أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الزاغيني - ساعي البريد هل سيختفي من شوراعنا














المزيد.....

ساعي البريد هل سيختفي من شوراعنا


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 24 - 22:30
المحور: المجتمع المدني
    


ساعي البريد هل سيختفي من شوارعنا
علي الزاغيني
قبل ايام طرق باب المنزل واذا به ساعي البريد وهو يحمل معه رسالة من احد الأصدقاء وهذا الامر جعلني أعود بذاكرتي سنين طويلة مضت عندما كان ساعي البريد يجوب شوارعنا ليقوم بواجبه المعتاد والناس تنتظره بفرح وهو يحمل في حقيبته رسائل تنقل اليهم أخبار الأحبة والاصدقاء داخل الوطن وفي كل ارجاء العالم .
هل سيختفي ساعي البريد من شوارعنا ؟ ومعه سوف يتضاءل استقبال الرسائل والبرقيات وسوف يختفي زمن جميل من المراسلات بين الاهل و الأصدقاء والتهاني كما اختفت المراسلة والتعارف بين الأصدقاء عبر الرسائل ويصبح موظف البريد بلا عمل .
قبل ايام كنت في زيارة لا إحدى دوائر البريد لا تفقد صندوق البريد لأبحث عن رسالة ما قد وصلت ولكن للأسف وجدت صندوق البريد فارغا وهذا بالحقيقة يولد الإحباط ويشكل تراجع كبير ليس فقط في ارسال واستقبال الرسائل عبر البريد وانما في تأجير صناديق البريد بعد ان كانت مزدهرة بروادها وهي تحتضن الاف الرسائل والطرود من مختلف دول العالم , حدثني احد العاملين في دائرة البريد عن قلة الرسائل التي ترسل وتصل اليهم مقارنة عن السابق وعزى الامر لوجود اكثر من بريد سريع يمكنه نقل ايصال الرسائل والطرود بزمن قصير جدا وهذا احد الاسباب التي ادت الى هذا التناقص وكذلك الانترنت واستخدامه هو السبب الاكبر في قلة وتناقص ارسال الرسائل ونستثني من ذلك الطرود لقلة التكاليف في إرسالها من دوائر البريد الحكومية رغم فرض رسوم عند استلامها .
العالم أصبح قرية بوجود الانترنت الذي اصبح في كل بيت وهذا ما سهل عملية الاتصال والتواصل دون عناء او تعب او انتظار وذلك لوجود وسائل كثيرة للتواصل الاجتماعي وهذا الامر بحد ذاته قد تكون تلاشت معه المراسلات التحريرية على الاقل في العراق على الرغم من وجود دوائر البريد المنتشرة في كافة المدن وكذلك وجود صناديق البريد المخصصة لاستقبال الرسائل والطرود البريدية , ولكن هذا لا يعني ان عمل سعاة البريد قد اختفى ولكن بشكل او اخر قد تناقص الى حد كبير.
لو عدنا الى الوراء عقود طويلة لوجدنا ان تطور البريد لم يكن كما هو الان فقد مر البريد بمراحل كثيرة حتى أصبح على ما هو عليه الان من تنظيم في العمل وخضع لقوانين وأنظمة لم تكن متبعة آنذاك , وان ايصال الرسائل لم يكن بهذه السهولة بعد ان كانت بعد ان كان ساعي البريد يمضي ايام وليالي وهو يسير على الاقدام او يستخدم احدى وسائل النقل البسيطة المتاحة في ذلك الزمن ( الخيول / الجمال / البغال وغيرها ) وكذلك وسائل النقل النهرية وكما كان البعض يستخدم طيور الزاجل في ارسال الرسائل , كل هذه الوسائل ساهمت بتطور البريد وتقدمه عبر السنين وساهمت بنقل الرسائل بين الدول والمدن رغم المخاطر التي يواجهها الكثير من سعاة البريد خلال الحروب وتعرضهم لمضايقات خلال أدائهم عملهم .
رضا الخياط , انوار عبد الوهاب , عليا التونسية وغيرهم من المطربين تغنوا بالبريد والمراسيل وساعي البريد وهذا له اسبابه في ذلك الزمان ولعل البعد والفراق والخوف من الاسباب التي جعلت الرسائل كثيرة بين المحبين والعشاق وقد يضطر العاشق لاستخدام اكثر من ساعي بريد لإيصال رسالته وغالبا ما تكون هذه الرسائل قد قرأت قبل ان تصل لحبيبته ولكن لا بد ان تصل وهي تحمل أشواق وامنيات قد تكون مزيفة او صادقة , في زمن التكنولوجيا أصبح إرسال الرسائل اسهل ما يكون وتصل خلال ثواني الى كل من نريد ان تصل رسائلنا اليه وانتهى بذلك زمن الانتظار واللوعة والكتمان بواسطة الهاتف النقال ومواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت للجميع التواصل دون استثناء ودون قيود تفرض , وهذا بالحقيقة له سلبيات كثيرة مثلما له ايجابياته الكثيرة واهمها الأسعار الزهيدة وسهولة الاستخدام في كل مكان وزمان .
في كل دول العالم والمتقدمة منها لا يزال استخدام البريد ويوجد صندوق في كل بيت ودوائره زاخرة بالرسائل والطرود البريدية وهذا اعتقد ضمن التراث الذي يجب الحفاظ عليه والاستمرار بالعمل عليه وعدم اهماله وتشجيع المواطنين على حجز او تأجير صناديق البريد وفرض رسوم زهيدة عليها بدلا من الارتفاع الأسعار وفرض ضريبة وكذلك ارتفاع اسعار الكمرك على كل طرد وكذلك فتح الطرد البريدي من قبل عامل البريد مما يضطر المواطن الى ارسال رسائله وطروده البريدية من خلال شركات عالمية مضمونة وسريعة وخصوصا (DHL ( التي أصبحت منتشرة وبشكل كبير في بغداد والمحافظات .



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتصامات هل تحقق ارادة الشعب
- تعال نكتب في بغداد
- هل اقتربت نهاية حكومة العبادي ؟
- سمرقند الجابري وعلب كبريت
- الوطن والمواطن الظالم والمظلوم
- كاظم الهلالي ورحيل النوارس
- حياة الطالب الجامعية
- النساء بعد الاربعين في مجتمعنا
- بلا موعد
- التغيير الحكومي وتكهنات المنجمين
- حكاية حب (12 والاخيرة)
- ماذا لو انهار سد الموصل ؟
- حكاية حب (11)
- مقاماتي ,, يفتح فعاليات ملتقى النور الحر
- حكاية حب (10)
- حكاية حب (9)
- رواتب الموظفين الى اين ؟
- حكاية حب 8
- حكاية (7)
- حذام يوسف و الحب وأشياؤه الأخرى


المزيد.....




- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الزاغيني - ساعي البريد هل سيختفي من شوراعنا