أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً















المزيد.....

عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد انقضاء عام على ثورة الشعب السوري في سبيل الحرية والكرامة، وبناء نظام سياسي ديمقراطي يؤسس بدوره لبناء دولة مدنية على أساس المواطنة والمساواة والعدالة، من المفيد التوقف للحظة والقيام بمراجعة نقدية لأحداث هذا العام، من أجل تمكين الثورة والإسراع في إسقاط النظام.
منذ بداية ما صار يعرف بالربيع العربي الذي صار البوعزيزي التونسي علامة عليها، وامتداده إلى مصر لم يكن احد من المتابعين أو المهتمين بالشأن السوري يتوقع امتداد هذا الربيع إلى سورية ما عدى استثناء وحيد ربما مثلته المقالة المنشورة بتاريخ 6/3/2001 بعنوان " أفاق الزمن القادم". لكن الربيع العربي أزهر في سورية بفضل أطفال درعا وغباء السلطة السورية(الصدفة الضرورية)، انتفاضة شعبية سرعان ما أخذت تكتسب زخما يوما بعد يوم مستلهمة ثورات الربيع العربي التي سبقتها أو حايثتها زمنيا. إنها اليوم ثورة شاملة على الاستبداد السياسي، لكنها في الغد سوف تكون بالضرورة ثورة شاملة على الاستبداد في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقانونية وغيرها.هذه هي طبيعة الثورات التاريخية تخلخل كل شيء مستقر تمهيدا لتغييره باتجاه أفق جديد بدأت ترسمه، إنه أفق الحرية والديمقراطية وسيادة القانون الذي لا محيد عنه...
لقد بدأت الثورة السورية في درعا واستمرت على مدى أسبوع كامل، في حين كانت المحافظات الأخرى تتردد في النزول إلى الشارع تحت ضغط الخوف المتراكم في النفوس من جراء عنف النظام وبطشه. وعندما خرجت اللاذقية بعد نحو أسبوع على خروج درعا شكل ذلك تحفيزا قويا لبقية المدن السورية التي بدأت تخرج تباعاً لتشمل الثورة خلال بضعة أشهر أغلبية المحافظات السورية، في تعبير واضح عن نضج الظروف الموضوعية للتغيير. لقد حررت الثورة الشعب السوري من الخوف لينطلق في مظاهرات سلمية احتجاجية غصت بها شوارع مدن وبلدات وقرى محافظات درعا وحمص وحماه وإدلب ودير الزور وغيرها من مناطق سورية. لم تكن تستهدف الثورة في أشهرها الأولى إسقاط النظام، بل إصلاحه، لكنها تحت ضغط النظام العنيف عليها، وتلكئه في الاستجابة لمطالب الشعب انتقلت الثورة إلى رفع شعار إسقاط النظام ومن ثم المطالبة باستقالة الرئيس، بل إعدامه، وقبل أن تودع الثورة عامها الأول بدأت الدعوات إلى التسلح تطرد ما عداها من شعارات. لقد شكل التحول السريع في شعارات الثورة من "الشعب السوري يريد الحرية"، " حرية للآبد رغما عنك يا أسد"، واحد واحد الشعب السوري واحد" ، الشعب السوري يريد تغيير النظام"، الشعب السوري يريد إسقاط النظام"، وغيرها من الشعارات الوطنية الجامعة، إلى الشعارات الداعية للعنف صراحة والتي ترافقت مع بعض الشعارات الطائفية هنا وهناك انحرافاً خطيراً في مسار الثورة. بالطبع حصل كل ذلك كرد فعل على قمع النظام المتزايد للحركات الاحتجاجية وما تسبب به من سقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمشردين والمفقودين، لكن الانحراف عن مسار الثورة السلمية كانت له نتيجتان خطيرتان على الثورة: النتيجة الأولى تمثلت في زيادة سعار النظام وتغوله في قمعها مستفيدا من أوضاع دولية مرتبكة في كيفية التعامل مع الثورة السورية، وكذلك، وهذا مهم جداً، استفادته من دعم حلفائه له إلى أقصى حد. أما النتيجة الثانية فقد تمثلت في نجاحه في تحييد الأقليات إلى حد كبير، وإبقائه قطاعات ليس قليلة من الشعب السوري خصوصا في دمشق وحلب صامتة، إضافة إلى تماسك حلفه غير المقدس مع فئة رجال الدين والطبقة البرجوازية شريكته في نهب الاقتصاد الوطني وتخريبه.
لكن من جهة أخرى أدى تمادي النظام في القمع، حتى وصل في الشهر الأخير من عام الثورة الأول إلى اجتياح قواته العسكرية والأمنية لأغلب محافظات سورية مخلفة وراءها دمارا شاملا وكوارث إنسانية يصعب إزالة أثارها في المستقبل القريب، إلى جملة من النتائج الخطيرة عليه. بداية ازدادت عزلته العربية والدولية، حتى لم يبقى له علاقات خارجية إلا مع روسيا والصين وإيران. وثانيا ازداد الحصار الاقتصادي على سورية مما تسبب في حصول نقص حاد في الكثير من مستلزمات الإنتاج، وفي سلع الاستهلاك النهائي، وفي انخفاض قيمة العملة السورية في مقابل الدولار وغيره من العملات الصعبة. وثالثا بدأت اللحمة المجتمعية التي تسبب هو في حصول تشوهات خطيرة فيها تنعكس على بنيته. ورابعا خسر دفعة واحدة ديماغوجيته الأيديولوجية الممانعة كاشفا عن ارتباطات وتحالفات دولية مشبوهة بصورة موضوعية أو متفق عليها.
لقد افتقدت الثورة السورية منذ البداية إلى القيادة السياسية التي توجهها وتصوغ لها شعاراتها وأهدافها المرحلية والنهائية، وتمثلها بصورة صحيحة أمام الخارج، مما جعلها تقع في تجريبية فجة في كثير من الأحيان. وفي مرحلة لاحقة عندما لاحت إمكانية ولادة هذه القيادة، إلا أن النزعات الحزبية وذكريات الماضي والتدخلات الخارجية حالت دون ولادتها بصورة سليمة. إن وجود تعبيرات سياسية متعددة تتنافس فيما بينها على تمثيل الثورة أفاد النظام منها كثيراً للأسف. لذلك فإن القوى السياسية السورية، مع بداية العام الجديد من عمر الثورة، مدعوة إلى التوقف عن صراعاتها الدونكيشوتية والتوجه نحو تنسيق سياساتها ونشاطاتها وتشكيل لجنة تنسيقية خاصة لهذا الغرض.
وإذا كان ليس من خيار أمام الشعب السوري سوى الاستمرار في ثورته حتى النصر، فإن تمادي النظام في خياراته الأمنية سوف تعجل من انهياره لا محالة. لقد صار النظام عبئا على حلفائه، وصار مشكلة إقليمية ودولية، في حين يزداد يوما بعد يوم أصدقاء الشعب السوري. في ضوء ذلك ليس غريباً أن تنشط في الآونة الأخيرة المساعي الدولية لإيجاد حل سياسي لما صار يعرف بالأزمة السورية. في هذا المجال لا بد من التذكير بأن الساحة السياسية هي ساحة معارك حقيقية لا تقل ضراوة عن ميادين التظاهر والقتال، لذلك ينبغي الاستعداد لها. ومع أن مطالب الشعب السوري واضحة وهي غير قابلة للتفاوض، فلا بديل عن رحيل النظام ولا بديل عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية، مع ذلك سوف تجد المعارضة السياسية وقوى الحراك الشعبي كثير من الدول العربية وغير العربية إلى جانبها تدعمها بالخبرة والمشورة في أية مفاوضات محتملة مع النظام لتنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية التي صارت محط إجماع عربي ودولي. بفضل الحراك الشعبي السلمي على الأرض، والدور السياسي المدروس والمنسق للمعارضة السياسية، ودعم أصدقاء الشعب السوري سوف تنتصر الثورة السورية لا محالة.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري والمآل المحتوم
- حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي
- رؤية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في ...
- عندما تأسرنا الكلمات
- النظام الذي نريد اسقاطه
- سأظل أقتلكم حتى ترفعو السلاح
- دلالات اجتياح حماة
- مجريات وثائق المؤتمر التشاوي لبعض المستقلين والمعارضين غير ا ...
- قراءة متانية في خطاب الرئيس بشار الأسد
- قراءة في رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سورية السياسي
- عبد الرزاق عيد وإعلانه في الخارج
- بمثابة مبادرة وطنية للانتقال السلمي المتدرج والآمن من النظام ...
- أفاق الزمن القادم
- الثورة في تونس وفي مصر بين القطع البنيوي والقطع التطوري
- عندما ينكشف المستور
- ليس بالخبز وحده يحي الإنسان
- شفافية الاقتصاد السوري
- حداثة أم تحديث؟!
- الدولة الحديثة في المفهوم وفي التاريخ
- ماهو النظام السياسي الملائم للعرب؟


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً