أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو














المزيد.....

أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أن فشلت مساعي السيد ستفان دي مستورا لتجميد القتال في حلب، وهي فاتحة مساعيه لحل الأزمة السورية، يحاول في الوقت الراهن البحث عن مخارج أخرى للأزمة من خلال مشاورات يجريها مع سوريين في المعارضة والموالاة، وفي المجتمع المدني، ومع الدول المتدخلة والمؤثرة في الأزمة السورية، بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، وبدعم من مجلس الأمن كما جاء في نص الدعوات التي وجهها إلى محاوريه المحددين مسبقاً. من المعلوم أن السيد ديمستورا هو المفوض الأممي الثالث الذي يكلفه الأمين العام للأمم المتحدة كموفد أممي إلى سورية خلفا لكل من كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، إذ استقال الأول بعد نحو ستة أشهر من مباشرته مهمته، في حين استقال الثاني بعد نحو سنتين من مباشرتها، وقد برر كل منهما سبب الاستقالة بعدم نضج الظروف لحل الأزمة السورية. ويبدو أن السيد ديمستورا كان على طريق تقديم استقالته لولا التدخل الجدي من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ومن مجلس الأمن وحثه على تغيير مقارباته للأزمة والشروع في إجراء مشاورات مع مختلف الأطراف السورية والدولية لتهيئة الظروف لانعقاد جنيف 3 للتوصل إلى حل سياسي للأزمة. وقد جاء تدخل بان كي مون ومجلس الأمن لدى ديمستورا بعد تحقيق المعارضة المسلحة نجاحات على الأرض لتعديل موازين القوى العسكرية، وبروز مخاطر جدية تتعلق باحتمال انهيار الجيش السوري وبالتالي انهيار الدولة السورية، مع ما يجلبه ذلك من مخاطر على المنطقة برمتها. في لعبة الصراع المسلح ثمة حقيقة سياسية باتت معلومة تفيد بأنه من غير المسموح به دولياً لأي طرف من أطراف الصراع تحقيق حسم عسكري واضح ، بل إنهاك قوى جميع الأطراف المتقاتلة لتقبل أخيراً بالحل السياسي التفاوضي. فليس خافيا أن قوى المعارضة المسلحة الأساسية يغلب عليها الطابع المتطرف الإرهابي، وهي ليست خيارا دوليا أو إقليميا بديلا للنظام ، رغم تلقيها الدعم من بعض الأطراف الإقليمية والدولية، لكن من جهة أخرى ليس بقاء النظام الحالي برئاسة الأسد خيارها أيضاً، لكنها مع ذلك تخشى من حصول مفاجآت غير متوقعة من قبيل انهيار مؤسسات الدولة، وخصوصا انهيار المؤسسة العسكرية، التي هم حريصون على بقائها ليس كلاحم لبقاء الدولة فقط ، بل للمساعدة في القضاء على القوى الإرهابية التي استفحل خطرها في سورية وفي عموم المنطقة. في هذه الظروف الجديدة بدأ التحرك الدولي لإيجاد حل للأزمة السورية، وأعطيت التوجيهات للسيد ديمستورا ليغير اتجاه تحركه نحو استطلاع أراء السوريين والدول الإقليمية المؤثرة في الساحة السورية حول أفضل الحلول الواقعية للأزمة السورية.
في لقاءات ديمستورا المبرمجة مع نحو ثلاث مائة شخصية سورية معارضة وموالية، ومن المجتمع المدني، إضافة إلى عدد من الدول المؤثرة في الداخل السوري يلفت الانتباه طبيعة الأسئلة التي يوجهها ومساعديه إلى زوارهم في قصر الأمم المتحدة في جنيف، وهي بالتأكيد أسئلة مفكر فيها، وليست اعتباطية، أو من وحي اللقاءات. مثلا غالبا ما يتم افتتاح بنك الأسئلة بسؤال حول رؤية الزائر للخروج من الأزمة، وفي الجواب عن هذا السؤال يتقرر أحيانا مدى استمرار اللقاء. بعض من زائريه يكرر الاسطوانة المعروفة حول ضرورة الحسم العسكري، وان لا مخرج من الأزمة بغير ذلك. عند هذا الجواب يتدخل ديمستورا أو أحد مساعديه ليذكر الزائر بأن لا حل عسكري للأزمة، ويطلب منه بدبلوماسية إذا كان لديه شيئا مكتوباً حول الرؤية المطروحة أن يسلمه، ومن ثم ينهي اللقاء. وبحسب ما أفادت به مصادر قصر الأمم المتحدة في جنيف فإنه أضطر إلى إنهاء لقاءات مع بعض السوريين بصورة تكاد تكون غير دبلوماسية عندما شعر بأن زائره جاء ليلقي ببيانات حربية فقط، أو بآراء هي أقرب إلى الشطح. لكنه في حالات أخرى كان يمدد زمن اللقاء مع بعض الوفود إلى أبعد من الوقت المحدد عندما كان يشعر بأن لدى محدثيه أراء سياسية واقعية، وتحليلات للأوضاع رصينة وموضوعية، وحلولا مقترحة ممكنة.
شملت قائمة أسئلة ديمستورا وطاقمه طائفة من الأسئلة الجدية والمتنوعة التي تحيط بجميع جوانب الأزمة في سورية مثلا: هل من احتمال أن ينهار النظام بصورة مفاجئة؟ ما هو مصير الأقليات؟ وما هي طبيعة المخاطر التي تتهددها؟ وما هو دورها في المستقبل؟ هل الشعب السوري يفضل إسقاط النظام أم وقف الحرب؟ ما طبيعة النظام السياسي المنشود؟ ما هي حظوظ تطبيق بيان جنيف؟، وما هي المداخل الواقعية إلى ذلك؟ كيف ترون هيئة الحكم الانتقالي؟، وما هي طبيعتها؟، وما هي الصلاحيات التي ينبغي أن تتمتع بها؟. هل رحيل الأسد شرط مسبق للتوصل إلى حل سياسي للأزمة؟ وفي حال بقائه ما هي الصلاحيات التي سوف يحتفظ بها خلال المرحلة الانتقالية؟ هل تقبل بالأسد منافساً في الانتخابات المقبلة المحتملة؟ هل تفضل الدولة المركزية أم الدولة اللامركزية؟ ما هو رأيك بتجربة الإدارة الذاتية الكردية؟ وهل يمكن تطبيقها على مناطق أخرى في سورية؟ كيف يمكن معالجة مسألة التطرف؟ ما هو الموقف من المسلحين؟ وغير ذلك من قائمة طويلة من الأسئلة كان يختار منها ديمستورا وطاقمه ما يتناسب مع طبيعة الزائر.
من المقرر أن تستمر لقاءات ديمستورا مع سوريين وغيرهم إلى قبيل موعد تقديم تقريره الدوري إلى مجلس الأمن في شهر حزيران القادم.باعتقادي لن يكون تقري ديمستورا غير عادي، فمواقف جميع الفرقاء السوريين والدوليين من الأزمة في سوري معلومة. المفاجأة التي ينبغي توقعها سوف تحصل، في الأغلب الأعم ، في مكان أخر، في موسكو تحديدا، حيث يجتمع، لأول مرة، فريق من الفنيين والخبراء الأمريكان مع نظراء لهم من الروس للبحث في كيفية الخروج من الأزمة السورية، مع الحفاظ على الدولة السورية، ووحدة سورية، والتفرغ من ثم لمحارب التطرف والإرهاب. لكن حول ذلك سوف يكون لنا حديث آخر.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سياسية في المشهد العسكري في سورية
- احياء مسار جنيف من جديد
- بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-
- تحولات استراتيجية خطيرة
- دائرة النفوذ الإيرانية
- الحل خطوة خطوة على الطريقة الروسية
- اغتيال الحلم
- تحولات سياسية استعدادا لمواجهة بين قطبين مذهبيين
- تمرين تركي لمنطقة عازلة في سورية
- هل تنجح موسكو فيما فشلت فيه جنيف
- حقيقة الموقف الأمريكي من الأزمة السورية
- ما بين لقائي القاهرة وموسكو عشر نقاط سحرية
- حقية دور روسيا في الأزمة السورية
- هل يشهد عام 2015 حلا للأزمة السورية
- خارطة طريق لانقاذ سورية
- وادي الضيف واليوم التالي
- الربيع العربي- وراء در
- المهمة شبه المستحيلة
- موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-
- اقتصاديات العنف في سورية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو