أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا السوري















المزيد.....

جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا السوري


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 20:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا السوري
بقلم : عليان عليان
منذ اللحظة الأولى لانعقاد ( جنيف 3)، في الرابع عشر من الشهر الجاري ازدحمت العملية السياسية بالتفسيرات المختلفة لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب جزء من قواته الجوية من سورية ، وبالمواقف المتعارضة بشكل جذري بين وفد حكومة الجمهورية العربية السورية ، وبين موقف هيئة معارضة الرياض المزعومة بشأن تفاصيل وآفاق الحل ، ما يجعل مصير مفاوضات جنيف (3) لا يقل بؤساً عن مصير جنيف (2 ) في كانون ثاني من العام الجاري.
الورقة التي سلمها رئيس الجانب المفاوض للجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الجعفري للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ، استندت (أولاً ) إلى ميزان القوى المائل بقوة لصالح الجيش العربي السوري- منذ التدخل الروسي في 26 سبتمبر/ أيلول ،2015 ، واستندت (ثانياً) إلى كل من بيان فينا- الذي ألغى عملياً بيان جنيف 1 الخاص بهيئة الحكم الانتقالي- وإلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 ، بشأن النص على تشكيل حكومة وطنية موسعة ذات مصداقية وغير طائفية ، وتضمنت خمس نقاط ، هي أولوية مكافحة الإرهاب وإجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، والبحث بحكومة موسعة، وهي احد النقاط الجوهرية التي تستجيب عملياً لخريطة فيينا، والتأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، والمطالبة بإغلاق الحدود ومعابر المسلحين من الدول المجاورة، تطبيقا للقرارات 2173 و2178 و2253.
أما ورقة معارضة المزعومة ذات النقاط الثمانية ، فهي ورقة بكائية تستند إلى أطلال مرجعية جنيف(1) وهيئة الحكم الانتقالي التي تجاوزتها المرحلة ، حيث تركز على إقامة جكومة انتقالية بصلاحيان كاملة مزعومة ، لا يكون للرئيس الأسد مكان فيها ، وإنجاز دستور جديد، وبحيث تنتهي العملية الساسية بانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 18 شهراً.
خلاصةً : الورقتان لا قاسم مشترك بينهما ، ناهيك أن رئاسة الأسد من منظور الوفد المفاوض للجمهورية العربية السورية هي خط أحمر ، ما يعني أن مصير جنيف( 3 ) لن يختلف عن مصير جنيف (2) ، وما يعني أن الجيش العربي السوري معني باستمرار الحرب لتحرير محافظة إدلب وشرقي حلب ومناطق الجنوب، حتى يمكن تبريد الرؤوس الحامية في معارضة الرياض المزعومة ، وجعلها تستجيب للحل الوارد في فينا 1 وفينا 2 ولقرار 2254.
لقد فركت معارضة الرياض أيديها فرحاً ، وصدرت عنها تصريحات على لسان متحدثها الرسمي سالم المسلط وغيره ، مثمنةً قرار الرئيس بوتين الخاص بسحب جزءاً أساسياً من القوات الروسية في سورية ، واضعة إياه في غير الصورة التي ابتغاها وحددها ، زاعمةً أن القرار يسهل عملية التفاوض لإنجاز ما سمته " هيئة الحكم الانتقالي " التي لا مكان فيها للرئيس الأسد – على حد زعمها - وأن القرار جاء في إطار الضغط على الرئيس الأسد ،ما أغرى الارهابي محمد علوش – المسمى كبيراً للمفاوضين- أن يتفوه بعبارات ارهابية مريضة بحق ومقام الرئيس الأسد.
وما جعلها هذه المعارضة المزعومة ، تبني وتعقد الآمال على قراءتها البائسة لقرار الرئيس بوتين ، هو ( أولاً) التفاهم الروسي الأميركي بحصر الارهاب بتنظيمي داعش والنصرة ، واستثناء كل من الفصيلين الإرهابيين الآخرين المرتبطين بالرياض وأنقرة ، وهما جيش الإسلام وأحرار الشام من قائمة الإرهاب .. ( وثانياً) انحياز الموفد الأممي دي مستورا لمطالب المعارضة امزعومة ، عبر تبنيه لبيان جنيف 1 الخاص بهيئة الحكم الانتقالي واعتباره هذا البيان بمثابة " كتاب مقدس".
وهي بفرحها بقرار الرئيس بوتين ، لم تر أبعد من أرنبة أنفها ، وتجاهلت حقيقتين جوهريتين وساطعتين جوهرية هما :
أولاً :أن ما عجزت عن تحقيقه فصائل المعارضة المزعومة وأدواتها الارهابية في الميدان ، لا يمكن تحقيقه في جنيف (3)، في ضوء أن دخول سلاح السوخوي الروسي في الحرب-والذي لعب دوراً رئيسياً في تغيير ميزان القوى على الأرض لصالح الجيش العربي السوري- لم يكن مجرد نزهة ، بل كان دخولاً في سياق أهداف سياسية واستراتيجية ، تتعدى مصالح روسيا في سورية إلى عموم جغرافية المنطقة.
وثانياً : أن الانسحاب الروسي الجزئي ، لم يغير قيد أنملة من الخطط الروسية المشتركة مع القيادة السورية في مجال مكافحة الارهاب ، فقاعدتي حميميم وطرطوس بمعداتها ومستشاريها وعدد لا بأس به من طائراتها القاذفة والمقاتلة لا تزال موجودة ، ومنظومة الدفاع الجوي الروسي الأكثر تطوراً في العالم كانت وستظل موجودةً على الأراضي السورية.
اللافت للنظر أن القيادة السورية وضعت الأمور في نصابها مبكراً ، وبددت الشكوك التي حاولت قوى المؤامرة اللعب عليها ، من خلال المقابلة التي أجريت مع مستشارة الرئيس بثينة شعبان في فضائية الميادين ، بشأن انسحاب جزئي للقوات الجوية الروسية من سورية ، والتي يمكن رصد ثلاث استنتاجات رئيسية منها ، هي : أن الانسحاب الروسي الجزئي من سورية هو انسحاب تكتيكي ، لدفع قوى المعارضة المزعومة ومن يقف ورائها للالتحاق بجنيف(3) بدون تلكؤ ، بغض النظر عن التصريحات الاستعراضية التنفيسية التي قد تصدر عنها .. هذا ( أولاً ) ( وثانياً) أن الروس حيال المسألة السورية ثابتون على استراتيجية دعم سوية جيشاً ونظاماً ، وأنهم معنيون بإدارة الصراع السياسي مع قوى المؤامرة على الصعيد التكتيكي ( وثالثاً) أن قبول أطراف المؤامرة بوقف إطلاق النار جاء نتيجة هزيمتهم في جميع المعارك مع الجيش العربي السوري وحلفائه.
لقد بددت بثينة شعبان كل الشكوك، حين أكدت أن القرار الروسي لم يشكل مفاجأة للحكومة السورية ولم يثر أي قلق لها ، وأنه جاء في إطار تنسيق واتفاق بين القيادتين الروسية والسورية ، وان العلاقة بين القيادة السورية والقيادة الروسية علاقة تشاور واحترام ، وليست علاقة إملاءات كما هو حاصل في علاقة الدول الرجعية مع واشنطن ، وأن لا أحد يستطيع أن يملي على سورية أي اتفاق لا تقبل به. .
وما عزز ما ذكرته شعبان، وأكده نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، التصريحات الصادرة عن الرئيس فلاديمير بوتين ، في أن القوات الروسية قادرة على العودة إلى سورية في غضون ساعات إذا ما اقتضت الضرورة ، وكذلك التصريحات الصادرة عن رئاسة الأركان الروسية في أن الطيران الروسي مستمر في مهماته في دعم الجيش العربي السوري ، وفي مكافحة الارهاب ، وأن قاعدتي حميميم وطرطوس تحافظان على المهام الموكلة لهما... يضاف إلى ذلك لجوء الكرملن إلى نفي أي علاقة للقرار" بـالضغط على الرئيس السوري بشار الأسد"، وتأكيده أنّه "جاء اعتماداً على نتائج عمل القوات الروسية" وفقاً للناطق الصحافي الروسي ديمتري بيسكوف.
واللافت للنظر أيضاً أن إعلاميي واستراتيجيي الغرب المعادون لكل من روسيا وسورية - الذين فوجئوا بالانسحاب الجزئي كما فوجئوا بالدخول الكلي للقوات الروسية إلى سورية- قيموا الخطوة الروسية الأخيرة بشكل علمي ودقيق، من زاوية أن القرار الروسي جاء بعد أن مكن التدخل الروسي النظام وحلفائه من استعادة زمام المبادرة ، وتحرير مساحات واسعة ومن المناطق الإستراتجية من قبضة الارهابيين ، عبر الهجمات الكاسحة لسلاح الجو الروسي على مواقع المسلحين، وتوفير الغطاء الجوي للجيش السوري أثناء هجماته على تلك المواقع ، ناهيك عن تقديم شتى صنوف الأسلحة المتطورة للجيش السوري ، ما مكن النظام أن يمتلك ميزان القوة الضاغط على طاولة المفاوضات .. هذا ( أولاً ) .
(وثانيا) أن بوتين أراد أن يقول " أنه بانسحابه الجزئي من سورية كما دخول قواته إليها جاء في إطار اتفاق مع الحكومة الشرعية، وبانسجام كامل مع القانون الدولي وليس كما فعلت واشنطن، التي تنتهك المجال الجوي السوري هي وتحالفها الدولي دون موافقة الحكومة الشرعية ، وبالضد من القانون الدولي .
( وثالثا) : أن دخول القوات الروسية قبل أكثر من ستة شهور ، وخروج جزء منها جاء في إطار سياسة خارجية مستقلة ، لا تنتهك القوانين والأعراف الدولية ، وأن الشرق الأوسط لن يكون مرتعاً للناتو والقوات الأمريكية وأدواتها ، وأن القرار في سورية لا ولن يكون للإدارة الأمريكية وحلفائها.
ورابعاً : أن الانسحاب الروسي الجزئي لن يؤثر على فعالية الدور العسكري المساند للجيش العربي السوري وحلفائه ، بحكم أن قاعدتي حميميم وطرطوس ستظلان تعملان بكامل طاقتهما.
وأخيراً : نقول لأزلام معارضة مؤتمر الرياض ، بأن قرار بوتين بسحب جزء من قواته من سورية ، هو بمثابة رسالة لواشنطن وأدواتها " بأن موسكو هي صاحبة القرار الحقيقي في الحرب ضد الإرهاب وليس أميركا" وهي صاحبة قرار إدارة معركة السلم .
ونقول لأزلام معارضة الرياض أيضاً : لا تفكروا أيديكم فرحاً ، فميزان القوى على الأرض هو الذي يقرر نتائج المفاوضات في جنيف 3 ، وليس أحلامهم وأمانيهم المريضة .
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب
- موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكر ...
- في ذكرى الوحدة المصرية السورية : إنجازات كبيرة تحققت وثغرات ...
- أوهام معارضة مؤتمر الرياض تتبدد بعد فك الحصار عن نبل والزهرا ...
- آل سعود في حالة إنكار .. أم يبحثون عن معجزة؟!
- عرابو الارهاب في سورية يذرفون دموع التماسيح على مضايا
- عشية شهرها الرابع :الانتفاضة أكثر عزماً وأشد مضاءً لدحر الاح ...
- روسيا وسورية في مواجهة محاولات أمريكا وأدواتها للتراجع عن بي ...
- وقائع الميدان في سورية تكذب فبركات الإعلام النفطي والرجعي
- انتفاضة فلسطينية ثالثة بكل المقاييس وليس مجرد هبة شعبية
- الدب الروسي يقلب الموازين الإقليمية والدولية في سورية
- تأجيل دورة المجلس الوطني الفلسطيني استجابة للضغوط الفصائلية ...
- عوامل الحسم ضد مجاميع الإرهاب في سورية
- رسالة إلى غسان كنفاني في ذكرى استشهاده : لا تزال بمواقفك وبإ ...
- الحرب ضد الإرهاب جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني والقومي
- مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة -داعش- أم لإطالة عمره؟؟
- حذار من الحرب النفسية في سورية
- يوم الأرض محطة نضالية تعيد الاعتبار لإستراتيجية المقاومة
- عدوان سعودي إقليمي رجعي على اليمن لإبقائه تحت وصاية النفط وأ ...
- قرارات المركزي الفلسطيني لا قيمة لها بدون إلغاء اتفاقات أوسل ...


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا السوري