أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قصة قصيرة جدا / بائع الوهم














المزيد.....

قصة قصيرة جدا / بائع الوهم


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 5115 - 2016 / 3 / 27 - 03:18
المحور: الادب والفن
    


مرآة

منذ أن قرأت ما كتب عنه وكلما وقفت أمام المرآة أرى تماهي صورته بما ينعكس أمامي من ظلال باهتة.لكأنه يسطر حياتي دون أن يدري.
" هو الساخر الذي عاش حيوات عدة تفيض عما تتيحه سنوات عمره" أشبهه فهو" المحامي الذي لم يمتهن المحاماة إلاّ لفترة قصيرة"، وأنا الطبيب الذي لم امتهن الطب الا لفترة أقصر."وهوالصحافيّ النقابيّ الذي ما لبث أن انقلب كاتباً سياسيّا"ً وأنا الصحافي السياسي الذي ما لبث أن انقلب كاتبا للقصة القصيرة ،" وهو الشيوعيّ الذي لم يعد شيوعيّاً".وأنا الملتصق بالمقاومة الفلسطينية ومن موقع يساري ولم أعد يساريا أو ملتصقا حتى بمسامات جلدي.
"وكما حاول توريط نفسه في مشاريع تجاريّة لا صلة له بها عادت عليه بالخسارة".تورطت بمشاريع تجارية متلاحقة أوصلتني إلى تراكم هائل من الديون .
"وكما كانت الحيوات السخيّة بوعودها كانت بخيلة في تنفيذ تلك الوعود له "، تكرر الأمر معي. ففي حين" شارك هو في تأسيس «اليسار الديموقراطيّ» وعاد منه خائبا"ً، شاركت في تأسيس الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني وعدت منه محبطا .
الفارق الأكبر أنه كتب قبل رحيله الطبيعي: «يكفي أنّني لن أرى زهر اللوز». بينما أنا أمسك بزناد أصوبه نحو صدغي ولا أعلم متى أضغط عليه.

بائع الوهم

أجلس أمام الكمبيوتر بحرص شديد.ألمع موقعي الإلكتروني.أغير فيه بعض الصور والقصص وأضع عنوانا جديدا:طريق القمة.
أرمي شباكي وانتظر كالعنكبوت.أكمن في زاوية الشاشة وأترقب.علق بخيوطي .أفرد بضاعتي سريعا:نحن نأخذ بيدك الى الطمأنينة والسعادة في الحياة. خطوة فقط وتضع قدمك في أول طريق النجاح التي ستجعل منك إنساناً يعرف كيف يستغل قدراته وإمكاناته المختبأة. خطوة وستكون أنت ذاك الشاب الأنيق الذي يرتدي بذلة ويحمل حقيبة وينطق صاعداً بخطوات واسعة كالسهم المتجه نحو الأعلى.
ابتلع الطعم.حول المبلغ المطلوب ، أراه يقفز سريعا الى الأسفل نحو الهاوية.

فرحة*

رن الهاتف .أسرع لعله يجد من يطمأنه على ابنه وحفيده المعتقلين منذ عام.كلمتان سمعهما:راجع الفرع لإستلام إبنك وحفيدك.علت الزغاريد .ركضت النسوة ونثرن الحلوى من الشبابيك.منذ الفجر تجمع الجميع استقلوا باصا صغيرا.أمام المركز الأمني تجمعوا.بخطوات واهنة تقدم.في غرفة جانبية انتظر حتى ناداه عنصر أمني.تقدم منه .جال بصره باحثآ عن ابنه وحفيده.آخر كلمات سمعها:هذه هويات أبنك وحفيدك وهي كل ما تبقى منهما.عليك تسجيل وفاتهما في مركز السجل المدني.

*تحية لروح أبن وحفيد المحامي صالح محجوب.

بصارة

ما أن أبصرتني حتى تلفتت ذات اليسار وذات اليمين.دنت من أذن أمي وهمست، ثم دست ورقة في باطن يدها.سرعان ما كرمشتها الأخيرة وخبأتها في صدرها.اختفت الورقة والجميع نسيها إلا أنا.اليوم وأنا على أبواب الستين تعثرت بورقة صفراء مخبأة في دولاب قديم كتب عليها كلمتين:منفي للأبد.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا / شرارة*
- قصة قصيرة جدا / نزهة الديناصور
- غلاوة / قصة قصيرة جدا
- زنى /قصة قصيرة جدا
- نابش القمامة / قصة قصيرة جدا
- سبية / قصة قصيرة جدا
- -ممعوط الذنب- / قصة قصيرة جدا
- كليب او نحرق البلد
- قراءة في نص عنكبة للقاص حامد حجي
- قراءة في نص عُرْفُ الوَطِيئَةِ للقاص توفيق صغير المتلوي
- قراءة في نص - جفر...- للقاص توفيق صغير المتلوي
- قراءة في نص مارثون للقاصة صابرين الصباغ
- خدمة / ق.ق.ج
- نقد موضوعي / ق.ق.ج
- عدل/ ق.ق.ج
- احياء/ ق.ق.ج
- الخزان / ق.ق.ج
- احترنا من وين نبوسك يا قرعة /2
- احترنا من وين نبوسك يا قرعة /1
- اللعب مع التاريخ


المزيد.....




- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - قصة قصيرة جدا / بائع الوهم