أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - سالفة ام جبار














المزيد.....

سالفة ام جبار


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زلت اتذكر جارتنا ام جبار، صاحبة الصوت المتهدج ، والقامة الفارعة ، والملامح الحادة ، والتي كانت دارها تشهد بين اونة واخرى ،عراكا بالأيدي والارجل بينها وبين زوجها المسكين(ابو جبار )،كنا صغارا وقتها ونحن نتراكض على وقع صيحات جارتنا ، وصراخ زوجها المصحوب بكلمات نابية (من ضيم كلبه ) كنا نسمع ام جبار وهي تحشم اهل الطرف بقولها (الحكولي هذا المخبل راح ايموتني ) ليتدخل الجيران بعد ذلك . اما نحن فكنا نريد ان نعرف ( منو الكاتل ومنو المكتول ) لا سيما وان شجار الزوجين كان لا يحسم لاحدهما ، فقد كانت ام جبار تظهر علينا بوجه (مزورك ) اما وجه زوجها فكانت تظهر عليه شتى (الشراميخ) .
ام جبار كعادتها وبعد نهاية كل شجار، كانت تسارع لعقد اجتماع طارىء لنساء الطرف ، تشرح فيه اسباب عراكها المزمن مع (ابو العويل) ، والحل كما تذهب ام جبار ، لا يكون الا عندما يكبر الاولاد فيأخذوا بحقها من هذا (المو خوش ادمي ) فيمتنع عن ضربها ويتوقف عن اذاها .
مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، الا ان شكوى (ام جبار) لم تنتهي ، وظلامتها لم ترفع ، على الرغم من ان زوجها اصبح لا يفارق فراش المرض ، مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، وكبر الاولاد ،الا ان الامور اخذت تسوء اكثر ، فقد تحولت المشاكل مع اولادها الذين راهنت عليهم من قبل ، فصرنا نسمع الصياح والصراخ بين الام والابناء ، ومرة اخرى اخذت ام جبار تجتمع بنساء الطرف ، لتسهب في تبيان طبيعة مشاكلها الجديدة مع (جبار وستار وعقيل).
ام جبار هذه المرة كانت تذهب الى ان الخلاص من مشاكل الاولاد ، لا يكون الا بزواجهم حتى يلتهي كل منهم (بمرته ) وما يدور (مكسرات ) .مرت الايام وتعاقبت الاعوام ، وتزوج الاولاد وخلفوا ما شاء الله من بنين وبنات ، الا ان مشاكل ام جبار لم تتوقف ، فقد اخذنا نستمع الى صياح من نوع اخر كان صياحها مع زوجات اولادها (الجناين) ومرة اخرى اخذت اجهزة اعلام جارتنا تبث على مدار اليوم، ان مشاكلها لن تنتهي الا اذا اخذ اولادها بزوجاتهم بعيدا عنها ، فهن على حد قولها (عكارب صفر) .مشاكل ام جبار لم ولن تنتهي ، والسبب في ذلك ان المشكلة ليس في الزوج او الاولاد او( الجناين) بقدر ما هي في (ام جبار) نفسها ، لكنها لا تريد الاعتراف بذلك .
يذكرني حال جارتنا هذه بحال الكثير من ساستنا اليوم الذين (يعرفونهه ويحرفونهه ) من سياسي الصدفة ، الذي كنا نأمل ان تكون صدفة امل وخير وعطاء ، الا انها كانت صدفة نكوص وتراجع ، على شتى الصعد ومختلف المستويات . فهؤلاء السياسيون لا يريدون الاعتراف بانهم جذر ما نعانيه من مشاكل ، وما نشهده من ازمات ،لذلك تراهم يختلقون الاعذار ، ويقدمون التبريرات ، التي لا تعدو كونها ، حجج وذرائع اشد سخفا ، من حجج وذرائع جارتنا ام جبار الله يذكرهه بالخير .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا عن (المطيرجية)؟
- ذا فويس كيدز وذائقتنا الفنية
- هل يصلح العبادي ما افسدته المحاصصة ؟
- من سرق الديك ؟
- مقهى الناصرية
- عندما يموت المثقف مرتين
- الحكومة وعيون المدينة
- اتحاد القوى
- القطار والسينما
- قسمة ضيزى
- احتفالات العراقيين بمناسبة العام الجديد ...دلائل ومعطيات
- أمهاتنا من زاوية آخرى
- الأدب والسياسة من يتنازل لمن ؟
- بين الشخصية المصرية والعراقية
- ناظم حسن الدليمي
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اوجه الشبه بين ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )شروط الثورة الن ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (ا ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...


المزيد.....




- الإسكندرية: تآكل السواحل يهدد المدينة ومبانيها بالانهيار
- محمود يزبك : -أول مرة نسمع أن حماس منفحتة على نزع سلاحها لكن ...
- عباس عقيل : -موقف ترامب يؤشر الى تبدل في توجه الرئيس الاميرك ...
- هبة البشبيشي: - هناك سعي من حميدتي لفصل اقليم دارفور-
- أوكرانيا: جهازا التحقيق والادعاء يعلنان عن كشف مخطط فساد للك ...
- مصر.. حملة توقيفات لصانعي محتوى في اتهامات بنشر مقاطع -خادشة ...
- ماذا يعني دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من التجويع؟
- مخاطر يواجهها غزيون في أقصى شمال القطاع في رحلة البحث عن الط ...
- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - سالفة ام جبار