أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به














المزيد.....

مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلما يتم أخذ رأي الناس العاديين بالشؤون السياسية العامة، عداك عن مطالبهم، رغم أنهم هم الذين يدفعون ثمن الصراع المسلح الجاري في سورية على شكل قتل، أو تهجير، أو تدمير للبيوت والممتلكات. لقد صار أكثر من ثلثي السكان السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وهناك مالا يقل عن نصفهم يعيش تحت خط الفقر المدقع، عداك عن تهديم أكثر من مليون ونصف مليون بيت، وتعطيل نحو ستون بالمائة من الطاقة الاقتصادية للبلد، وتشريد نحو ثمانية ملايين شخص عن بيوتهم في الداخل أو في الخارج، وسقوط مالا يقل عن مائتي ألف سوري قتيلا ضحية للعنف، وهناك مالا يقل عن هذا العدد من الجرحى ومثلهم من المعتقلين في سجون النظام أو في معتقلات المجموعات المسلحة. رغم كل هذه المعطيات الكارثية الفاجعة التي يتحمل النظام، بالدرجة الأولى، المسؤولية عنها، تشاركه جزئياً قوى المعارضة السياسية والعسكرية بعض المسؤولية، فإنها مع ذلك لا تنفك تتحدث باسم الشعب السوري دون أن يفوضها أحد بذلك.
كان لافتاً، أنه منذ أن أُعلن عن الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن عقد مؤتمر جنيف2 كمخرج سياسي للأزمة السورية، بدأ يتغير مزاج الناس كثيراً عما كان عليه خلال السنتين الماضيتين، بحيث يمكن رصد تحولات جوهرية في مواقفهم سواء أكانوا مؤيدين للمعارضة، أو للسلطة. في بداية الانتفاضة كان الاستقطاب حاداً جداً بين المؤيدين والمعارضين، كل منهم ينظر إلى الطرف الآخر كعدو ينبغي هزيمته وسحقه. في معركة التعبير عن المواقف هذه غالباً ما كانت تسيطر في لغة الخطاب كلمات ومصطلحات اتهامية متطرفة من قبيل خائن، وعميل، ومجرم، وكافر، وغيرها من مصطلحات وصفية حادة وقطعية.
اليوم، الأغلبية الساحقة منهم، مؤيدين ومعارضين، يتطلعون إلى المسار السياسي المحتمل الذي سوف يدشنه مؤتمر جنيف2 في حال انعقاده. لذلك نراهم يعيدون استطفافهم السابق بحيث يأخذ معياراً حاسما له: من هو مع الحل السياسي ويدعمه، ومن هو ضد الحل السياسي. من هذا المنطلق لم تعد أمريكا في ذات المنزلة من العداء لدى مؤيدي النظام، كما لم تعد روسيا شريك النظام في قتل السوريين، فحسب، بحسب منطوق الخطاب المعارض، بل داعمة للحل السياسي التفاوضي. بالطبع هذا الاصطفاف الجديد للسوريين لم يأخذ بعد صورته المتبلورة الناجزة، فلا يزال يشوبه لدى كثيرين منهم بعض التردد، تحت ضغط الجروح الغائرة التي تسبب بها العنف في سوريا من كلا الطرفين، وهذا يتضح من خلال أسئلتهم، ومن خلال الانفعالات التي ترافقها والتي يصعب التعبير عنها كتابة، لكن، بصورة عامة، يمكن اعتبارها انفعالات ايجابية تعكس الرغبة في انعقاد مؤتمر جنيف ونجاحه في إيجاد تسوية للأزمة في السورية والتي دخلت إلى كل بيت فيها.
السؤال الذي يتقدم على ما عداه من أسئلة لدى الجميع هو: هل سوف يعقد مؤتمر جنيف2 حقاً؟! هنا تكاد تكون أجوبة الناس منضوية في إطار مجموعتين من الأجوبة؛ الأولى منها تجدها لد المتفائلين بقرب حل الأزمة، بعد أن وصل الخيار العسكري إلى طريق مسدود. ضمن هذه المجموعة يمكن ملاحظة طيف من الأجوبة يتفاوت بحسب الانتماء الاجتماعي للشخص وبحسب مستواه الثقافي، والثمن الذي دفعه خلال الأزمة. البعض يكاد يكون قطعياً في موقفه من انعقاد مؤتمر جنيف2، وفي تفسيره لموقفه القطعي هذا يركز إلى غلبة الطابع الدولي للأزمة السورية اليوم على طابعها المحلي ، ولذلك يعتقد أصحاب هذا الرأي أن التفاهمات الروسية الأمريكية لحل الأزمة جاهزة تنتظر الإخراج المناسب، وأن الدولتين قد أعدتا تفاصيل المؤتمر، وحددتا مسبقا ما سوف ينتج عنه، وما على الآخرين سوى التوقيع. اللافت أن هذا الموقف الحدي يسجل حضوراً أكثر لدى مناصري النظام من المتعلمين خصوصا ولدى الجمهور الأقرب إلى نقد النظام من معارضته. لكنه يشاهد أيضا لدى بعض الجمهور المعارض الذي كان حتى وقت قريب لا يقبل أقل من إسقاط الرئيس ومحاكمته، في موقف غير سياسي في الغالب الأعم، وهو اليوم قد يئس من إمكانية تحقيق ذلك. إن من يقول بهذا الرأي يعتقد أن المؤتمر سوف ينجح في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، لأن الدول الراعية له لن تسمح بفشله.
الرأي الأكثر انتشارا ضمن هذه المجموعة يغلب عليه الحذر،إذ يعتقد أصحابه بأن المؤتمر سوف ينعقد في نهاية المطاف، لكن بعد تذليل العقبات التي تعترضه وهي ليست قليلة. وإن مسار جنيف طويل قد يستغرق أشهرا وربما سنوات، لأن جميع الأطراف الفاعلة على الأرض تريد تغيير موازين القوى لصالحها، بحيث تنعكس في نتائج المؤتمر. ينتشر هذا الرأي كثيرا في أوساط المتعلمين الذين يمكن وصفهم بالمستقلين، يجمعهم النقد المشترك للنظام والمعارضة في الوقت ذاته.
في المجموعة الثانية تسود الآراء والمواقف القصووية الحدية، من الطرفين المعارض والموالي، فهي بالأساس لا تؤمن بالحل السياسي، وترفض جميع المبادرات السياسية، ولا تؤمن بمؤتمر جنيف، وسوف تعمل على عدم انعقاده، وإفشاله في حال انعقد. لا أتحدث هنا عن القوى المتطرفة في السلطة والمعارضة، وخصوصا المسلحة منها، بل عن الجمهور المناصر لكل منهما. للأسف يغلب على مواقف وأراء هذه المجموعة الطابع الطائفي. هم يرون أن لا سبيل للحل في سورية إلا بتحقيق نصر عسكري ناجز على الأرض، نظرا لتعارض كلا الخيارين السياسيين للسلطة والمعارضة. فمن منظور السلطة يرى هؤلاء أن الصراع هو مع جماعات تكفيرية إرهابية متطرفة، تريد العودة بسورية إلى قرون للوراء من خلال إنشاء نظام سياسي إسلامي يعيد الخلافة الإسلامية. ومن جهة المعارضة ينظر هؤلاء للنظام على انه قاتل ومجرم ينبغي إسقاطه ومحاسبة جميع المسؤولين عنه بدءا من رئيسه.
في سورية السياسة غالبا ما تؤسس على الكراهية وليس على المصالح، ولذلك فهي بعيدة جداً عن الاستئناس بأراء الناس، الذين تزعم أنها تتحدث باسمهم، وهنا يكمن بعض جذور الكارثة التي تعاني سورية منها اليوم.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع
- عفوا مانديلا نحن غير
- للامنطق في - منطق الثورة والمعارضة-
- السوريون وخطة كوفي عنان
- روسيا والدم السوري المسفوح
- مبادرة كوفي عنان إنقاذ للنظام السوري
- عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً
- النظام السوري والمآل المحتوم
- حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي
- رؤية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في ...


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به