أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية (المسوخ) للشؤون الداخلية!!! .(8)















المزيد.....

مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية (المسوخ) للشؤون الداخلية!!! .(8)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5038 - 2016 / 1 / 8 - 20:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"السلطة بطبيعتها ضد الثورة،ضعوا القديس سان بول في السلطة فيتحول الى غيزو او تاليران"..
_برودون_


(اعداء الشعب)..لم يكتفي ستالين بما في قاموسه المتخم بكم هائل من مترادفات الهجاء: كالتشنيع ،التخوين،والقذف،والتشهير،والتحقير،والذم،والتشويه،والابلسة،لوسم خصومه السياسيين والفكريين"اعداءه"!مثل:متآمرون،خونة،عملاء،مخربون،مجرمون،وو الخ،فحسب،بل استحدث نعتا جديدا-قديما،جامعا مانعا،اطلقه على من شاء تجريمه وادانته ومن ثم تصفيته،من خصومه-اعداءه!.الا وهو"اعداء الشعب"!.
وهو المصطلح السهل والفضفاض والمبهم الذي يدغدغ به التجيش الشعوبوي المضلل ضد المختلفين والمخالفين لنهجه،هذا المفهوم الكلي يصلح للاتهام دون تحديد التهمة بدقة،فهو يحيط الاعداء من كل الالوان بلون"اعداء الشعب"الرمادي!.
فبعد ان انجزت استبدالية طبقة البروليتاريا بالحزب!واختزل الحزب بالامين العام الابدي!بات من الضروري ان يجسد(محبوب الشعب)الشعب بأكمله!.فاعداءه هو ،هم اعداء الشعب بالتناظر والتبادل!.والسؤال هو:اين اختفى او توارى اذا الصراع الطبقي،الذي كان يحتدم ويشتد،كلما ارتفع بناء العمارة الاشتراكية الشاهقة،كما نظر لها ستالين باطروحته الفلتة التي لاتتكرر؟!.وهل ذابت طبقة العمال والفلاحين وبقية الطبقات والشرائح والفئات في ذلك الخضم الصواني العام لمفهوم"الشعب"البالغ الترهل والترجرج؟!.وهل امسى الصراع الطبقي بالمفهوم الماركسي،صراعا بين الشعب كله واعداءه؟!.ومنهم اعداء الشعب؟!.هل هم:طبقة،فئة،شريحة،مجموعة،افراد،ام ماذا؟!.كل هذا ليس واردا كوموضوع او اسئلة برسم الاجابة!.فالامر ملتبسا وزئبقيا ولانعرفه،فهو موجود فقط في ذهنية قائد الشعب الذي يجمع زمهريرا وصيهب تحت سقف واحد!.ونحن نعجز بجهلنا عن فهم ذلك!.
وحتى لانمضي بعيدا في مزيد من التأمل وطرح الاسئلة،نقطع استرسالنا لنعود ونقول بأختصار:ان ستالين ماهى وطابق بين ذاته والشعب!.فالشعب هو ستالين وستالين هو الشعب كطبيعة لاهوت المسيح!.وما يترتب على المنطق هذا:يكون اعداء ستالين هم في نفس الوقت(اعداء الشعب)ولاتناقض،لتكتمل الدائرة!.
فمن هم(اعداء الشعب)؟!.ومن روج هذا المفهوم وطرحه للتداول في الجهاز الامني الستاليني ضد الابرياء من الضحايا الذين وقعوا في براثن جلادين لايعرفون الرحمة؟!.وماهو مصدره واساسه؟.نحن نعرف ان ستالين اطلع على تاريخ الثورة الفرنسية وقرأعنه،وخاصة"التاريخ السياسي للثورة الفرنسية"للكاتب أولار في توروخانسك.
وكان معجبا جدا بحزم وشدة بربسبيير وكوتان الثوريان الفرنسيان اللذان اصدرا قانونا لمحاكمة"اعداء الثورة"ونعتقد ان عبارة روبسبير:"من يرتدي السراويل المخاطة بالذهب،هو عدو الثورة"قد راقت لستالين،وفهم منها ان من ليس مع الثورة فهو ضدها وعدوها!.وهذا قطعا ينبع من فهم ستالين لروبسبير على طريقته كقوقازي ريفي!.وحتما كان ستالين قد وقف طويلا امام كلمات روبسبير في خطابه حزيران عام1794:"عندما يبدو ان الحرية قد تحققت يحوك اعداء الوطن مؤامرات اكثر خبثا".
-وهذا قريب من نظريته عن استعار الصراع الطبقي اياها!-.
وماقاله روبسبير في5/2/1794:"اعداء الشعب يجب قيادتهم بالارهاب".كان ضالة ستالين المنشودة،وتبناه كسياسة سلطة امنية ثابتة!.ف:اعداءه هم اعداء الشعب ولافرق،ويجب ارهابهم،والقضاء عليهم،وسحقهم.متجاهلا ان تصريح روبسبير هذا كان ردا ثوريا وحازما على عمليات الاغتيال التي تعرض لها :مارا،وشالييه،وسان فارجو،وغيرهم من اليعاقبة،وان روبسبير كان يقدر جدا ويحترم من ارسلهم للمقصلة،مثل:دانتون،وديمولان،وفيليبو،وما دفعه لذلك مضطرا هو تعقيدات الثورة،وظروفها الشائكة،مما اجبره على القضاء على رفاقه في الثورة!.وهذا مايفتقر اليه ستالين،فشتان بين الثوار والسلطويين!.فوظف ستالين هذا المفهوم "اعداء الشعب"ووسعه ومده الى اقصاه ليشمل الجميع عمليا،فكل من رأى فيه عدوا له،كان في نفس الان عدوا للشعب،كما اراد،وكما تصور هو!.فخشيته المرضية من الاغتيال،وارتيابه الدائم ممن حوله،ومن اعداءه الوهميون!قادت الكثير من منكودي الحظ الى حتفهم دون جريرة،بتلك التهم الباطلة وفق المادة(58)المشؤومة،سيئة الصيت:"القيام باعمال ارهابية موجهة نحو ممثلي السلطة السوفييتية"!.-مع انه لم يكن هناك فعلا ملموسا وحقيقيا ارهابيا او غير ذلك تعرض له احد رموز سلطة ستالين!-.فاذا صدقنا تلك المزاعم،فهذا يعني ان الالاف من المواطنين السوفييت،لم يكن يشغلهم شاغل سوى التفكير والتخطيط والعمل من اجل التخلص من القائد وبطانته!!.
لذا لايريد ستالين تكرار اخطاء الثورة الفرنسية المميتة،والتي قادت الى ديكتاتورية بونابرت-ولكن في حالة ستالين العكس هو الذي حدث،فهو من قاد الردة الترميدورية عن مبادي واهداف لينين ورفاقه البلاشفة الذين اعدمهم الثوري المزيف!-لذلك كان ارهاب ستالين شاملا وعاما وبلا رحمة،للاعداء والرفاق،وكل من يقرر ويريد هو ان يعتبره(عدوا للشعب)!.
عرف التاريخ الكثير من الطغاة القساة امثال:جنكيز خان،وكاليغولا،ونيرون الذي عجز حتى سنيكا عن تربيته،وزرع الاخلاق والقيم النبيلة لديه!.هذا الطاغية الروماني،وفي سعيه لبناء سلطته المطلقة،وامبراطوريته الجبارة العظيمة،قتل اخاه وامه،ودفع معلمه سنيكا للانتحار،واعدم الكثير من الابرياء،وقدس القسوة، ومجد القتل،واحرق روما،كان ايضا مثل ستالين،يتخيل المؤامرات والدسائس الوهمية،ويصنع من حوله الاعداء والمنافسين الخطرين على سلطته الاثيرة التي بلغها بشق الانفس،وفجر انهارا من الدم للحفاظ عليها!.ولكن حتى الاهداف السامية والنبيلة لاتبرر او تسوغ الوسائل اللااخلاقية،والدموية من اجل الوصول اليها.
فهي شرور مدمرة،لاتقود الى رفاه او عدل او حرية،وتقوض كل ماهو اجتماعي وانساني.وكما قال لينين الثوري الانسان:"في مثلنا العليا ليس هناك مكان للعنف ضد الناس".هذا ما امن به لينين طيلة حياته،وهذا لعمري من شيم الثوريين الاقحاح.اما ستالين فكان على النقيض من ذلك،فهو القسوة والعنف والفظاظة المجسدة بالكامل!.
في الرسالة السرية التي وجهتها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي الى منظمات الحزب في الجمهوريات والمقاطعات في29تموزعام1936وهي طبعا ببصمة وايحاء من ستالين!عرفت تلك الرسالة مفهوم"عدو الشعب"ان:"عدو الشعب"عادة يتظاهر بانه"انيس وغير مؤذ"ويعمل بلا كلل"للتسلل الى الاشتراكية"وان اعداء الشعب هم من لم يعتنق الاشتراكية،وكلما كان وضعهم يائسا اشتد"تمسكهم بالوسائل المتطرفة"!.وهذا يعني ان كل مواطن هو عدو كامن للشعب!.يجب اختراقه من الداخل للكشف عن خباياه الخبيثة المارقة،والتحقق من عدم اعتناقه للاشتراكية،وكفره بدين ستالين!!.
وايضا كان هذا شأن قرينه ورفيقه بيريا،الذي كان يؤكد في الاجتماعات على افكاره المسمومة،وينسب بعضها الى ستالين،فتفكيرهما من نبع آسن واحد!.
فتعريف بيريا لعدو الشعب اكثر تطرفا في ثوريته!.فعدو الشعب بالنسبة لبيريا هو:ليس فقط من يخرب،ولكنه ايضا من يساوره الشك في صواب خط الحزب،ومثل هؤلاء لازال الكثير منهم بيننا،ويجب علينا تدميرهم"!!.
اذا لم يعد من يخرب او يتآمر او يعادي ستالين-الشعب هو عدو الشعب،بل من يتطرق اليه الشك او الريبة بتمامية وصواب وحكمة خط الحزب-ستالين ايضا!.
وهذه القتامة والتخشب جعلت من الشعب كله عدوا للشعب بالقوة!.
فمعصومية وكمال خط الحزب كلي القداسة هي فوق كل شك تحت طائلة الردة!.ويجب المحاسبة حتى على النيات،ودواخل الناس،وادمغتهم!.فجميع المواطنين كانوا مشاريع اعداء بطور جنيني،اعداء محتملون للشعب!ويجب التفتيش في كل مكان عن الاعداء المتخفين والكامنين والمتربصين،للشك بخط الحزب او عدم اعتناق دين الاشتراكية الستاليني!.وبيريا هو الاكثر اهلية وخبرة واطلاع وقدرة ومعرفة للكشف عن البواطن وماتخفيه الصدور والضمائر!.
ومايترتب على هذا ان الشعب نفسه امسى عدوا للشعب!.والمفارقة الكوميدية بل الاشد بؤسا،ان بيريا نفسه،محطم اعداء الشعب الكبير،وبعد موت سيده ستالين،اعتقل واعدم باعتباره:"عدوا للشعب"!!."عدو الشعب"هذه الصيغة الفضفاضة والمتدة بكل الاتجاهات،هي بكل بساطة:كل من لايتناسب حجمه مع سرير بروكست-الستاليني هو حتما عدوا للشعب-ستالين،فهو الشعب،والشعب هو!.وكان هذا هو البلاء الاكبر الذي قاد دولة العمال المشرقة الى الافول والانطفاء على يد ستالين وخلفاءه من الاوغاد والمحتالين والحمقى!!.
.......................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(7)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(6)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(5)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(4)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(3)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(2)
- مآثر:ستالين-بيريا ومفوضية(المسوخ)للشؤون الداخلية!!!(1)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(7-الاخير)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(6)
- مرة اخرى مع السيد عبد المطلب العلمي....الممعن في غيه!.
- ملاحظات على مغالطات السيد عبد المطلب العلمي!.عندما يلوي التز ...
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(5)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(4)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(3)
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(2)
- عيدنا...وطن مستعبد وشعب تعيس!
- توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(1)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(12-12/الاخير ...
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(11-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(10-12)


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - مآثر: ستالين-بيريا ومفوضية (المسوخ) للشؤون الداخلية!!! .(8)