أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري














المزيد.....

غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد هدوء نسبي شهده ريف اللاذقية الشمالي، والشمالي الشرقي، منذ أن فشل هجوم المعارضة المسلحة على مناطق في ريف الحفة، قبل نحو تسعة أشهر، وتكبدها خلاله خسائر فادحة بدت جبهة الساحل وكأنها دخلت في ثبات طويل، حتى جاءت ما سمتها المعارضة المسلحة بغزوة " الأنفال " لتعيد تنشيطها من جديد. تركزت "الغزوة" هذه المرة على مدينة كسب الحدودية وعلى معبر " المفرق" القريب منها وهو المعبر الوحيد مع تركيا الذي كان لا يزال تحت سيطرة القوات السورية. بحسب ما أفاد به طبيب مقيم في كسب فإن قوات المعارضة المسلحة المكونة من عدد من الكتائب والألوية ذات التوجهات الإسلامية المتطرفة تتقدمها قوات "أحرار الشام" و "الجبهة الإسلامية " و"النصرة" لتنضم إليها لاحقا قوات جبهة "ثوار سورية" قد هاجمت المدينة في صباح يوم الخميس الواقع في 21/3/2014 انطلاقا من الأراضي التركية، وقد نجحت في الدخول إليها قبل أن تطردها منها مساء القوات السورية، لتعود من جديد في اليوم التالي قوات المعارضة للسيطرة على بعض الأحياء فيها، وهي اليوم ساحة معارك عنيفة بين القوات المهاجمة والقوات السورية مدعومة من قوات الدفاع الوطني وبعض الأهالي خصوصا من الأرمن سكان المدينة الأصليين.
تقع مدينة كسب في الزاوية الشمالية الغربية من الساحل السوري بالقرب من الحدود التركية التي تحيط بها من ثلاث جهات هي جهات الشمال، والشرق، والغرب، في حين تطل على البحر من جهة الجنوب الغربي، الذي تسيطر عليه القوات السورية إضافة إلى المناطق الواقعة جنوب المدينة وإلى الغرب من طريق اللاذقية كسب. وإذا علمنا أن المناطق التي تقع إلى الشرق من طريق كسب اللاذقية، وجنوب الحدود التركية، أي بلدة ربيعة وريفها، هي مناطق تسكنها غالبية تركمانية، وتسيطر عليها قوات تركمانية، وهي ممنوعة، بتعليمات تركية، من الخروج خارج مناطقها، فلا يبقى من ممر للهجوم على كسب إلا من داخل الأراضي التركية، وبدعم وتنسيق مع القوات التركية التي أمنت لها تغطية بنيران المدفعية كما تؤكد مصادر إعلامية مختلفة وكذلك معلومات من الميدان.
من الواضح أن الهجوم على كسب يجيء في سياق تنشيط جبهات عديدة في سورية، منها جبهة درعا، وجبهة شمال حلب، وجبهة شمال حماه، وذلك من أجل تخفيف الضغط عن جبهة القلمون التي تتقدم فيها القوات السورية. غير أن تنشيط جبهة شمال الساحل من بينها تحتفظ بخصوصيات عديدة إن لجهة تأثيرها المباشر على معنويات ونفسيات مناصري النظام في الساحل عموماً، أو من الناحية العسكرية لجهة احتمال وصول قوات المعارضة إلى البحر، وهذا ما لا يمكن أن يسمح به النظام.
وبالفعل بدأت التأثيرات النفسية لمعركة الساحل تظهر على السكان ، إذ أخذ القلق والخوف يرسم معالمه على الوجوه ويسطر على أحاديث الناس خصوصا المقيمين في مدينة اللاذقية التي بدأت تطالها صواريخ المعارضة المسلحة. لكن من جهة أخرى كان لمعركة الساحل تأثيرات معنوية معاكسة، إذ زادت من التفاف مناصري النظام حوله، بعد أن كانت تراخت بعض الشيء في الأشهر القليلة الماضية من جراء الثمن الباهظ الذي دفعه أبناء الساحل( شهداء ومصابين) في معارك النظام التي يخوضها على امتداد رقعة الوطن، وليس من أفق على ما يبدوا لوقفها. معركة الساحل حفزت الكثيرين من شبابه على التحاق بقوات النظام العسكرية وشبه العسكرية التي تتوجه إلى شمال اللاذقية لصد وهزيمة غزاة " الأنفال ". وفي هذا السياق يجيء مقتل هلال الأسد قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، ليزيد المشاعر التهاباً حتى بات كثيرون يخشون فعلاً من حصول صراعات طائفية لا يمكن السيطرة عليها. وبالفعل بدا أن اللاذقية قد تحولت إلى ساحة حرب مساء البارحة، بعيد الإعلان عن مقتل هلال الأسد في المعارك الدائرة في كسب بحسب رواية الإعلام الرسمي للنظام، أو من جراء سقوط قذيفة( أو تفجير) على مكان تواجده في قرية النبعين إلى الجنوب الغربي من كسب، مع مجموعة من قادة قواته ومنهم بعض أقربائه، بحسب ما تناقلته إشاعات كثيرة في اللاذقية، لكنه قد تم السيطرة عليها بسرعة لحسن الحظ.
بغض النظر عن النتائج العسكرية لمعركة الساحل التي، سوف يحسمها النظام لصالحه مهما طالت، فهو لا يمكن أن يسمح بوصول قوات المعارضة إلى البحر، مع أنها سوف تكلفه ثمناً باهظاً نتيجة لطبيعة ساحة المعركة المعقدة، وعدم قدرته على المناورة، واستخدام سلاح الطيران على نطاق واسع من جراء قربها من الحدود التركية، إلا أن النتائج السياسية بدأت تظهر، وهي عموما تصب في صالح النظام. بداية فقد زادت معركة الساحل من التفاف مناصري النظام حوله، وهذا ملموس من الاستنفار الكامل لمناصريه، ومن كثافة المتطوعين للقتال في صفوف قواته، أو إلى جانبها. أضف إلى ذلك سوف يستفيد النظام من معركة الساحل كذريعة قوية لتأخير تسليم ما تبقى من سلاحه الكيماوي، بل ربما للتوقف عن تسليمه مؤقتاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التي يعد لها. وثالثا بدأ النظام يستثمر سياسياً خوف ضيوف اللاذقية الذين يزيد عددهم عن المليون مواطن قدموا إليها من مناطق مختلفة من سورية خصوصا من حلب و إدلب و حماه لزيادة كرههم للمعارضة المسلحة، بل إنه، وبحسب بعض المعلومات، بدأ يجند بعضهم في صفوف قواته شبه العسكرية.
ومهما تكن نتائج معركة الساحل العسكرية والسياسية، بل جميع معارك النظام والمعارضة المسلحة، مع أو ضد مصالح أحد الطرفين المتصارعين ، فإنها سوف تظل كارثية على مستقبل سورية وشعبها. ألم يحن الوقت بعد لإدراك أن العنف لن يحل الأزمة السورية، وأنه لا بديل عن الجلوس إلى طاولة المفاوضات بنية وإرادة صادقتين لإنقاذ سورية. سوف يأتي حين تتوقف فيه المعارك، وهذا لا شك فيه، لكن عندها هل تكون سورية لا تزال تحمل اسمها.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسار التفاوض الموازي
- أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
- مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
- اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع


المزيد.....




- من الموضة إلى العافية... ديور تغيّر مفهوم الرفاهية في الولاي ...
- قمة مرتقبة بين بوتين وترامب.. وموسكو تتحفّظ على مقترح لقاء ث ...
- سلوفينيا تحظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية وتلوّح ب ...
- قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين .. هل ستنهي الحرب في أوكرانيا؟
- جسلة للكابينت الإسرائيلي اليوم لمناقشة خطة نتانياهو لاحتلال ...
- جلسة مرتقبة للحكومة اللبنانية لاستكمال النقاش بشأن الورقة ال ...
- أزمة دبلوماسية متصاعدة: هل سترد الجزائر على باريس بقرارات غي ...
- طائرات هيركوليس ومخيم غالانغ.. خطة إندونيسية لدعم غزة إنساني ...
- رئيس الوزراء السوداني بالقاهرة في أول زيارة خارجية
- مسؤولة أوروبية: حرب غزة تشبه إلى حد كبير الإبادة الجماعية


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري