أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-















المزيد.....

موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4653 - 2014 / 12 / 5 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موسكو ودي ميستورا والتسوية من "تحت إلى فوق"
منذر خدام
كثرت في الآونة الأخيرة الأخبار الإعلامية عن وجود عدة مبادرات لحل الأزمة السورية، واحدة حملت عنوان موسكو1، وأخرى حملت تواقيع مصرية وغير مصرية، وثالثة حملت توقيع دي مستورا ومجلس الأمن الدولي ، وترافقت هذه الأخبار مع تحركات دبلوماسية نشطة لممثلي الدول الأكثر تأثيرا في الأزمة السورية بما يوحي فعلا بوجود هكذا مبادرات. واقع الحال مختلف كثيرا وهو يقول بأن لا مبادرات جديدة سوى مبادرة دي ميستورا، وإن تصريحات بعض المسؤولين الروس أو الأمريكان أو غيرهم لا تعدو كونها نوع من إشغال الفضاء الإعلامي بالأزمة السورية كتغطية على قضايا أخرى تشكل موضع اهتمامات جدية أكثر بالنسبة لهما، وهي، بصورة خاصة قضية الملف النووي الإيراني، وقضية أوكرانيا، وقضية داعش وأخواتها.
لقد نسب إلى الروس تسريبات إلى هذا الفضاء الإعلامي تقول أن موسكو تعمل على جمع المعارضة السورية التي تقبل بالحل السياسي مع ممثلين للنظام السوري في موسكو، وةد تم دعم هذه التسريبات- الإشاعات بوقائع تتعلق بزيارة معارضين سوريين ودبلوماسيين إلى موسكو مثل زيارة السيد معاذ الخطيب برفقة عدد من المعارضين، وكذلك زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، وزيارة وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم ولقائه مع السيد بوتين بدلا من وزير الخارجية لافروف. ومع أن السيد معاذ الخطيب أعلن أن ليس هناك من مبادرة روسية، وان ما رشح عن زيارة الأمير سعود الفيصل لموسكو من أن الدولتين معنيتان بالاستقرار في الشرق الأوسط والتي فسرها الإعلام على طريقته كنوع من التأكيد على وجود مبادرة روسية، بل واسترسل في الحديث عن بعض تفاصيلها من قبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية، بصلاحيات كاملة باستثناء الإبقاء على تبعية الجيش والأمن للرئيس على أن تتولى هذه الحكومة محاربة داعش والقوى المتطرفة الأخرى، وان تعد خلال سنتين دستورا جديدا، أو أن تجري تعديلات جوهرية على الدستور القائم المعمول به، وفي نهاية فترة السنتين تُجرى انتخابات برلمانية ورئاسية يسمح لبشار الأسد المشاركة فيها.
من جهة أخرى فإن التسريبات التي تنسب إلى المصادر الأمريكية لا يقل دورها عن مثيلتها الروسية في خلق وتضخيم وهم الحل السياسي القريب للأزمة السورية، مدعومة هي الأخرى بجملة من الوقائع المتناقضة، تتعلق أساساً بلقاء كيري ولافروف الأخير في بيجين، والاتصالات الهاتفية المتكررة بينهما، بل أيضا باللقاء الأخير للرئيس الروسي مع الرئيس الأمريكي على هامش قمة العشرين، والذي قيل أنه بحث إلى جانب قضايا أخرى قضية التسوية السياسية المحتملة في سورية. يضاف إلى ذلك تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين التي حملت رسائل متناقضة بشأن الوضع في سورية، حتى قيل أن هناك شبه صراع بين وزارة الخارجية الأمريكية وطاقم أوباما للأمن القومي. ففي حين ترى وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا يمكن محاربة داعش وهزيمتها طالما بقي الأسد في السلطة، فإن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل يصرح في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي أن الإستراتيجية الأمريكية لا تستهدف إسقاط نظام بشار الأسد، بل محاربة داعش والقوى الإرهابية الأخرى، وتساءل بنوع من الاستغراب، إذا " أسقطنا بشار الأسد ما هو البديل؟" وأجاب بأنه لا يوجد بديل سوى " القوى الإرهابية المتطرفة" !. لقد تسبب تصريح تشاك هاغل هذا إحراجا للإدارة الأمريكية ولوزارة الخارجية على وجه الخصوص وكان من جملة الأسباب التي أُقيل من أجلها.
بدورها مصر شكلت خلال الأسابيع الماضية مصدرا لإشاعات كثيرة تتعلق بقرب إعلانها عن مبادرة سياسية لحل الأزمة السورية. وهنا أيضا عُمل على تدعيم هذه الإشاعة إعلامياً بالقول أن المبادرة المصرية تلقى دعما من السعودية وإيران، وأخذ يسهب في تفاصيلها. وبحسب ما نشر عن هذه المبادرة المصرية المزعومة فإن الرئيس السوري يتنحى وتتم المحافظة على الدولة السورية بما في ذلك مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية وتشكل حكومة وحدة وطنية تحكم البلاد، وتتعهد عندئذ دول الخليج العربي بإعادة اعمار سورية خلال مدة لا تزيد عن عشر سنوات.
مما لا شك فيه أن الحديث عن ضرورة الحل السياسي في سورية تزايد خلال الأشهر الأخيرة خصوصا بعد تنامي خطر داعش والنصرة وغيرها من القوى المتطرفة في سورية على جميع دول المنطقة، لكن ليس ثمة من مبادرات حقيقية سوى مبادرة ستيفان دي مستورا المفوض الدولي بشأن سورية. لقد كان قد صرح دي مستورا انه سوف يعتمد على " بيان جنيف1" كأساس لحل الأزمة السورية، لكنه سوف يبحث عن مداخل ومقارابات جديدة مختلفة عن تلك التي انتهجها سلفاه، كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، سماها "الحل من تحت إلى فوق ". بحسب خطته هذه للحل من " تحت إلى فوق " سوف يقترح تجميد القتال في مناطق مختارة( حلب كبداية)، ومن ثم تعميم ذلك على بقية مناطق سورية، يلي ذلك البدء بحل المسائل ذات الطابع الإنساني ومن ثم جمع السوريين، موالين ومعارضين، بما في ذلك ممثلين عن المقاتلين على الأرض في مؤتمر للحوار يفضي إلى تطبيق إعلان جنيف1. للوهلة الأولى تبدو هذه الخطة منطقية لكنها سوف تواجه عقبات كثيرة ربما تفشلها من هذه العقبات نذكر:
أ‌- قد يوافق النظام والمعارضة المسلحة على تجميد العنف في حلب نظرا لتوازن القوى فيها، لكن سوف يصعب إقناعهم في تجميد القتال في المناطق التي يحقق كل منهم نجاحاً فيها.
ب‌- كيف سوف يكون الموقف من المقاتلين غير السوريين، سواء الذين يقاتلون إلى جانب النظام أم إلى جانب المعارضة السورية المسلحة، وعلى افتراض أن النظام يستطيع تنفيذ التزاماته في هذه المسألة، فمن المشكوك فيه إقناع المقاتلين الأجانب بذلك.
ت‌- قد يوافق المقاتلون السوريون المحليون على خطة دي مستورا بتجميد القتال، لكن من الصعوبة تصور موافقة داعش والنصرة والمجموعات الجهادية المتطرفة الأخرى على ذلك، فهي تقاتل من اجل مشروعها السياسي والأيديولوجي الخاص.
ث‌- العقبة الأخرى التي سوف تعترض دي مستورا، وهي حاسمة أيضا، تتعلق بموافقة دول الجوار الإقليمي الأساسية وخصوصا تركيا والسعودية وإيران على هكذا خطة، على افتراض أن مجلس الأمن يدعمها كما قال دي مستورا نفسه. ليس خافيا الدور الحاسم الذي يمكن أن تؤديه الدول الإقليمية المشار إليها، وخصوصا المملكة العربية السعودية وإيران في حل الأزمة السورية، وهذا ما نصح بالعمل عليه السيد الأخضر الإبراهيمي قبيل تركه لمهمته في سورية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاديات العنف في سورية
- حيتان السلطة
- عندما تمارس السياسة والثقافة ب - المقاولة --حازم نهار نموذجا ...
- تيفان دي ميستورا والمهمة شبه المستحيلة
- الأسد يخون معارضيه - قراءة في خطابه الأخير -
- نظام يجيد تفويت الفرص
- الانشقاقات المعاكسة
- هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد
- غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري
- مسار التفاوض الموازي
- أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
- مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
- اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-