أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ما بين إيران وتركيا















المزيد.....

ما بين إيران وتركيا


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 14 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما بين إيران وتركيا يوجد بلاد العرب كساحة للفعل نموذجية، هيأتها أزمات العرب المتناسلة، بعضها من بعض، بتأثير الخارج حينا، ونتيجة النظام السياسي العربي دائما. ساحة للفعل، لتحقيق المصالح، وتأكيد النفوذ، لكل طامع في ثروات العرب أولاً، ولكل معاد لهم غالباً،
اللافت،خلال العقد الأخير، هو دخول إيران، ومن ثم تركيا، إلى الساحة العربية كفاعلين رئيسيين، لتصير قصة دخولهما، الشغل الشاغل، للطبقة السياسية العربية، وللجمهور العربي، على حد سواء. ليس هذا وحسب، بل أصبحت القصة عينها، محط تركيز، اهتمام الفواعل السياسية الدولية، خصوصا، أولئك الذين حرصوا دائما، على إبقاء الساحة العربية مباحة لهم، ساحة للتنافس، وتأكيد النفوذ، من أجل تحقيق المصالح الاقتصادية، والسياسية، والإستراتيجية،
لقد شكل الدخول الإيراني، ومن ثم التركي، إلى المجال السياسي العربي، علامة بارزة، في العقد الأخير، فقد نجحت الدولتان في جذب الاهتمام المحلي والدولي وتركيزه عليهما، بسبب من تأسيسهما لقاعدة قوية لمصالحهما الخاصة، سواء من الناحية الرسمية، أم الشعبية. وفي كلتا الحالتين ساهمتا، ولا تزالان تساهمان، في تحريك المياه السياسية العربية الراكدة، و تنشيط النقاش السياسي والأكاديمي والشعبي حول أسباب هذا الدخول السياسي ، ومنطلقاته، وأهدافه القريبة والبعيدة.
لا بد من الاعتراف بداية أن الدخول الإيراني والتركي إلى الساحة العربية هو دخول طبيعي، فهما يتحركان ضمن مجالهما الحيوي الإقليمي بحكم كونهما دولتان أصيلتان وعريقتان في المنطقة يتشاركان مع الدول العربية فضاء ثقافياً واحداً، وجزءاً من تاريخهما. أضف إلى ذلك فهما يقدمان نفسيهما كدولتين صديقتين للعرب، ولهما بالفعل علاقات قوية مع بعض الدول العربية،
ثمة مشتركات كثيرة، بين السياسة الإيرانية والتركية تجاه الدول العربية يمكن إبراز أهمها فيما يأتي:
1-تنطلق سياسة إيران وتركيا من واقع أنهما دولتان كبيرتان وقويتان ولديهما مشاريع تنموية وطنية كبيرة وطموحة يسعيان لتأمين بعض عناصر نجاحها في المجال الحيوي العربي،
2-تتأسس السياسة في كلتا الدولتين في أحد أبعادها على الإيديولوجية الدينية،
2-كلتا الدولتين تحتلان أجزاء من بعض الدول العربية، إيران تحتل عربستان، وبعض الجزر الإماراتية، وتركيا تحتل لواء الاسكندرون السوري.
3-كلتا الدولتين دخلتا إلى المجال السياسي العربي من بوابة العداء، أو الاختلاف مع إسرائيل.
4-كلتا الدولتين ينتهجان سياسات مائية تثير هواجس معينة في سورية والعراق.
كيف يتلقى العرب الدور السياسي لكل من إيران وتركيا في بلدانهم؟
لقد اختلف العرب فيما بينهم في تقويم كل من الدور السياسي الإيراني والتركي في المجال السياسي العربي. ففي حين وقفت سورية مع إيران منذ قيام الثورة الإيرانية ولا تزال، ودفعت ثمنا باهظا لقاء ذلك، من خلال مقاطعة أغلب الدول العربية لها، التي وقفت ضد إيران منذ البداية خوفاً من الحمولة الأيديولوجية الكبيرة لثورتها،
أما بالنسبة لتركيا، فكانت علاقاتها، مع أغلب الدول العربية طبيعية، لكنها كانت متوترة، كثيراً مع سورية، من جهة بسبب دعم سورية، في حينه، لحزب العمال الكردستاني، وإيوائها لزعيمه عبد الله أوجلان على أراضيها. ومن جهة ثانية، بسبب امتناع تركيا عن إيجاد حل عادل لاقتسام مياه نهري دجلة والفرات بينها وبين كل من سورية والعراق وفق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، والحقوق التاريخية المكتسبة، وغيرها من المبادئ التي تحكم هذا المجال.
بعد غزو أمريكا للعراق، بدأت إيران تتدخل بصورة قوية في شؤونه الداخلية من خلال دعمها لحلفائها من القوى السياسية العراقية غالبا، وأحيانا كانت تتدخل فيه بصورة مباشرة دفاعا عن مصالحها الخاصة، والضيقة في كثير من الأحيان. كما تتهم إيران عادة بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية عديدة، من خلال دعمها للأقليات الشيعية فيها. وكان للمشروع النووي الإيراني دوره أيضاً في زيادة توتر العلاقات أكثر بين الدول العربية وإيران إذ رأت فيه تهديدا استراتيجيا لأمنها واستقرارها.
ومما زاد من هواجس الدول العربية وساهم في توتر علاقاتهم بها مواقفها المتناقضة من القضايا العربية، ودورها في العراق ولبنان وسورية، واحتلالها للجزر الإماراتية، ودعمها لحركات التشيع، وتجاهلها قضايا الأمن في الخليج، وحتى تهديدها الصريح لبعض دوله العربية،
أما بالنسبة لتركيا ففي حين نجحت سورية في تطوير علاقاتها معها في عهد حزب العدالة والتنمية ، تقديرا منها لأهمية الدور التركي في المنطقة، والاستفادة من عمق تركيا الاستراتيجي في المجالات الاقتصادية والسياسية، فإن علاقات بقية الدول العربية معها كانت أقرب إلى البرودة. لكن حين أدرك حزب العدالة والتنمية استحالة قبول تركيا في الاتحاد الأوربي غير اتجاه سياستها نحو دول الإقليم العربي والإسلامي الأسيوي وبدأ يؤسس لمصالح بلاده الإستراتيجية فيه ، وذلك من خلال تكثيف حضورها الفاعل في هذه الدول عبر المنتج الثقافي والاقتصادي والسياسي وقد وجدت في حينه قبولا رسميا، وشعبيا لافتا.
لكن مواقفها السياسية خلال السنوات القليلة الماضية صارت مولدة للتوتر مع أغلب الدول العربية، وذلك بالعلاقة مع ما يسمى بالربيع العربي، وتدخلها في دوله دعما للتيارات الإسلامية المتطرفة، مما سوف يكون له ثمنه السياسي والاقتصادي، وهي بالفعل بدأت تدفع هذا الثمن .
إن غياب العرب، عن ساحة الفعل السياسية والاقتصادية، وغياب أي مشروع نهضوي حقيقي، سواء على صعيد الدول العربية منفردة، أو على صعيدها مجتمعة، هو المسؤول عن إباحة الساحة العربية للآخرين، البعيدين منهم أو القريبين. في عالم المصالح لا ينبغي أن يلام احد وهو يدافع عن مصالحه في مجالنا العربي بالطريقة التي يراها هو مناسبة، بل اللوم كل اللوم يقع على العرب، الذين لا يستطيعون الدفاع عن مصالحهم في مجالهم الخاص، عداك عن مجال الآخرين.
عندما ينهض العرب من سباتهم سوف تكون تركيا وإيران عاملا مهما في هذا النهوض، سواء من خلال التنافس معهما ، أو من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي الإقليمي، فهما من مكونات الإقليم الأصيلة والتاريخية التي لا يمكن تجاهلها.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اسقاط النظام إلى التحالف معه
- المسألة الكردية في سورية بين الحلم والواقع
- هل الساحل خط أحمر حقاً
- تسريبات سوتشي وقراءة بين السطور
- أسئلة ديمستورا ومفاجأة موسكو
- قراءة سياسية في المشهد العسكري في سورية
- احياء مسار جنيف من جديد
- بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-
- تحولات استراتيجية خطيرة
- دائرة النفوذ الإيرانية
- الحل خطوة خطوة على الطريقة الروسية
- اغتيال الحلم
- تحولات سياسية استعدادا لمواجهة بين قطبين مذهبيين
- تمرين تركي لمنطقة عازلة في سورية
- هل تنجح موسكو فيما فشلت فيه جنيف
- حقيقة الموقف الأمريكي من الأزمة السورية
- ما بين لقائي القاهرة وموسكو عشر نقاط سحرية
- حقية دور روسيا في الأزمة السورية
- هل يشهد عام 2015 حلا للأزمة السورية
- خارطة طريق لانقاذ سورية


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن تقدم بشأن غزة مع مقتل العشرات في قصف جديد
- رصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة في ألمانيا
- هل فيديو قصف إسرائيل لسجن إيفين حقيقي؟ جدل حول الصور التي تظ ...
- فرنسا: ملف التقاعد يشعل الخلافات من جديد فهل باتت حكومة باير ...
- ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا ...
- كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
- بين الدعاية والحقائق جدلٌ بين المغردين حول فاعلية ضرب النووي ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
- -ملحمة نارية-.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات الت ...
- ضغوط داخلية بإسرائيل لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - ما بين إيران وتركيا