أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد بيان - القيادات النقابية على أبواب التوقيع على خيانة جديدة..















المزيد.....

القيادات النقابية على أبواب التوقيع على خيانة جديدة..


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 02:53
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


إن مخططات البنوك العالمية (المؤسسات المالية الامبريالية)، وبالدرجة الأولى مشروع "الإصلاح الهيكلي"، واتفاقيات "الشراكة" (النهب) مع كبريات الشركات العملاقة (المتعدية الجنسية)، التي يسهر النظام القائم بالمغرب على تنفيذها حرفيا انسجاما مع طبيعته كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، بعدما حول النقابات الى "نقابات" أو دعامات مشاركة/متواطئة وحريصة على السلم الاجتماعي كباقي الأحزاب الخنوعة والمنبطحة، فاقمت بشكل خطير من تجويع وتفقير الطبقة العاملة ومن معاناتها وعرضت وتعرض مصير أبنائها للمجهول، وهو ما نتج عنه أيضا تخلي الدولة المكشوف عن دورها/مسؤوليتها في مجالات التعليم والصحة والسكن والتشغيل ودعم المواد الأساسية. هذه الوضعية الكارثية المفروضة على الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء لم تقتصر عليهما لوحدهما، بل إن دائرتها توسعت بشكل رهيب لتشمل فئات شعبية مضطهدة عديدة. لقد وازى النظام هذا الهجوم الاقتصادي والاجتماعي بتصعيد حملة القمع والترهيب تحت ذريعة "إعادة هبة الدولة" (هبة دولة، أداة طبقية مجرمة)، ليتم مصادرة العديد من المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحويل الشعب المغربي الى رهينة في سجن كبير بإضافة خطة أو جيش "حذر" لنيران كل أشكال القمع السافر والهمجي. وبالمناسبة يمكن التذكير بأن نجاح النظام في المرحلة الأخيرة في السيطرة بأسلوبه القمعي الفظ يرجع بالدرجة الأولى الى ما آلت إليه "حركة 20 فبراير"، إثر ما تلقته من طعنات الغدر على مستويات عدة ومن أطراف مختلفة، وكان أبرزها وأقواها تدشين القيادات النقابية المفيوزية المدجنة والمرتبطة بالنظام والساهرة على تمرير وحماية مشاريعه للخيانة جهرا بتوقيع ما عرف ب"اتفاق 26 أبريل 2011" لتحييد وعزل الطبقة العاملة، بالدرجة الأولى، عن نضالات الشوارع، وكذلك اختيار القوى السياسية الانتهازية الارتكان الى الخلف في مجلس هلامي وهجين مكون من أقصى اليمين الى أقصى "اليسار"، سمي ب "مجلس دعم حركة 20 فبراير"، متشبثة بترويض الغضب الجماهيري وإخضاعه لأهداف "محاربة الفساد" تحت سقف النظام، بعيدا عن رفع مطالبها الحقيقية الجذرية، والنضال لتحقيقها، وبالتقرب الى اليمين الرجعي والظلامي والشوفيني، وبنت "النضال" و"الكفاح" بأوهام القوة على فلول القوى الظلامية وقطيعها المحكوم بأوامر الطاعة والخضوع لإشارة دائرة الأمير التي لا تتردد في الخيانة والتقلب طبقا لإرشادات وتعليمات مراكز القرار الامبريالية والصهيونية والرجعية. وهو ما أدى الى إضعاف النضال الطبقي وتفسخ الوعي وضرب مصداقية كل ما يسمى يسارا وسط الجماهير الشعبية، وفتح الباب أمام العربدة للقوى الرجعية للاستثمار السياسي في اليأس وفي الانتشار للمصلحة الضيقة والفردية لتتوسع دائرة الخيانات والتراجعات وبروزها كوجهة نظر مدعومة من قبل كل التائهين والمنبطحين. وقد لعب حزب الأصالة والمعاصرة (البام) دورا قذرا في الاستقطاب والتدجين وتوظيف (تمويل) العديد من "الطاقات" للتشويش على المعارك الفعلية في مختلف مواقع الفعل النضالي.
إننا اليوم أمام وضع خطير لتصعيد حدة الاستغلال والنهب، حيث يناور النظام والى جانبه القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية البيروقراطية لتمرير مخططات طبقية خطيرة، على رأسها مخطط تحت مسمى "مشروع إصلاح نظام صناديق التقاعد" المنهوبة لتحميل الطبقة العاملة وكل الفئات المفقرة مترتبات نظام السرقة والسطو الممنهج على مستويات عليا لإفلاسها، أي الصناديق، وفي نفس الآن تعيش الطبقة العاملة على إيقاع الارتفاع الخطير لنسب التسريحات وتفاقم العطالة وانتشار ظاهرة التشغيل بالمناولة وتخفيض الأجور وزيادة ساعات العمل وتدهور قدرتها الشرائية وبجانبهم العديد من الفئات الشعبية بفعل التزايد المطرد والجنوني للأسعار والرفع من نسب الضرائب ونسب التأمين عن المرض، كما نسفت العديد من المكتسبات خصوصا على مستوى علاقات الطبقة العاملة والفئات الشعبية المفقرة بالحق النقابي في الاحتجاج والتظاهر، وهي مكتسبات غير مسموح بها سوى للموالين للباطرونا و"العياشة". إن المعارك العمالية ومعارك الشوارع لفئات شعبية أخرى تواجه على المكشوف في الوقت نفسه أكثر من السابق، النظام من جهة والقيادات البيروقراطية المفيوزية من جهة أخرى. فالبيروقراطية النقابية المافيوزية بوصفها شريكا للنظام لتمرير مخططات القوى الاستعمارية والحفاظ على سياسة السلم الاجتماعي، كانت دائما حتى وإن سكتت و تغاضت عن بعض الأشكال النضالية العمالية وبعض التحركات ولم تعارضها ولم تتدخل لسحقها فإنها تفعل الامتيازات الممنوحة لها مثل ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي" وكذا النظام الداخلي للنقابات الموضوع على المقاس والذي يضمن لها صلاحية القرار في الشأن النقابي لتحولها الى أرصدتها السرية أو شلها مع أي إشارة من النظام أو من أي قوة نافذة.
إن المخطط القادم والمطروح بكل إلحاحية على جدول أعمال حكومة الثرثار/المهرج الموكول لها مهمة التنفيذ يستند على ثلاث نقط جوهرية بالنسبة للنظام، ويتعلق الأمر بالرفع من نسبة الاقتطاعات من الأجور ومن سن التقاعد والتقليص من قيمة المعاش. وهذا المخطط اللعين يستهدف في العمق فئات واسعة من الشعب المغربي. وبالتأكيد يعقد النظام الرهان لتفويته على القيادات النقابية لتسهيل عملية التمرير للمشروع. وبطبيعة الحال فالنظام سيناور على جميع المستويات وسيلعب على كل الحبال من أجل تمرير مشروعه الإجرامي، وهذا الأمر طبيعي من موقع العدو، لأنه لا ينتظر منه الإقرار بحقيقة الرأسمالية وبالتالي الامبريالية وما تقود له من أزمات وما تشرعنه من نهب واستغلال، كما هو حال صناديق التقاعد التي تعرضت للإفلاس في أعتي البلدان الرأسمالية. لكن بالنسبة للنقابات الأمر يختلف، لهذا فالسؤال هو ماذا هي فاعلة؟ وهل بمقدور القيادات النقابية المنبطحة أن تقود معركة فعلية وحقيقية لمواجهة مشروع النظام الإجرامي؟!! وهل هي مستعدة للوقوف ضد النظام بكل شراسة من أجل سحب المشروع المدمر أم ستمضي مرة أخرى وعلى نفس المنوال المألوف منها، أي بالتوقيع والتشريع للإجرام بالنيابة عن الطبقة العاملة والشعب المغربي عامة كما كان الحال في الاتفاقات/الجرائم السابقة؟!! وهل بمقدور هذه القيادات الظهور بمظهر المدافع عن مصالح شعبنا في ملف التقاعد في وقت تقف فيه كطرف يناور لإرغام الأساتذة المتدربين على القبول بحلول الحكومة لتمرير المرسومين في أوج الالتحام الشعبي على المعركة؟!!
اليوم لا يجب أن ننسى أو نتناسى التاريخ المخزي للقيادات النقابية، وموقعها المكشوف الى جانب النظام في تمرير العديد من المخططات والسكوت على أخرى مثل الخوصصة والتسريح للعمال والسطو على التعليم والصحة وشركات المناولة وقضايا عديدة، وسطوها المطلق على القرار داخل المركزيات بعيدا عن الأساليب الديمقراطية مع منتسبيها. هذه الحقيقة نستحضرها لفهم شطحات القيادات النقابية في أسلوبها الممنهج الذي لا يتجاوز تسخين "الطرح" بإعلانات كاذبة وأشكال باردة ومميعة، لمنع أي تجاوز قد يحدث مع احتداد الصراع الطبقي ببلادنا. وهو الأسلوب المعهود أولا لتزيين صورتها وثانيا لمنع أي تقدم محتمل أو أي تجذر لصراع طبقي قد يهدد النظام ويهددها وأرصدتها القائمة على التضليل والخداع.
إن التذكير بهذه الحقيقة أمر ضروري لكي لا تختلط الأمور وتضبب الصورة بركام الدعاية الموجهة والمصطنعة من قبل خدام النظام ومؤسساته الإعلامية الضخمة وكل المتخاذلين والانتهازيين والتائهين الذين يرقصون في موائد "الأصدقاء" والأعداء. فالقيادات النقابية المافيوزية لا تملك أي رصيد نضالي حقيقي يؤهلها للتقدم بمظهر المدافع الشرس والصادق عن مصالح الكادحين، سوى في عيون من هم مستعدون للخيانة والمتاجرة على حساب مآسي شعبنا، ومطاردة الفتات المتساقط من موائد النظام. فدورها قد اكتمل في صورة واضحة بعد إفراغها العمل النقابي من أي محتوى نضالي وأي مضمون كفاحي. وإن دورها اليوم في المؤامرة التي تستهدف التقاعد لا يتجاوز الترتيب لتمرير جريمة النظام تحت يافطة المراجعات الشكلية والحوارات المسرحية والفتات المسموم للرقص فوق خشبات فاتح ماي، وهذا هو عمق تصور القيادات النقابية المافيوزية والذي لا يتنافى وما عبر عنه عميد الاتحاد المغربي للشغل المدعو موخاريق للصحافة بعد جولة يوم 12 أبريل 2016. وهذا الدور مدروس بإتقان ومتفق عليه بالطبع من قبل الطرفين النظام والقيادات النقابية. وكيف لا تسير هذه المؤامرة طبقا لهذا التصور/الجريمة مع اقتراب فاتح ماي لذر الرماد في عيون الشغيلة، في حين شكل أرضية لتوترات ولهزات في بلدان رأسمالية أخرى، وبإمكانه أن يتحول الى أرضية للف شرائح وفئات وطبقات اجتماعية عدة في معركة شرسة تقلب الطاولة على كل الأعداء.



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم القيادات النقابية لا تنتهي..
- لا بديل عن مواجهة الحقيقة.. حول الإضراب العام ليوم 24 أبريل
- 20 فبراير وجماعة العدل والإحسان: أي علاقة الآن؟
- الخجل النقابي بالمغرب..
- المعركة النقابية تضع أوزارها على كاهل القيادات السياسية المن ...
- القيادات النقابية البيروقراطية تدنس ذكرى استشهاد عمر بن جلون ...
- المدرسة العمومية بالمغرب.. أي واقع وأي مستقبل؟!!
- توضيحات بشأن الحرب المسعورة ضد تيار البديل الجذري المغربي -ا ...
- الانتخابات الجماعية بالمغرب: قاطع ومت..
- حزب الأصالة والمعاصرة-المغرب
- صرخة مدوية في أذن المناضلين المغاربة: جبهتان مخترقتان من طرف ...
- فضيحة البكالوريا المغربية عنوان فشل منظومة برمتها
- معركة الشهيد مزياني (المغرب): معركة حياة وليست معركة موت..
- -أمانديس- طنجة: من الكاتب الدمية إلى عودة الحرس القديم –الان ...
- بشاعة الاستغلال والاضطهاد الطبقيين بالمناطق الصناعية -الحرة- ...
- السجود/الركوع للبيروقراطية أبشع من السجود للنظام
- النقابات المغربية وحوار الوهم..
- 23 مارس.. الانتفاضة والمنظمة
- الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي والمجاملات المجانية، ي ...
- حول التطورات الأخيرة داخل الاتحاد المغربي للشغل، -التوجه الد ...


المزيد.....




- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...
- “880.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- WFTU Declaration on Mayday 2024
- بيان اتحاد النقابات العالمي بمناسبة الأول من أيار 2024
- فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط ...
- قانون -استعادة الطبيعة- في أوروبا مهدد بالفشل والعلماء يحذرو ...
- راتبك بالزيادة الجديدة 200%..وزارة المالية تعلن سلم رواتب ال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أحمد بيان - القيادات النقابية على أبواب التوقيع على خيانة جديدة..