أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عندما ينكشف المستور















المزيد.....

عندما ينكشف المستور


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لماذا التاريخ لا يفتح سوى باب واحد لحكامنا، هو الباب المفضي إلى مزابله ونفاياته القذرة، رغم كل الألقاب المهيبة التي يمنحوها لأنفسهم ( المهيب، حكيم الأمة، القائد، الزعيم.....)، وأرغموا شعوبهم على تردادها مصحوبة بالروح بالدم... حتى صدقوها هم أنفسهم ". بهذه الكلمات كان احد معارفي يبدأ دائما حديثه معي عندما نلتقي، وقد حفظت عنه هذا التساؤل حتى صار كلمة مفتاحية أو خاتمة لازمة لأي حديث لي في السياسة. وبعد أن خرجت من السجن في خريف 1994 حيث أمضيت فيه ما يقارب الثلاث عشرة سنة، جاء لزيارتي، وقبل تبادل السلام والتحية فاجأني بقوله:" لماذا التاريخ... " وقد اعتبرت قوله هذا أجمل تحية حييت بها، رغم أنني كنت على قناعة بأنه لم يعد يعني ما يقوله نظرا لتبدل أحواله... وقبل ما ينوف على الشهر وكان بوعزيزي لا يزال مشتعلاً التقيته صدفة على هامش أحد المؤتمرات العلمية، فبادرته بالتحية السؤال عينه، لكنه هذه المرة جفل من تحيتي، وتأبط زراعي، ودفعني جانباً، وهو يهمس متلفتا حوله: هل صحيح ما يشاع أن جميع من ناصر الحكام سوف يرمون في مزبلة التاريخ؟ فقلت له مبتسما: الباب إلى مزبلة التاريخ لم يعد على ما يبدو مفتوحا بمصراع واحد ليدخل منه الحكام، إذ فتحه بوعزيزي على مصراعيه ليتسع لأعوانهم، ومن ناصرهم، ومن شاركهم لعبة الفساد والإفساد، ومن رضي أن يكون من أدواتهم في قمع شعوبهم، فهل أنت واحد من هؤلاء؟!!!! فتلعثم لسانه بجواب غير مفهوم وانسحب.
نعم؛ كثيرون الذين تتلعثم ألسنتهم على امتداد الوطن العربي هذه الأيام، لكن أولائك الذين صارت حناجرهم تصدح بأصوات عالية : نريد الحرية.. نريد الديمقراطية .. نريد الكرامة ... نريد إسقاط الأنظمة الفاسدة ومحاسبتها، صارت أكثر بكثير. إنهم غالبية الشعوب العربية، التي سئمت معالجة المنكرات بأضعف الإيمان، فأعملت فيها عقولها وأيديها. لقد فتح البوعزيزي، وخالد سعيد و وغيرهما من شهداء ثورة الشعب العربي في تونس وفي مصر الباب الآخر للتاريخ، الباب المفضي إلى المجد، بعد أن كان قد انتهى من تعبيد الطريق إليه عشرات الآلاف من المناضلين العرب في سبيل الحرية والديمقراطية والكرامة والتنمية الوطنية، الذين زجت بهم أنظمة الاستبداد العربي في غياهب السجون خلال العقود الماضية، أو استطاعوا الإفلات من عسسها.
لقد كشفت ثورة الشعب العربي التونسي، وكذلك انتفاضة الشعب العربي المصري المستور عن الحكام وأجهزتهم وأدواتهم، فظهر تحته لصوص وعملاء وقتلة، سرقوا خيرات بلادهم، ورهنوا بلدانهم لمشيئة الخارج، وسلطوا كلابهم وأدوات قمعهم على المثقفين والمفكرين والعلماء والإعلاميين وطلاب العيش بكرامة.... على كل ما يكون عقل الأمة وإرادتها الحرة. لقد صار معلوماً حجم ثروة بن علي وحاشيته وعائلته المنهوبة من عرق وجهد الشعب التونسي، والتي تفوق حسب بعض التقديرات بضع عشرات المليارات من الدولارات المهربة إلى الخارج. كما صار معلوما حجم ثروة اللامبارك وعائلته وحاشيته في مصر، والتي بلغت بحسب آخر تقدير لها نحو70 مليار دولار، مقابل مديونية عامة لمصر تبلغ نحو 22 مليار دولار. ومنذ بعض الوقت، وبعد أن كشف المستور أيضا، تتداول أوساط سورية واسعة أكاديمية وغير أكاديمية بعض الأرقام عن الأموال التي هربت من سورية خلال العقود الأربعة الماضية، والتي تبلغ نحو 135 مليار دولار. وتتداول هذه الأوساط أيضاً أرقاماً عن ثروة رفعت الأسد وعبد الحليم خدام التي هرباها إلى الخارج، والتي تقدر بالنسبة للأول بأكثر من عشرة مليارات دولار، وللثاني بنحو بضعة مليارات، ولا شك بأن المستور أعظم بكثير......
لقد صار يدرك أي تونسي ومصري اليوم، بل وكل عربي على امتداد الوطن العربي سبب البؤس والشقاء الذي يعانيه، ففي كل قطر عربي ثمة زين وحسني وقزافي....وثمة طرابلسي، واحمد عز، وجمال وسيف..... والأهم انه أصبح يدرك أكثر أيضا أن حريته وكرامته المستردة لا تقدر بكل ثروة بن علي ومبارك وعائلتيهما وزبانيتهما وثروات أمثالهما من الحكام العرب. لقد ظن حكامنا المستبدون أن باستطاعتهم إبقاءنا كائنات بيولوجية هزيلة فحسب، حتى جاء البوعزيزي ورفاقه من شهداء ثورة تونس وانتفاضة شعب مصر ليكشفوا المستور عن الشعوب العربية ، فتبين تحته ثوار كبار، وحكماء عظام، وإرادات لا تلين، إنهم الشباب الذين لم تلوثهم السياسة الاستبدادية الحاكمة أو المعارضة، إنهم صانعو المستقبل الحر الكريم، المستقبل الذي " يسمح لي بممارسة حقي بالانتخاب بحرية كاملة"على حد قول المخرج الكبير الراحل عمر أميرالاي. كم كان حلمة متواضعا في ظاهره، لكنه كم كان عظيماً في مغزاه. لنرفع الصوت عاليا في وجه الاستبداد: نريد الحرية، نريد الديمقراطية....نريد ممارسة حقوقنا في الانتخاب بحرية، نريد أن تكون مناصب الدولة وظائف، نريدها أن تكون مسؤولية لا امتيازاً، نريد من اللذين يتولوها أن يكونوا جديرين بها، نريدهم أناس عاديين من أمثال وائل غنيم أو نوارة نجم أو هشام مرسي.... نريدهم أناس نلقاهم في الشارع أو على الرصيف أو في الحقول... نريدهم أناس يحملون هموم الناس وكرامتهم وتطلعاتهم......ويستبدلهم الناس أيضا أو يستقيلوا من تلقاء أنفسهم عندما يشعرون بارتكاب أخطاء في أدائهم لوظائفهم...
إن ثورة الشعب التونسي، وخصوصا انتفاضة الشعب المصري المؤسسة لثورة عظيمة من ثورات التاريخ، قد فتحتا حقبة جديدة في تاريخ المنطقة العربية وشعوبها، سوف يتجاوز تأثيرها حدود إقليمها إلى مناطق أخرى في العالم، وذلك لأنها أولا ثورات شعبية بكل معنى الكلمة، وقد اندلعت خارج أية أجندة أيديولوجية ثانياً، وهي ثورات نظيفة من أية أجندات خارجية ثالثاً، وقد تميزت بانضباط عال وسرعة في التنظيم مذهلة رابعاً، وقد شكل الشباب متسلحا بالتكنولوجيا الحديثة محركها الأقوى خامساً، وهناك سادسا وسابعا وكثير غيرها مما يمكن عده لهذه الثورات لم يكن متوفراً في ثورات أخرى. إن ثورة من هذا الطراز لا توجد ساحة وطنية عربية عصية عليها بل كلها أصبحت في مسار الثورة، غدا الجزائر أو ربما اليمن، أو ربما ليبيا أو السعودية أو سورية...وإن غدا لنظاره قريب. إذا كانت الثورة في جميع الدول العربية آتية لا ريب فيها، فمن الحكمة أن نقول كلمة لبعض الحكام العرب وخصوصا الشباب منهم: باب التاريخ إلى المجد يمكنكم فتحه، فهل انتم ملاقون لرغبات شعوبكم فتبادرون انتم إلى إجراء تغييرات عميقة في أنظمة حكمكم تؤمن التحول من الاستبداد إلى فضاءات الحرية والديمقراطية. هل أنتم فاعلون؟ لا أظنكم فاعلون! في10/2/2011 الساعة الرابعة صباحاً



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالخبز وحده يحي الإنسان
- شفافية الاقتصاد السوري
- حداثة أم تحديث؟!
- الدولة الحديثة في المفهوم وفي التاريخ
- ماهو النظام السياسي الملائم للعرب؟
- في العلمانية وأشياء اخرى
- ما بين تركيا وإيران
- الصحوة الإسلامية: الأسباب والنتائج
- أنتم الأمناء لخزيكم
- الطريق السوري إلى الديمقراطية
- الأزمة المالية العالمية ونذر الركود
- السوريون ومفاوضات السلام مع إسرائيل
- بحثا عن المناقبية في العمل السياسي
- الليبرالية الجديدة
- في الاختلاف والتسامح والحرية والحوار....أو في العلمانية والد ...
- العنف واللاعنف في التاريخ
- مؤشرات الحكم الرشيد في الدول العربية
- الحكم الرشيد – الشفافية والمساءلة.
- الحكم الرشيد - سيادة القانون
- الحكم الرشيد-المشاركة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عندما ينكشف المستور