المسلمين, والتي كانت من الاعراف والتقاليد المجتمعية التي تمارس لدى بعض الشعوب قبل الاسلام,وافقتهم عليها الشريعة الاسلامية مع بعض التعديل في ممارستها كما ورد في رواية عنها:
روى أبو داود (5271) والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في الشعب عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ ) . والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .ماذا يعني صححه ألالباني(يعني الحديث في الاصل حديث ضعيف)
المشكلة ليست في الفتوى فأنا لاأستغرب صدور أي فتوى من أي رجل دين, ولكن هناك مشكلتين
ألمشكلة ألاولى فيمن يروج لهكذا فتاوى , او يظهرها للعلن, قبل التحقق من صحتها وهل هي من الدين, وخاصة ان كان يعلم أن هناك من ألمسلمين من يعتقد ان رجال الدين يوحى أليهم وانهم الناطقين الحصريين بأسم ألله وبأسم رسوله.
نأتي لنبين حال المسلمين اليوم لمن يجهل او ربما يتجاهل حالهم.
هناك فرقتين من المسلمين اليوم بشكل عام
الفرقة الاولى والاكبر عددا او الاكثر انتمائا
اهل السنة والجماعة وهم على مذاهب,مالكية, شافعية, حنفية,حنابلة, اشاعرة, والمستحدث منها,الوهابية, السلفية, والاحمدية, والاباضية,الى اخره ولايوجد لديهم شيئ اسمه تقليد, يعني لايقلدون مفتي اوشيخ, وليس لديهم التزام بما يصدر من فتاوى مستحدثة ربما يوجد لدى البعض منهم- وخاصة من يعتمد على المشايخ بأستقاء معلوماته الدينية- والاساس لدى اهل السنة والجماعة قال الله وقال الرسول وخاصة الصحيح من اقوال وافعال الرسول- لذا ظهر لديهم مايعرف بقاعدة الجرح والتعديل(علم الرجال) ماذا يعني علم الرجال- يعني التحقق من سيرة صاحب الرواية الاسلامية او الحديث النبوي, يعني هل عاصر الرسول او اخذ منه مباشرة, او هل عاصر احد صحابة الرسول الذين عاشوا معه واخذوا منه علوم الدين, او هل عاصر احد ابنائهم, يعني ابناء الصحابة الى اخره والتحقق من حسن سيرته بين معاصريه يعني غير مدلس او غير كذاب الى اخره من محاسن الخلق, قبل اعتماد روايته
والفرقة الثانية والاقل عددا وانتمائا

وهم الشيعة ومنهم الاثنى عشرية والزيدية والعلوية والنصيرة الى اخره, ولدى هذه ألفرقة قاعدة التقليد يعني مايسمى لديهم بالمرجعية ألدينية فلكل فرقة وحتى لكل فرد من افراد الشيعة مرجع ديني يلتزم بتعاليمه وبفتاوه التزام قطعي يقلدون فيها المرجع الديني الاكثر عليمية في علوم الدين, ويحق للشيعي ان يغير المرجعية التي يقلدها ان علم انه هناك من هو اكثر اعلمية منه في الدين

هذا بشكل مبسط حال المسلمين اليوم لمن يجهل حالهم او يتجاهلها- ففتوى مفتي السعودية لايلتزم بها كل اهل السنة والجماعة ولا الشيعة والعكس صحيح

فزاو ج المتعة حلال لدي الشيعة رغم انه لايمارسها كل شيعي ولايقبل بها غالبية الشيعة, ولكنها حرام لدى أهل السنة والجماعة, فمن يريد من الكتاب او الكاتبات او المتداخلين والمتداخلات الخوض في ألديانة الاسلامية ان يضع بأعتباره هذا التباين بين الفرق الاسلامية وان لايعمم وأن يكتب بخصوصية, وعلى كل كاتب او كاتبة او متداخل او متداخلة ان لايروج لفتاوي لايقبل بها هو ولايستسيغها لكي لايكون سببا في ان يتبعها احد وعندها يحمل اثمه واثم من يعمل بها حتى وان كان لها اصل في الدين, وان لايروج لنصوص او روايات او احاديث لايعمل بلها المسلمون أليوم وليس لها ممارسة في حياة المسلمين اليومية, حتى وان وجدها في كتب التراث الاسلامي- فليس كل المسلمين مطلع عليها- غالبية المسلمين- يعرفون الاسلام حلال وحرام صلاة صوم زكاة حج

فمن يعتقد من المسلمين ان الاسلام دين تسامح ودين رحمة- دعوهم على مايعتقدون- لأن اعتقادهم هذا يخدم السلام ويخدم الانسانية ويخدم التعايش السلمي بين الشعوب, اذا كنت تنورون للتعايش السلمي بين شعوب الارض, اما اذا كان البعض ينور للارهاب فهذا مبحث اخر.

لكم التحية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات