أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - حكاية حب (11)















المزيد.....

حكاية حب (11)


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


حكاية حب
علي الزاغيني
(11)
الإحداث يوم بعد اخر تتغير ومن المنطق ان يكون الصمت كل شئ او سيكون لك نهاية لا يعلمها الا الله والجلادون الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على الوطن , ولكن صمت غادة لا يشبه اي صمت لعله قلق او ربما ندم في بعض الأحيان او خوف من المستقبل وما يخبئه لها وهذا ما قد يغير مجرى حياتها حالها حال أبناء وطنها الذين غيرت الحرب والخوف حياتهم على عكس ما كان مخطط له .
لم يتصل زيد منذ فترة طويلة بسبب الظروف على الجبهة وهذا ما جعل من غادة تقلق اكثر لأسباب منها التفكير بان زيد ربما حاول التملص او نسيانها والسبب الاخر خوفها من ان يصيبه مكروه وبذلك تخسر كل شئ في الحب والحياة وهذا القلق والخوف مشروع لكل امرأة مهما كانت (أم أو زوجة او حبيبة ) فالحرب تحصد الأرواح بلا رحمة لذا لم تفكر يوما ما بان حياتها سوف تمضي بدونه او على الاقل من عشقه الذي أصبح كل شي في حياتها ,ولكن هذا العشق لزيد لم يكن يخلى من همسات البعض من أخواتها اللواتي يعتبرن عشقها لزيد أشبه بالانتحار او اللعب بالنار ولكنها تجد والدتها دائما الى جنبها وتحاول ان تجعلها مطمئنة وبعيدة عن كل ما يزعجها .
شريط الذكريات لا يغادرها فتتذكر الأيام والسنين وما جرى خلالها من أحداث وذكريات بحلاوتها ومرارتها ولكنها بصراحة خائفة ومترددة لما ستؤول اليه حياتها بعد ما حصل لفيصل وهجرة احمد رغم انها لا تكن لهم الحب ولكن بكل تاكيد لهم بقلبها الاحترام والصداقة على عكس زيد الذي أصبح ماضيها وحاضرها رغم ما حصل بينهما من قطيعة وفتور في علاقتهما لأسباب عديدة لكن قصة حبهما سارت حيث يشاء قلبيهما وهذا ما جعلها بسعادة تامة ولكن تبقى السعادة غير مكتملة ما لم يجمعهما سقف واحد وان جمعهما فهل ستشعر بالسعادة كما كانت تتمنى ام سيكون هناك منغصات اخرى ؟ من يعلم كل هذه الأفكار تراودها لعلها تصحو من أحلام اليقظة .
بعد غياب طويل في ساحة الحرب عاد زيد لعائلته يحمله الشوق لأبنائه الذين استقبلوه بسعادة وفرح لا يوصف وأحاطهم بحنانه وغمرهم بالهدايا كما هي عادته , لبنى ايضا كانت سعيدة بعودته وارتدت أجمل الثياب لاستقبال زوجها وحبيبها , الأبناء تعلقوا به ولم يمنحوه وقت للراحة بل جعل كل وقته لهم وقص عليهم قصص الحرب وهم صامتون بدهشة حتى قطعت لبنى الصمت بدعوتهم لمائدة الطعام لتجمع العائلة بسعادة وربما هذه السعادة لم يشعر بها سوى الأطفال ببرائتهم , وتعلم لبنى ما يخفي زوجها ولكنها كانت تنتظر ان يتكلم هو أولا بعد ان يكمل غذائه ويأخذ قسطا من الراحة لان أجازته قصيرة جدا , بعد ان خلد الأطفال للنوم قال زيد لزوجته اود التحدث معك بموضوع مهم ولكن أرجوك ان تأخذي الأمور ببساطة وحكمة وبدون ان تعصب وانفعال , صمتت لبنى لانها بكل تاكيد تعلم ما يود ان يتحدث به مسبقا ولكنها أرادت تسمع منه وليس من سواه , قال وبصراحة انا سوف اتقدم للزواج من غادة وكما تعلمين اننا على وشك الزواج سابقا قبل زواجي منك ولكن لأسباب لا يمكن ذكرها افترقنا ولكننا لا نزال نعشق بعضنا ,ان أحببت ان أخبرك بالأمر لأنك شريكة حياتي وأم أطفالي واعتقد انك تتفهمين الامر ولا اريد التفريط بكل لحظة معك وستبقين كما انت زوجة وحبيبة لا يمكن ان أحرمك من حناني وعطفي , ابتسمت لبنى بهدوء وهي انسانة مثقفة ومؤمنة وقالت الزواج الثاني ليس حرام وليس عيب في نفس الوقت ولكن هل متأكد من انك ترغب بذلك , ان الله سبحانه وتعالى قد حلل الزواج للرجل من اربع نساء ولكنه جعل العدالة الاساس في الزواج , واعتقد ان اطفالنا بحاجة اليك ولحبك كما انا بحاجة لك ولحبك وحنانك ومعا سوف نبني مستقبلنا ومستقبل اطفالنا, لربما لا يستمر هذا الزواج لفترة طويلة لان سحر الحب قد يزول بعد الزواج وبعدها من الصعب ان تعود كما كنت بعد الزواج وكما تعلم ان الزواج مسؤولية والتزام عائلي ويبقى الامر متروك لك كيفما تشاء , لم يتحدث زيد بأي حديث بعد غادة ولكن على ما يبدو ان كلامها كان له صدى بداخلها لذا التزم الصمت .
قبل عودته الى ساحة الحرب بساعات ذهب زيد الى منزل غادة استقبله الحاج ابو محمد بالتحية والسلام ومهنئه على سلامته بعد هذا الغياب الطويل وتحدثا معا عن الحرب والمعارك الجارية في جبهات القتال وما سببته من خسائر وضحايا بشرية للطرفين , الا ان زيد اراد ان يغير مجرى الحديث فسال عن غادة التي لم تاتي للسلام عليه فأجابه ابو محمد انها لا تزال بالعمل ولكن زيد تحدث بصراحة انا سوف اكمل إجراءات الخطوبة والزواج خلال اجازتي القادمة ولا يوجد هناك اي سبب للتأخير كما تعلم أجابه ابو محمد ان الامر متروك لغادة كما تعلم انها صاحبة القرار ولها يعود الامر وكما تعلم نحن لا نتدخل بحياتها ولا بقراراتها فهي كبيرة ومثقفة ولها الرأي الاول والأخير في هكذا قرار لانه يخص حياتها رغم انا ووالدتها مسؤولين عنها ولكن بالزواج هي وحدها من تقرر , وكما تعلم قد رفضت الكثير ممن تقدموا اليها ولم نتدخل ولم نسال عن الأسباب واعتقد انه سوف لا تمانع ان تحدثنا معها بخصوص زواجكم , شعر زيد بنوع من الارتياح والطمأنينة بعد كلام ابو محمد واراد الذهاب لكن ام محمد طلبت منه البقاء لتناول الطعام وهي فرصة لانتظار غادة حتى تعود من عملها ويراها ويتحدث معها قبل عودته الى ساحة القتال .
بعد تناول الطعام وعودة غادة من العمل لم يسمع زيد رد غادة على طلبه ولكن نظرات الحب لا تخفى عل احد من الجالسين معهم في الغرفة الا ان الرد بصراحة يكن في حسابات غادة ولكن والدها عند توديعه قال لزيد لا تفكر كل شئ بإرادة الله وما يقسمه الله لك لا يكون لغيرك لذا اطمئن وانتبه لنفسك , بعدما وصل زيد لمنزله وجد لبنى وقد أكملت كل التحضيرات لوجبة العشاء وحقيبته الا انه بدا قلق بعض الشئ مما جعلها تقترب منه اكثر وتشعره بالأمان واقترب منه الأطفال مما زاد شعوره بالطمأنينة .
اتجه زيد بعد منتصف الليل الى إحدى كراجات نقل المسافرين في بغداد لنقل المقاتلين المتوجهين الى ساحة الحرب ووجد العشرات بل المئات من الجنود والضباط بانتظار الحافلات المتوجهة الى الحدود الملتهبة اختلفت تعابير وجوهم بين الخوف والقلق والبعض منهم حاول ان يشعر نفسه بالامان والعودة سالما بينما الساحة المقابلة للكراج انوراها ساطعة وافترش الارض العديد من الباعة والبعض من النسوة التي اعتاد الجميع على احتساء الشاي وتناول الطعام وغيرها ولكن في كل كراج هناك العشرات من رجال الامن والانضباط العسكري اضافة رجال المخابرات والرفاق لغرض السيطرة على اي حدث قد يؤدي الى زعزعة الامن , واغلب المحلات التي لا تنام حتى الصباح و تكون مراقبة من قبل رجال الأمن او اغلبهم وكلاء لرجال الأمن لذا نجد المكبرات الصوتية لا تتوقف بكافة الاغاني التي تمجد قائد النظام وحربه الملعونة ولعل ما جعل زيد يبتسم قليلا عندما سمع اغنية تردد صداها في كل مكان وهو يردد معها دون ان يعلم .........
أحنا مشينا للحرب
عاشك يدافع من اجل محبوبته
أحنا مشينا للحرب
وهذا العراقي من يحب
يفنى و لاعايل يمس محبوبته
احنا مشينة للحرب
حتى الوطن سالم يظل لجيالنا
لجل الطفولة واللعب ما تتحرك يوم بلهب عنوانا
احنا مشينا للحرب
حتى الورد ما يختفي من بروعنا ...................... )
وحدث زيد نفسه حتى لا يسمعه احد لماذا نذهب للحرب ؟ ذهبنا للحرب ولكن متى سنعود ؟ وكيف سنعود ! ربما نسى كاتب هذه الأنشودة كيف ستكون عودتنا من هذه الحرب , ولكنها الحرب ولا مجال للتراجع لا شي ينتظرنا سوى الموت .



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاماتي ,, يفتح فعاليات ملتقى النور الحر
- حكاية حب (10)
- حكاية حب (9)
- رواتب الموظفين الى اين ؟
- حكاية حب 8
- حكاية (7)
- حذام يوسف و الحب وأشياؤه الأخرى
- نداء استغاثة
- حكاية حب (6)
- هل اصبح العراق فريسة ؟
- حكاية حب (5)
- للحب حكاية /4
- (PETA) مركز بيتا انطلاقة جديدة في عالم الترجمة
- من الطفولة نبدأ
- هل الانتحار هو الحل ؟
- فرنسا وموجة الارهاب
- عنما يكون المطر كارثة انسانية
- رواتب الموظفين وبوادر الاصلاح
- التدخل الروسي في الصراع السوري
- ملتقى النور الحر يطل عليكم من الباب الخلفي للنهار


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الزاغيني - حكاية حب (11)