أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - انتعاش الحراك الشعبي المدني - احتضار المحاصصة !














المزيد.....

انتعاش الحراك الشعبي المدني - احتضار المحاصصة !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بأنطلاق التظاهرات الشعبية في شباط 2011 المطالبة بالحريات والخدمات ومكافحة الفساد, وبالتحرر من طوق المحاصصة الطائفية - العرقية, تم كسر حاجز الخوف الى غير رجعة, وهو الانجاز الاكبر الذي يغبط عليه متظاهرو ساحة التحرير وساحات التظاهر الاخرى في البلاد, والتي أرست وسائل الكفاح السلمي لانتزاع الحقوق.
وقد وقفوا لوحدهم, صامدين, امام حملة تشويه ظالمة من قبل احزاب الفساد, وتربص سلطوي بغيض لهم والتأليب عليهم بطرق متعددة والتخرص عليهم بتنفيذ اجندات خارجية مرة , ومرة بأحتمال اختراق مظاهراتهم من قبل الارهابيين والبعثيين الى ان سلم المتخرصون ثلث البلاد الى ارهابيي داعش ورهنوا اجزاءه الاخرى عند الفُساد والمفسدين ووضعوا مصير البلاد على كف عفريت.
لقد اثبتت الحياة صحة الاستنتاج الشعبي, بأن خشيتهم الحقيقية كانت على مصالحهم وامتيازاتهم وليس على خير البلاد ومواطنيها.
ومنذ عودة التظاهرات, قبل ثمانية اشهر, دأب الناشطون المدنيون على تأكيد طبيعة تظاهراتهم السلمية وابتداع وسائل عمل جديدة بعد تقويم لتجربتهم السابقة والالتزام بما تمليه عليهم وطنيتهم والاهداف التي خرجوا من اجل تحقيقها بعد تمادي احزاب المحاصصة الحاكمة في سرقة المال العام والانحدار بالبلاد الى مخاطر التقسيم.
ورغم الاستعداء السلطوي لهم بالادعاء ان تظاهراتهم السلمية ضد الفساد التحاصصي الذي ينخر بالجبهة الداخلية, تشغل القوى الامنية عن محاربة الارهاب, ومواصلة عزف اسطوانتهم المشروخة السابقة عن امكانية استغلال الارهابيين لتظاهراتهم, فقد ذهبت كل هذه التخرصات ادراج الرياح, بعد ان اثبتوا قدرتهم على صيانة تحركهم الشعبي المنحاز للمظلومين من ابناء شعبنا ضد ظالميهم من كل نوع, بما فيهم مناهضيهم من احزاب السلطة بوطنية الشعارات والاهداف ووضوحها.
وابدوا استعداداً مسؤولاً للقاء اية جهة تريد سماع وجهة نظرهم والتفاعل معها وهكذا كانت اللقاءات بمرجعية السيد السيستاني في النجف ولبّوا دعوات رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية, وعرضوا عليها مطالبهم ورؤيتهم للحل المنشود, اضافة الى اللقاءات المستمرة بمنظمات المجتمع المدني ونشاطاتهم الاعلامية على اكثر من صعيد في وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت اللقاءات الاخيرة بالتيار الصدري وقائده مقتدى الصدر, شاهد على تفاعلهم المسؤول مع اية جهة تدعم مطاليبهم التي هي مطاليب شعبنا وهي مطاليب قابلة للتنفيذ في اطار الدستور والقانون.
لقد جهد المتظاهرون الى توفير كل وسائل النجاح لتحركهم من اجل تحقيق مطالب ابناء شعبنا.
لذا فأن الحراك الاجتماعي التي فعلتّه شعاراتهم ونشاطاتهم, بدأ يعطي ثماره, فقد دخل مرحلة جديدة بعد ان وصلت تأثيراتها الى شرائح واسعة من ابناء شعبنا, كانت تقف مترقبة, من طلاب وعمال وموظفين... وتوسعت الحركة المطالبة بالتغيير, مما دفعت الاحزاب الحاكمة تبحث عن وسائل التحايل على هذه المطالب بعد ان كانت تتجاهلها كلياً وتعتبرها مؤامرة ضدها.
وبفضل الحراك الشعبي المتصاعد, دبت الخلافات بين اطراف ائتلافاتهم, لكن هذه المرة ليس فقط بسبب نسبة الحصص الموزعة من المال العام لكل طرف منها, بل بألقاء كل طرف اللوم على الطرف الآخر لما آلت امور البلاد ثم تحول صراعها الى صراع ضد عموم ابناء شعبنا لأنقاذ ما يمكن انقاذه من سلطتهم المتهاوية ولأدامة سرقة قوت المواطن والتحكم بمصائر البلاد.
لقد كان دخول التيار الصدري بكل ثقله الشعبي على خط التظاهر, وبطابع مدني يبتعد الى حد مشهود عن الانتماء الفئوي والحزبي, قد عزز الحراك المدني. ثم ما تبعه من قرار قيادة التيار بالتوجه نحو الاعتصام امام بوابات الخضراء برايات عراقية والتزام صارم بالضوابط المدنية التي دعاهم اليها قائد التيار مقتدى الصدر, يشكل انتصاراً, على الاقل في هذه المرحلة, للنهج المدني اللاعنفي الذي كافح الناشطون المدنيون, طوال سنين عديدة, من اجل اشاعته في الحياة السياسية العراقية, خاصة من تيار كان يعرف عنه نزوعه الى العنف وفرض اراداته بأدواته المسلحة.
ولابد من ذكر الاختراق الكبير الآخر الذي حققه الحراك الشعبي بمجموعه المتمثل بالتفاعل الأيجابي للجيش والقوات الامنية المرابطة على حواجز المنطقة الخضراء هذه المرة, خلافاً لمرات سابقة تعاملوا فيها بقسوة مع متظاهرين مدنيين سلميين, اقتربوا من مشارفها, والذي لابد وقد قض مضاجع الفاسدين.
وسواء كان هذا نتاج موقف وطني لافراد القوة الحامية او خشية من ردود فعل جماهير التيار العنفية المحتملة, فانه شكل خطوة متقدمة للحراك الشعبي بالتحول من التظاهر كشكل نضالي الى شكل آخر اكثر تقدماً هو الاعتصام امام, كما عبر بعض المعتصمين المدنيين, مغارة الحرامية.
نجاح عملية التغيير يرتبط بالموقف الصائب لقواها من المحاصصة الطائفية - العرقية المقيتة, بأستئصال شأفتها وتبني مبدأ المواطنة ودولة القانون والحريات. وان اية محاولة للدوران حول هذه العلة دون معالجتها جذرياً, ستنتج المزيد من المعاناة والآلام لشعبنا وتهدد وحدة البلاد ومنعتها.
لامجال لأعادة تدوير نفاياتها - قرار شعبي باتْ لا رجعة عنه.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايزيديات لم يمر بهن عيد المرأة العالمي
- هي القشة ذاتها, قشة الغريق والتي تقصم ظهر البعير !
- احتجاج برلماني ليوم... حزن شعبي للدوم !
- جوهر المسألة في حديث - النستلة - !
- شر البلية ما يضحك حد الانكفاء على الظهر !
- في يوم الشهيد الشيوعي 14 شباط - اختي التي في المقابر الجماعي ...
- أكلوني البراغيث !
- محاربة السعودية لداعش في سوريا... نكتة !
- زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
- ملصقات تحريم مغفلة التوقيع !
- الحمد لله على نعمة الألحاد
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - انتعاش الحراك الشعبي المدني - احتضار المحاصصة !