عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5117 - 2016 / 3 / 29 - 16:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في غُرفتي الراكدة
تركتُ غرفتي الراكدة ، وذهبتُ إلى صديقي الطبيب .
طرحتُ عليهِ سؤالي الدائم : كيفُ أستطيعُ العيشَ بسلامٍ ، أو الموتَ بسلامٍ .. في عالَمِ كهذا ، دونَ أن أُصابَ بالإنفصامِ والتوحُّد ؟
في زياراتٍ سابقة كانَ يُجيبُني بحيادٍ بارد ، وبقليلٍ من الحيلة ( و الأطبّاءُ باردونَ ومُحايِدونَ ، و مُحتالونَ قليلاً ، منذُ كانوا في مشيمات أمّهاتهم ) :
. Leave it and follow up
هذه المرّةَ قالَ لي : هل تستطيعُ التعايشَ مع ذلك ؟
قلتُ : لا .
قالَ لي : إذَنْ يا صديقي ، عُدْ إلى عُزلتكَ الشاسعة ..
و . Leave it and forget it
قلتُ لهُ : ألا يترتبُ على نسيانِ الحالِ ، شيءٌ من الخوف ؟
قال بإنزعاجٍ واضح ( والأطبّاءُ مُنزَعِجون دائماً من شيءٍ ما ، منذ كانوا في أقماط أمّهاتهم ):
. No . nothing . Nothing will happen
.Absolutely nothing will happen. Never Nothing
أنا أعرفُ الكثير من الأطبّاء الرائعين .
ولكن .. هذه أوّل مرّةٍ أسمعُ فيها طبيباً يتحدّثُ بحكمة عن الشأن العام ، ويُقدّمُ تشخيصاً دقيقاً للوضع العام .. وينصحُ بعلاجٍ شافٍ للحال العام .
تركتُ كلّ شيء .
و عُدتُ الى غرفتي الراكدة .
وعلى سريري اليابس ..
نسيتُ كلّ شيء .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟