أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - السوريون ومفاوضات السلام مع إسرائيل















المزيد.....

السوريون ومفاوضات السلام مع إسرائيل


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المعلن والمؤكد في السياسة السورية هو إستراتيجية الحل السلمي لقضايا الصراع مع الكيان الصهيوني، وبالتالي فإن خيار التفاوض مع إسرائيل هو الخيار الوحيد الذي اعتمدته السلطة السورية بعد عام 1973. لقد عانت الأنظمة السياسة العربية، وخصوصا تلك الواقعة على خط المواجهة المباشر من إرباك و تخبط واضحين على صعيد الخيارات الاستراتيجة لكيفية التعاطي مع الهزيمة، التي اختصرت لدواعي التقليل من ثقلها وتأثيرها على العقل والوجدان والمصير العربي، وخصوصا على الأنظمة الحاكمة إلى نكسة. في سورية وبعد أن حسمت قضية ازدواجية السلطة في نهاية عام 1970 طرح شعار التسوية السلمية مع إسرائيل من خلال الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، في قطيعة واضحة مع خيار المقاومة وحرب التحرير الشعبية الذي كانت تتبناه القيادة السياسية السابقة، لكن هنا في حالة خيار الحل السلمي كما كان الحال مع خيار حرب التحرير الشعبية لم يكن ثمة وضوح للمسار، ولم يكن ثمة تأمين جدي وكاف لدعم النهج السياسي الجديد، خصوصا لجهة تأمينه بحد أدنى من عناصر القوة تجعل الطرف الآخر في المعادلة الصراعية، أعني إسرائيل وحلفاؤها، يقبلون به لا كنهج للاستسلام وبالتالي إملاء الشروط والقواعد التي يبنى عليها، بل كخيار يراعي حقوق كل طرف. لقد كان واضحا أن إسرائيل لن تقبل بديلا عن استسلام العرب وأنظمتهم، وبالتالي جاء رفضها لجميع المبادرات الدولية لحل قضية الصراع مع جيرانها بالطرق السلمية بما فيها قرار مجلس الأمن 242 تعبيرا منطقيا عن رؤيتها لمسار التسوية الذي تريده.
بعد حرب تشرين في عام 1973 والصمود الذي أبداه العرب في ساحة المعركة العسكرية، بل وإلحاق خسائر جدية بجيش إسرائيل على جبهات القتال السورية والمصرية، عمدت إسرائيل بمعاونة حلفائها لتغيير تكتيك التعاطي مع الخيارات المطروحة لحل قضية الصراع مع العرب، دون التخلي عن رؤيتها الإستراتيجية للحل والقائمة أساسا على فرض شروطها على الأطراف العربية.
أما بالنسبة للأطراف العربية فقد كانت الحرب من حيث الشكل تعزيزا لخيارهم السلمي التفاوضي، ومن حيث الواقع والمضمون فقد كانت تحققا فعليا للعقل السياسي العربي المهزوم. فبدلا من أن تؤسس نتائج الحرب الميدانية لقوة تفاوضية تحقق للعرب نوعا من التوازن على طاولة المفاوضات، فقد كانت غطاءا للهزيمة الفعلية وتحقيقا للرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية القائمة أساسا على فرض الإملاءات على العرب. لقد تجلى ذلك بصورة واضحة في زيارة السادات للاسرائيل في سابقة فريدة من نوعها في التاريخ، يذهب فيها "المنتصر " إلى عند "المهزوم" ليطلب منه السلام. لقد شكلت الزيارة تحققا فعليا لهزيمة الإرادة لدى العرب، التي لا تكون الهزيمة السياسية ناجزه إلا بها، تلك الهزيمة التي عبرت عنها اتفاقيات السلام المبرمة بين مصر والأردن من جهة وإسرائيل من جهة أخرى بصورة واضحة وجلية. هنا يطرح السؤال الآتي: لماذا تخلفت سورية عن الدول العربية الأخرى ولم تبرم اتفاقية سلام مع إسرائيل؟ الجواب يكمن في المسائل الآتية:
أ- النهج السياسي السوري الذي لا يقبل أقل من الندية في العملية التفاوضية، والذي تم تسويقه تحت عنوان الكرامة الوطنية.
ب- طبيعة الشعب السوري وعروبته الفائضة، وعلاقاته التاريخية بالقضية الفلسطينية مما يجعل تمرير أي اتفاقية منفردة أمرا صعباً.
ج- أطماع إسرائيل الحقيقية بالأرض والمياه في هضبة الجولان السورية.
د- اشتراط إسرائيل إجراء تحولات بنيوية عميقة في بنية الجيش السوري وتوجهاته، وفي خيارات سورية السياسية وتسريع عملية التطبيع معها.
لقد تدرج الموقف السوري التفاوضي من مرحلة المفاوضات الجماعية في إطار وفد عربي مشترك، كما جرى في اتفاقيات فصل القوات على الجبهة في هضبة الجولان، إلى قبول المفاوضات المجمعة- المباشرة في مكان واحد، حيث تتفاوض الدول العربية جميعها في ذات المكان لكن بوفد منفصل خاص بكل دولة كما حدث في مفاوضات واشنطن بعد تحرير الكويت ومؤتمر مدريد، إلى المفاوضات المباشرة المنفصلة، كما حصل في منتصف التسعينات من القرن الماضي برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلنتون، إلى المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا برعاية تركية.
إن خروج مصر من عملية الصراع مع إسرائيل، وإنجازها لاتفاقية منفردة للتسوية معها، حصلت إسرائيل بموجبها على كل ما كانت تحلم به، جعل الموقف السوري التفاوضي في غاية الصعوبة. لقد أحدثت اتفاقية كامب ديفد بين مصر وإسرائيل، واتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل تحولا نوعيا في علاقات العرب بإسرائيل إذ منحتها هاتين الاتفاقيتين تفوقا سياسيا استراتيجيا يضاف إلى تفوقها العسكري في مواجهة العرب مجتمعين الأمر الذي أخذت نتائجه تتجلى بصورة حاسمة في تهافت العديد من الأنظمة العربية إلى إنشاء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع الكيان الصهيوني. وأكثر من ذلك نجحت إسرائيل بفضل هاتين الاتفاقيتين أن تحشد الدعم الدولي بصورة غير مسبوقة إلى جانبها، في حين أخذ العرب يخسرون حلفاؤهم وأصدقاؤهم الواحد تلوى الآخر، بصورة خاصة بعد انهيار ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي، وبروز ما اصطلح عليه غربيا بظاهرة الإرهاب.
وإذا كانت النتائج السياسية لأية عملية تفاوضية سوف تعكس بالضرورة موازين القوى بين الأطراف المتفاوضة، من هذه الناحية فإن سورية في وضع لا تحسد عليه بعد خروج مصر والأردن من المعادلة الصراعية مع إسرائيل، وبعد انتهاء ما كان يسمى بالتضامن العربي، وبعد توقف موردي السلاح عن تزويدها بما تطلب. يضاف إلى ذلك هشاشة الوضع الداخلي بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعصف به، من جراء استمرار نهج النظام المتمركز على ذاته، وانكشاف عدم جديته في إجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام ونهجه بما يعيد الحيوية والفعالية إلى المجتمع السوري. وبالمقابل فإن إسرائيل تزداد قوة يوما بعد يوم، وتكسب حضورا وقبولا دوليين واسعين لنهجها وسياساتها في المنطقة، بل وأخذت تقدم نفسها كمدافعة عن العرب في وجه "التهديدات الإيرانية" المزعومة. العنصر المهم والمغاير في هذه اللوحة والذي يخدم مصلحة سورية هو بروز إيران كقوة جديدة صاعدة تؤسس لمعادلة إستراتيجية جديدة في المنطقة، يضاف إليها تنامي دور المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق والتي تتسبب في إنهاك واضح لإسرائيل و حليفتها وحاميتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.
إن تنامي القوة الإيرانية العسكرية وغير العسكرية في ظل نهج سياسي معاد لإسرائيل وأمريكا إلى جانب الإدارة السياسية الذكية لملفها النووي، والتهديد بالاستفادة من موقعها المتحكم بالنسبة لإمدادات النفط العالمية، كل هذه العوامل مجتمعة قادت إلى بروز معادلة إستراتيجية جديدة في المنطقة احتلت إيران فيها أحد أطرافها في مقابل إسرائيل وأمريكا، بعد أن كانت المنطقة خاضعة بصورة حاسمة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية. و كما هو الحال في أية معادلة إستراتيجية فإن كل طرف فيها يعمل لتقوية موقعه من خلال استمالة قوى أخرى محلية وغير محلية إلى جانبه.
من المنظور الأمريكي الاسرائلي يتم تقديم هذه المعادلة على الشكل الآتي: أمريكا( ومعها الدول الغربية عموما) وإسرائيل وأغلبية الأنظمة العربية من جهة، في مقابل إيران وسورية و"قوى الإرهاب"،أي المقاومات العربية من جهة أخرى. وفي خدمة هذا المنظور بدأت أمريكا وإسرائيل حملة سياسية وإعلامية مكثفة لإبراز الصراع في المنطقة على أنه صراع بين سنة وشيعة وبين إيران والعرب، وليس بين إسرائيل والعرب، وأن المشروع النووي الإيراني، وليس القوة النووية الإسرائيلية هو مصدر الخطر على العرب. لقد حققت هذه السياسة الإسرائيلية الأمريكية، للأسف الشديد، نجاحا ملحوظا لدى بعض الأنظمة العربية الفاعلة، وبدلا من أن ينظر هؤلاء إلى المشروع التنموي الإيراني الناجح نموذجا لهم، وبدلا من أن يستفيدوا من قوة إيران الصاعدة لدعم قضاياهم السياسية، ولجم المشروع الصهيوني في المنطقة، انساقوا وراء الأكاذيب الصهيونية واخذوا ينظرون إلى إيران على أنها مصدر الخطر الأول عليهم. في إطار هذه الظروف أعلن بصورة مفاجئة عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية. ما الجديد في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات السورية الإسرائيلية؟ وما هو موقف المواطن السوري منها؟
الجديد في هذه المفاوضات السورية الإسرائيلية هو أنها جاءت في سياق المساعي الأمريكية الإسرائيلية لعزل إيران تمهيدا لحصارها وضربها في نهاية المطاف، والقضاء على قوتها المتنامية، و إجهاض مشروعها التنموي. هذا يعني أن تصاعد قوة إيران بالمعنى الحضاري الشامل، وما يمكن أن تؤسسه من تحولات إستراتيجية خطيرة على الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية والغربية عموما، هو الذي جعل هذه الجولة من المفاوضات بين سورية وإسرائيل ممكنة. فإسرائيل لا تخفي مطالبها بضرورة تغيير سورية لخياراتها السياسية، من ناحية علاقاتها مع إيران، وكذلك من ناحية دعمها لحزب الله في لبنان. من جهتها سورية تدخل المفاوضات وهي في وضع صعب داخليا لجهة وضع الاقتصاد وانتشار الفساد...، ومحاصرة دوليا ومعزولة عربيا. مع ذلك فهي تأمل من هذه المفاوضات بالإضافة إلى تحقيق خيارها الاستراتيجي، أعني تحقيق السلام عبر المفاوضات، فك طوق العزلة عنها عربيا ودوليا، بالإضافة إلى تحسين وضعها الداخلي.
أما بالنسبة للمواطن السوري الذي لم يستشر يوما في أية قضية تتعلق بمصيره، كما هو حال كل مواطن عربي، فقد فوجئ بجولة المفاوضات الجديدة غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية ووساطة تركية التي أعلن عنها في الفترة الأخيرة. ورغم صدمة الحدث الناجمة أصلا عن المفارقة الشديدة بين التعلق الشديد بنموذج المقاومة التي مثلها حزب الله، وبين الإعلان عن بدء المفاوضات مع إسرائيل، إلا أن رد فعل الجمهور السوري جاء لا مباليا بوجه عام. فالغالبية العظمى من الشعب السوري غارقة في هموم الحياة تبحث عن لقمة العيش وبالتالي ليست مكترثة بما يجري على هذا الصعيد. فمن خلال استطلاع أراء عينة عشوائية غير نموذجية من المواطنين السوريين تبين أن من هم من الفئات الشعبية الشديدة التعلق بالمقاومة من الناحية الوجدانية والعاطفية، وخصوصا بالكاريزمية الشخصية للسيد حسن نصر الله، لم يبدوا رأيا بالمفاوضات الجارية، بل أن بعض أفراد العينة الذين استطلعت آراؤهم بدت الدهشة عليهم عندما سئلوا عن رأيهم بالمفاوضات بين سورية وإسرائيل، وبدوا غير مصدقين الخبر. أما بالنسبة لبعض أفراد العينة المنتمين إلى الفئات الميسورة(رجال أعمال وصناعيين) فقد كانت آراؤهم تصب في صالح التفاوض مع إسرائيل للتوصل إلى تسوية دائمة معها حتى لو كان ثمن ذلك تقديم بعض التنازلات على صعيد المياه في الجولان، و كذلك على صعيد العلاقات مع حزب الله وإيران. فسورية ينبغي أن تتوجه غربا، حيث مصالحها الأساسية كما عبر عن ذلك بعض من استطلعت آراؤهم. وأكثر من ذلك يتطلع بعض من سؤلوا عن رأيهم بالمفاوضات بين سورية وإسرائيل، إلى المشاركة مع الإسرائيليين في بناء وتطوير المنطقة كما نجحت ألمانيا بالتعاون مع فرنسا وغيرها من الدول الأوربية الغربية في بناء أوربا الحديثة والمتطورة، وتجاوز ويلات الحروب والصراعات المدمرة التي كانت تعصف بالقارة بين الحين والآخر.
التنوع الكبير في الآراء تمت ملاحظته في أوساط المثقفين والمهتمين بالشأن العام من بقايا الأحزاب السياسية القومية واليسارية مع أن ثمة إجماع بينهم على ضرورة السلام للبلد وللمنطقة عموما. المغالون منهم ليبراليا يؤيدون المفاوضات والتوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل حتى ولو كان ذلك على حساب التخلي عن أجزاء من التراب الوطني. فحسب زعم بعضهم فإن قطرة دم تسيل من مواطن سوري أغلى من الجولان كله؟!. أما المغالون وطنيا من بقايا الأحزاب القومية، فإن تحرير الجولان حسب رأيهم لا يكون إلا بالمقاومة، وإن المفاوضات ما هي إلا مضيعة للوقت، فإسرائيل لن تقبل أقل من استسلام سورية ورضوخها للشروط الإسرائيلية. ويستدلون على صواب موقفهم بالنجاحات التي حققتها المقاومة في لبنان، وفي فلسطين والعراق.
وبين المغالاة ليبراليا والمغالاة وطنيا تتوزع طائفة كبيرة من أراء المثقفين والمهتمين بالشأن العام، الذين يصنفون أنفسهم عادة في خانة المستقلين. والتنوع هنا لا يتعلق بالموقف المبدئي المؤيد للسلام مع إسرائيل، بل بالثمن الذي ستدفعه سورية لقاء ذلك. فجوابا على سؤال عن إمكانية السلام مع إسرائيل والثمن الذي يمكن تحمله لقاء ذلك توزعت آراء نحو ثلاثين شخصا" وجه إليهم السؤال على الشكل الآتي:
تسعة منهم كانت آراؤهم تميل إلى أن النظام في سورية سوف يتنازل عن بعض الحقوق السورية، خصوصا لجهة المياه، ولجهة الترتيبات الأمنية، وربما عن أجزاء من الجولان بصورة غير مباشرة تحت عنوان استئجار وتأجير. ويؤكد هؤلاء على أن سورية سوف تبدل خياراتها السياسية، وتنخرط في المنظومة العربية المكيفة أمريكيا. يستدل هؤلاء على صواب رأيهم بالقول أن سورية لم تعد تطالب باستئناف المفاوضات من حيث انتهت، ولا بتلازم المسارين السوري اللبناني، وهي عموما في وضع لا تحسد عليه في معادلة موازين القوى مع إسرائيل.
وهناك سبعة أراء تقول بان سورية محكومة بماضيها وبطبيعة شعبها، وبما أعلنته مرارا من أنها لن تقبل أقل من الجولان كاملا حتى حدود الرابع من حزيران، والسيطرة الكاملة على مواردها المائية في الجولان، وبترتيبات أمنية متكافئة على جهتي الحدود.
وهناك ستة آراء وجد أصحابها في المفاوضات غير المباشرة الجارية في الوقت الراهن مطلبا إسرائيليا، وبالتالي فإن إسرائيل سوف تستجيب للمطالب السورية المتعلقة باسترجاع الجولان، مقابل تغيير خياراتها السياسية تجاه إيران وحزب الله، وحسب زعمهم فإن سورية سوف تستجيب لذلك ليس مباشرة بل على مدى زمني لا يتعدى السنوات الخمس.
وهناك رأيان يجد أصحابهما في المشروع الإيراني الخطر الأكبر على سورية وعلى المنطقة في مقابل المشروع الأمريكي، وتحسن سورية صنعا إذا حسمت خياراتها وانحازت إلى المشروع الثاني حتى ولو كان ذلك على حساب تقديم بعض التنازلات في المفاوضات مع إسرائيل، مقابل الحصول على دعم مادي واقتصادي من الدول الغربية، وفك طوق العزلة عنها، وتحييد المحكمة الدولية المختصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري.
وتوزعت الآراء الباقية بين الصمت وعدم الإجابة، وبين عدم الاكتراث الجدي بالسؤال، المهم حسب رأي غير المكترثين أن تحل القضية بأي شكل وبأي ثمن.
اللافت أنه في الجواب على سؤال عن احتمال انفتاح النظام على الداخل في حال تمت التسوية مع إسرائيل، وإجراء تغييرات في نظام الحكم باتجاه مزيد من الحرية والديمقراطية، فإن الغالبية الساحقة من المستطلعة آراؤهم ( ست وعشرون) أجابوا بأنهم لا يتوقعون حصول أي تغيير على بنية النظام، بل على العكس سوف يتشدد النظام أمنيا لمنع أي رأي ناقد محتمل للتسوية المحتملة، أو للمطالبة بتحسين الأوضاع الداخلية بعد أن تسقط ذريعة أعباء المواجهة مع إسرائيل.
بدوري أجد نفسي منحازا لآراء الفئة الثانية مع بعض التحفظ على موضوع المياه الذي يمكن أن تساوم به سورية للحصول على المطالب الأخرى بإخضاع المسألة للقانون الدولي الخاص بالمياه، وربما مقايضة المياه مقابل مكاسب اقتصادية من نوع ما.
أما بخصوص تغيير سورية لخياراتها السياسية تجاه إيران وحزب الله فلدي شك كبير في تغيير سورية لهذه الخيارات بالطريقة التي تطالب بها إسرائيل وأمريكا وبعض الدول العربية. على الأرجح سوف تلعب سورية دور المطبع لعلاقات إيران مع الدول العربية، وكذلك استيعاب حزب الله ضمن المنظومة السياسية اللبنانية خصوصا في حال تحققت التسوية الشاملة لقضية الصراع العربي الإسرائيلي بما في ذلك تسوية القضية الفلسطينية. ويمكن لهذا الدور السوري أن يكون فاعلا في حال تخلي الدول الغربية عن منطق التهديد لإيران، والانفتاح السياسي عليها، والقبول ببرنامجها النووي تحت المراقبة الدولية الفاعلة.
أما بخصوص احتمال انفتاح سورية على الداخل وإجراء إصلاحات عميقة وجدية في بنية النظام وآلية الحكم خصوصا لجهة السماح بمزيد من الحرية للشعب، والانتقال المتدرج من وضعية الاستبداد إلى وضعية الديمقراطية، أعتقد أن النظام أصبح منذ زمن طويل محكوما بمزيد من المركزية الشديدة حول نفسه، وانتشار الفساد في بنية المجتمع والدولة، وبالتالي فهو لا يريد وغير قادر على القيام بمثل هذه الإصلاحات العميقة والجدية، خصوصا بعد نجاحه بالقضاء على الروح السياسية للمجتمع، وتعميم الطابع الأمني للدولة، و غياب أية حركة جماهيرية أو معارضة سياسية وطنية فاعلة وجدية له، بل وتودد العديد من الدول الغربية له وبالتالي امتناعها عن مطالبته بتحسين وضعية حقوق الإنسان السوري.




#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا عن المناقبية في العمل السياسي
- الليبرالية الجديدة
- في الاختلاف والتسامح والحرية والحوار....أو في العلمانية والد ...
- العنف واللاعنف في التاريخ
- مؤشرات الحكم الرشيد في الدول العربية
- الحكم الرشيد – الشفافية والمساءلة.
- الحكم الرشيد - سيادة القانون
- الحكم الرشيد-المشاركة
- مبادئ الحكم الرشيد
- البيعة الثانية والأمنيات الأولى
- التحليل السياسي بلغة طائفية
- أمريكا لا تريد الديمقراطية في الوطن العربي
- الكراهية المؤسسة للسياسة
- السقوط في الهاوية
- ثقافة الخوف
- المعارضة السورية ومزاد الإعلانات
- بمثابة مشروع برنامج سياسي
- سورية تودع عاما صعبا وتستقبل عاما أصعباً
- عبد الحليم خدام: الفضيحة غير المتوقعة للنظام السوري
- سورية للجميع: هل الجميع فعلا لسورية؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - السوريون ومفاوضات السلام مع إسرائيل