موْتمر حمص وإعلان الميثاق الوطني والجبهة الوطنية _ عام 1953

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

بتاريخ 4- 7 - 1953 عقد موْتمر القوى السياسية السورية في دار السيد هاشم الأتاسي رئيس الجمهورية المستقيل اّنذاك باسم ( الموْتمر الوطني السوري ) اشترك فيه ثلاثة أحزاب رئيسية هي : حزب الشعب والحزب الوطني وحزب البعث العربي الإشتراكي وعدد كبير من المستقلين . وصدر عن هذا الموْتمر ( ميثاق وطني ) باسم الجبهة الوطنية المنبثقة عنه لقيادة النضال الوطني البرلماني الديمقراطي الشعبي لإسقاط ديكتاتورية أديب الشيشكلي العسكرية المدعومة من الأمريكان والنظام السعودي وشركة التابلاين مباشرة
كان حزبا الشعب والوطنى يمثلان الإقطاع كما هو معلوم أقصي الحزب الشيوعي ولم يدع إلى هذا الموْتمر ظلماّ رغم تحمل قواعد المناضلين الشيوعيين القسط الأول في التصدي لهذا النظام في السجون والمعتقلات والنضال اليومي ضد الديكتاتورية العسكرية....؟
رغم كل ذلك لابد من وقفة تاريخية منصفة لميثاق هذا الموْتمر لنبلغ المرحلة البرلمانية الديمقراطية الذهبية الفريدة بعد إسقاط هذه الديكتاتورية رغم الأخطار والموْامرات الإستعمارية وأحلافها التي لاتقل خطورة عن المخططات الأمريكية الصهيونية المتربصة بسورية اليوم نتيجة سياسات الديكتاتورية الفاشية الأسدية وجرائمها ضد شعبنا في سورية ولبنان ......؟ ورغم هزال المعارضة المشخصنة وأخطائها القاتلة المتواصلة مع الأسف ...؟
أعود لموْتمر حمص والميثاق الوطني الذي صدر عنه وقد وقعه عن حزب الشعب السادة : الرئيس الأتاسي - رشدي الكيخيا - علي بوظو - معروف الدواليبي - أحمد قنبر - رزقالله إنطاكي وغيرهم وعن الحزب الوطني : صبري العسلي - لطفي الحفار - فارس الخوري - نسيب البكري وغيرهم . وعن حزب البعث العربي الإشترا كي الذي كانت قيادته الثلاثية لاجئة سياسية إلى روما - وقع عنه : السادة إحسان الحصني - جلال السيد - رياض المالكي - وهيب الغانم - عبد الرحمن مارديني - ناظم صقال ... وغيرهم كما وقع عن المستقلين السادة : حبيب كحالة - محمود العظم - دهام الهادي - نسيب البكري - وغيرهم
كما تلقى الموْتمر رسالة من زعيم الثورة السورية : سلطان الأطرش تليت في الموْتمر أيد فيها الموْتمر والميثاق والجبهة الوطنية المنبثقة عنه وإليكم ماصدر عن هذا الموْتمر :؟
بنود الميثاق الوطني
-1
شجب الحكم الفردي وعدم الإعتراف به واعتبار ما يصدر عنه باطلاّ غير ملزم للبلاد
-2
إقامة أوضاع ديمقراطية دستورية جمهورية نيابية في البلاد تنبثق عن إنتخابات صحيحة حرّة
-3
إطلاق الحريّات العامة وضمانها بحيث يشعر كل فرد من أبناء البلاد أنه في حمى القانون
-4
حماية الإستقلال والسيادة القومية من الموْامرات الداخلية والخارجية
- 5
الجيش ملك للأمة وواجبها تقويته وإعداده للقيام بمهمته المنحصرة بالدفاع عن حدود البلد وسلامته
في سبيل الشروع في تحقيق مبادئ هذا الميثاق يعلن موقعوه : ؟
أنهم يقاطعون الإنتخابات التي أعلنتها السلطات العسكرية بتاريخ 9- 10 - 1953 وأنه رغبة منهم في تنظيم العمل الوطني وتوجيه الشعب التوجيه الصحيح المستمر فقد ألّفوا لجنة مركزية للعمل على تحقيق بنود هذا الميثاق .. وهم يرجون أن يكتب للشعب بفضل اتحاده ونضاله المشروع الخلاص من محنته والظفر بحقه وحريته وكرامته ..... إنتهى
بعدذلك مباشرة أصدر الديكتاتور عفواّ عاماّ وقانونا للإنتخابات والأحزاب لتحسين صورته عبثا أمام وحدة شعبنا وجيشنا التي أسقطته دون خسائر كبيرة في 25
شباط 1954 .. وقد بقينا يومها في سجن تدمر حتى اّب 53 بعد أن قابلنا الديكتاتور في مكتبه واعتذر منا وهذا ماشرحته في مقالات خمس تحت عنوان ( بين ديكتاتورين : أديب الشيشكلي وحافظ الأسد - كان اّخرها بتاريخ 27 -7 - 2004 على هذا المنبر المتمدن والحر
التاريخ يعيد نفسه بشكل مأساة لاملهاة .... مأساة لامثيل لها في عصرنا بعد تدمير البلاد وإذلال العباد عقودا طويلة على أيدي نظام القتلة واللصوص فهل مايجري في ساحة المعارضة والمجابهة والإعلانات وغيرها يتناسب مع التطلع لبناء حركة وطنية ديمقراطية فاعلة وطبيعية مرجوة في غابة التمزق والتشرذم النرجسي المشخصن
إنّ تعّدد الإعلانات دليل حيويّة مجتمعنا ونشاطه , والظروف القاسية الغير طبيعيّةالتي يعيشها شعبنا , والعمل الوطني الديمقراطي ليس إحتكارا لأحد
العودة للوحدة الوطنية الديمقراطية النابعة من إرادة الناس البسطاء أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري دون مساومة لإنقاذ الوطن
لندرس الماضي بصدق ونزاهة لنجتاز مرارة الحاضر ونبني المستقبل الديمقراطي الحر بتواضع بتواضع وفداء .. الإنسان أولا واّخرا
21 - 11 - لاهاي

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات