أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - المهمة شبه المستحيلة














المزيد.....

المهمة شبه المستحيلة


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المهمة شبه المستحيلة
منذر خدام
بدأ الموفد الدولي الجديد ستيفان دي ميستورا زيارته الأولى إلى دمشق بتاريخ 9/9/2014 ، بلقاء الأسد ووزير خارجيته، عارضا عليهما خطته التي صارت تعرف بالتسوية من "تحت إلى فوق". دي ميستورا هو الموفد الدولي الثالث الذي يخلف السيد كوفي عنان و السيد الأخضر الإبراهيمي ، وكلاهما كانا في الوقت ذاته موفدين دوليين وعربيين، في حين السيد ميستورا قد تحرر من التكليف العربي له. لقد وضع السيد كوفي عنان في حينه ما صار يعرف بالخطة ذات النقاط الست، والتي حملت اسمه لاحقاً، وحظيت في حينه بدعم ظاهري، على الأقل، من الدول المعنية بالأزمة السورية لكن كوفي عنان سرعان ما اكتشف أن مهمته محكومة بالفشل لعدم وجود إرادة دولية تدعمه بما يكفي لكي ينجح فاستقال احتراما لتاريخه الدبلوماسي الطويل ولسمعته بعد نحو ستة أشهر من بدئها..
خلف السيد الأخضر الإبراهيمي كوفي عنان في مهمته، وهو أيضا من الشخصيات الدبلوماسية الدولية المرموقة، لكنه هو الآخر اضطر للاستقالة منها بعد نحو سنة وستة أشهر من مباشرته لعمله. ومع أن الظروف التي بدأ فيها الأخضر الإبراهيمي عمله على انجاز مهمته كانت ملائمة نسبيا، بالمقارنة مع سلفه كوفي عنان، خصوصا لجهة وجود مرجعية متفق عليها من قبل نحو خمسة عشر دولة عربية وإقليمية من بينهم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التي شكلت في حينه مجموعة العمل من أجل سورية، والتي صدر عنها خارطة طريق مفصلة لكيفية حل الأزمة في سورية، والتي صارت تعرف ببيان جنيف1، لكنه اكتشف لاحقاً أن الإرادة الدولية لحل الأزمة لم تنضج بعد، إضافة إلى استمرار النظام والمعارضة بتمسكهما بخيار الحسم العسكري. ومع أن السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة كان شديد الحرص على بقائه في مهمته، ووعده بأنه سوف يبذل ما باستطاعته لتذليل العقبات من أمامه، خصوصا لجهة اختلاف تفسير بيان جنيف1 بين الروس والأمريكان، وإزالة الغموض من بعض فقراته، لكن الأخضر الإبراهيمي أضطر لتقديم استقالته أخيراً.
لقد تغيرت الظروف كثيراً اليوم في المنطقة، وعلى الصعيد الدولي، وصارت أكثر تعقيدا وتناقضاً، وهي في مجملها تشير إلى صعوبة نجاح دي ميستورا في مهمته. بداية انفجرت الأزمة في أوكرانيا وصار الروس خصما سياسياً لأمريكا بدلا من كونهم شريكا في العملية السياسية المتعلقة بسورية ، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يشاركا معاً من جديد في تأمين الغطاء السياسي لمسار جنيف التفاوضي بين النظام والمعارضة السورية. وأكثر من ذلك، ونتيجة لأحداث أوكرانيا، صار الروس أكثر تشددا في دعمهم للنظام، وتبني خياراته السياسية، خصوصا لجهة دعم خيار تفاوضي جديد يسميه النظام " سوري- سوري " بعيدا عن مسار جنيف.
من جهة أخرى، صارت قوى الإرهاب متمثلة بداعش والنصرة وغيرهما ، تهدد جميع دول المنطقة خصوصا بعد سيطرة داعش على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وبذلك تقدمت أولويات جديدة على مسار العملية السياسية في سورية. للوهلة الأولى يبدو أن خطر الإرهاب الذي وحد المواقف الدولية والإقليمية والعربية لمواجهته، وجعل أمريكا تنخرط بصورة مباشرة لمحاربته، وقامت بتشكيل تحالف دولي لهذا الغرض، استنادا إلى القرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن بالإجماع، وفق الفصل السابع، سوف يعمل على تنشيط الحل السياسي للأزمة في سورية، ويسهل مهمة دي ميستورا، باعتبار أن الصراع الجاري فيها يشكل مفرخة لقوى الإرهاب المحلي والدولي، لكن الواقع يقول غير ذلك. فجبهة محاربة الإرهاب ليست محكمة، بل فيها ثغرات كثيرة، فتركيا مثلا لديها وجهة نظر مختلفة، و روسيا وإيران غير مرتاحتين للحلف الأمريكي ألأنتي داعشي بذريعة مخالفته للقانون الدولي وعدم التنسيق مع نظام الأسد. ومن جهة ثانية فإن إستراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة داعش في سورية تلحظ بقاء الصراع مفتوحاً معها على الأقل لمدة ثلاث سنوات ، كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما. بل هناك قراءة سياسية أمريكية تقول بأنه لا ينبغي القضاء على داعش في سورية حتى لا يصب ذلك في مصلحة النظام، بل ينبغي استخدامها للضغط عليه، على الأقل إلى حين إعادة تشكيل الجيش الحر وتقويته.
من جهتها تبدو الولايات المتحدة الأمريكية متحفظة على خطة دي مستورا، يشاركها في ذلك الاتحاد الأوربي، خصوصا لجهة تأمين هذه الخطة، وضمان تقيد النظام بها. لذلك يطرحون مسألة وجود مراقبين دوليين على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار، وتدفق إمدادات الإغاثة وغيرها. يحاول دي مستورا التقليل من تحفظ أمريكا وحلفاؤها على الخطة من خلال تضمينها بنودا تحول دون تحرك القوات النظامية من مكانها إلى مناطق أخرى.
على المقلب الآخر فقد قرأ النظام السوري قرار مجلس الأمن الدولي2170 على أنه برهان على صحة مواقفه، وهذا يدفعه للتشدد في رفض مسار جنيف السياسي، ولذلك بدأ يروج لما يسمى بالحوار "السوري –السوري"، وتحدث بذلك مع الموفد الدولي دي ميستورا. واللافت أن الروس يدعمون هذا المسعى الجديد، ويتحدثون مع كثير من قوى المعارضة بهذا الخصوص، ويروجون لإمكانية التحضير لمؤتمر يجمع الأطراف السورية المعنية في موسكو. ومع أن النظام السوري لم يرفض خطة دي ميستورا مباشرة كما راهن على ذلك كثيرون ، بل استمهل للدراسة، لكن ما تسرب من أوساطه يبين أنه وضع شروطا لقبول الخطة منها الامتناع عن تزويد المعارضة المسلحة الموجودة في المنطقة المقترحة لتجميد القتال فيها بالسلاح والمال، وان تتولى أجهزة الدولة السورية تأمين الخدامات وإدارتها في المنطقة المعنية بالتجميد، وأن تتولى الشرطة مسؤولية الأمن، وهذه شروط من المستبعد أن تقبل بها المعارضة المسلحة والدول الداعمة لها.
بانتظار الزيارة المرتقبة للسيد دي ميستورا إلى دمشق قريبا، يبقى السؤال هل سوف ينجح دي مستورا في إزالة العقبات من أمام خطته ، أم أنه سوف يعلن فشله فيستقيل كما هو مرجح.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-
- اقتصاديات العنف في سورية
- حيتان السلطة
- عندما تمارس السياسة والثقافة ب - المقاولة --حازم نهار نموذجا ...
- تيفان دي ميستورا والمهمة شبه المستحيلة
- الأسد يخون معارضيه - قراءة في خطابه الأخير -
- نظام يجيد تفويت الفرص
- الانشقاقات المعاكسة
- هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد
- غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري
- مسار التفاوض الموازي
- أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
- مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
- اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - المهمة شبه المستحيلة