موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكري

عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 13:23
المحور: الصحافة والاعلام
    

موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكري
بقلم : عليان عليان
برحيل الأستاذ الكبير الكاتب محمد حسنين هيكل ، تكون الأمة العربية فقدت واحداً من أهم مفكريها ، فقدت مفكراً له بصمات واضحة على الوجدان الجمعي للأمة ، فقدت عبقرياً قوميا متنوع الثقافة ، صحفياً أعطى قيمة للصحافة كمهنة من حيث غزارة المعلومات والتحليل ، مفكراً أعطى للفكر القومي رصانةً وبعداً نضالياً من خلال رؤية سياسية واضحة وقدرة شفافة على استشراف المستقبل ، سياسي يعبر عن موقف الناصرية على ثلاث مستويات قومي وقاري وأممي.
لم يتخل لحظةً عن مواقفه المبدئية ، وظلت فلسطين في عقله ووجدانه هي فلسطين العربية وليست ( إسرائيل) ، وظل الوطن العربي هو الوطن العربي في عقله ووجدانه وليس " الشرق الأوسط ".
لا يضاهيه أحد في هذا الكون ، في غزارة مؤلفاته السياسية ومقالاته ومقابلاته ومجادلاته النظرية ، له ما يزيد عن 60 مؤلفاً له أغنت المكتبة العربية والعالمية .. لا يضاهيه أحد في مهارات الاتصال وعلاقاته الواسعة جداً مع قيادات العالم وشخصياته السياسية.
هيكل ليس مجرد صحفي ومفكر ، هو عالم بحد ذاته منذ أن كان صحفياً ومراسلاَ حربياً حين قام بتغطية الحرب العالمية الثانية ، وأحداث فلسطين ومقاومتها قبل عام 1948 ، والحرب الكورية والحرب الأهلية في اليونان وغيرها وغيرها.
تأثر بخالد الذكر جمال عبد الناصر ، وأثر به ، وهو المؤرخ الفعلي والوحيد للتجربة الناصرية ، وقدم خدمة إعلامية لثورة 23 يوليو دون أن يكون وزيراً للاعلام عام 1952 ، وقدم خدمة جليلة للثورة على الصعيد الخارجي دون أن يكون وزيراً للخارجية.
هيكل هو الكاتب والصحفي والمؤرخ الذي دائماً يأتي بالمعلومة الجديدة والتحليل الغني بأسلوب مشوق وروائي ، هو الذي كان سياسيو ومثقفو الأمة ومثقفو الشرق والغرب ينتظرون مقاله الأسبوعي في " الأهرام " ( بصراحة ) ليتعرفوا من خلاله على اتجاهات المواقف والسياسات الناصرية والمصرية والعربية .
هيكل لم يساوم يوماً على ثوابته ومواقفه القومية من الجزائر واليمن وفلسطين وسورية العروبة وسائر القضايا القومية ، وفي الذاكرة القريبة دوره الهام في كشف المؤامرة مبكراً على سورية العروبة ، وانحيازه للمقاومة في فلسطين ولبنان.
وفي الذاكرة أيضاً كيف تصدى لموقف الرئيس المخلوع محمد مرسي والأخوان المسلمين من سورية ، مطلقاً العنان لمقولته الاستراتيجية في الأمن القومي " الأمن القومي المصري يستند إلى الوجود في سوريا، والعلاقة بها لا تقبل المناقشة، وإذا خرجت مصر من سوريا وفقدت التأثير على الوضع هناك، تكون قد خرجت عملياً من آسيا بالكامل".
هيكل – وكما وصفه حزب الله - " أنه يمثل بذاته، وبفكره، وبقلمه وتاريخه السياسي والنضالي والمهني، مدرسةً في السياسة الوطنية، والالتزام المهني الرفيع والإيمان القومي الصادق بقضايا الأمة الرئيسية، وعلى رأسها قضية فلسطين التي آمن دائماً بتحريرها، وبقضية المقاومة التي كان فخوراً دائماً بانتصاراتها وقادتها وشهدائه".
هيكل لم يفقد البوصلة في قراءته السياسية لأطراف النظام العربي الرسمي ، وفي ضوء هذه القراءة ألقى أضواءً كاشفة على أنظمة النفط وتبعيتها ومدى تآمرها على المشروع القومي العربي التحرري.
هيكل باختصار : ذاكرة أمة ، ضمير أمة ، ومكوناً أساسياً من مكونات وجدانها ... وما تركه لنا من درر فكرية وثقافية سيكون زاداً للأمة في مواجهة التحديات التي تعصف بها.
هيكل سنفتقدك في كل لحظة ، كما افتقدنا ولا زلمنا نفتقد خالد الذكر جمال عبد الناصر .

#عليان_عليان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات