أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيديولوجيا















المزيد.....

في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيديولوجيا


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيديولوجيا
بقلم : عليان عليان
في زمن الردة الناجم بشكل رئيسي عن مخرجات الخريف العربي ، والناجم قبل ذلك عن معاهدات الذل مع العدو الصهيوني والتطبيع معه- التي أدخلت معظم أطراف النظام العربي فيما سمي بالعصر الإسرائيلي - تتمادى العديد من أطراف النظام العربي الرسمي، في الكشف عن انحرافها الوطني والقومي والمباهاة بهذا الانحراف، غير آبهة بتطلعات شعوبها وبالثوابت القومية للمشروع النهضوي العربي.
واللافت للنظر أن المرتهنين للإمبريالية الأمريكية، وللكيان الصهيوني أصبحوا أصحاب الصوت العالي، بعد أن كانوا لحقبة طويلة من الزمن في وضع بائس للدفاع عن النفس ، ناهيك أنهم والعديد من المرتدين في النظام العربي الرسمي وفي بعض التيارات، انتقلوا من اعتبار انحرافهم وخيانة البعض منهم، مجرد وجهة نظر إلى أيديولوجيا يفاخرون بها.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد ، بل بات أولئك المتربعين في دائرة الانحراف والخيانة الوطنية والقومية، يقلبون المفاهيم ، ويتهمون الوطنيين والقوميين والتقدميين بالانحراف والارتهان للآخر ، أو بالتمترس وراء خطاب خشبي.
واللافت للنظر أيضاً أن هذه الأطراف في الوقت الذي تخضع فيه لمتطلبات المشروع الصهيوأميركي ، تطلع علينا في تصريحاتها ووسائل إعلامها من فضائيات وصحف ومواقع الكترونية ، بأنها تمثل القومية العربية في مواجهة حلف المقاومة الذي تمثله ( سورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية بالتحالف مع إيران ).
ومن الأمثلة الصارخة والمضحكة على ذلك، تتمثل في زعم تيار المستقبل – أداة السعودية في لبنان – بأنه حريص على عروبة لبنان في مواجهة حزب الله المقاوم – الذي ألحق الهزيمة بالعدو الصهيوني - بزعم رخيص أن الحزب المقاوم امتداد طائفي لإيران ، ويتناسى هذاالتيار بأنه عمل ولا يزال يعمل على حرف بوصلة الانتماء المذهبي السني في لبنان – وليس الطائفي- للعروبة الحقة التي مثلها فكر ونهج خالد الذكر جمال عبد الناصر ، باتجاه الولاء والارتهان للرجعية النفطية لآل سعود ، عبر تقديم رشوات لبعض المؤلفة قلوبهم .
ومن عجائب الدنيا السياسية أيضاً ، أن يطلع علينا وزير خارجية آل سعود وغيره من الأسرة الحاكمة في السعودية، بتصريحات مضحكة ترفع راية القومية العربية ضد التمدد الفارسي المزعوم ، في محاولة بائسة لطمس تاريخ هذه الأسرة المشين في العداء للقومية العربية، وللمشروع النهضوي العربي ،ولحركة التحرر العربية وللوحدة العربية.
وفي الذاكرة – التي لا تنمحي وعلى سبيل المثال لا الحصر- تآمر آل سعود على أول تجربة وحدوية ( الوحدة المصرية السورية ) ، والحرب التي شنها النظام السعودي ضد ثورة اليمن بقيادة المشير عبد الله السلال ، والدور التآمري الحالي لحكم آل سعود ضد سوريا العروبة منذ عام 2011 وحتى اللحظة، عبر تبنيه ودعمه لفصائل الارهاب في سورية، على أمل بائس باسقاط النظام العروبي السوري المقاوم وثوابته الوطنية والقومية ، واستبداله بنظام مطبع ومعترف بالكيان الصهيوني ، أو بمجموعة شظايا تحمل أسماء دول طائفية أو إثنيه لا تشكل أي خطر على المشروع الصهيوني في المنطقة.
وفي الوقت الذي يزعم فيه النظام السعودي، بأنه يمثل القومية العربية، نراه يعمق من تحالفه مع الكيان الصهيوني – دون الحاجة لمعاهدات لأن العلاقة السرية قائمة بينه وبين هذا الكيان لم تنقطع في أي يوم من الأيام – في مواجهة إيران للتصدي للقنبلة النووية الإيرانية المزعومة ، وباتت اللقاءات بين أركان النظام السعودي وبين المسؤولين الإسرائيليين تتم في العلن دونما خشية أو خجل.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد ، بل قام حكم آل سعود بجر معظم أطراف النظام العربي الرسمي في إطار الجامعة العربية ، عبر عصا التهديد "وجزرة الشراء بالبترو دولار" ، للتوقيع على بيانين إحداهما لوزراء الداخلية العرب، والآخر لوزراء الخارجية يصفان فيه مقاومة حزب الله- التي أذلت الكيان الصهيوني- بالارهاب .
وإذا حركنا مؤشر الأمثلة إلى مصر العروبة – مصر عبد الناصر – نرى بيع أجزاء من الوطن ( جزيرتي تيران وصنافير ) للسعودية – الحليف الإستراتيجي للكيان الصهيوني – بموافقة مسبقة من هذا الكيان - وتحت شعار التحالف مع السعودية والتضامن العربي- يتم في ظل زفة إعلامية وعرس رسمي للصحف الرئيسية في مصر، يبرر ضم الجزيرتين لحكم آل سعود بزعم أن الجزيرتين سعودتين ، وذلك في تجاهل لدماء الشهداء في حرب 1967 أوحرب تشرين عام 1973 للدفاع عن ثرى سيناء المصرية العربية وعن هذه الجزر ، وتجاهل لوثيقة 1906 التي أقرت فيها الدولة العثمانية آنذاك بأن الجزر مصرية ، وتجاهل لما أكده خالد الذكر جمال عبد الناصر حول عروبة هذه الجزر بقوله عشية حرب 1967 "جزيرة تيران مصرية ولن تستطيع قوة مهما بلغ جبروتها أن تمس حقوق السيادة المصرية عليها". .
وفي فلسطين حدث ولا حرج ، فنحن أمام سلطة لم تتخل عن ثوابتها الوطنية والقومية فحسب ، بل باتت تباهي بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني والتآمر على الانتفاضة رغم صدور قرار من المجلس المركزي الفلسطيني بوقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني.
وفي هذا السياق نذكر بما يلي :
- إعلان رئيس السلطة الفلسطينية وهو ينظر إلى ساعة يده بأن التنسيق الأمني مع الاحتلال قائم حتى هذه اللحظة.
- إعلان مدير مخابرات السلطة ماجد فرج أن جهازه أحبط 200 عملية فدائية وألقى القبض على 200 مقاوماً منذ تشرين أول 2015 وحتى مطلع 2016.
- إعلان مدير الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية أن جهازه أحبط مؤخراً 58 عملية فدائية ضد الكيان الصهيوني .
-بعث رئيس السلطة الفلسطينية لوفد للتعزية بوفاة مسؤول مدير الإدارة المدنية الإسرائيلي .
- تصريح أبو مازن في لقائه مع تلفزيون العدو الصهيوني ، بأنه أوعز للشرطة الفلسطينية أن تفتش في حقائب الطلبة الفلسطينيين بحثاً عن السكاكين ، وأنها في إحدى المدارس ألقت القبض على 60 سكيناً في الحقائب المدرسية.
- وتفاخر محمود عباس بانه يستمع يوميا للاغاني باللغة العبرية وان مطربه المفضل هو موشيه الياهو.
والمضحك المبكي، أن يتجاهل أحد المتنفذين في السلطة الفلسطينية وحزبها الرئيسي، حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني، في أنه صراع وجود وليس صراع حدود، وأن يخرج علينا بتصريح يغطي هذه الانحرافات بالقول : "إن الأساس في علاقتنا مع ( إسرائيل) هو الحوار وليس العنف" ، وأن يتخذ رئيس السلطة الفلسطينية قراراً بوقف مخصصات الجبهتين الشعبية والديمقراطية من الصندوق القومي الفلسطيني، لانتقادهما نهج قيادة السلطة ومسلكيتها .
والقائمة تطول وتطول بالنسبة للعديد من الأنظمة العربية، في مسألة الردة والانحراف والتطبيع مع العدو الصهيوني ، وفي اعتقادي أن المخرج من هذه المرحلة البائسة ، يكمن في انتصار سورية العروبة على المؤامرة الصهيوأميركية الرجعية النفطية الارهابية ، وفي انتصار حلف المقاومة عموماً ، إذ أن انتصار سورية وحلف المقاومة سيعيد رسم خارطة المنطقة من جديد ، بحيث تلعب سورية دور "الاقليم القاعدة" للمقاومة ولحركة التحرر العربية ، ما يمكن حلف المقاومة من حشر المنحرفين والخونة في الزاوية، وإعادتهم إلى جحورهم ومن ثم إعادة الاعتبار للمشروع النهضوي التحرري العربي.



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا الس ...
- استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب
- موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكر ...
- في ذكرى الوحدة المصرية السورية : إنجازات كبيرة تحققت وثغرات ...
- أوهام معارضة مؤتمر الرياض تتبدد بعد فك الحصار عن نبل والزهرا ...
- آل سعود في حالة إنكار .. أم يبحثون عن معجزة؟!
- عرابو الارهاب في سورية يذرفون دموع التماسيح على مضايا
- عشية شهرها الرابع :الانتفاضة أكثر عزماً وأشد مضاءً لدحر الاح ...
- روسيا وسورية في مواجهة محاولات أمريكا وأدواتها للتراجع عن بي ...
- وقائع الميدان في سورية تكذب فبركات الإعلام النفطي والرجعي
- انتفاضة فلسطينية ثالثة بكل المقاييس وليس مجرد هبة شعبية
- الدب الروسي يقلب الموازين الإقليمية والدولية في سورية
- تأجيل دورة المجلس الوطني الفلسطيني استجابة للضغوط الفصائلية ...
- عوامل الحسم ضد مجاميع الإرهاب في سورية
- رسالة إلى غسان كنفاني في ذكرى استشهاده : لا تزال بمواقفك وبإ ...
- الحرب ضد الإرهاب جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني والقومي
- مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة -داعش- أم لإطالة عمره؟؟
- حذار من الحرب النفسية في سورية
- يوم الأرض محطة نضالية تعيد الاعتبار لإستراتيجية المقاومة
- عدوان سعودي إقليمي رجعي على اليمن لإبقائه تحت وصاية النفط وأ ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيديولوجيا