أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - الحمد لله على نعمة الألحاد














المزيد.....

الحمد لله على نعمة الألحاد


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 08:33
المحور: كتابات ساخرة
    


في يوتيوب تابعته على الانترنيت لرجل دين متنفذ, شق اشداقه ونفخ أوداجه, وتطاير من فمه رذاذ لعابه, حذر فيه مجموعة من مريديه المعممين, وهم فاغرون افواههم, من انتشار الالحاد بين الشباب العراقي. و دعاهم الى محاربة هذه الظاهرة الجهنمية بحزم الا انه, كالعادة, لم يجهد نفسه في البحث عن اسباب انتشار هذه الظاهرة وكيفية معالجتها. ولم يطرح على نفسه, لماذا يهرب الشباب الى هذا الخيار بعد 1400 سنة من الدعوة الاسلامية ؟ ألا يؤشر ذلك الى وجود خلل ما يتجنب رجال الدين من الاعتراف به ويفضلون حله بأسهل الطرق واسرعها, العنف وخنق الحريات ؟ فتبديد القناعات المطلقة هو اكثر ما يهز رجال الدين حتى جذور طبائعهم البدائية.
واذا كان هناك من يدفع هؤلاء الشباب لولوج هذا الطريق, فهم تجار الدين انفسهم بسبب سيل الفتاوي والنواهي وثقل الطقوس التي تحد من حرياتهم وتقمع تطلعاتهم وتكبلهم بحبال الماضي.
فهم يعتبرون اي محاولة للأنعتاق من ربقة سماحته ورفض وساطته بين الفرد وربه اوالاحتكام الى التفكير الحر المستقل, خروجاً على الملّة وكفراً دونه خرط القتاد. لهذا يسعون الى ادامة جهل العامة بين مفهوم الدين كعبادات, بأداء الفروض والتي تخص الفرد وعلاقته بربه, وبين الدين كمعاملة يعكس حقيقة ايمانهم من خلال سلوكهم الحسن مع الآخرين وبينهم وبين بعضهم البعض... بالتعامل بأحترام وتقبل الاختلاف وتعدد الافكار في عالم متنوع متغير.
احد المتخرجين الشباب من الجامعة التكنولوجية في بغداد, لم يجد تعييناً كمهندس في دوائر الدولة او الشركات الخاصة, لكنه حصل على فرصة عمل مع زميل متخرج سابق, عنده محل تأسيسات كهربائية. اختطفتهم, ايام الاقتتال الطائفي البغيضة, مجموعة مسلحة بيافطة مقدسة, وجرى اخضاعهم لجولات تعذيب وحشي لاتقل حفاوة عن أفانين جلاوزة المحروق بقبره, للأعتراف بأنتمائهم الطائفي. ولأن زميله كان من الطائفة الاخرى جرت تصفيته. اما هو فقد نجا بمعجزة بعد اقتناعهم بمنحدره الطائفي المتوافق مع مذهبهم.
وبعدما اشبعوه تعذيباً بما لذ وطاب لهم من وسائل, قاموا برميه في منطقة كانت تصنف بأنها منطقة نفوذ لمسلحي الطائفة الاخرى, ولكن الله لطف! وسيّر له سائق تاكسي شهم ( تبين لاحقاً انه غير ملتزم دينياً) ليحمله ويوصله لأهله, فنجا من قتل محتّم.
وبعد ان كان هذا الشخص صائماً مصلياً كمؤمن فطري بدون عقد طائفية, عاش تناقضاً بين ما كان يعتقده عن السماحة وما عاشه من ايام رهيبة بين مخالب القتلة. وفي لحظة صفاء, قرّ قراره ان يتحول ملحداً... واعلن ذلك لأصدقاءه المقربين.
بعد فترة, سألوه : ها شلونك ويه الالحاد ؟
قال بحسن طوية معبراً عن الحاده الفطري الخالص: ألف الحمد لله على نعمة الالحاد.
لايمكن لأي مواطن عراقي او في عموم منطقة الشرق الاوسط والدول الاسلامية لم يكن قد شهد اشكالاً متعددة من الأضطهاد الديني او الطائفي تصل في احيان كثيرة الى القتل بأشكال سادية مروعة, تشمل مجموعات سكانية بأكملها على ايدي متدينين متعصبين.
بمثل هؤلاء صح قول القائل:
وخلق اذا ما تأملتهم.................جحدت بهم حكمة الخالق



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هموم عراقية... تساؤلات مشروعة !
- ناديا مراد - البراءة المجروحة !
- الاستخبارات والمواطن
- تبديد حلم الاستقلال الكردستاني... كردياً
- يالولع الأسلاميين بالمنع والتحريم !
- طلب الحقوق... تناسى الواجبات
- رغم كل شيء... عيد ميلاد مجيد لأهلنا المسيحيين
- إرتهان اقليم كردستان لأرادة أردوغان !
- الطبخ على نار سبايكر جديدة !
- اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتف ...
- مباديء التسامح كسلعة للأستهلاك !
- دعونا نستمتع بحياتنا الفاشلة !
- هل ستدخل تمارا الجلبي السياسة العراقية من باب محاربة الفساد ...
- لن تجعلوهم هنودنا الحمر !
- جوزيف صليوا - شنو هالأحراج !
- على طاري,- بلغ السيل الزُبى - وغرق بغداد
- عملية الحويجة - رابح واحد... خاسرون كثر !
- ضياع 76 مدرعة - لغز لا يلتبسه الغموض
- هيْ يا أنتم, ألا تخافون - يوماً عبوساً قمطريرا - (1) ؟!!
- مرحى للهبّة الشعبية ضد الفساد في كردستان العراق !


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - الحمد لله على نعمة الألحاد