أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الانسحاب العسكري الروسي من سورية: أسبابه ودلالته














المزيد.....

الانسحاب العسكري الروسي من سورية: أسبابه ودلالته


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فوجئت الأوساط الإعلامية، وكثير من الأوساط السياسية المهتمة بالشأن السوري بقرار القيادة الروسية بسحب القسم الأعظم من قواتها الجوية الفضائية من سورية. ومما زاد في تنوع التكهنات كون القرار صدر في يوم بدء المفاوضات في جنيف بين وفود المعارضة السورية ووفد النظام. لقد مالت أغلب التكهنات والقراءات الإعلامية والسياسية لقرار الانسحاب إلى وجود خلافات سياسية عميقة بين القيادة الروسية وقيادة النظام في دمشق. وقد استندت هذه القراءة إلى تصريحات بعض المسؤولين الروس المستنكرة لما صرح به الأسد أمام تجمع من المحامين السوريين، وكذلك تصريحات وزير خارجيته السيد المعلم في مؤتمره الصحفي الأخير الذي عقده في مبنى وزارة الخارجية في دمشق الأمر الذي استدعى مطالبة الأسد بضرورة الإنصات إلى نصائح القيادة الروسية. ومن المعلوم أيضا أن القيادة الروسية لم تكن راضية عن التحضيرات التي يقوم بها النظام السوري لإجراء انتخابات برلمانية في أواسط شهر نيسان القادم، مع أنها عادت لاحقا وقالت بأن هذه الانتخابات لن تعيق الحل السياسي التفاوضي الجاري العمل عليه في جنيف.
هناك قراءات أخرى للقرار الروسي، منها أن روسيا قد أنهكتها الحرب اقتصاديا، وان هناك وعود أمريكية برفع بعض العقوبات التي فرضتها عليها نتيجة تدخلها في أوكرانيا في حال انسحبت من سورية. في الواقع الحقيقة المتعلقة بقرار القيادة الروسية سحب معظم قواتها من سورية غير ذلك ، وقد بدأت توضح من خلال التصريحات الرسمية الروسية والسورية والأمريكية وغيرها. لفهم القرار الروسي بالانسحاب من سورية لا بد بداية من استعادة قرار التدخل وأسبابه التي أعلنت في حينه، إلى ساحة الرؤية. قبيل التدخل الروسي في الثلاثين من شهر أيلول لعام 2015 كان الجيش السوري في وضعية ما قبل الانهيار تحت الضربات المكثفة لمختلف قوى المعارضة المسلحة وعلى جميع الجبهات، مما كان يهدد بانهيار الدولة السورية وسيطرة القوى الجهادية المتطرفة على الحكم في سورية، وبالتالي حصول فوضى عارمة في سورية وفي المنطقة. ولذلك وبحسب الإعلان الروسي، الذي كان مفاجئا أيضا في حينه، بالتدخل عسكريا في سورية جاء من أجل دعم الجيش السوري، والحؤول دون انهيار الدولة السورية، وقد تم تحديد مهلة محددة له وهي أربعة أشهر، لتعود بعد ذلك القيادة الروسية لتقول أن تواجد المجموعة العسكرية الروسية في سورية غير محدود بأجل، بل سوف تظل موجودة طالما ثمة حاجة إليها. إذا حاكمنا قرار الانسحاب الروسي في ضوء مبررات التدخل المعلنة رسميا في حينه، يمكن القول أن مهمتها قد أنجزت بنجاح. لقد استعاد الجيش السوري زمام المبادرة وحقق خلال مدة تواجد القوت الروسية انجازات مهمة على الأرض، فقد استعاد السيطرة على ريف اللاذقية بكامله، وصار على مشارف ريف ادلب، ومدينة جسر الشغور وبلدة بداما، وسيطر أيضا على القسم الأكبر من ريف حلب الجنوبي الغربي، والشرقي والشمالي وصار في وضعية تمكنه من محاصرة مدينة حلب بالكامل.وفي الجنوب تحسن وضعه كثيرا خصوصا بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة ازرع و بلدة عتمان القريبة من مدينة درعا.وعلى الجبهة الشرقية فقد صار الجيش على مشارف مدينة تدمر التاريخية التي من المحتمل أن يستعيد سيطرته عليها خلال الأيام القليلة القادمة.
هذا من الناحية العسكرية، أما من الناحية السياسية فإن البدء بالمفاوضات بين المعارضة والنظام في جنيف برعاية المنسق الدولي ستيفان دي مستورا خلق أولويات جديدة لدى روسية للتركيز عليها. إضافة إلى ذلك فإن التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية في سورية بين أمريكا وروسيا، وتعزيزه لاحقا بقرار من مجلس الأمن الدولي( القرار2286) جعل القسم الأكبر من القوات الجوية الروسية فائضة عن الحاجة. ولا بد أن يكون من أسباب سحب القوات الروسية غير المعلنة، هو المساهمة في خلق أجواء ملائمة للتفاوض، وذلك في اتجاهين: أولا باتجاه النظام ليقول له لا حل عسكري للأزمة في سورية، ولا يمكنك المراهنة على تواجد قواتنا لكي تمضي قدما في خيارك العسكري، بل عليك الانخراط وبجدية في مفاوضات جنيف للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. وبالمناسبة كانت القيادة الروسية قد أعلمت بعض قوى المعارضة السورية أنها وافقت على التدخل العسكري المباشر في سورية بعد أن حصلت على ثلاث تنازلات جوهرية من النظام، وهي الموافقة على إعداد دستور جديد، وتشكيل حكومة ذات مصداقية تشارك بها المعارضة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال ثمانية عشر شهراً، وهي بالضبط القضايا التي تضمنها قرار مجلس الأمن 2254 وبيانات فيينا وميونخ لاحقاً.
أما بالنسبة لقوى المعارضة، وخاصة معارضة الخارج فإن الروس أرادوا بقرارهم الانسحاب من سورية أن يقولوا لهم وجودنا ليس احتلالا كما زعمتم، وليس من أجل دعم النظام، بل لخلق الأجواء الملائمة للحل السياسي، وهذا ما صار ممكنا اليوم بفضل تدخلنا العسكري في بلادكم. من التركيز على الجوانب العسكرية للازمة السورية انتقل الروس إلى التركيز على الجوانب السياسية، بحسب توجيهات الرئيس بوتن لوزير خارجيته. من السذاجة الاعتقاد أن الروس سوف يتركون الساحة السورية، ولهم مصالح كبيرة فيها، ومن السذاجة أيضا الاعتقاد بأنهم سوف يمارسون ضغطا كبيرا على الأسد لكي يتنحى في بداية المرحلة الانتقالية، أو بالتخلي عن كامل صلاحياته لحكومة انتقالية، لكنهم بالتأكيد سوف يظلون أمناء لتفاهماتهم مع الأمريكان، وربما مع غيرهم، بخصوص منع فشل جنيف3، وبالتالي سوف يمارسون ضغطا على جميع الأطراف للوصول إلى دستور جديد، وحكومة ذات مصداقية، وانتخابات رئاسية وبرلمانية بعد ثمانية عشر شهراً، قد يشارك فيها الأسد إذا رغب في ذلك.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل الحلم إلى قتل الشعب
- خصائص تفاعلات المكان والنظام السياسي العربي
- الشعب السوري ليس مع النظام ولا مع المعارضة
- الحوار -السوري- السوري- كذبة كبيرة
- النص الكامل للقرار 2254 وقراءتي المتأنية له
- البيان الختامي لمؤتمر المعارضة في الرياض وقراءتي المتانية له
- محاولة أخيرة لتوليف مالا يأتلف
- مأساة العقل السياسي المعارض
- سياسات صنع الكارثة
- الاستثمار في صناعة الكوارث
- أثر الاستبداد في تكوين الشخصية السورية
- التدخل العسكري الروسي ونتائجه المحتملة
- قطار التسوية السياسية في سورية يتحضر للانطلاق
- ما بين إيران وتركيا
- من اسقاط النظام إلى التحالف معه
- المسألة الكردية في سورية بين الحلم والواقع
- هل الساحل خط أحمر حقاً
- تسريبات سوتشي وقراءة بين السطور
- أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو
- قراءة سياسية في المشهد العسكري في سورية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الانسحاب العسكري الروسي من سورية: أسبابه ودلالته