أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل















المزيد.....

حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حظوظ مؤتمر "جنيف2" بين النجاح والفشل
منذر خدام
أعطى لافروف وكيري وزيرا خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية خلال لقائهما على هامش مؤتمر التنمية الاقتصادية في جنوب شرق أسيا والمحيط الهندي المنعقد في جزيرة بالي الاندونيسية، للأمم المتحدة إشارة الموافقة على تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف2 في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني القادم، رغم أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي والعربي المكلف بالملف السوري، كان قد أشار في وقت سابق إلى صعوبة انعقاده في الموعد المحدد لأسباب عديدة، منها ما يتعلق بجوانب لوجستية، ومنها ما يتعلق بالوفود التي سوف تشارك في المؤتمر، وتمثيل المعارضة، والموضوعات التي سوف يناقشها المؤتمر.
من المعلوم أن البيان الذي صدر عن مؤتمر جنيف الأول لمجموعة العمل الدولية بشان سورية في 30/حزيران من عام 2012، وكذلك الاتفاق الروسي الأمريكي على عقد مؤتمر جنيف2 من أجل تنفيذه قد صارا جزءا من القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 27/9/2013، بخصوص تدمير الترسانة الكيماوية السورية، وبذلك اكتسبا الصفة الدولية واجبة التنفيذ. وبحسب المعلومات المتوفرة فإنه في الوقت الذي ينشغل فيه السيد الأخضر الإبراهيمي و السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالجوانب اللوجستية للمؤتمر، وإجراء الاتصالات مع الأطراف المعنية للحصول على موافقتها وتأمين مشاركتها فيه، فإن روسيا وأمريكا منشغلتان في تأمين نجاحه من خلال الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بتنفيذ بيان جنيف الأول.
لا شك بأن مؤتمر جنيف2 سوف يعقد أخيراً سواء في الموعد المبدئي المحدد أو في غيره، بعد أن حصل توافق روسي أمريكي بشأن تدمير السلاح الكيماوي السوري، وإن إدراج المسار السياسي لحل الأزمة السورية في نص قرار واحد مع تدمير السلاح الكيماوي السوري ليس مصادفة، أو ترفاً دبلوماسياً، بل هو تعبير عد جدية ملحوظة في مواقف البلدين من استحالة الحل العسكري في سورية هذا من جهة، ومن جهة ثانية الخوف المشترك من تنامي قوة الجماعات الإرهابية المتطرفة فيها، وضرورة تأمين الظروف المناسبة لتدمير السلاح الكيماوي السوري. ويوحي الربط أيضا بين تدمير السلاح الكيماوي السوري، و الحل السياسي للأزمة السورية في قرار واحد بأن التقدم في أحد المسارين يشترط التقدم في المسار الآخر. بعبارة أخرى إذا كان تدمير السلاح الكيماوي السوري يمثل مطلباً أمريكيا وغربيا بامتياز، وقد عمل الروس على مساعدتهم في تحقيقه بالضغط على النظام للقبول به وتنفيذه، فإن مطلب الحل السياسي للأزمة السورية كان على الدوام يشكل مطلبا روسياً، وهي تتوقع من شركائها الغربيين أن يساعدوها في تحقيقه بالضغط على حلفائهم من المعارضين السوريين. وإذا كانت قد تحددت وانتهت تفاصيل تدمير السلاح الكيماوي السوري وجداوله الزمنية، فإن تحديد تفاصيل الحل السياسي للأزمة السورية وتحديد جداول زمنية له يحتاج إلى وقت وإلى تذليل كثير من العقبات. ففي حين صار معلوما أن التعامل مع المسار الأول سهلا وسريعا بالنظر لوجود طرفين محددين له فقط هما روسيا وأمريكا من جهة والنظام من جهة ثانية، فإن المسار الثاني تتجاذبه أطراف عديدة، منها ما يتعلق بالسوريين نظاماً ومعارضة، وخصوصا معارضة، ومنها ما يتعلق بالدول الإقليمية المجاورة لسورية، ومنها ما يتعلق ببعض الدول العربية المشاركة في المستنقع السوري وفي استمرار تعكيره.
بالطبع هناك أطراف دولية معنية بالمؤتمر قد أعلنت موافقتها على المشاركة فيه إلى جانب روسيا وأمريكا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وهي الأطراف الراعية للمؤتمر مثل بريطانيا وفرنسا والصين، الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكذلك الاتحاد الأوربي ومصر والعراق، ومن المرجح أن يوافق لبنان والأردن على الحضور في حال وجهت دعوة لكل منهما، بل ينبغي دعوتهما لما لهما من تأثير على الداخل السوري.وهناك توجه لدعوة منظمة المؤتمر الإسلامي، وبعض الدول الإسلامية الكبيرة مثل اندونيسيا وباكستان للمشاركة في افتتاح المؤتمر، وربما التوقيع على ما سوف يصدر عنه من تفاهمات واتفاقيات.المشكلات التي لا تزال عالقة تتعلق بحضور ومشاركة السعودية وتركيا في المؤتمر إلى جانب المشكلة العويصة المتعلقة بمشاركة المعارضة. بالنسبة لتركيا اعتقد أنها سوف تحضر رغم تمنعها الظاهري، ولها مصلحة حقيقية في الحضور. أما بالنسبة للسعودية فهي لا تزال تشترط عدم حضور إيران المؤتمر، إضافة إلى تشددها بشان مسألة تنحي الأسد ونظامه عن الحكم في سورية. فليس خافيا مدى انزعاجها من التقارب الأمريكي، والغربي عموما مع إيران من وراء ظهرها ودون استشارتها،وهي كما هو معلوم تستطيع إرباك أي حل يمكن أن يتوصل إليه المؤتمر بدون موافقتها عليه، بل هي تعمل منذ الآن على الحؤول دون نجاحه من خلال إعادة تكوين تحالفات ميدانية بين القوى المسلحة، وإبعادها عن الائتلاف الوطني السوري كمعارضة سياسية، وبالتالي سحب الصفة التمثيلية منه. وهي تدعم مواقفها هذه من خلال تقديم مزيد من الدعم العسكري والمالي للمجموعات المسلحة التي تأتمر بأمرها كما هو حاصل في ريف دمشق. وليس دور قطر بمختلف كثيرا عن دور السعودية رغم تخليها لها عن الجانب السياسي في الملف السوري. وتمارس قطر دورها الفاعل على الساحة السورية من خلال دعمها للمجموعات الإسلامية المتطرفة مثل جبهة النصرة، ودولة العراق والشام بصورة خاصة. ويبقى موقف إسرائيل وهو بلا شك حاسم في هذا المجال، خصوصا بعد تحقيق أحد أهدافها الإستراتيجية في سورية اعني تدمير السلاح الكيماوي السوري، وهي تتطلع إلى تحقيق أهداف أخرى مثل تدمير الأسلحة البيولوجية والقوة الصاروخية السورية. ليس خافيا أن إسرائيل لعبت دورا رئيسيا في الحؤول دون تنفيذ دعوة لافروف وكيري للانعقاد مؤتمر جنيف في نهاية شهر أيار الماضي كما جاء في نص الدعوة، بعد كل الحماس الظاهري الذي أبداه أصحاب الدعوة لعقده في حينه أو في النصف الأول من شهر حزيران الماضي على أبعد مدى. وكانت حجة إسرائيل وهي تضغط على أمريكا من أجل منع انعقاده أن القوى المتصارعة في سورية هي أعداء لأمريكا وإسرائيل، أي الجيش السوري وإيران وحزب الله من جهة، والمجموعات الإسلامية المتطرفة من جهة ثانية، فلما العجلة؟!! لسان حالها يقول.
أما على صعيد المعارضة السورية المفترض أن تشارك في المؤتمر، فلا تزال مشكلتها عالقة. ففي حين ترى أمريكا أن يمثل الائتلاف الوطني السوري المعارضة في هذا المؤتمر، على أن يشارك في وفده أشخاص من هيئة التنسيق الوطنية ومن غيرها من تشكيلات المعارضة السورية خصوصا الداخلية بأسمائهم الشخصية ، وهذا ما ترفضه هيئة التنسيق وروسيا.
من جهتها روسيا ونظرا لصعوبة تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية تفضل مشاركتها بثلاث وفود، واحد يمثل الائتلاف وآخر يمثل هيئة التنسيق وثالث يمثل الهيئة الكردية العليا.الهيئة الكردية العليا تميل إلى وجهة النظر الروسية، وأما هيئة التنسيق فإنها تفضل وجهة النظر الروسية فقط في حال تعذر الاتفاق على تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية على أساس رؤية سياسية تفاوضية مشتركة، يشارك في المؤتمر باسم المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية.
من الواضح أن العقبات التي قد تحول دون انعقاد مؤتمر جنيف في موعده المحدد مبدئيا في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني القادم لا تزال كبيرة، عداك عن أن المشكلات المطروحة عليه على درجة كبيرة من التعقيد والتعارض في المصالح تجاهها مما يجعل من فرص نجاح المؤتمر أقل بكثير من فرص فشله. ويبقى لدى السوريين أمل بأن هذه الفرص القليلة أمام نجاح المؤتمر، وبدعم من روسيا وأمريكا تصير كبيرة وربما الفرصة الوحيدة.
في10/10/2013



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع
- عفوا مانديلا نحن غير
- للامنطق في - منطق الثورة والمعارضة-
- السوريون وخطة كوفي عنان
- روسيا والدم السوري المسفوح
- مبادرة كوفي عنان إنقاذ للنظام السوري
- عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً
- النظام السوري والمآل المحتوم
- حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي
- رؤية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في ...
- عندما تأسرنا الكلمات
- النظام الذي نريد اسقاطه
- سأظل أقتلكم حتى ترفعو السلاح
- دلالات اجتياح حماة
- مجريات وثائق المؤتمر التشاوي لبعض المستقلين والمعارضين غير ا ...
- قراءة متانية في خطاب الرئيس بشار الأسد


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل