أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المستقبل المشرق!.(3)













المزيد.....

ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المستقبل المشرق!.(3)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 20:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ارنست بلوخ القيلسوف والاستاذ الجامعي الماركسي الذي لجأ الى المانيا الغربية في ايلول(سبتمبر)عام1961هو نفسه بلوخ الذي تحدث لصحيفة"نبوز دويتشلاند"وهي الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الالماني الشرقي الحاكم،في نيسان(ابريل)عام1958 قائلا:"انني اعلم بغضب عظيم ان دعاة الحرب في المانيا الغربية-وليس فيها وحدها-يحاولون مرة اخرى استخدام اسمي لمحاولة تحقيق مآربهم،وانني اتنصل بصورة قاطعة من هذا،وليس لاي جدال فلسفي من اثر على ولائي للاشتراكية،للسلام،لوحدة المانيا.وان جمهورية المانيا الديمقراطية هي التي اقف على ترابها،والتي مع امانيها الانسانية اتفق،تلك الاماني التي في القلب منها يمكن الغاء استغلال الانسان للانسان،وان النقد لايمكن ان يكون نزيها الا حينما يمارس هنا على ارض الجمهورية،وحينما يسير في طريق اشتراكي لايقبل الخطأ،وليس في اي طريق اخر"!..هذا التصريح صدر من فيلسوف ماركسي طلب اللجوء السياسي لبلد معادي للاشتراكية انتقد سياسته بحدة وادانه وبعد ثلاث سنوات من ادلائه بهذا البيان الذي تفوح منه رائحة النفاق والمزايدة الدعائية!!.هل كان بلوخ صادقا في مشاعر الولاء التي تتفق مع اماني القلب والعقل؟!.ام كان بلوخ يرزح تحت ضغط سلطة قاهرة اجبرته على ان يكون بوقا دعائيا لنظام بيروقراطي قامع،استغل اسمه وسمعته؟!. وهل كان حقا مسموحا بحرية نقد النظام على ارضه دون وجل،وهل كان بلوخ مقتنعا بما يقول؟!.نحن لانقطع بيقين مؤكد،ولكن كيف نفسر تبدل المواقف والقناعات180د و بفترة زمنية لاتتجاوز 3سنوات؟!..
وكيف فاضل بلوخ،بين بلد يسير في طريق اشتراكي لايقبل الخطأ،وحرية التعبير والنقد مصانة فيه لاتمس،وبين انعدام النقد النزيه على غير ارض الجمهورية(الديمقراطية) لدى المعادين للاشتراكية ودعاة الحرب؟!.مرة اخرى لانعرف!.ولكن بلوخ اتخذ قراره،وحسم خياره،بخلاف مانطق به عام58وتلك محنة اجتازها البعض من المفكرين والمثقفين بنجاح وسقط فيها اخرون!.
كان الصراع محتدما بين بلوخ وبين قادة الحزب الالماني الشرقي في نهاية خمسينات القرن المنصرم.فقد كانوا يضغطون عليه محاولين اجباره على قولبة فلسفته للتاريخ كدعاية ايديولوجية تلائم وتنسجم مع خط الحزب السياسي- الايديولوجي الرسمي!.وعقدت مؤتمرات عديدة لهذا الغرض،ولمناقشة نظرياته الفلسفية:حول المسائل النظرية والعملية،والاخلاق الاشتراكية-عام1957وحول النظرية الماركسية اللينينية،في نفس العام،وموضوع الدولة والمادية الجدلية عام1958،وغيرها من قضايا.وكانت تلك المناقشات تنشر تباعافي صحافة الحزب:صحيفة"نيوز دوتيشلاند"والمجلة الطلابية~"فورامforumوايضل في الصحيفة الالمانية للفلسفة،بعدتطهير محرريها من التحريفيين! وتغييرهم بالاكثر ولاءا والتزاما،وتصحيح توجهها بمايتنفق مع سياسة وايديولوجيا الحزب الصارمة!.
وبالرغم من اعلانه الواضح الذي صرح به لصحيفة الحزب،ووفاءه لارض الجمهورية (الاشتراكية)، وبعد ان فقد عمله كأستاذ في جامعة لايبزغ في خريف نفس العام الذي ادلى فيه بتصريحه الذي مدح فيه نظام وهاجم اخر!.-وهي المحنة المرة لكل مثقف عليه الوقوف مع سلطة غاشمة ضد سلطة غاشمة ايضا،ولكن اهون !-وسمح له بالسفر في اكتوبر1958 الى خارج المانيا(الديمقراطية)-لاول مرة،بعد اربع سنوات!-لحضور مؤتمر جمعية هيجل الفلسفيةوالذي عقد في مدينة فرانكفورت بالمانيا الغربية.واثناء مشاركته في ذلك المؤتمر،انسحب الفلاسفة المشاركون من دول الكتلة الشرقية،بما فيهم القادمون من المانيا الشرقية،احتجاجا على النقد العنيف والمتجني،الذي وجهه تيودور اودرنو-استاذ علم الاجتماع الشهير،واحد اعمدة مدرسة فرانكفورت النقدية-ضد جوانب من فلسفة كارل ماركس الاجتماعية،والذي اغضب الحضور القادم من المنظومة(الاشتراكية)!.لكن بلوخ تسمر في مقعده،وظل جالسا طيلة فترة المؤتمر،ولم يتضامن مع المنسحبين،ويشاركهم في سلوكهم وموقفهم الاحتجاجي بالمغادرة!.
وفي مناسبة اخرى،غاب اسمه من قائمة الموقعين على رسالة التهنئة التي بعث بها اساتذة اكاديميةالعلوم ف،والتي رفعتها الى الحكومة الالمانية بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس جمهورية المانيا الديمقراطية في تشرين الاول(اكتوبر)عام1959.ومع كل مظاهر السلبية والفتور في علاقة بلوخ بالنظام الالماني البيروقراطي،فقد ظهر المجلد الثالث من كتابه السفر"مبدأ الامل"مطبوعا في المانيا الشرقية في نهاية ذلك العام نفسه.الامر الذي اثار دهشة"المثقفين والمراقبين الغربيين"بالنظر لكونه-المجلد الثالث-ظل محتجزا لدى الرقابة طيلة السنوات الثلاث السابقة!.وقد نشر المجلد الثالث من كتاب مبدأ الامل دون تعديل او حذف!.الامر الذي كانت تطالب به الدوائر الايديولوجية في الحزب الشيوعي الالماني الشرقي!.
وفي هذه المرة،لم يكن موقف الحزب والدولة الالمانية الايجابي من بلوخ نابعا الا من التقدير والاحترام لمكانته كفيلسوف،وقامة فكرية،ورمز اكاديمي،في زمن ومكان شحيح بالفلاسفة!.
وبغض النظر عن مدى التزامه الفكري والسياسي،ومواقفه المتناقظة والمتجاذبة،فهل امسى الغرب راضيا تماما عن ارنست بلوخ،عندما اختار بمحض ارادته الانتقال من جامعة لايبزغ في المانيا الشرقية الى جامعة نيوبنغن بالمانيا الغربية،وبعد اعلانه ك:"واحدا من اشهر فلاسفة المانيا الغربية"-وفق ما وصفته معظم الصحف الغربية،وابنته بضجيج بعد وفاته؟!..
لقد ظل الكتاب والنقاد ومؤرخي الفلسفة يجدون لدى بلوخ -وحتى اواخر سنوات حياته-"عنصرا ستالينيا"ثاويا في كل سطوره،حينما لم يكن وضوحه الجدلي قد اصبح سمة مميزة لافكاره!.واعتبرهذا"العنصر الستاليني"هو الجزء المتخلف وكعب اخيل في فكره وفلسفته!.فهم كانوا ينظرون اليه-وفي احسن احواله-"المفكر الشيوعي الوحيد الاصيل في العالم"ولكنهم في نفس الوقت كانوا ينتقدون الوجه الستاليني الكالح الذي تخلل طيات فلسفته!..كمفكر"له غرابته وانحرافاته"!.فهل يعني هذا،الحديث عن اكثر من بلوخ واحد،او بلوخ منقسم ومزدوج؟!.اليس من المنطق والعلمية،دراسة وتقسيم فكر بلوخ-خاصة وانه عاش عمرا طويلا امتد ل92 عاما،وتنقل بين اوربا الغربية والولايات المتحدة واوربا الشرقية قبل ان يعود الى اوربا الغربية، تلك المراحل المختلفة والمتميزة،الم تترك عليه الفترات المضطربة هذه من تأثيرات،وتحل عقدة التناقض الواضحة في تقيمات الكتاب الغربيين لفلسفته الغامضة والاشكالية؟!-.فذلك التناقض كان سمة بارزة،وعامود فقري لفلسفته اليوتوبية الحالمة،والاكثر رومانسية من اللاهوت والتصوف الديني،لدرجة انه لايمكن ارضاءا للوضوح التضحية بالصعوبة والابهام!.فبلوخ في صعوبته وتعقيده كفيلسوف الماني يبقى حاله حال بقية اسلافه الفلاسفة الالمان في صعوبتهم وتعقر خطابهم الفلسفي،والتي نجدها لدى كل من:كانط،وهيجل،وفيخته،وهايدجر،وغيرهم.وربما كان هذا التناقض هو واحدامن ملامح الصعوبة في تلك التيارات الفلسفية التي تميزت وانفردت بها المانيا!.ولكن يبقى الاس المحوري لفسفة بلوخ هو ذلك الميل الذي لازمه خلال فترات حياته المضطربة لخلق وصياغة:"لاهوت مادي"ثم ايمانه وقناعته ب"مبدأ الامل"وان الخبرة الانسانية تبنى على ظلمة"اللحظة المعاشة"!.فبلوخ اعتبر هذا الغموض المحيط بعالم الخبرة الانسانية غموضا انتولوجيا لايمكن اختراقه،كما لايمكن تحديده!.وهو كفيلسوف لايسعى الا الى "تركه كما هو".وهكذا تبدو الحقيقة المحددة الوحيدة هي ان هناك اختمارا ونشاطا وتراكما تاريخيا في حياة الانسان والعالم تتكامل وتكتمل صيرورته في جوف مستقبل بعيد تفصلنا عنه عشرات ان لم تكن مئات من السنين الضوئية!!..
اننا لانتوخى القيام بعرض شامل وتفصيلي لفلسفة بلوخ للتاريخ،فهذا الامر يحتاج لكتاب ولا يسعه مقال!.وايضا لانزعم الاحاطة والقدرة لاستيعاب تلك الفلسفة طبعا.فهومجرد عرضا مختصرا لجانب من حياته وتأمل متواضع لجزءمن فكرهالزاخر بمضامين يلفها الابهام والشطح والخيال الاسطوري و المتلاطم كمحيط هائج من الافكار والرؤى!!.
................
يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- الجنس المقهور
- (كذبة خروشوف حول -موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!..(3)
- (كذبة خروشوف حول-موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!.(2)
- (كذبة خروشوف حول-موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!.(1)
- بيان الحزب الشيوعي العراقي يوم14شباط عام1949/المجد للشهداء.
- 1963/عندما يكبو التاريخ
- مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!.(11-الا ...
- مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!.(10)
- مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!.(9)
- مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية (المسوخ) للشؤون الداخلية!!! .(8)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(7)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(6)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(5)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(4)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(3)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(2)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(1)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(7-الاخير)


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المستقبل المشرق!.(3)