أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مسار التفاوض الموازي















المزيد.....

مسار التفاوض الموازي


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بُعيد إطلاق ما صار يعرف بمبادرة لافروف وكيري لعقد مؤتمر جنيف 2 في شهر أيار من عام 2013 عرض مسؤولون روس رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الروسية على وفد من هيئة التنسيق الوطنية كان في زيارة لموسكو في تلك الأثناء فتح مسار تفاوضي سري بين وفد من النظام ووفد من الهيئة، استعداداً للمؤتمر المذكور، وذلك من أجل استكشاف المسائل الأقل إشكالية التي يمكن الاتفاق عليها في الجلسات التفاوضية العلنية الأولى عندما ينعقد المؤتمر، وتقديمها كنوع من النجاح السريع للمفاوضات، وتأجيل تلك الأكثر تعقيداً، وتحتاج إلى مزيد من التفاوض لإنضاج الاتفاق عليها. لكن وفد الهيئة رفض الفكرة من حيث المبدأ في تلك الأثناء. وقد تكرر عرض الجانب الروسي للتفاوض غير الرسمي السري أو العلني مع النظام أكثر من مرة وشمل قوى معارضة أخرى أيضاً. وعشية انعقاد مؤتمر جنيف2 في 22/1/2014 زار مقر هيئة التنسيق في دمشق نائب وزير خارجية الهند وعرض على الهيئة أيضا فتح مسار تفاوضي سري أو علني مع النظام لكن الهيئة رفضت من جديد العرض. وعلى هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المذكور نسب للسيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنه قال جواباً عن سؤال لأحد الصحفيين، بأن هناك خط تفاوضي مواز، للمفاوضات العلنية الجارية بين وفد النظام السوري ووفد المعارضة، وكان يقصد، ربما، خط مفاوضات بين روسيا وأمريكا الدولتين الراعيتين لمؤتمر جنيف2 والنظام ودول أخرى معنية بالأزمة السورية.
بالطبع كانت الهيئة تبرر رفضها التفاوض مع النظام خارج إطار مؤتمر جنيف2 بحجج سياسية كثيرة من قبيل عدم التشويش على مؤتمر جنيف2 الدولي، وان النظام لا يمكن الوثوق به، فهو لا يلتزم بما يتم الاتفاق عليه إلا إذا كان دوليا، وهذا ما كانت الهيئة تأمل أن يصدر عن مجلس الأمن في صيغة قرار دولي ملزم يتبنى نتائج المفاوضات. لكن بعض هذه الأسباب كان يغلب عليه الطابع غير السياسي، من قبيل الخوف من أن يستخدم خصومها السياسيين في المعارضة السورية ذلك حججا عليها لتأكيد ما كانوا يصفونها به بأنها صنيعة النظام، أو الوجه الأخر له. بل كانت تخشى الهيئة، وهي محقة في ذلك، أن يستخدم النظام ذاته المفاوضات السرية معه لحرق الهيئة سياسياً أمام جمهورها، خصوصا وهو يعتقل اثنين من ابرز قادتها عداك عن كثير من مناضليها.
إن المفاوضات الموازية وخصوصا السرية منها معروفة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية، وفي كثير من الأحيان تكون هي المفاوضات الرئيسة التي تتقرر فيها نتائج التفاوض، والوصول إلى اتفاقات، وخير مثال قريب هو المفاوضات السرية التي جرت بين أمريكا وإيران بشأن ملفها النووي.
لقد انعقد مؤتمر جنيف2 أخيراً، بعد طول تأخير ومماطلة من جميع الأطراف وخصوصا الأطراف الغربية الداعمة لجزء من المعارضة السورية ممثلة بائتلاف قوى الثورة والمعارضة. ومن المعلوم أن هذا الائتلاف قد تعرض لضغوطات كبيرة ومتناقضة من أطراف دولية عديدة بعضها يحضه على عدم القبول بالحل السياسي التفاوضي أساساً، وبعضها الآخر كان يطلب منه تحت التهديد الموافقة على حضور مؤتمر جنيف2. ما تعرض له الائتلاف من ضغوطات كان طبيعياً لأنه من حيث الأساس قد تم تشكيله وتمويله وتأمين الغطاء الدولي له لكي يكون أداة محلية في خدمة سياسات دولية عبرت عن نفسها، بوضوح في أكثر مناسبة. ونتيجة لهذه التجاذبات الدولية التي تعرض لها الائتلاف فقد وافقت الأقلية منه أخيراً (58 من أصل نحو 120 عضواً)، على المشاركة في جنيف، رامية في سلة المهملات كل مواقفها السياسية السابقة. باختصار فإن وفد الائتلاف الذي يفاوض باسم المعارضة وفد النظام في جنيف، لا يتمتع بقاعدة تمثيلية واسعة، إذ رفضت أغلبية الائتلاف المشاركة في المؤتمر، كما تم تجاهل جميع قوى المعارضة الأخرى ممثلة بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، والهيئة الكردية العليا، والمنبر الديمقراطي، وتيار بناء الدولة، وغيرها كثير من تشكيلات المعارضة السورية في الداخل والخارج. عداك عن أن أعضاء الوفد جميعهم معارضون بالصدفة لا ينتمي أحدهم إلى أي حزب سياسي بل مجرد أشخاص يحمل بعضهم جنسيات أجنبية ويعيشون في الخارج منذ عقود من السنين. وإذا أخذنا بالحسبان أن تشكيلات المعارضة المسلحة قد رفضت بالأساس مسألة الحل السياسي بالنظر لتعارضه مع مشروعها الاسلاموي فإن وفد المعارضة في مؤتمر جنيف يعد فاقداً لشرعية تمثيل المعارضة ولن يستطيع تنفيذ أي من التزاماته، مما سوف يحكم على المؤتمر بالفشل هذا من جهة. ومن جهة أخرى فإن تركيز وفد الائتلاف على مسألة تنحي الأسد، أو نقل كامل صلاحياته للحكومة الانتقالية، بدلا من التركيز على ضمان البديل الديمقراطي للنظام سوف يؤدي أيضاً إلى فشل المؤتمر. إضافة إلى كل ذلك فإن النظام سوف يمتنع عن تقديم أية تنازلات جوهرية لوفد الائتلاف، إلا ما يكون قد اتفق عليه مع الدول الداعمة له في خط المفاوضات السري الموازي .
أمام هكذا احتمال قد يكون من المناسب الدعوة إلى لقاء تشاوري تشارك فيه جميع قوى المعارضة التي استثنيت من المشاركة في مؤتمر جنيف2 للاتفاق على رؤية سياسية مشتركة للحل في سورية، وان تشكل وفدا تفاوضياً من شخصيات وطنية غير مرتهنة للخارج وتتمتع بالمصداقية والقدرة على التفاوض على أن يكون جاهزا كبديل لوفد الائتلاف الذي يفاوض اليوم في جنيف في حال فشله. بل ليس نافلاً التفكير بجدية وجدوى فتح مسار تفاوضي مواز تحت رعاية دولية مناسبة، يبحث أولاً في مستقبل سورية الديمقراطي والقضايا الإنسانية وتأمينها من خلال استصدار قرار ملزم من مجلس الأمن أو من الدول الراعية له. وفي هذا المجال ومن أجل حسم مستقبل الأسد ونظامه السياسي لن يكون صعباً الاتفاق على شكل النظام السياسي في سورية بأن يكون نظاما جمهوريا برلمانيا، نظرا لأن رئيس النظام كان قد طرحه في رؤيته لحل الأزمة السورية، ويمكن أن يشكل ذلك اختباراً لمصداقية النظام. بعد ذلك يمكن الانتقال إلى بحث قضية الجسم السياسي الانتقالي الذي سوف ينفذ ما يتم الاتفاق عليه. وفي مجمل الأحوال ينبغي عدم الإصرار على طرح تنحي الأسد المسبق لأنه مطلب غير واقعي، بل تحديه أمام صندوق الاقتراع في حال تزعم كتلة سياسية انتخابية.
إن أهمية استبدال وفد المعارضة المفاوض اليوم في جنيف بوفد غير مرتهن للخارج، يتمتع بقاعدة تمثيلية واسعة، سوف يرغم النظام على تقديم تنازلات جوهرية لن يقدمها لوفد الائتلاف في جنيف. وفي الحالة القصوى، وتجنبا لفشل مؤتمر جنيف، قد يكون المسار التفاوضي الموازي، في حال تم الإعداد له جيدا، خياراً ضرورياً.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
- مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
- اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
- تفكيك النظام السوري
- مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
- مشروع دستور مقترح
- السياسة عندما يرسمها الأمنيون
- مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
- المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع
- عفوا مانديلا نحن غير


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مسار التفاوض الموازي