أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلطان الرفاعي - تاريخ الحزب الاحمر---3















المزيد.....

تاريخ الحزب الاحمر---3


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 20:30
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


ان العام 1937 هو عام فاصل في تاريخ الحزب . فمنذ ذلك التاريخ برزت بشكل واضح للعيان مشكلتان ، حددتا المسار التاريخي للحزب حتى الوقت الحاضر.
المشكلة الأولى هي التبعية المطلقة للمركز الشيوعي العالمي ممثلا بالكومنترن ومن ثم الاتحاد السوفييتي ، مع ما عناه ذلك من تغييب لدور الحزب ، وتحيير هذا الدور لصالح الاتحاد السوفييتي ، سواء اكان التجيير يخدم مصالح شعوب هذه الاحزاب او لا يخدمها. وهذا ما تطلب من هذه الاحزاب تصميم برامجها وتنظيم خطاها السياسية ، بعد العودة دائما للمركز السوفييتي.
المشكلة الثانية ، هي ظاهرة عبادة الفرد عند خالد بكداش ، مع كل تداعيات هذه المسألة وترابط ظواهرها - والتي يمكن تكثيفها بتلك الكلمات القليلة ولكن الفريدة- التي قالها بكداش ليوسف خطار الحلو عند التحضير لعقد المؤتمر الوطني للحزب ، نهاية 1943: ((كلامي هو القانون، والقانون لا يخالف)) - أوراق من تاريخنا -يوسف خطار الحلو-الجزء الثاني-ص16-
قام خالد بكداش بعد كونفرانس 1937 بتوجيه ضربات متلاحقة ،حطمت الكوادر القيادية التي لا تروق له ، مستخدما كافة الاساليب ، مما افقد معظم قادة الحزب الباقين ، القدرة على المبادرة ، وانعكس ذلك سلبا على نشاط الحزب.
كانت الجبهة الشعبية قد نشأت في فرنسا عام 1936 بمشاركة الحزب الشيوعي الفرنسي . وكان من نتائج ذلك عقد اتفاقية ((الصداقة)) بين سوريا وفرنسا ، والتي اعترفت فيها فرنسا باستقلال شكلي لسوريا مع وحدة اراضيها ، الأمر الذي يمكن اعتباره نصرا تكتيكيا صغيرا للسوريين ، وعملية احتيال تقليدية للاستعمار الفرنسي، علما ان الجمعية الوطنية الفرنسية رفضت المصادقة على هذه المعاهدة . وكان الكومنترن قد نسق مع الحزب الشيوعي الفرنسي ، حيث سافر خالد بكداش بأوامر من ديمتري مانولسكي الأمين العام للكومنترن حينها ، الى باريس، للقاء مندوب الحزب الشيوعي الفرنسي ، الذي قام بدور هام لإظهار هذه المعاهدة للنور.
في باريس التقى بكداش مع ممثلي الوفد السوري الذي استغل علاقة بكداش بالحزب الشيوعي الفرنسي ، في الضغط لتوقيع المعاهدة .
رفع بكداش -جارا معه الحزب- شعار ((التحالف مع الديمقراطية الفرنسية)) . كيف يمكن لحزب ثوري أن يتحالف مع مستعمر (ديمقراطي) يجثم فوق ارض بلاده؟
لم يعد خالد بكداش ومعه الحزب يرى في العمل السياسي الا دعم هذه المعاهدة الشكلية.
تغاضى الاتحاد السوفييتي عن حق الشعب السوري في لواء اسكندرون لصالح دولية خاصة به . تلك حقيقة. الا ان هذا لا يعني تغاضي الحزب الشيوعي السوري عن الحقوق الوطنية للشعب السوري . لأن ذلك يعني تنازل الحزب الشيوعي عن احد اسباب وجوده .
عندما يدعي الحزب الشيوعي انه قائد للجماهير ، والقوة الطليعية المعبرة عن الاماني الوطنية للشعب ، ثم يقوم بالتطبيل لمستعمر يجثم فوق ارض بلاده ، بدلا من ان يكون على رأس الكفاح المسلح ضد هذا المستعمر ، وعندما يقوم بتبرير السياسة الفرنسية القذرة التي ادت الى سلخ اللواء ، بدلا من ان يكون رأس حربة في مواجهة مخطط سلب اللواء ، عندما يفعل (حزب شيوعي) ذلك، فهو ما يقود هذه الجماهير الى الجحيم ، أو ان هذه الجماهير ستفقد ثقتها به وتنفض عنه.
كتب خالد بكداش في جريدة (صوت الشعب) العدد الصادر في 5 ايار 1938:
((نحن نعلم أن هذه الاعمال لا تمثل ارادة فرنسا التي نحبها وتحبنا ، فرنسا التي عقدت معنا المعاهدتين، فرنسا التي انجبت الجبهة الشعبية ،----------- ليست فرنسا هي التي خيبت آمال اللواء وأمال العرب ، ليست هي التي تراجعت امام الاستعمار التركي وتخلت عن تعهداتها الدولية ورضيت بدوس قرارات عصبة الامم المتحدة نفسها. كلا فرنسا لم تفعل ذلك . بل فعل ذلك بعض الدبلوماسيين فعلت ذلك وزارة الخارجية الفرنسية))
لقد أدت هذه السياسة اللاوطنية والتي لا تعبر عن ابسط اماني وطموحات الشعب السوري ، الى عزلة الحزب الشيوعي ، وابتعاد سائر القوى الوطنية المناهضة للاستعمار عنه ، وانكفاء الجماهير ، خصوصا المثقفين والطلبة الذين شرعوا في البحث عن تيارات سياسية اخرى تعبر عن تطلعاتهم .
((ان الأكثرية الساحقة للأمة السورية ، بل الامة السورية كلها عدا نفر قليل، باعوا انفسهم للاستعمار)) خالد بكداش- صوت الشعب-العدد الصادر في 19 حزيران 1937-

هذا ظهرت الى الحياة أولى الثمار المرة ، لسياسة التبعية الكومنترن ، بحيث كان يتم تبرير كل هذا ، بالموقف الاممي ، والأحلام حول الجبهة الشعبية ، والتي لم يكن الحزب الشيوعي الفرنسي سوى عضو غير فعال فيها.
اما نهاية قصة الحب تلك مع فرنسا التي يحبها خالد بكداش وتحبه، فهي مأساوية ، اذ سقطت الجبهة الشعبية عام 1939 ، ومع توقيع الاتحاد السوفيتي للمعاهدة السوفيتية-الالمانية مع هتلر ، هبت من فرنسا(الديمقراطية) رياح صفراء معاكسة ، ليجد الحزب نفسه في وضع لا يحسد عليه ، فلوحق افراده وتعرضت قياداته للاعتقال التعذيب ، في وضع لم يكن فيه الحزب مهيأ على الاطلاق.
وما تجدر الاشارة اليه ان موقف القيادة لم يكن متجانسا في تلك المرحلة . فمقالات وخطب خالد بكداش شيء ، وبيانات الحزب وقراراته شيء آخر . ان خالد بكداش كان يضطر في كثير من الاحيان للموافقة على قرارات حزبية معينة.، نلمس فيها خيوط التوجه الصحيح للحزب ، الا ان خالد كان يعود ويناقض كل تلك القرارات بخطبه ومقالاته . وهذا ما يفسر المتناقضات التي نلمسها عند العودة لوثائق تلك المرحلة . وقد ادى ذلك الى مزيد من التشويش في صفوف الحزب . اما على صعيد الجماهير فكان الأمر أسوأ ، لأن خالد بكداش اعتبر بنظر الآخرين ، الناطق الرسمي باسم الحزب.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية ، واستسلام فرنسا للألمان في 22 حزيران 1940 . وتشكيل حكومة فيشي الفاشية ، تم وضع سوريا تحت رقابة لجنة الهدنة الألمانية -الايطالية .
وبدأ الحزب بمحاولة العودة لاستعادة مواقعه في النضال ولكن ضد فرنسا الفاشية وبالتحالف طبعا مع فرنسا الديمقراطية ولكن ليست فرنسا الديمقراطية بقيادة الجبهة الشعبية ، بل فرنسا الديمقراطية بقيادة ديغول هذه المرة.
الا ان الشعب السوري كان يرى في فرنسا ، فرنسا الاستعمارية سواء أكانت ديمقراطية ام فاشية ، ولم يستطع الحزب أن يحتل موقعا متقدما في الصراع من اجل الاستقلال .

لقد عانى الحزب منذ ظهور الفاشية وتلقيه الاوامر من الكومنترن ، بضرورة التحالف مع جميع القوى المناهضة للفاشية ، من اكبر انحراف يميني في تاريخه .
ان من يعود الى وثائق تلك الفترة ، ويقرأ خطابات خالد بكداش ، ويطلع على مقررات المؤتمر الثاني للحزب ، يخرج بانطباع واحد ، وهو ان القائم على رسم سياسة الحزب ، لا يدرك شيئا من شيء . انه يفهم شيئا واحدا : مكافحة الفاشية . وفي سبيل ذلك ، لا ضير من ان يغير جلده ويتخلى عن مبادئه ، ويرمي الوطن والاستقلال جانبا . ولا ضير من ان يجعل فرنسا المستعمرة ، بلد الحرية والديمقراطية ، وإنكلترا مستعبدة الشعوب ، اصبح لها الآن فضل كبير ، ولا يجوز نسيان الديمقراطية الأمريكية الكبرى .
كانت اوامر الاتحاد السوفيتي تقضي بمكافحة الفاشية . وعلى هذا الاساس اوقف الحزب نشاطه من اجل الاستقلال . وبعد الحرب كانت اوامر الاتحاد السوفيتي تقضي بطرد الاستعمار الفرنسي والإنكليزي من بلدان العالم المتخلف ، وعلى هذا الاساس بدأ الحزب تجميع قواه لطرد الاستعمار الفرنسي . ولكن ---كيف يمكن ان نقنع الجماهير بالسير وراءنا لطرد فرنسا وجنرالها ، اذا كان ما يزال يصدح في الجو صدى اناشيدنا عن (فرنسا الديمقراطية) وجنرالها البطل الذي يريد كما قال بكداش يوما(( حكما ديمقراطيا حرا مبادئه تقدمية اكثر من نفس مبادئ الجبهة الشعبية التي ساعدتنا )
كان على الحزب - فيما لوكان حزبا ثوريا يضع برامجه بناء على واقع حياة الشعب السوري، لا بناء على اوامر الاتحاد السوفيتي - ان يوفق بين صراعه ضد الاستعمار الفرنسي من جهة ، ومكافحة الفاشية من جهة اخرى . وان يقود الصراع من اجل الاستقلال ، مبينا للشعب طبيعة هذه الحرب من حيث كونها حرب لصوصية قذرة بين مراكز استعمارية اتفقت من حيث المبدأ على تحطيم الاتحاد السوفيتي وإعادة اقتسام العالم بعد ذلك ، وان يستغل هذه الحرب لخدمة الاستقلال ، لا ان يتناسى الاستقلال ويتحالف بهذه الطريقة المخجلة مع المستعمر .



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس من الديمقراطية وضع الرقاب تحت قبضة السياف----
- تاريخ الحزب الشيوعي الاحمر---2
- تاريخ الحزب الأحمر السوري ---1
- قانون جديد يسمح بفحص جينات كل بعثي.والعمل على الحد من تكاثره ...
- معارض وطني --موديل 2005
- فلم سوري طويل---رسائل من تحت وفوق
- من يصدق الادارة الأمريكية بعد هذه الكذبة؟
- برزان التكسوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- افكار تقدمت بها (عدل) لمناقشتها ضمن التحالف المرتقب
- الدولاب الألماني---والكمبيوتر الأمريكي--وشنق كل وزراء الاعلا ...
- يبدو أن السلطات السورية لا تريد أن تتعظ من تجارب التاريخ،
- أسميته: (إعلان دمشق) ---فانتشوا طربا
- عار على سوريا ان تنتظر التقرير
- بعد اصلاح القضاء--الفساد في الجامعات-2-3
- بعد القضاء اصلاح الفساد في الجامعات 1-3
- قبل السريان لم يكن للعلوم العربية وجود--
- تعالوا ايها السنة نتقاسم !!!!!!!!!!!!!!!
- لماذا لم يتم دعوة ام عمري؟؟؟
- في يوم السلام العالمي =عدل=-التجمع العلماني الديمقراطي الليب ...
- من العهدة العمرية ----الى العهدة البعثية


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - سلطان الرفاعي - تاريخ الحزب الاحمر---3